السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 1 )
. غرباءُ نحنُ في دياجر غُربة -هوْجاء تصفعُ كُلّ حظّ أهوج
. سنُظِلُّ نحكي لِلقصيدِ مشاعِر- ماتت ومات وهجُها وبريقها
. لا يقتل الحُبّ إلّا مِن توَقُّفِ عن -رُؤيا الحبيبِ وفاقت نفسُه هِمّهُ
. ونُكتِبُ في زوايا الصُّفحِ شعّرا- ليَسكُبُ مِن تِلالِ البوحِ جرّحا
. ونُصفِّحُ عن صغارِ لِلمُرُؤةِ -فيَجفو طبعُهُم صلب عنيدِ
. نحارب كُلّ شرّ بِالتّسامُحِ- فيوقِظُ في زواياِنا التّجاهُل
. ويَحسُدُنا صغارِ لسنا ندري -علاما يحسُدُ الصّبُّ الغريبُ
. هُم اِرتاعوا مِن الدُّنيا مِرارا -وكبلهُم جِهاد سوْف يصفو
. فلا اشعارهم تُجدي سبيلا -ولا اشعارنا تُحيي قتيلا
. كُلانا في الجزيرةِ نحنُ غرقى- وكُلّ حُروفنا حمقى وخرسى
. ونجتاحُ الغمائِم كُلّ حين -لِنُحيي في الفُؤادِ بعضُ روحِ
. إذاً ما كان حظُّك ذا رديء- وظنّك بِالجِوارِ سوء ظنِّ
. فلا تبحثُ عن الطُّهرِ سواه -فلن تلُقّاهُ إلّا في نُقاءِ
(2)
. يزلزلني قهر ويُبدي مخاوِفُي- ويقتلني أسُرّ ويُدمي مساوئي
. يكونُ لي اللّيْل رِداء بلّا طُرفِ -يُبدِّدُ واحةُ الاشجان مِن عُمرِ
. أتوقُ إلى تِلك الدُّروبِ المريرةِ- كمن غِرّهُ الذِّبح الشّنيع بلّا فصِلّ
. يحاورني قُلّبِ كسيرِ مِن الطُّرفِ -فيُقتِّلُ نبعُ ظُلاّمِهُ مِن الوَهمِ
. أنا غيِّث مِن الأحزان صبت -على جُرف مِن الآهات قِدتُ
. أنا طيْف مِن الالآم صبت -على طُرفِ مِن الاشعار جنت
. يحاورني البليغ بِكُلّ سُخف -ويُقتِّلُ كِبريائيِ بِاِفتِعالِ
. يُبدِّدُ راحةُ الاشواق حيّنا- ويُسرِّقُ حلمُي المنشود دهرا
. وأكِرُهُ ظلِمها والكرِه باد -على وجِه مِن الظُّلمِ تحجُّر
. آيا أواه مِن قُلّبِ مُعسِرِ- وعمر حِمامةً في النُّهُرِ صبّ .
تُحاوِرُنّي غُرور الدُّنيا غصبا -فأكِرُهُ ردّها فالقلب مُثقل
. وكم مِن طعنةٍ مِنها غزتني- فُؤادي هاهو لِلشرِّ مصقل
. قِتلتُي برائتي بِغرورِ طبعِ -سرّقتي طموحي فالدّرب أغبر
. فلا تأتي لِتمّحي ما جنيَتُي -ولا تنظُّري ما أنتِ صمّتا
. وأكرهك ككرِّهُ ليْس يعدو _بقدر الحُبّ اِنقلب الوَفاء
. إذاً ما كنت ذا قُلّبِ نقي_ لكان فُؤادي لِليَوْمِ أطهر
. ولكُنّ الخباثة إنّ تردّت- لِتُسرِّقُ مِني أحلام الطُّفولة
. لِتُقتِّلُ في الوَريدِ شِعار أرقى- وتخلُّق مِن جديدِ كرهِ أكبر
. يكلفني زماني أن أرُدّ لك -الصّاعيْنِ صاعيْنِ وأكثرُ
. يكلفني بِأن أقتل خداعا -وزيّفا لِلمشاعِرِ فيكِ أظهِر
. ولكُنّ الصُّفحِ ماهو إلّا نقاء_ فُؤادي لِلخيْرِ أفضل
-------------------------------------------
( 3 )
. تُحاصِرُنّي الظّنون بِكُلّ جنب- وتُقتِّلُنّي الفُنون بِغيْر ذنب
. ويقتلني التّفاؤُل حين أغُدوِّ- كزنبقةٍ طريح في الضّبابِ
. فلا حدّ ولا هُم يحينُ -ولا نبض ولا صوْت يُصيِّرُ
. وتنهمِرُ الدُّموعُ بلّا توَقُّفِ -وتنسكِبُ الجروح بلّا ترفُّق
. يحينُ الموْتُ مِن دربي يُصيِّرُ- بلّا حدّ ولا نبض طريحِ
. هي الدُّنيا تُفيدُ بِنا دُروبا -تغيُّر لِلظُنونِ طريق جهرِ
. أُريدُ تحرُّر مِنها وفيضا -أُريدُ تبعثر ذاك القصيدُ
. أنا بُركان شوْقِك لا تقوُّلي -بِأنّكِ لِلمُحِبّةِ نبعُ شوْكِ
. إذاً ما كان حُبكُ كالدّمارِ -فحُبّي نارهُ جنّاتِ بوحِ
. تُريدُ ترفُّقُ فأقوَل ويَحُكُّ -لمِثلُ الحُبّ ماخلق الترفق
. تُريدُ مِساحةُ تمّحي الظِّلالُ -فأُعطيها حنّان ليْس يخبو
. إذاً ماحان نبضك في اِحتِضارِ- فلا تُردِّعُهُ فالأشواق نبعُ
. وطُهرُ قُلّبِك دوّما وعمّرا فلا- وجِدّ الظُّلاّمِ في أرضِّ طيْفِ
. ويعصرني فُؤادي كُلّ حين- أموْت ندامةِ دمعا وجرّحا
. يُبدِّدُ طيْفُ أمالي حيّاتي -ويُقتِّلُ كُلّ حلِم كان يطفو
. إذاً ماكنت في قوّمِ ضعافِ- فقلبك ميْت بِاِحتِكارِ
. هي الدُّنيا تفرُّق كُلّ قُلّبِ- تعلُّق بِالشّغافِ وطُهرُ نبضِ
. هي الدُّنيا تبعثر كُلّ كوْن- تفكُّر بِالنُّجومِ وصدق صفو
. هي الدُّنيا تُباغِتُنا جُموع -تعانُق فِكرِهُم أرِضا وثمّرا
. وكنت كمن يُجاهِدُ بِالحُروفِ- ليُكسِبُ نفسُه عزّا وحبّا
. وكنت كزهرةٍ مُلقّاة أرِضا- تُداسُ ولا يرى مِنها لفيف
. فلا والله قد حان اِنتِصارُ -وحان تمالُك صفوِ جديدِ
. وإنّ ماتت حُروفُي ذاتُ يوْمِ- فاهــي توَلُّد مِن جديدِ
م/ن