سأكتب عنك ولكــ..

[نور]

اديبنا الرائع
جلال
شكر بحجم السماء واكثر
لحضورك الذى اسعدنى
دام جميلا متصفحى بكم

[نور]

فرغت موائد البوح وشَكت الحروف جوعها لكلمة تلتَهِمُهَا
نفذت مؤونة الصبر وسخَطت اللغة على فقراء حظ لا يُشبِعُونَها
إذاً طارت الأفكار بأرزاقها
فالذاكرة المتعبة فضاء لا يتسع لها

[نور]

لا أجد ما أكتبه لأنني غالبا لا أكتب ما أجده فأنا تعودتُ منذ زمن طويل أن أكتب عن كل ما لا أراه رغبة مني في رؤيته ,
عن كل ما لا أصل إليه طمعا مني في الاقتراب منه ,
عن كل مالا أعرفه فضولا مني لاكتشافه,
والمؤلم حقا أنني مهما كتبت لا أرى, ولا أصل ,ولا أعرف أنا فقط أثقل كفة أحلامي فيختل ميزان حياتي فتارة أرضى بواقع
سخيف لا يُرضِي, وتارة أخرى أسخط عليه وعلى ضعفي ...
ماذا أكتب إذا ؟؟
لنفرض بأنني سأكتب عني قبل أن أكتب لك ما تيسر منك ؟؟
لنفرض مثلا بأنني سأحكي عن بعضي قبل أن أحكي بالتفصيل عن كلك ؟؟؟
لنفرض جدلا بأنني سأبسط ما لي بين ممرات السطور للعابرين قبل أن أُأَثِثَ المكان بأفخر وأثمن القطع من روحك ؟
أسأكونُ أنثى غير لائقة برسائل لائقة !!؟
أسأكونُ امرأة غير عادية برسائل عادية !!؟
أستقرؤُني كمخطوطة نادرة أم كجريدة أخبار يومية !!؟
أستتصَفحُني ككتاب عتيق تفرقت أوراقه أم كموسوعة معروفة تكاثرت نسخها !!؟
ربما
فما بين المستحيل والممكن تقبع كل أسئلتنا ,ومابين الجنة والنار تتأرجح كل أحلامنا ,
وعند الهاوية نقف يمنعنا من السقوط الحنين للماضي ويدفعنا اليأس من الآتي ..

[نور]

سأكتب لك عن مكان لا تعرفه أنت يقع مابين جسدي و ظلي
سأكتب لك عن مساحة ما كتب عنها أحد تمتد ما بين أنفاسي وصدري
سأكتب لك عن حيزا من فضاء غريب ما أخذك إليه أحد يتسع لمنطقك وجنوني
سأكتب لك أسخف ما جادت به اللغة على متسولة حرف لها نفس ملامحي
صوتي
إحساسي
ولكنها ليست أنا
حتما لن تكون أنا
فهي تكتب لك عنك وأنا أكتب معك لك
...
مكاني شاغر دائما أجده مأهولاً بأشخاص لا أعرفهم يتبادلُونَهُ فيما بينهم
يعيشون فرحا هو في الأصل لي
يتقاسمون نجاحا كان لابد أن يكون ملكي
وينفضون عن كاهل إحساسهم حزنا لهم تركوه ليتعفر به ثوب وجودي
مكاني منذ زمن طويل ليس لي
ذاك الظل الممتد بالقرب من جسدي يجهلني وقد ارفع يدي لأصفعني فيرسم عوضا عن أصابعي قبضة
تصبح دائرة سوداء فلا يَشفى غليلي...
ذلك الهواء العالق بصدري يخنقني وقد أتنفس بسرعة لألحق ما تسارع منه فيتسرب ثقيلا بصوت هادئ
يزعجني ولا يحتوي غضبي..
مكاني منذ زمن طويل ما كان لي, كان ومازال لها للدنيا التي سحبتني من بئر عدم منذ ثلاثين سنة
لأعيشها راضية عنها لا عني
سعيدة بانجازاتها لها لا لي
مكاني لها تلك التي أحبها ولا أحبها
تلك التي تصفعني ألف مرة وكطفلة ساذجة على نفس اليد الآثمة أقبلها
تلك التي تشتمني بصوت أجش وكمجنونة متمرسة أُرددُ أمامها أجمل أغانيها
تلك التي تركلني كلما زحفتُ باتجاهها وكجائعة لا تشبع أعود لألتقط فتات سكينة من لياليها
مكاني لها وأنا لا مكان لي عندها
مكاني شاغر إلا منها وأنا البعيدة عنها
الكافرة بكل أعرافها
الساخطة على زيفها
الغاضبة جدا من نفاق أهلها
من ولائهم لها وهي الخائنة حتى لنفسها
من تقديسهم لأيامها التي تتساقط فتكشف ضعفها
مكاني الذي يُفترض به أن يكون لي هو في الحقيقة مشغولا جدا بغيري
وأنا صدقا لا يعنيني ما ينتظرني عنده
ولا أكترث أبدا بما قد يضيع مني بعيدا عنه
أنا فقط سأهمس للدنيا بيني وبينها إن وضعت أيامها الحبلى بالمفاجآت حملها ليكن لقاءَك أنت أول
مولود تتلقفه يد وجودي منها

[نور]

اكذب عليا كما تشاء
فكم جناح زيف تحتاج شمس الحقيقة ليتوارى الضياء
إن كانت كل طيور الأعذار تائهة بلا سرب يضمها
وأنا يا صديقي السماء

[نور]

.
وحدي ويرتفع الصخب،
ويغيب عني من أحب،
مابال عيني تستجير بطيفهم،
وهم البعيد مكانهم
يا ايها القلب الكبير بحبهم،
رفقا بي فانا الوحيدة بعدهم،
حولي الجميع وفارغ هذا الوجود بدونهم

لى عووووووودة