عندما تحين الواحدة
عندما تحين الساعة الواحدة
سأكون هناك في مكاننا المعهود
سأنتظرك حبيبتي كعادتي
و أصوب بصري ناحية الباب الشرقي
مكان دخولك الدائم
سأترجي ساعة الوقت أن تتباطأ
حتي يمكنك اللحاق بموعدنا الوهمي
وأنا أعلم أنك لن تأتي
سأنتظرك حبيبتي كما تعودنا
و أعرف أن وقتي سيخذلني
و أنك لن تأتي
ستترقرق دموعي تترجي في ساعة الوقت
عندما تحين الواحدة
سأنظر إلي الكرسي المقابل لي
و أضع عصابة سوداء علي عيني
و أراكي بقلبي كما أراك دائما
كما تعودتي جالسة قبالي تبتسمين
سأطلب من النادل عصيرك المفضل
ليمون و نعناع و قهوتي المرة
سأبدأ في سرد يومي بالتفصيل
كأنني أستأذن منك في إعتماد أحداثه
عندما تحين الواحدة سألغي وجودك يا عيني
و أبدأ الرؤية بأجهزة الإبصار خيالية الوجود
سأراكي و أنتي جالسة قبالي
حينها سيذوب طعم القهوة المر
وسأقدم لك هديتي التي احملها دائما
هدية طالما رفضتي إستقبالها مني
ورودك المفضلة
و اتخيلك و أنتي تقبلينهاهذه المرة
عندما تحين الواحدة
سأترك هذا العالم و أعيش عالمي الخاص
و أنا أعلم أنك لن تأتي
بعد الواحدة بقليل مازلت أجالسك أسامرك
و أراكي مازلت تبتسمين
تتركين كل إحساسك بالألم
علي بوابة مكاننا المعهود
تتحررين من كل عناقيد الحزن
العالقة بأثواب عفتك
تخلصين قيود قلبك من سجنك الخاص و تنطلقين
فراشة برية أنت أدمنت الطيران بلا هدف
بعد الواحدة بقليل ما زلت اشتم رائحة عبيرك
و أري عينيك بلونها المميز
من خلف نقاب الاحداث
و أري إنكسار التجربة الشاخص إلي الدنيا بفزع
أراكي و أنت تستعدين للرحيل من أمامي
تاركة كل أثار الضعف خلفك
ويمضي طيفك و أنا لك مودعا سأنتظرك غدا
الواحدة والنصف أرفع العصابة السوداء عن عيني
و أسال كل من حولي
هل شاهدتم حبيبتي ؟
سؤال إستنكاري أطرحه و سخرية كل من حولي
يرفع النادل كوب العصير كما جاء به دون إرتشاف
وفنجان قهوتي الفارغ
أعيش واقعي مرة أخري
و أرى الدنيا بعيون الناس
و كنت أعلم أنك لن تأتي
و أبدأ في جمع أشيائي وسداد فاتورتي
و أمضي أجوب أرجاء مدينتك
أتلصص احداثها
و أتملق شوارعها
أخذ معي نعيق البوم دليلا
يلف معي أرجاء مدينة هزيمتي
أبحث عنك بكل ميدان وكل طريق
علني أراكي صدفة دون موعد سابق
مدينة الأحزان هي تمثلت لي
كل ذكرياتها مؤلمة موجعة
أسير علي غير هدي
أبحث عن كيان مفقود
عن كل ذكري جميلة جمعتنا سويا
و أصل إلي بوابة مدينتك
و أنظر خلفي مودعا متبسما بحزن عميق
فأري أنوار المدينة الساطعة
ليست هي هذه المدينة التي كنت أجوبها
خداعة أنت يا مدينتها ملكتني
و أراجع نفسي قائلا ألا يكفيك يا هذا
ألا يكفيك إحساسك بأنك كنت في مدينة هي تقطنها
و أنك شاهدت شمسا هيا شمس مدينتها
ورأيت قمرا هو قمرمدينتها
وإختلطت أنفاسك بهواء قد مر عليها وتنفسته
ومشيت قدماك علي طريق
مؤكد أنه كان يوما طريقها
فوداعا مدينتها ووداعا لقاءا غاليا لم يتم
و أرجو أن يتم