العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-29-2011, 10:47 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

Icon24 شبهات حول القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
شبهات حول القرآن الكريم

يوجد فى القرأن الكريم العديد من الشبهات التى يمكن التوقف عندها
شبهات لغوية

شبهات أخرى

يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 10:52 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

الشبهات اللغوية

التعبير بصيغة المضارع بدل الماضي
ورد في القرآن الكريم في سياق الحديث عن خلق عيسى عليه السلام، قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59)، والتعبير بأسلوب: { كن فيكون } ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم في سياقات مختلفة .
وقد استشكل بعض الناس مجيء الإخبار بصيغة الحاضر { فيكون } على ما وقع في الماضي، وقالوا: إن مقتضى الكلام أن يقال: ( فإنما يقول له كن فكان )؛ لأن الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، لا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي .
وقد أجاب المفسرون على مجيء هذه الآية على هذا الأسلوب، فقالوا:
إن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جريًا على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيرًا عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن. قال ابن هشام في (مغني اللبيب): إنهم يعبرون عن الماضي، كما يعبرون عن الشيء الحاضر؛ قصدًا لإحضاره في الذهن، حتى كأنه مُشاهد حالة الإخبار ".
وعلى هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى: { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا } (فاطر:9) فلم يقل سبحانه: ( فأثارت ) بصيغة الماضي، وإنما قال: { فتثير } بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولاً قطعًا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركامًا، ويتشكل منها الماء .
ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام و فرعون : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } (القصص:5) مع قوله أيضًا: { ونري فرعون وهامان وجنودهما } (القصص:6) فإن ( المنَّ ) على موسى بالنصر والتأييد قد تم وانتهى، وأصبح من التاريخ والماضي، ولكن جاء الخطاب القرآني بصيغة المضارع { نمن } ليستحضر القارئ صورة النصر والتأييد، وكأن مجريات الأحداث تجري بين ناظريه. وقل مثل ذلك في عاقبة فرعون ، حيث جاء التعبير القرآن بصيغة المضارع { ونري }؛ لاستحضار صورة الهزيمة، والعاقبة الوخيمة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه .
ومن الأمثلة الشعرية على هذا الأسلوب، قول الشاعر تأبط شرًا ، وكان قد دخل في صراع مع ضبع من الضباع، يقول في وصف هذا الصراع:
بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان
فأضربها بلا دَهَشٍ فخرت صريعًا لليدين وللجران
فالشاعر قد ضرب الضبع في الماضي، وضَرْبها قد مضى وانتهى، لكن لما قصد أن يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها، ويطلعهم على حقيقتها، للتعجب من جرأته على كل هول، وثباته عند كل شدة، عبر عن ذلك بصيغة المضارع، فقال: ( فأضربها ) ولم يعبر بصيغة الماضي: ( فضربتها )؛ والذي دعاه للعدول عن صيغة الماضي إلى صيغة المضارع، استحضار تلك الصورة العجيبة، من إقدامه وثباته، حتى كأنهم يبصرونه في تلك الحالة .
وعلى هذا الأسلوب أيضًا جاء قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يُغشون حتى ما تَهِرُّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل
فقد عبر الشاعر عن المعنى الذي يريد إيصاله بصيغة المضارع ( تَهِرُّ )، مع أنه يخبر عن أمر قد مضى وانتهى، وما ذلك إلا لبعث الماضي في صورة الحاضر، وتصويره كأنه يحدث الآن .
وهذا الأسلوب الشائع في لغة العرب، والذي جاء القرآن الكريم على وفقه، إنما يُعمل به إذا عُرف المعنى، ولم يكن هناك التباس وغموض .
على أن مجيء الآية على هذا الأسلوب وراؤه أمر بلاغي؛ وذلك أن التعبير بصيغة الماضي يفيد الانقطاع والانتهاء، وهذا غير مراد في الآية، حيث جاءت لتبين الكيفية التي خلق الله فيها آدم ؛ لأنه لو قيل: ( كن فكان ) لصدق هذا التعبير على وجود آدم لحظة واحدة من الزمن، ولو كان قد مات لحظة خلقه .
أما التعبير بصيغة المضارع: { كن فيكون } فيفيد الدوام والاستمرار؛ وهذا يدل على أن آدم وجد، واستمر وجوده حتى أنجب ذكورًا وإناثًا؛ لأن دلالة المضارع تبدأ من الحال، وتستمر في الاستقبال .


يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 10:55 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

