كان حلماً
حين ألقى الرَّحلَ كيْ يرتاحَ منْ طول السَّفر ْ
واحتسي كأس الأماني تحت أضواءِ القمـرْ
يغسل الماضي ويشدو تحت رخَّات المطـْر
خدّرتهُ وشوشـــــاتٌ من أهازيــج الشجرْ
حينما هزّ النسيم العذب أغصـان الوتــرْ
لم يكن يدري بأمرٍ كان يخفيـــــهِ القــدَرْ
****
وردةٌ في الروضةِ الفيحاءّ تصطادُ العيـونْ
أوْدَعَ الخلاّق فيها كلَّ أســــــــــرار الفنونْ
تلهمُ العشـــــــاقَ والكُتابَ .. ماذا يكتبـونْ
كمْ أثارتْ في بحــور الحبِّ أمواجَ الشجونْ
مـــــدّ كـفيهِ إليهــــــــا بين آلافِ الغصــونْ
شوكُها أدْماهُ.. حتى أمطرتْ منهُ الجفـونْ
****
نجـمـةٌ ٌلاحـتْ لـه تـخـتالُ فـي أبـهى رداءْ
فجــّرتْ في قلبهِ العطشان ينبوعَ الرَّجَاءْ
انـْتـَشي لمَّا رآها .. راح يشــدو بالغنـاءْ
مدّ كـفيهِ فــتاهــتْ من يـديهِ في الفضـاءْ
مدّ عينيهِ إليهـــا وهْيَ في أعلي السمـاءْ
أيّ ُعين ٍ ..أيُّ قلبٍ يحتــوى هذا الضياءْ ؟
****
عـــاد للـماضي يلـملمُ ما تـبقَّى من رُفـاتِهْ
وردةُ الروضِ تناءتْ في هـدوءٍ عن حياتِهْ
نجمهُ المحـبوبُ في الآفـاق مشغـولٌ بذاتِـهْ
كان في حلم ٍ .. وها هُمْ أيقظوهُ من سباتِهْ !!
من جديدٍ يحملُ الرَّحْلَ ويمضي في شتاتِهْ !!
هـل تـراهم يـزرفون الـدمع من بعد وفاتِه ؟
شعر سعيد حسين القاضي