فضل المُعَـوِّذات والتعـوُّذ بها
• عن عبدالله بن خبيب - رضي الله عنه - قال : خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي لنا ، فأدركته ، فقال : "قل" , فلم أقل شيئًا ، ثم قال : "قل" , فلم أقل شيئًا ، قال : "قل" , فقلت : ما أقول ؟ قال : "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" .
إسناده حسن (30) (د، ت، ن)
• وعن عقبة بن عامر الجهني ، قال : بينا أنا أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - راحلته في غزوة ، إذ قال : "يا عقبة قل" , فاستمعتُ ، ثم قال : "يا عقبة قل" , فاستمعت فقالها الثالثة ، فقلت : ما أقول ؟ فقال : "قل هو الله أحد" ، فقرأ السورة حتى ختمها , ثم قرأ قل أعوذ برب الفلق وقرأتُ معه حتى ختمها , ثم قرأ قل أعوذ برب الناس فقرأتُ معه حتى ختمها ، ثم قال : "ما تَعَوَّذَ بمثلهن أحد" .
صحيح (ن)
• وفي رواية : "ما سأل سائل بمثلها ولا استعاذ مستعيذ بمثلها" .
حِـرزٌ أول النهار
• عن نعيم بن همار الغطفاني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال ربكم تبارك وتعالى : ابن آدم صَلِّ لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره" .
حسن (حم)
حرز من السم والسحر
• عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من اصطبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل" .
وفي بعض الروايات : "من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتيها" (31) .
صحيح (خ،م)
تعويـذ الصبيان
• وقالت امرأةُ عِمران لَمَّا وضعت مريم : ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) [آل عمران: 36] .
• وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ الحسن والحسين ، ويقول : "إن أباكما كان يُعَوِّذُ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامَّة ، ومن كل عين لامة" .
صحيح (خ)
كفوا صبيانكم عند المساء
• عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان جنح الليل (32) - أو أمسيتم - فكُفُّوا صبيانكم (33) ؛ فإن الشيطانَ ينتشِرُ (34) حينئذٍ . فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب , واذكروا اسم الله ؛ فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا , وأوكوا قربكم ، واذكروا اسم الله ، وخَمِّروا (35) آنيتكم ، واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئًا ، وأطفؤا مصابيحكم " (36) .
صحيح (خ،م)
وفي بعض روايات مسلم: "فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابًا ولا يكشف إناءً" .
______________________________
(30) وقد ورد نحو هذا الحديث من وجهٍ آخر عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة : ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين .
(31) أي: لابتي المدينة ، والمراد : ما بين الحرتين ، والتمر مقيد بصفةٍ وعدد ، أما الصفة فكونه من عجوة العالية ، أما العدد فهو سبع تمرات .
(32) [ إذا كان جُنْحُ الليل ] هذا الحديث فيه جُمَل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل اللهُ - عز وجل - هذه الأسباب أسبابًا للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره ، إذا وجدت هذه الأسباب . وجنح الليل ، بضم الجيم ، وكسرها ، لغتان مشهورتان ، وهو ظلامه ، ويقال : أجنح الليل ؛ أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل .
(33) [ فكفوا صبيانكم ] ، أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت .
(34) [ فإن الشيطان ينتشر ] أي : جنس الشيطان , وفي رواية : الشياطين" ، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذٍ .
(35) خَمِّروا : غطوا .
(36) وفي بعض الروايات عند مسلم : "لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، فإن الشياطين تنبعث .." والفواشي : كل شيء منتشر من المال كالإبل والغنم وسائر البهائم ، وفحمة العشاء ظلمتها وسوادها .
وقال بعض العلماء : إن الظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء الفحمة .
قلت : وهذا الحديث من الأحاديث التي غفل عنها وعن العمل بها كثيرٌ من صالحي المسلمين فضلاً عن عوامهم ، ولو أمعنوا النظر فيه ، وأقبلوا على العمل به لنجوا من أخطارٍ كثيرةٍ هم وذُرياتهم وأموالهم ، ولعافاهم الله في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم فلا يجعلوا للشيطان عليهم سبيلاً ، ولا على أولادهم .
وفي بعض طرق الحديث : "لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس" .