هل في القرآن ما يخالف قاعدة الممنوع من الصرف؟

في اللغة العربية باب يسمى ( الممنوع من الصرف )، يقصد به أهل اللغة: كل اسم لا يلحقه تنوين ولا كسرة، ويجر بالفتحة، تقول: جاء أحمدُ ، بالضم من غير تنوين، وتقول: مررت بـ عمرَ ، فتجر بالفتحة عوضًا عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف .
وقد جاءت في القرآن ألفاظ قليلة، خالفت قاعدة الممنوع من الصرف، من ذلك قوله تعالى: { إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا } (الإنسان:4)؛ فقد جاء في الآية لفظ { سلاسلا } منونًا مصروفًا، وبحسب مقتضى قواعد المنع من الصرف، كان ينبغي أن يمنع هذا اللفظ من الصرف؛ لأنه مشبه صيغة ووزن ( مَفَاعِل )، وهو من صيغ منتهى الجموع، وكل ما جاء على هذه الصيغة، يمنع من الصرف؛ كمساجد، وصوامع، ومنابر؛ فلا ينون، ويجر بالفتحة عوضًا عن الكسرة .
وبحسب هذه القاعدة النحوية، كان الأصل في لفظ { سلاسلا } أن يأتي غير مصروف ( سلاسلَ ) بفتح اللام الثانية من غير تنوين، جريًا على القاعدة المشار إليها، ويكون مجيئه منونًا في القرآن من الخطأ في الكتابة، كما يظن من لم يكن على بينة من أمر اللغة وقواعدها .
وقبل مناقشة هذا القول، تجدر الإشارة إلى أن لفظ ( سلاسل ) قد قرء بالوجهين معًا، وبقراءتين متواترتين؛ فقُرِء مصروفًا { سلاسلا } بالفتح منونًا، وقرء غير مصروف ( سلاسلَ ) بالفتح من غير تنوين .
وبناء على هاتين القراءتين المتواترتين، يكون من قرأ هذا اللفظ بالفتحة ( سلاسل ) من غير صرف، قد وافق القاعدة، ولا إشكال في اللفظ على هذه القراءة؛ لأنها موافقة لقاعدة عدم صرف الأسماء الواردة على وزن صيغ منتهى الجموع ( مفاعل ) .
أما من قرأ هذا اللفظ منونًا بالفتح { سلاسلاً }، فعلى هذه القراءة يرد الإشكال. وقد أجاب المفسرون وأهل اللغة على هذا الإشكال بعدة أجوبة، منها:
أن هذا اللفظ في الآية قد جاء على لغة من يصرف كل ما لا ينصرف. وقد حكى الأخفش - وهو من أئمة اللغة - هذا المذهب وقال: " سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف، وترك الصرف لعارض فيها " .
ولهذه اللغة شواهد عديدة من الشعر، من ذلك قول عمرو بن كلثوم :
كأن سيوفنا فينا وفيهم مخاريقٌ بأيدي لا عبينا
وقول لبيد :
فضلاً وذو كرم يعين على الندى سمح كسوب رغائبٍ غنامها
فصرف الشاعر ( مخاريق ) بتنوين الضم، و( رغائب ) بتنوين الكسر، والأصل فيهما عدم الصرف؛ لأنهما من صيغ منتهى الجموع؛ فالأولى على وزن ( مفاعيل ) كـ ( مصابيح )، والثانية على وزن ( مفاعِل ) كـ ( مساجد ) وكلاهما من صيغ منتهى الجموع التي تمنع من الصرف .
ومما أجابوا به على مجيء هذا اللفظ مصروفًا، موافقته للاسمين اللذين قبله، وهما: { شاكرًا } و{ كفورًا }، والاسمين اللذين بعده، وهما: { أغلالاً } و{ سعيرًا }، وهذه الموافقة يسميها أهل اللغة ( الإتباع والمزاوجة )، وهي طريقة متبعة في كلام العرب؛ من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال الملكين: ( لا دريت ولا تليت ) رواه البخاري ، وكان الأصل أن يقال: ولا تلوت؛ فجاء بلفظ ( تليت ) مزاوجة لقوله: ( دريت ) .
ومن ذلك قول تميم بن أبيّ بن مقبل :
هتَّاك أخبية ولاَّج أبوبة يخالط البر منه الجد واللينا
فقوله: ( أبوبة ) جمع باب، وكان المفترض أن يقول: أبواب، لكنه جاء بهذا اللفظ؛ مزاوجة لقوله: أخبية .
ومن الأجوبة أيضًا، أن الرسم القرآني جرى على اعتبار حالة الوقف، فكتابة الألف بعد اللام لقصد التنبيه على إشباع الفتحة عند الوقف، بحيث تصبح ألفًا، من أجل أن تتوافق الفواصل حالة الوقف؛ وذلك كثير، ومن هذا القبيل قوله تعالى: { الظنونا } و{ الرسولا } .
ومن الشعر قول جرير :
يعود الفضل منك على قريش وتفرج عنهم الكرب الشدادا
فما كعب بن مامة وابن سعدى بأكرم منك يا عمرَ الجوادا
فالألف في قوله: ( الشدادا ) و( الجوادا ) ليست عوضًا عن التنوين حال الوقف، وإنما هي ألف الإطلاق، يؤتى بها إشباعًا لفتحة الكلمة، ومراعاة للقوافي ورؤوس الآيات .
وإضافة إلى كل ما سبق، فإن لفظ { سلاسلا } قد جاء في مصاحف مكة والمدينة والكوفة بالألف؛ فكان ذلك دليلاً على صحة مجيء هذا اللفظ مصروفًا .
ومن المهم أن ننبه هنا إلى أن حفصًا عن عاصم ، قد قرأ هذا اللفظ ( سلاسل ) في حالة الوقف بالوجهين، بالألف { سلاسلا } مصروفًا؛ وبتركها { سلاسل } من غير صرف .
على أن القراءات القرآنية روايات مسموعة، ورسم المصحف سنة متبوعة؛ ومجيء لفظ { سلاسلا } مصروفًا، قراءة صحيحة متينة، يعضدها رسم المصحف، وهي جارية على طريقة عربية فصيحة .
وإذا كانت بعض الألفاظ القرآنية قد جاءت على خلاف قاعدة الممنوع من الصرف، بحسب التوجيه الذي ذكرنا، فإن اطراد تلك القاعدة في ألفاظ القرآن هو الأصل؛ كما في قوله تعالى: { في مواطن كثيرة } (التوبة: 25)؛ وقوله سبحانه: { وزينا السماء الدنيا بمصابيح } (فصِّلت:12)؛ فـكلاً من اللفظين ( مواطن ) و( مصابيح ) قد سُبق بحرف جر، غير أنهما حُرِّكا بالفتحة عوضًا عن الكسرة، لأنهما ممنوعان من الصرف؛ وأيضًا قوله سبحانه: { لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد } (الحج:40)؛ حُرك اللفظان ( صوامعُ ) و( مساجدُ ) بالضمة عوضًا عن تنوين الضم؛ لأنهما ممنوعان من الصرف؛ والمانع من صرف هذه الأسماء وأمثالها، أنها من صيغ منتهى الجموع، كما تقدم .
وقد ذهب بعض الناس - خطأ أو قصدًا - إلى أن ثمة ألفاظًا في القرآن، جاءت على خلاف قواعد اللغة، ومثَّلوا لذلك بقوله تعالى: { ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته } (هود:12)؛ فاللفظ: { ضراء }، جاءت حركته الفتحة، وحقه - بحسب هذا البعض - أن يحرك بالكسرة؛ لأنه في محل جر بالإضافة. وصواب القول في ذلك – كما أسلفنا - أنه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف؛ ومن المعلوم أن الأسماء المنتهية بألف ممدودة أو ألف مقصورة يمنع صرفها؛ قال ابن مالك في ألفيته النحوية:
فألف التأنيث مطلقًا منع صرف الذي حواه كيفما وقع
وقد عقَّب شارح الألفية ابن عقيل على هذا البيت، بقوله: " فيمنع ما فيه ألف التأنيث من الصرف مطلقًا، أي: سواء كانت الألف مقصورة، كـ ( حبلى )؛ أو ممدودة كـ ( حمراء ) ". واللفظ في الآية موجَّه على ما ذكرنا .
على أن الأمر الأهم هنا، أن القرآن هو الذي ينبغي أن تقاس صحة اللغة عليه، وليس العكس؛ إذ ليس من الصواب أن نجعل الأصل فرعًا، والفرع أصلاً .


