هكذا تعودت منها الخيانة
والله كادت ألا تبقي لي حبيب إلا وفرقت بيني وبينه
زفرات مهموم
كادت أن تقضي عليه الجراح والله لم أفق من جرح حتي يلحقه
ما هو أغور منه
ولكني أبشركم بأني تعودت عليها فصرت لا أدري أيهم أغور من الأخر وخاصة أنهم كلهم بسيف واحد ألا وهو سيف
(الفراق)
فمتي ينكسر نصله ولا يؤرقني طيفه
فوالله ما أقتربت من أحد وأقترب مني الآن إلا وأنا أحمل هم فراقه قبل لقياه فمنذ نعومة أظفاري وهو يلاحقني الطعنات تلو الطعنات
فهذا أول صديق ورفيق وكان يكبرني ب4سنوات وكان ظلي لا يفارق ظلة وكان صادقا ناصحا وفيا خفيف الظل محبوبا من كل من رئاه ولما علمت أنه سيدخل الجيش كنت مهموما هما شديدا
كيف لي أن أبتعد عنه شهرا كاملا ولم اتخذ صديقا سواه
وياليت الفراق كان شهرا فهذا يوم عيد الاضحي وكنت أتوقع أنه سيأخذ إجازة وينزل يعيد معنا ولو يوم علي حسب كلام أخاه لما زاره ولكن لم يمهلني هذا السيف بنصله واستيقظت يوم العيد علي صرخة وناس يرقضون صحيت مزهولا واسرعت معهم لأري مالا كنت اتوقعه سيارة أسعاف وبها صندوق وضابط جيش يقول أين منزل فلان بن فلا ن هرع الناس اليه وأنا أقف لا استطيع الحراك
تبلدت مشاعري برزت عيناي قلت كل شيء ممكن إلا .....
وفجأه قال الضابط هذه جثة محمود رحمه الله
وكانت هذه هي أول الطعنات وأقلها ثم تلاها سيل من الطعنات
وكان من أشدها هي موت أغلي من عرفت بعد أمي وأوفي من دخل قلبي واتقي من رأت عيني والله حسيبها زوجتي أسماء
اللهم إن أشهدك أنها لم تمت إلا وأنا راض عنها فارض عنها يارحمن يارحيم وإن شاء الله سأفرد لها موضوع لما كان في موتها من كرامات وبشريات
ثم اليوم ما أشبهه بالبارحة ومازل يجهز علي ويلاحقني الضربات
ولكن والله أفعل ما بدا لك وكلما ضربتني ضربه يزداد اشتياقي
للقاء ملك يكسر نصلك ويجمعنا بمن حلت بيننا وبينهم
والملتقي الجنة بإذن ربنا
م0ن