الطائر الميمون
أَيُّهَا الطَّائِرُ مَا أَسْعَدَكْ !
كُلُّ أَقْطَارِ الدُّنَا هِيَ مَوْطِنُكْ
لاَ جُنود لا حُدُودَ تَمْنَعُكْ
لاَ، وَلاَ مَوْعِد فِي رِحْلَتكْ
تَعْلُو وتَهْبِطُ مُرْتَاحَ الضَّمِيرْ
لَسْتَ تَخْشَى الحَرَّ وَلاَ الزَّمْهَرِيرْ
تُودِعُ الزَّغبَ في وَكْرٍ صَغِيرْ
ثُمَّ تَسْعَى . . تَتَغَذَّى وَتَطِيرْ
لَيْتَني مِثْلُكَ في هَذِيْ الحَيَاةْ
مُطْلَقاً فَوْقَ هَامَاتِ الرُّعاةْ
لَيْسَ لي غَيْرُ تَسْبيحٍ وَصَلاةْ
داعِياً رَبِّي أنْ يَهْدِي الطُّغَاةْ
تَهْبِطُ طَوْراً ثُمَّ تَعْلُو لِلْفَلَكْ
أَيُّها الطَّائِرُ هَذَا قَدَرُكْ
احْذَرِ النَّارَ فَالصَّيادُ بِكْ
يَترَصَّدُ دَوْماً كَيْ يَقْتُلَكْ
هَات لي يَا طَيْرُ أَخْبَارَ السَّمَاءْ
أَبِهَا حَرْبٌ، أَمْ فِيهَا اعْتِدَاءْ؟؟
أَفِيهَا قَنَابِل، أَمْ فِيهَا اكْتِوَاءْ؟؟
مِثْلَمَا نَحْتَرُّ بِالنَّارِ سَوَاءْ ؟!
إِيـهِ يَا طَيرُ لَوْ تَدْرِي بِحَالي
وَطَني رَاحَ اغْتِصَاباً ونَفَاني
صِرْتُ في الأَرْضِ طَرِيداً وَجَفَاني
كُلُّ سُكَّانِِ الدُّنَا إِنْسٌ وَجَانِ
لَسْتُ أَدْرِي أَيُّهَا الطَّائِرُ كَيْفَ تَطيرْ!
في وِئَامٍ، وسَلاَمٍ، وَعَيْشٍ وَفِيرْ
نَحْنُ في الأَرْضِ نِزاعَات نُثِيرْ
و حُرُوبٌ نَهَبَتْ مِنَّا الكَثِيرْ
أَيُّهَا الطَّائِرُ حَلِّقْ في الفَضَاءْ
وامْلأَ الجَوَّ حُبُوراً وَبَهَاءْ
إِنَّ لي عِنْدَكَ يَا طَيْرُ رَجَاءْ
هَات لِلأَرْضِ سَلاَماً مِنْ سمَاءْ
للأديب الأردني الراحل: " عمر عبيد العوضات "
من كتابه: (تحت ظلال الزيتون)
الذي طبع بعد أن توفي - رحمه الله - عام 1995