سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الثاني
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 829
" إنه أتاني ملك ، فقال : يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً ? قال : بلى " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 2 / 502 :
أخرجه النسائي ( 1 / 191 ) والدارمي ( 2 / 317 ) وابن حبان ( 2391 ) والحاكم ( 2 / 420 ) وأحمد ( 4 / 30 ) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن # عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم و السرور يرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله إنا لنرى السرور في وجهك فقال ... " : فذكره .
والسياق لأحمد وفي رواية ابن حبان : " قلت : بلى أي رب " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
كذا قال ! .
وسليمان هذا قال الذهبي نفسه في " الميزان " : " ما روى عنه سوى ثابت البناني ، قال النسائي : ليس بالمشهور " . لكن الحديث صحيح ، فإن له طريقاً أخرى يرويه أبو معشر عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبي طلحة الأنصاري به نحوه .
أخرجه أحمد ( 4 / 29 ) .
وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ أبي معشر ، وإسحاق بن كعب مجهول الحال . فهو إسناد لا بأس به في الشواهد والمتابعات .
وله شاهد من حديث سلمة بن وردان قال : سمعت أنساً ومالك بن أوس بن الحدثان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يتبرز ، فلم يجد أحداً يتبعه ، فخرج عمر ، فاتبعه بفخارة أو مطهرة ، فوجده ساجداً في مسرب ، فتنحى ، فجلس وراءه حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال : " أحسنت يا عمر ! حين وجدتني ساجداً فتنحيت عني إن جبريل جاءني فقال : من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشراً ورفع له عشر درجات " .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 642 ) .
وسلمة بن وردان ضعيف بغير تهمة ، فيصلح للاستشهاد به .
وللحديث شاهد آخر من حديث عبد الرحمن بن عوف وقد خرجته في " الإرواء " ( 467 ) .
والحديث أورده في " الفتح الكبير " بلفظ : " أتاني جبريل فقال : يا محمد أما يرضيك ... " الخ .
ولم أره عند أحد هكذا ، وهو في " الجامع الكبير " ( 1 / 11 / 1 ) بلفظ " أتاني الملك فقال ... " الخ .
نعم لفظ النسائي : " جاءني جبريل ... " .
إلى اللقاء مع الحديث القادم