آهٍ منها حُروفي الشَّقِيَّه
كمْ أوقَعَتْني في شَرِّ البليَّه
كنتُ أَحْسِبُ أني فقط أَرسُمُ
أو أُمثِّلُ فصولَ مسرحيّه
تارَةً قلمي ريشَتي يرسمُ مزهريَّه
وعُلبةُ الألوانِ روحي وخَلَجاتُها المُخمليّه
والنَّبْضُ خيالاتي وأحلامي الورديّه
بها أنسِجُ وروداً حُمْراً جوريّه
وزنابقَ بيضاً كؤوسُها بنفسَجِيّه
وعليها أنثُرُ فراشاتٍ بأجنحَةٍ ملائكيّه
تطيرُ وتَحُطُّ بِخِفَّةٍ كأنّها حورِيّه
تمتَصُّ الرّحيقَ تُصيِّرُهُ شَهْداً
تسكُبُهُ في كؤوسٍ ذهبيّه
لو رَشَفَ القمرُ منهُ رشْفَةً
لَغَرِقَ في نَشْوَةٍ أزليّه
كنتُ أخالُها مُجرَّدَ حروفٍ بريئةٍ
تُسافِرُ .. تُحاوِرُ .. تُناوِرُ بعَفَويّه
ولمْ يخطُر ببالي قَطُّ أني أنسِجُ
شرْنَقَةً تلتَفُّ حوْلي بطواعِيّه
كأخطبوطٍ يأسِرُني يخنُقُني بكلِّ تقنيّه
أو كتنينٍ ينفُثُ حولي نيرانهُ الجهنَّمِيَّه
تارَةٍ تحرِقُني وتارَةً تقذِفُني
ما وراءَ حدودِ الكرةِ الأرضيّه
سأبرأُ منكِ أيتها الحروفُ الشقيّه
ملكَةٌ أنتِ تعترِشُ عرْشَ الأنانيّه
تأسرينَ وتقتُلينَ بلا رحمَةٍ
قلوباً كانتْ بالأمسِ تقيّه
لا أنتِ منّي ولا أنا منكِ
ضِدّانِ لا يجتمعانِ حِكْمَةٌ أزَلِيّه
م0ن