يتبع








آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 10:57 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

وقفة لغوية مع قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما }

في فاتحة سورة التحريم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم معاتبًا إياه، بسبب تحريمه على نفسه ما أحله الله له، ومما أنزله عليه في ذلك، قوله تعالى: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } (التحريم:4) .
والآية الكريمة قد يبدو فيها إشكال من جانب اللغة؛ وذلك أن الخطاب في الآية جاء بصيغة التثنية، في قوله: { تتوبا } في حين أن المضاف إلى المخاطب قد جاء بصيغة الجمع، وهو قوله تعالى: { قلوبكما }؛ وقد يبدو للوهلة الأولى، أن الأصح أن يقال: ( قلباكما ) بصيغة التثنية؛ لأنه يعود على المخاطب وهو مثنى. فكيف أضيف الجمع ( القلوب ) إلى المثنى ؟ هذا هو وجه الإشكال كما يبدو للبعض .
وحل ما يبدو من إشكال في هذه الصيغة، إنما يكون بالرجوع إلى لسان العرب، وقواعد اللغة .
والقاعدة عند أهل العربية في هذا الباب: أن كل جزأين أضيفا إلى صاحبيهما، وكانا مفردين من صاحبيهما - بمعنى أنه لا يوجد لهما ثان من جنسهما، كالقلب، والظهر، والبطن _ جاز فيهما ثلاثة أوجه: الأحسن الجمع - وعليه جاءت الآية - ويليه الإفراد، ويليه التثنية، فأنت تقول: ( قطعت رؤوس الكبشين ) على الجمع، وهو الأفصح والأصوب لغة؛ ولك أن تقول: ( قطعت رأس الكبشين ) على الإفراد؛ ولك أن تقول أيضًا: ( قطعت رأسي الكبشين ) على التثنية .
وهذه القاعدة إنما تنتظم في الأشياء المتصلة، والتي هي جزء من كلٍّ؛ كالرأس من الجسد، والقلب من الإنسان، ونحوهما؛ أما ما كان منفصلاً، ولم يكن جزءًا من كل، فلا تستقيم فيه هذه القاعدة؛ فلا يصح لك أن تقول: رأيت أفراسهما؛ ولا أن تقول: ضربت غلمانهما؛ بل الصواب أن تقول هنا: رأيت فرسيهما؛ وضربت غلاميهما؛ لأن كلاً من الفرس والغلام شيء مستقل بنفسه، وليس جزءًا من كل .
وبحسب هذه القواعد، أجاب المفسرون على ما يبدو من إشكال في هذا اللفظ، فقالوا: كل شيء يوجد من خلق الإنسان؛ كالرأس، والظهر، والقلب ... إذا أضيف إلى اثنين جُمع، فأنت تقول: قبَّلتُ رؤوسهما، وأشبعت بطونهما، وأوجعت ظهورهما؛ فـ ( الرأس ) و( البطن ) و( الظهر ) لما أضيفت إلى ضمير التثنية ( هما )، جاء المضاف بصيغة الجمع، ( الرؤوس، البطون، الظهور )، فقالوا: رؤوسهما، وبطونهما، وظهورهما؛ وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }؛ قالوا: وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك، أن يعبروا بلفظ الجمع مضافًا إلى ضمير المثنى؛ لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام، فهما يتبادلان .
ومما ذكروه من تعليلات في هذا الباب: أن الإتيان بصيغة الجمع دون صيغة التثنية، إنما كان تجنبًا لاجتماع تثنيتين في كلمة واحدة؛ ففي الأمثلة السابقة، يصح أن تقول: قبَّلتُ رأسيهما، وأشبعت بطنيهما، وأوجعت ظهريهما؛ لكن في هذا الاستعمال ثقل في اللفظ، فعدلوا عنه إلى صيغة الجمع، تخلصًا من ثِقَل التلفظ بصيغة التثنية. وهذا أمر معهود في لغة العرب، حيث يعدلون عن استعمال صحيح إلى استعمال أصح منه؛ طلبًا للخفة، وتحريًا لسهولة اللفظ .
وبما أن القرآن قد نزل بلغة العرب، وعلى وفق لسانها في التعبير والبيان؛ فقد جاء لفظ الآية الكريمة { قلوبكما } جريًا على الأفصح من كلامهم، حيث وضع الجمع موضع المثنى، استثقالاً لمجيء تثنتين في كلمة واحدة، كما لو قيل: ( قلباكما ) .
ومما جاء في السنة النبوية على هذا الأسلوب، قوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين رأياه يمشي مع صفية زوجته رضي الله عنها، ولم يكونا يعلمان أنها زوجته: ( وإني خشيت أن يُقذف في قلوبكما ) متفق عليه، فلم يقل لهما: ( قلباكما ) بصيغة التثنية، وإنما جاء به على صيغة الجمع، فقال: ( قلوبكما ) .
وعلى هذا الأسلوب أيضًا، جاء في الشعر قول خطام المجاشعي :
ومهمهين قذفين مرتين ظهراهما مثل ظهور الترسين
فقد جمع الشاعر في هذا البيت بين مثال التثنية، في قوله: ( ظهراهما )؛ وبين مثال الجمع، في قوله: ( ظهور الترسين ) .
إذن، فاللفظ في الآية سليم مستقيم لا إشكال فيه؛ وفصيح صحيح جار على وفق لسان العرب؛ وإنما الإشكال في عدم فهم كلام العرب، وعدم معرفة أساليبهم في البيان والتبيان .



