هي كالحنينِ الحُرِّ من لاشيءَ للاشيءِ .
مثلَ تأججِ النسماتِ بالهمساتِ
في يومٍ غريبٍ دونَ علمِ الصيفِ .
مثلَ تذكرِ الأرواحِ للأحلامِ قبلِ الطينِ
أو مثلُ السعادةِ صعبةٌ .
إذ ترتدي قرطَ النجومِ
وسهلةٌ جداً إذا جلَّ التجلي
في الفمِ المحمومِ من فرطِ السؤالِ
عن الحقيقيةِ في الخيال .يشدهُ الظلُ
المضمخُ بالنبيذِ . يشدهُ وترُ اللعابِ السكريَّ .
يشدهُ ياقوتكِ السحريُّ
للوقتِ المجمّدِ في الحنانِ .
وللأمانِ الحُرِّ من لاشيءَ للاشيءِ .
للأملِ الرقيقِ بهامشٍ في حانةِ الشفتينِ .
قبلةُ عاشِقيّن مُـيتَمينِ . مُـغّيبينِ
عن المدينةِ والوجودِ المُرِّ من لاشيءَ للاشيءِ .
قنينةٌ
قد أحصنتْ تأثيرها الكونيَّ
هادئةٌ على رفِ المعارفِ .
خبأت في عطرها زهو الإلهة بالربيعِ .
مزاجَ أقدامِ الصبايا الراقصاتِ بنشوةِ القيتارِ .
فكر الأرضِ . طعمَ الضوءِ . همسَ الروحِ . ريقَ الغيمِ .
مالم تكن مُتبطلاً أو ناسياً كل المذاقات التي
لصقت بذاكرة اللسانِ ولم تداعبْ خصرها .
لاتقرب الفلينةَ السمراءَ . ينتقلُ النثارُ المرُّ
للشفقِ المُقطرِ في زجاجِ النهرْ
وإذا سكبتَ السحر في المحرابِ
دعها في خشوعٍ تنتشي من ذاتها
إذ صمتها في الكأس بدءُ الحدسِ بالأشياءِ
وارشفها كأنكَ قد تموتُ اليومَ
وارشفها كأنكَ لن تموت .
كرؤيــةِ السكرانِ للأكوانِ .
أصرخُ في زقاقِ الهاجعينَ . أموتُ في مطرِ الرصيفِ
مكللاً بالحُلمِ البهي لأدركَ الأشياءَ خلفَ الوهمِ .
ولأحيا كما قد قدرَ الرحمانُ . لي شرفُ الهزيمةِ
في حروبٍ أنتقيها صدفةً .
ولي لمدى والجنةُ الأخرى .
ولكم جحيمٌ قادمٌ في قاطراتٍ تنفثُ اللحمّ الطريا .
( ما أنتَ إلا رابضٌ في الوهمِ . فاستيقظ بموتٍ كامل . هو سكرةٌ كبرى
هو صحوةٌ أسمى وتغدو مفعماً بالسرِّ . كم من ميتٍ مازال في وحلِ
السرابِ مضرجاً بالأمنياتِ ) أسألُ ياعلي : وماحكايةُ موتنا .
قال انتظر صمتَ الخمورِ بخدرها .............
منقول