نسبة الانتشار:
لو اننا امعنا النظر وحاولنا استقراء الارقام المعلنة عن نسبة انتشار اضطراب التوحد خلال العقدين الماضيين لكان من السهل علينا ملاحظة الفرق الشاسع بين هذة الاحصاءات ,
يشير عصام زيدان الى ما ذهب اليه إيدلسون ( 1998 ) Edelson بناء على دراسات مسحية واسعة المدى في الولايات المتحدة ، وانجلترا ، وأكثر الدراسات الإحصائية عن التوحد قررت أنه يحدث بمعدل ( 4-5 ) أطفال لكل 10000 طفل ،
كما أعلنت الجمعية الأمريكية للتوحدية (1999) Autism Society of America أن إعاقة التوحد تحدث بنسبة ( 1: 500 ) من الأطفال بما يعادل ( 20 : 10000 ) ، وإن نسبة انتشارها بين البنين إلى البنات هى ( 4: 1 ). ( عصام زيدان: 2004 ، 124 ).
ويذكر كل من رونالدكولاروسو ، كولين اورورك (2003) أن نسبة انتشار إعاقة التوحدية بين الأطفال من سن 3-12 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية هى 0.06% وهذا يعنى أن هناك ( 60 : 10000 ) طفلا لديهم إعاقة التوحدية .لمياء عبد الحميد 2008
وتذكر وفاء الشامي (2004) ان التوحد يظهر في جميع أنحاء العالم وبمختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية بالتساوي .
لا توجد أي دراسات تدل على مدى انتشار التوحد في العالم العربي وهذا ما اشار اليه ايضا عادل عبد الله 2002 ، 12-ب ) على عدم وجود دراسة واحدة تحدد نسبة انتشار التوحدية في مصر والعالم العربى.
ولكن بناءا على الدراسات التي اجريت في أوربا وأمريكا , تراوحت نسبة انتشار التوحد بجميع درجاته بين 5-15 من كل 10000 مولود , بينما تقدر بـ 5 من كل 10,000 مولود لاضطراب التوحد الشديد , وهناك دلائل كثيرة على أن مدى انتشار التوحد آخذ في التزايد . تظهر حالات الاصابة بالتوحد بنسبة 1:4 بين الذكور والاناث بشكل عام . ولكن التوحد يظهر في الغالب بدرجات شديدة لدى الاناث ويكون مصحوباً بتأخر ذهني شديد , وفي فئة التوحد الشديد يوجد ذكران مقابل كل انثى . وهكذا لو اننا لم نأخذ في اعتبارنا الا من اصيب بالتوحد المقترن بالتاخر الذهني الشديد من الذطور والاناث فان نسبة الانتشار تنخفض الى 1:2 . وفاء الشامي( 2004 ,19 ) .
وفي دراسة حديثة وذلك فىالمجلة الطبية الأشهر the lancet . وعنوانه:
Autism Susan E Levy, david s Mandell and Robert T Schultz October 12, 2009 تضمن 120 مرجعا ، وهىنتيجة الطريقة التى إتبعها الباحثون فى أدوات البحث للفترة الزمنية من يناير 1998وحتى ديسمبر 2008 .
وبالتالى فهذا المقال يتضمن الواقع العلمى للتوحد كما نشر فىالمجلات العلمية .
أهم ما جاء فى البحث المنشور فى مجلة لانست هو ان تقديرات نسبة إنتشار التوحدفى تزايد منذ 1966.وربما يعود ذلك( لتغير فى صيغ التشخيص- وكذلك السياسة التعليمية - تشابه الأعراض مع إضطرابات أخرى - الإفراط فى التشخيص ) . http://www.lancet.com
Characteristics and Concordance of Autism Spectrum Disorders Among 277 Twin Pairs
نشر هذا البحث فى عدد أكتوبر 2009 من مجلة أرشيفطب المراهقين والأطفال ، وفيه :
أن التوائم من بويضة واحدة يصابوا فى نفس الوقتبنسبة 88%
والتوائم من بويضتين بنسبة 31 %
وإذا كان التوأمان المتماثلان إناثفالنسبة 100%
وإذا كانا ذكور تكون النسبة 86 %
وفي دراسة جديدة تناولت إحصاء لمن بلغوا3-17 سنة ، يقدر إنتشار التوحد ب 1 من كل 91شخص. ونتيجة لزيادة الاهتمام بدراسة التوحد فقد اعلن الرئيس أوباما سيزيد ميزانية أبحاث التوحد بنسبة 16% . وباعتبار ان نسبة انتشار التوحد ما بين الذكور والاناث هي 4-1 فانه وفقا لهذة الاحصائية فان 1 لكل 58 طفل من الذكور. http://www.usatoday.com
من خلال استقراء هذة الدراسات والابحاث ومواقع الانترنت المشهورة نجد ان نسبة انتشار التوحد آخذه في الزيادة بشكل قد دفع البعض الى القول بان اضطراب التوحد هو مرض وبائي ...فنجد البعض مثل عادل عبد الله (2004, 42 ) يميل الى الأخذ بما جاء به عثمان فراج (2002 ) من أن البحوث الحديثة قد اثبتت وجود علاقة بين الاصابة بالتوحد والتلوث البيئي وبخاصة التلوث الكيميائي وأثره على الجوانب الوراثية للجنين , فقد ثبت أن النفايات السائلة والغازية المحتوية على كمياويات أهمها الرصاص والزئبق , من العوامل المسببة للاعاقات الذهنية على وجه العموم ومن ثم فان الوقاية من التلوث البيئي بأشكاله المتعددة الى جانب الرعاية الصحية الشاملة للام الحامل والجنين ربما تكون ذا تأثير ايجابي في الحد من انتشار الاضطراب . عادل عبد الله 2004 .