يتبع












آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:00 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

شبهة حول قوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين }

جاء في سورة البقرة في سياق الحديث عن إبراهيم عليه السلام، وقصة بنائه للبيت الحرام، قوله تعالى: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } (البقرة:124). وقد أورد بعض الناس إشكالاً نحويًا في الآية، وذلك أن قوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين } جاء فيه الفاعل { الظالمين } منصوبًا، وكان المتبادر أن يقال: ( لا ينال عهدي الظالمون )! فما هو توجيه الآية الكريمة ؟
هذه الآية قرأها معظم القراء بنصب { الظالمين } بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم ينصب بالياء. وقرأ بعض القراء في قراءة غير متواترة بالرفع ( الظالمون ) بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو. ويكون { عهدي } على هذه القراءة مفعول به مقدم على الفاعل اهتمامًا به .
والآية على القراءة الثانية لا إشكال فيها. وهي كذلك على القراءة الأولى؛ فقوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين } جملة مؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به؛ أما الفعل فقوله تعالى: { ينال }، والفعل ( نال ) كما يقول النحويون، يتعدى لمفعول واحد لا غير، وهو في الآية { الظالمين }، فتعين أن يكون الفاعل هو ( العهد ) في قوله سبحانه: { عهدي }، وهذا الفاعل مرفوع بضمة مقدرة على ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم؛ أما قوله سبحانه: { الظالمين } فهو مفعول به منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.
وإعراب الآية على هذا النحو، هو محل اتفاق بين أهل العلم، بل إن أهل العلم ذكروا هنا أمرًا مهمًا، وهو أن الفعل ( نال ) يجوز أن يكون فاعله مفعولاً، ويجوز أن يكون مفعوله فاعلاً، على التبادل بينهما؛ فأنت تقول: نال الطالبُ الجائزةَ، ويجوز لك أن تقول: نالت الجائزةُ الطالبَ؛ لأن ما نالك فقد نلته أنت .
ومعنى الآية على هذه القراءة: لا ينال عهدُ الله بالإمامة ظالمًا، أي: ليس لظالم أن يتولى إمامة المسلمين .
ومجيء الآية على هذا التركيب يفيد معنى مهمًا، وهو أن الظالمين ولو اتخذوا الأسباب التي توصلهم إلى نيل العهد، فإن عهد الله وميثاقه يأبى بنفسه أن يذهب لظالم، أو يكون له؛ لأن الأخذ بعهد الله شرف، وهذا الشرف لا ينال الظالمين .
والآية الكريمة وإن كانت واردة بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر، حيث إنها تخبر أن عهد الله لا يناله ظالم، إلا أن المقصود بهذا الإخبار الأمر، هو أمر الله عباده، أن لا يولوا أمور الدين والدنيا ظالمًا. والذي يُرجح أن يكون المقصود بالآية الأمر لا الإخبار، أن أخباره تعالى لا يجوز أن تقع على خلاف ما أخبر سبحانه، وقد علمنا يقينًا، أنه قد نال عهده من الإمامة وغيرها كثيرًا من الظالمين .



يتبع











آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:01 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

الضمير المفرد في قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}

في سورة التوبةحديث مفصل عن المنافقين ومواقفهم تجاه الدعوة الإسلامية، ومن بين تلك المواقف، ما أخبرنا عنه قوله تعالى: { يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين }(التوبة:62) .
وقد أثار بعض المشككين إشكالاً لغويًا حول الآية، من جهة أن الضمير في قوله تعالى: { يرضوه } جاء بصيغة الإفراد، مع أن سياق الكلام يعود إلى الله ورسوله، فكان الذي تقتضيه قواعد اللغة أن يأتي الضمير بصيغة التثنية، فيقول: ( والله ورسوله أحق أن يرضوهما )؛ فهل صحيح أن هذا الأسلوب جاء مخالفًا لما تقتضيه القواعد ؟
لقد توقف المفسرون عند هذه الآية، وأجابوا على هذا الإشكال بأجوبة عديدة، تبين أن الآية جاءت على أسلوب العرب، ولا إشكال فيها ولا مخالفة .
ومن الأجوبة في توجيه الآية، أن قوله تعالى: { والله ورسوله أحق أن يرضوه }عبارة عن جملتين؛ الأولى: ( والله أحق أن يرضوه ) والثانية: ( ورسوله أحق أن يرضوه )، فحذف خبر الجملة الأولى ( أحق أن يرضوه ) لدلالة خبر الجملة الثانية عليه، وتقدير الآية: ( والله أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه ). وإلى هذا ذهب سيبويه في توجيه الآية. قالوا: وهذا كقول الشاعر الجاهلي أحيحية بن الجلاح :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
والتقدير: نحن راضون بما عندنا، وأنت راض بما عندك، ورأينا ورأيك مختلفان، لكن حذف ( الرضا ) في الشطر الأول من البيت؛ لدلالة ( الرضا ) عليه في الشطر الثاني .
وذكر المفسرون توجيهًا ثانيًا للآية، يرى أن في الآية تقديمًا وتأخيرًا، والتقدير: والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك. وهذا مذهب المبرد في توجيه الآية. وكلا المذهبين له من كلام العرب ما يؤيده .
ثم إن المفسرين ذكروا هنا، أن الآية جاءت على هذا الأسلوب لاعتبارات معينة:
فإما أن يكون مجيء الضمير بلفظ المفرد دون لفظ المثنى؛ لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مرضي واحد؛ فإرضاء الرسول في الحقيقة هو إرضاء لله سبحانه، وهذا كقوله تعالى: { من يطع الرسول فقد أطاع الله } (النساء:80) .
وإما أن يكون مجيء الضمير بلفظ المفرد دون لفظ المثنى؛ للتفرقة بين الإرضاءين، رضا الله تعالى، ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا كقول الشاعر ضابئ بن الحارث البرجمي :
من يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيَّار بها لغريب
و( قيار ) اسم فرس الشاعر، والتقدير: فإني لغريب بالمدينة، و( قيار ) بها غريب أيضًا؛ وكان الأصل أن يقول: لغريبان، لكن جاء به على صيغة الإفراد؛ لأن إحدى الغربتين مخالفة لأخراهما، فأتى باللفظ على صيغة الإفراد دون التثنية مراعاة لذلك .
وإما أن يكون مجيء الضمير بلفظ المفرد دون لفظ المثنى؛ لتعظيم الجناب الإلهي بإفراده بالذكر تأدبًا؛ لئلا يجمع بين الله تعالى وغيره في ضمير تثنية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقال: ( ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان ) رواه أبو داود .
وبأيٍّ من هذه الاعتبارات أخذنا، فإن الآية تبقى مستقيمة في تركيبها، وصحيحة في معناها .
على أن أمرًا جدير بالذكر في هذا السياق، وهو أنه يشترط لصحة تثنية الضمائر وجمعها توافق ما يراد تثنيته وجمعه من جميع الجهات، فإذا لم يتحقق هذا التوافق من جميع الجهات، لم تجز التثنية ولا الجمع بحال؛ فأنت تقول في تثنية رجل: رجلان، وفي الجمع تقول: رجال؛ لاتحاد أفراد هذا الجنس، لكن لا يمكن أن تثني رجل وامرأة ولا أن تجمعهما مطلقًا؛ ولما كان الله سبحانه ليس كمثله شيء، فقد اقتضى التركيب القرآني في الآية أن يأتي على الشكل الذي أتى عليه .



يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:03 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

من الشبه اللغوية: {وخضتم كالذي خاضوا}

من الشبه المثارة حول القرآن، التي صُنفت على أنها من الشبه اللغوية، ما جاء في قوله تعالى: { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا } (التوبة:69) .
فقد قالوا حول هذه الشبهة: إن اسم الموصول ( الذي ) في قوله تعالى: { وخضتم كالذي خاضوا } قد جاء في صيغة المفرد، مع أن موصوله ( ضمير الجمع ) قد جاء في صيغة الجمع، وكان المفترض - بحسب القائلين بهذه الشبهة - أن يأتي التركيب القرآني على النحو التالي: ( وخضتم كالذين خاضوا )؛ لتوافق الصلة ( واو الجماعة ) في ( خاضوا ) الاسم الموصول ( الذين ) الدال على صيغة الجمع؛ إذ لا يستقيم الإتيان بالاسم الموصول المفرد ( الذي )، مع مجيء صلته على صيغة الجمع .
والحق، أن التركيب القرآني لا إشكال فيه، بل جاء على وفق لسان العرب، وعلى حسب أسلوبهم في البيان، وبيان ذلك يُعرف ببيان الوجوه التالية:
الأول: أن الاسم الموصول ( الذي ) يُستعمل للمفرد والجمع في كلام العرب؛ فمن أمثلة استعماله مع الجمع، ما جاء في شعر هديل بن الفرخ العجلي:
وبت أساقي القوم إخوتي الذي غوايتهم غيي ورشدهم رشدي
فأتى الشاعر باسم الموصول ( الذي )، مع أن صلته ضمير الجمع في قوله: ( غوايتهم ) .
ومن هذا القبيل في الاستعمال أيضًا، قول الراجز:
يا رب عبس لا تبارك في أحد
في قائم منهم ولا في من قعد
إلا الذي قاموا بأطراف المسد
فجاء الراجز باسم الموصول ( الذي )، مع أن صلته ( واو الجماعة ) في قوله: ( قاموا ) ضمير جمع، فهذا وجه أول يفهم على ضوئه صحة التركيب القرآني .
الثاني: أن يكون الاسم الموصول ( الذي ) صفة لاسم مفرد، لكن معناه الجمع؛ كـ ( الفريق ) أو كـ ( الفوج )، فلوحظ في الصفة اللفظ، وفي الضمير المعنى؛ فلفظ ( الفريق ) و( الفوج ) مفردان، لكن معناهما الجمع. وعلى هذا يكون توجيه الآية: وخضتم كالفوج الذي خاضوا؛ فـ { الذي }- بحسب هذا التوجيه - صفة لاسم مفرد اللفظ ( الفوج )؛ في حين أن ضمير الجماعة ( الواو )، في قوله: { خاضوا }، يعود على معنى الجمع في لفظ ( الفوج )؛ إذ إن معناه الجمع .
وهذا أيضًا استعمال معهود ومعروف في لسان العرب؛ حيث استعملت العرب ألفاظًا صيغتها الإفراد، غير أن معناها الجمع، كلفظ ( القوم )، فهو لفظ مفرد، ومعناه الجمع؛ وكلفظ ( الماء )، فهو لفظ مفرد، ومعناه الجمع، ونحو ذلك. وهذا وجه ثان يُفهم من خلاله صحة هذا التركيب القرآني .
الثالث: أن الاسم الموصول ( الذي ) مخفف من الاسم الموصول ( الذين )، وتخفيف اسم الموصول مستعمل في بعض لغات العرب، كلغة هذيل وتميم، حيث يحذفون النون من المثنى، ويحذفونها من الجمع، من باب التخفيف في اللفظ؛ فمن تخفيفهم الاسم الوصول المثنى، قول الأخطل :
أبني كليب إن عمي اللـذا قتلا الملوك وفككا الأغلالا
فخفف الشاعر الاسم الموصول المثنى ( اللذان )، وجعله ( اللذا )، مع أن صلته ألف التثنية ( قتلا ، فككا ) .
ومن تخفيفهم الاسم الموصول الجمع، قول أشهب بن رميلة :
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
فخفف الشاعر الاسم الموصول الجمع ( الذين )، وجعله ( الذي ) مع أن صلته ( هم ) ضمير الجمع .
هذا، وقد أتى سيبويه بهذا البيت شاهدًا على استعمال الاسم الموصول ( الذي )، موضع اسم الموصول ( الذين )، بما يُفهم من مسلكه أن الأمر من باب التخفيف .
فإذا تبينت هذه الوجوه الثلاث، وأمكن حمل التركيب القرآني عليها، عُلم أنه لا إشكال في هذا التركيب مطلقًا، وإنما الإشكال فيمن قصرت أفهامهم عن فهم لسان العرب، وفيمن فسدت ألسنتهم عن معرفة أساليبهم في البيان والتبيين .


يتبع











آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:05 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}

شبهة لغوية قرآنية أخرى نقف عندها في هذا المقال، أثارها من لا علم له بلسان العرب، ولا فقه له بأسرار لغتهم، تلك اللغة التي اختارها سبحانه لتكون لغة القرآن الكريم، أصدق كتاب عرفته البشرية منذ فجر تاريخها، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
تنصَّبُ هذه الشبهة اللغوية حول قوله تعالى: { هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفُلك وجَرَيْن بهم بريح طيبة } (يونس:22) وموضع الشبهة في الآية - كما يخيل لأصحابها - هو استخدام أسلوب الخطاب أولاً، في قوله سبحانه: { حتى إذا كنتم } ثم استخدام أسلوب الغيبة في قوله تعالى: { وجَرَيْن بهم } قبل أن يتم المعنى؛ وكان المتسق والمتفق - وفق زعمهم - أن يستمر الأسلوب على خطاب المخاطب من غير التغيير إلى أسلوب الغيبة، حتى يتم المعنى !!
ولا شك، فإن مثيرو هذه الشبهة ومن رأى رأيهم، وسلك نهجهم، ليسوا على معرفة بلغة العرب لغة القرآن، بل هم جاهلون بأساليب تلك اللغة، وخائضون فيما لا علم لهم به .
ونحاول فيما يلي من سطور أن نتلمس كلام أهل العلم حول هذا الأسلوب العربي عمومًا، وعند هذه الآية خصوصًا؛ توضيحًا لما يلتبس على بعض من يغتر بكلام من لا علم له بلسان العرب .
قال أهل العلم عند قوله سبحانه: { حتى إذا كنتم في الفُلك وجرين بهم } ما نصه: هذا خروج من الخطاب إلى الغيبة، وهو في القرآن وأشعار العرب كثير؛ ففي القرآن قوله تعالى: { وسقاهم ربهم شرابًا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورًا } (الإنسان:21-22) ففي الآية الكريمة انتقال من خطاب الغائب إلى خطاب الحاضر؛ فبدل أن يقول: ( إن هذا كان لهم ) حسب سياق الآية السابقة لهذه الآية، { وسقاهم ربهم } قال: { إن هذا كان لكم } فغير أسلوب الخطاب من نوع لآخر، وهذا ما يُعرف في علم البلاغة بـ ( الالتفات ) وهو في القرآن كثير، كما سيأتي، وفي أشعار العرب كثير أيضًا، من ذلك قول النابغة :
يا دار ميَّة بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأمد
فبدأ الشاعر أسلوبه مخاطبًا الحاضر، بقوله: ( يا دار ميَّة ) ثم التفت إلى أسلوب مخاطبة الغائب، كما هو واضح في قوله: ( وطال عليها.. ) .
وقول عنترة في معلقته:
شطَّت مَزارُ العاشقين فأصبحتْ عَسِرًا عليَّ طِلابُكِ ابنةَ مخْرَمِ
فبدأ بخطاب الغائب، فقال: ( شطَّت - فأصبحتْ ) ثم انعطف إلى خطاب الحاضر، فقال: ( طِلابُكِ ) .
وقال الزجاج - وهو من أئمة اللغة-: كل من أقام الغائب مقام من يخاطبه، جاز أن يرده إلى الغائب .
قال بعض المفسرين عند هذه الآية: وفائدة الالتفات من الخطاب إلى الغيبة هنا المبالغة في وصف الحال التي هم عليها؛ وأيضًا ليتمكنوا من رؤية العبرة في غيرهم، وليست فيهم .
وقال الرازي : الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذه الآية دليل المقت والتبعيد؛ كما أن عكس ذلك ما جاء في بداية سورة الفاتحة، إذ بدأت السورة بأسلوب خطاب الغيبة، في قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين } ثم عطفت على ذلك بأسلوب الخطاب المباشر، في قوله تعالى: { إياك نعبد } قال الرازي : وهذا دليل الرضا والتقريب .
أما ابن عاشور ، فيرى في الآية أسلوبًا بديعًا؛ إذ إنها لما كانت بصدد ذكر النعمة جاءت بضمائر الخطاب الصالحة لجميع السامعين، المؤمنين وغير المؤمنين؛ وذلك في قوله: { هو الذي يسيركم في البحر } وقوله: { حتى إذا كنتم في الفلك } فلما تهيأت الآية للانتقال إلى ذكر الضراء - وهو الموقف الذي يخالف فيه حالُ المؤمن حالَ الكافر - قال: { وجَرين بهم } ثم قال: { وجاءهم الموج من كل مكان } إلى أن قال: { وظنوا أنهم أحيط بهم } وقع الانتقال من ضمائر الخطاب إلى ضمائر الغيبة؛ لتلوين الأسلوب، وللفت الانتباه إلى تلك الحالة، حالة غير المؤمنين عندما تصيبهم الضراء، فجاءت الضمائر في الآية وَفْق حال الفريقين .
ونحن لو تتبعنا هذا الأسلوب - أسلوب الالتفات من المخاطبة إلى الغيبة أو العكس - في القرآن الكريم لوجدنا العديد من الآيات التي سيقت وَفْق هذا الأسلوب؛ فمن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - ما جاء في سورة الفاتحة - كما سبق وذكرنا - وأيضًا قوله تعالى: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضًا حسنًا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة:12) ففي الآية التفاتان؛ أولهما: التفات من خطاب الغائب، في قوله سبحانه: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل } إلى خطاب المتكلم، إذ قال: { وبعثنا منهم } ولو جرى على أسلوب واحد لقال: ( وبعث منهم ). وثانيهما: التفات من خطاب المتكلم، في قوله: { وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا } إلى خطاب الغائب، إذ قال: { وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضًا حسنًا لأكفرن عنكم ...} .
ومن الأمثلة أيضًا على هذه الأسلوب، قوله سبحانه: { قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين } (آل عمران:13) فانتقل هنا من خطاب المتكلم، في قوله: { قد كان لكم } إلى خطاب الغائب، إذ قال: { يرونهم مثليهم } .
فإذا كان هذا الأسلوب شائعًا في القرآن، وجاريًا على سَنَن لسان العرب، فلا يُلتفت بعد ذلك إلى مَن أشكل عليه هذا الأسلوب، أو قال بقول خلافه .
على أن لهذا الأسلوب فوائد أخرى، نشير سريعًا إلى بعضها، وإن لم يكن هذا مقامها:
فمن فوائد هذا الأسلوب، حمل المخاطب على الانتباه عند تغيير الأسلوب، وذلك يكون بالانتقال من خطاب الحاضر إلى خطاب الغائب أو العكس .
ومن ذلك أيضًا، دفع السآمة والملل، لأن البقاء على أسلوب واحد مع طول الكلام، يسبب الملل غالبًا .
وبما تقدم، يتضح لك - أيها القارئ الكريم - أنه ليس ثمة إشكال في أسلوب الآية الكريمة، وإنما الإشكال فيمن قصر عن فهم كلام العرب ولسانهم، وجهل أسلوب القرآن وطريقة بيانه .



يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
آخر تعديل الدكتوره يوم 07-29-2011 في 11:47 PM.
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:08 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }

من الشُّبه اللغوية التي أثيرت حول القرآن الكريم، ما يتعلق بقوله تعالى: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } (الأعراف:56) ووجه الشبهة فيما زعموا يتلخص في السؤال الآتي: لماذا لم يُتْبَعْ خبرُ { إنَّ } وهو: { قريب } اسمها، وهو { رحمت } في التأنيث، وكان حقه أن يقول: ( إن رحمة الله قريبة ) إذ ينبغي أن توافق الصفةُ الموصوفَ تذكيرًا وتأنيثًا، وإفرادًا وتثنيةً وجمعًا .
وقبل أن نجيب عن هذه الشبهة، من المفيد أن نقول بداية: إن كلمة { رحمت } في الآية التي بين أيدينا، قد كُتبت بالتاء المفتوحة في المصحف الشريف، وليس بالتاء المربوطة، كما هي في الكتابة الإملائية المعتادة؛ وتعليل ذلك أنها هكذا رُسمت في المصحف العثماني .
إذا تبين هذا، نشرع في الإجابة عن هذه الشبهة، فنقول: إن للعلماء توجيهات عديدة في الإجابة عن هذه الشبهة، بيد أننا نقتصر هنا على أقوى تلك التوجيهات، وأقومها رشدًا، وأقصدها سبيلا .
فمن تلك التوجيهات قولهم: إن من أساليب اللغة العربية، أن القرابة إذا كانت قرابة نسب، تعيَّن التأنيث فيها في الأنثى؛ فتقول: هذه المرأة قريبتي، أي: في النسب؛ ولا تقول: قريب مني. وإن كانت القرابة قرابة مسافة، جاز التذكير والتأنيث؛ فتقول: داره قريب وقريبة مني. قالوا: ويدل لهذا التوجيه، قوله تعالى: { وما يدريك لعل الساعة قريب } (الشورى:17) وأيضًا قوله سبحانه: { وما يدريك لعل الساعة تكون قريبًا } (الأحزاب:63) ومن هذا القيبل، قول امرئ القيس :
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
فذكَّر ( قريب ) مع أنه صفة لمؤنث، باعتبار أن القرابة قرابة مكانية لا نَسَبِيَّة.
ومنه أيضًا، قول عروة بن الورد :
عشية لا عفراء منك قريبة فتدنو ولا عفراء منك بعيد
فأنَّث ( قريبة ) وذكَّر ( بعيدًا ) على ما تقدم. ولو كان القريب، من القرابة في النسب، لم يكن مع المؤنث إلا مؤنثًا. فهذا التوجيه الأول للآية .
التوجيه الثاني قولهم: إن صيغة ( فعيل ) تأتي على ضَربين، أحدهما: بمعنى ( فاعل ) كقدير، وسميع، وعليم. والثاني: تأتي بمعنى ( مفعول ) كقتيل، وجريح، وكحيل؛ كله بمعنى ( مفعول ). فإذا أتت بمعنى ( فاعل ) فحقُّها إلحاق تاء التأنيث مع المؤنث دون المذكر؛ كجميل وجميلة، وشريف وشريفة، وصبيح وصبيحة، وصبي وصبية، ومليح ومليحة، وطويل وطويلة ونحو ذلك. وإذا أتت بمعنى ( مفعول ) فلا تخرج عن حالين: إما أن تكون الصفة مصاحبة للموصوف، أو منفردة عنها؛ فإن كانت الصفة مصاحبة للموصوف، استوى فيها المذكر والمؤنث؛ تقول: رجل قتيل، وامرأة قتيل، ورجل جريح، وامرأة جريح؛ وإن لم تكن الصفة مصاحبة للموصوف، فإنها تؤنث، إذا جرت على المؤنث، نحو قتيلة بني فلان. وهذا المسلك هو من أقوى مسالك النحاة في توجيه الآية .
وثمة توجيه آخر للآية حاصله، أن هذا من باب الاستغناء بأحد المذكورين عن الآخر، لكونه تبعًا له، ومعنًى من معانيه؛ فإذا ذُكر أغنى عن ذكره، لأنه يُفهم منه. ومنه على أحد الوجوه قوله تعالى: { إن نشأ ننـزِّل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } (الشعراء:4) فاستغني عن خبر ( الأعناق ) بالخبر عن أصحابها. ومنه أيضًا في وجه، قوله تعالى: { والله ورسوله أحق أن يرضوه } (التوبة:62) فالمعنى عليه: والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك. فاستغنى بإعادة الضمير إلى الله، إذ إرضاؤه هو، إرضاء لرسوله، فلم يحتج أن يقول: يرضوهما. فعلى هذا، يكون الأصل في الآية: إن الله قريب من المحسنين، وإن رحمة الله قريبة من المحسنين. فاستُغْنيَ بخبر المحذوف عن خبر الموجود، وسوَّغ ذلك ظهور المعنى .
وقريب من هذا، ما ذكره ابن القيم ، قال - رحمه الله -: " إن الرحمة صفة من صفات الرب تبارك وتعالى، والصفة قائمة بالموصوف لا تفارقه؛ لأن الصفة لا تفارق موصوفها، فإذا كانت رحمته سبحانه قريبة من المحسنين، فالموصوف تبارك وتعالى أولى بالقرب منها، بل قرب رحمته تعالى تَبَعٌ لقربه هو من المحسنين. وقد تقدم في أول الآية، إن الله تعالى قريب من أهل الإحسان بإثابته، ومن أهل السؤال بإجابته. وإن الإحسان يقتضي قرب الرب من عبده، كما أن العبد قريب من ربه بالإحسان، وإن من تقرب منه شبرًا، تقرب الله منه ذراعًا، ومن تقرب منه ذراعًا، تقرب منه باعًا، فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين، ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا تنبيه على هذه الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين: قربه وقرب رحمته؛ ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته ". ثم قال - رحمه الله - بعد أن ذكر هذا التوجيه للآية: "...فلا تستهن بهذا المسلك، فإن له شأنًا، وهو متضمن لسر بديع من أسرار الكتاب... وهو من أليق ما قيل فيها. وإن شئت قلت: قربه تبارك وتعالى من المحسنين، وقرب رحمته منهم متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، فإذا كانت رحمته قريبة منهم، فهو أيضًا قريب منهم، وإذا كان المعنيان متلازمين، صح إرادة كل واحد منهما، فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من التحريض على الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان في العدول عن ( قريبة ) إلى ( قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله " ا.هـ .
على أن الآية الكريمة قد وجِّهت بتوجيهات أُخر، لم نأتِ على ذكرها؛ استغناء بما هو أولى بالاعتبار، واقتصارًا على ما يفي بالمقام، ودفعًا لم يثيره قاصري الأفهام. وأيضًا يتبين بما تقدم، أنه ليس ثمة إشكال في الآية، وإنما الإشكال في الأذهان العليلة، والعقول القاصرة، عن فهم كلام العرب وأساليبهم التعبيرية، والذي على وَفْقه نزل كلام الرحمن. وعلى الله قصد السبيل، وهو الموفق للصواب والتسديد .



يتبع











آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
آخر تعديل الدكتوره يوم 07-29-2011 في 11:50 PM.
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2011, 11:15 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شبهات حول القرآن الكريم

شبهة لغوية حول قوله تعالى: { والصابرين في البأساء والضراء }


من الشُّبه اللغوية التي تعلق بها من يريد الطعن في القرآن الكريم، وبالتالي الطعن في هذا الدين، ما جاء في قوله تعالى في آية البِرِّ: { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء } (البقرة:177) والشبهة التي تعلقوا بها هنا تقول: الصواب أن يقول: ( والصابرون ) بالرفع، لأنه معطوف على قوله: { والموفون بعدهم } والمعطوف على المعطوف يأخذ حكمه، رفعًا ونصبًا وجرًا .

وقد أجاب العلماء على هذه الشبهة، فقالوا: إن {
مَن } في قوله تعالى: { ولكن البر مَن آمن بالله... } اسم موصول يفيد الجمع، وهو في محل رفع، وتقدير الكلام: ( لكن البر المؤمنون والموفون..) ثم قالوا: { والصابرين } هو صفة لـ { مَن } في قوله تعالى: { ولكن البر مَن آمن } نُصب على وجه المدح؛ لأن من شأن العرب - إذا تباعدت صفة الواحد - الاعتراض بالمدح والذم، بالنصب أحيانًا، وبالرفع أحيانًا أُخر؛ فمن أمثلة المدح نصبًا في كلام العرب، قول شاعرهم:

إلى الملك القرم وابن الهمام وليثَ الكتيبة في المزدحم

وذا الرأي حين تغم الامور بذات الصليل وذات اللجم

فنَصَبَ ( ليثَ الكتيبة ) و( ذا الرأي ) على المدح، مع أن الاسم قبلهما ( الملكِ القرم ) مخفوض، لأنه من صفة واحد، لكن نصبه على سبيل المدح والتنبيه؛ ومنه قولهم:

وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم إلا نميرًا أطاعت أمر غاويها

الظاعنين ولما يظعنوا أحدًا والقائلون لمن دار نخليها

فنَصَبَ ( الظاعنين ) على المدح، وحقه الرفع، بدليل قوله بعد: ( والقائلون ) .

ومثله أيضًا، قول قائلهم:

لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هموا سُم العُداة وآفة الجُزْر

النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأُزْر

فنَصَبَ ( النازلين ) على المدح، وحقه الرفع، بدليل قوله بعد: ( والطيبون ) .

ومن النصب على المدح أيضًا، قوله تعالى: {
والمقيمين الصلاة } (النساء:162) مع أنه معطوف على مرفوع، وهو قوله تعالى: { لكن الراسخون في العلم } (النساء:162).

ومن النصب على الذم، قوله تعالى: {
ملعونين أينما ثقفوا } (الأحزاب:61) فنصب على الذم .

ومن أمثلة الرفع في موضع النصب للغرض السابق، قوله تعالى: {
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون.. } (المائدة:69) فرفع { والصابئون.. } مع أنه معطوف على اسم { إنَّ } المنصوب، وحقه أن يقول: ( والصابئين ) لكن عدل عن ذلك، جريًا على عادة كلام العرب وسَنَنِهم في التنبيه والتخصيص، ونحو ذلك .

قال
سيبويه في باب ( ما ينتصب على التعظيم والمدح ): وإن شئت جعلته صفة، فجرى على الأول، وإن شئت قطعته فابتدأته؛ قال: ولو رُفع { والصابرين } على أول الكلام كان جيدًا، ولو ابتدأته فنصبته على الابتداء كان جيدًا .

ثم إن هناك من وجَّه الآية، فقال: النصب في الآية إنما هو من باب الاختصاص، وهو قريب مما تقدم، قالوا: والعرب تنصب على المدح وعلى الذم، كأنهم يريدون بذلك إفراد الممدوح والمذموم، ولا يتبعونه أول الكلام؛ وعليه فإنما نصب {
الصابرين } على الاختصاص؛ مدحًا لحالهم، وحثًا على سلوك طريقهم، لشدته وصعوبته. قالوا: والنصب - على هذا - بفعل محذوف، تقديره: وأمدحُ الصابرين، أو أخصُّ الصابرين، ونحو ذلك مما يقتضيه السباق والسياق، وباب ( النصب على الاختصاص ) باب واسع في كلام العرب .

قال
الخليل بن أحمد : والعرب تنصب الكلام على المدح والذم، كأنهم يريدون إفراد الممدوح والمذموم، فلا يتبعونه أول الكلام .

وقال
أبو عبيدة : النصب على تطاول الكلام وتباعده، ومن شأن العرب أن تغيِّر الإعراب، إذا طال الكلام وبَعُدَ النسق .

وقال صاحب "الكشاف": النصب على المدح، باب واسع، كسَّره
سيبويه على أمثلة وشواهد .

قال أهل اللغة: وهذا أسلوب واسع ومعهود في كلام العرب، لا مطعن فيه من جهة الإعراب .

ثم قال في "الكشاف" حول الشبهة التي نحن بصددها : ولا يُلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنًا في خط المصحف، وربما التفت إليه من لم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان. وقد عقب الشيخ
ابن عاشور على قول الزمخشري بقوله: إنَّ تكرره وتقارب الكلمات يربأ به عن أن يكون خطأ، أو سهوًا، وهو بين كلمتين مخالفتين إعرابه .

على أن هناك من القرَّاء من قرأ {
والصابرون } بالرفع، عطفًا على { والموفون بعهدهم } وهذه قراءة يعقوب ، وهي قراءة متواترة؛ وعلى هذه القراءة فلا مطعن لطاعن في الآية .

فإذا تبين هذا، وعُلِمَ أن الأمر جارٍ وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، لم يبق متمسك لأصحاب هذه الشبهة، بل العيب فيهم إذ جهلوا لغة العرب وأساليبهم في نظم الكلام وسبكه، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ .



يتبع








آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
آخر تعديل الدكتوره يوم 07-29-2011 في 11:53 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator