ربيعة بن كعب الأسلمي
هو ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس حجازي.
إسلامه:
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما وكان يلزمه وكان محتاجا من أهل الصفة وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته: إن رجلاً صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وكان يقوم على حاجته ليلاً ونهاراً لخليق به أن يتأثر بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، ومن المؤكد أن النبي ترك في نفسه أثراً تربوياً انعكس على حياته في أفعاله وسلوكه ويقول ربيعة بن كعب قال: ( كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه. نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الأخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجه فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد قال: فقال لي يوما - لما يرى من خفتي وخدمتي إياه -: سلني يا ربيعة أعطك قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك. قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيي قال: فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به قال: فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت: نعم يا رسول الله أسالك أن تشفع لي إلى ربك فيعقتني من النار قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة! قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال لي: إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود.
من ملامح شخصيته:
الصبر والتأني:
وذلك لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال له سلني يا ربيعة أعطك قال: فقلت: أنظر في أمري يارسول الله ثم أعلمك ذلك.
يقينه بانقطاع الدنيا وزوالها:
ويظهر ذلك في قوله للرسول صلى الله عليه وسلم.
وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخرتي العفو والصفح والتواضع
يقول أبو عمران الجوني عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا وأعطى أبا بكر أرضا قال فاختلفنا في عذق يعنى في نخلة فقلت انا هى من أرضى وقال أبو بكر هي من أرضى فقال يا أبا بكر أما ترى انظر ما ترى إنها من أرضى فأبى وقال لي كلمة ندم عليها فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا قال قلت لا قال فقال والله إذا لاستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت أنت اعلم فانطلق يؤم النبي صلى الله عليه وسلم واتبعته وجاء أناس من قومي فقال يرحم الله أبا بكر هو الذي قال لك ما قال ويستعدي عليك فانطلقوا معي فقلت لهم أتدرون من هذا هذا أبو بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فيغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لغضبه ويغضب الله عز وجل لغضب رسوله فيهلك ربيعة ارجعوا ارجعوا فرددتهم وانطلقت وقد سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه فلما جئت قال لي يا ربيعة مالك وللصديق قلت يا رسول الله انه قال لي شيئا وقال لي قل مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا فقلت لا أقول لك مثل ما قلت لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر فقلت يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر فولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكى.
حبه للنبي صلى الله عليه وسلم:
لقد أحب ربيعة بن كعب النبي صلى الله عليه وسلم حباً حتى أنه لا يستطيع أن يفارقه ولما سأله النبي صلى الله عليه وسلم حاجته فكان طلبه مرافقته في الجنة فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه وبحاجته فقال سلني قلت مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود.
همته رضي الله عنه:
يقول أبو الفرج الجوزي في كتابه مدارج السالكين وإذا أردت أن تعرف مراتب الهمم فانظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله سلني فقال أسألك مرافقتك في الجنة وكان غيره يسأله ما يملأ بطنه أو يواري جلده
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
يقول ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم: يا ربيعة ألا تتزوج؟ قال فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة و ما أحب أن يشغلني عنك شيء قال: فأعرض عني قال: ثم راجعت نفسي فقلت والله يا رسول الله أنت أعلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة قال: وأنا أقول في نفسي ليت قال لي الثالثة لأقولن نعم قال فقال لي الثالثة يا ربيعة ألا تتزوج؟ قال فقلت: بلى يا رسول الله مرني بما شئت أوبما أحببت قال: انطلق إلى آل فلان إلى حي من الأنصار فيهم تراخي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوجوا ربيعة فلانة امرأة منهم قال: فأتيتهم فقلت لهم ذلك فقالو: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته قال: فأكرموني وزوجوني وألطفوني ولم يسألوني البينة فرجعت حزينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما بالك؟ فقلت: يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وأكرموني ولم يسألوني البينة فمن أين لي الصداق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريدة الأسلمي: يا بريدة أجمعوا له وزن نواة من ذهب قال: فجمعوا لي وزن من ذهب قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اذهب بهذه إليهم و قل هذا صداقها فذهبت به إليهم فقلت هذا صداقها قال فقالوا كثير طيب فقبلوا و رضوا به قال فقلت: من أين أولم؟ قال فقال يا بريدة: اجمعوا له في شاة قال فجمعوا لي في كبش فطيم سمين قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب إلى عائشة فقل انظري المكتل الذي فيه الطعام فابعثي به قال فأتيت عائشة رضي الله عنها فقلت لها ذلك فقالت: ها هو ذاك المكتل فيه سبعة آصع من شعير ووالله أن أصبح لنا طعام غيره قال فأخذته فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب بها إليهم فقل ليصلح هذا عندكم خبز قال فذهبت به وبالكبش قال فقبلوا الطعام وقال: اكفونا أنتم الكبش قال: وجاء ناس من أسلم فذبحوا وسلخوا وطبخوا قال فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت و دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم:
يقول كنت في بيت ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت معه على يساره فأخذ بيدي فجعلني عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة حرزت قيامه كل ركعة قدر { يا أيها المزمل}.
ما رواه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: سبحان الله رب العالمين الهوي ( وفيه: " كنت أسمعه الهوي من الليل " الهوي بالفتح الحين الطويل من الزمان وقيل هو مختص بالليل. ثم يقول: سبحان ربي العظيم وبحمده الهوي
وفاته:
لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على بريد من المدينة مكان قريب من المدينة فلم يزل بها حتى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين