عــــــيناك ..
بحرٌ لا ساحل له ..وانا قارب صغير بلا أشرعة ...
لأول مرة أغامر بالإبحار دون خريطة أو بوصلة . حائر .التفت في كل الأنحاء ..فلا أستطيع أن أتبين هل أنا في الشمال أم الجنوب ..؟؟هل أنا بقرب اليابسة ..؟؟أم بعيدٌ عنها ؟؟
وماهو المصير ..وأين سأرسو ....؟؟
آهٍ من عيناك ..
كلما أراها ..يتردد هذا التساؤل في قلبي ..ولكني لا أبحث عن إجابة..فأرجوك دعيني أتساءل..وأحلم ...دعيني أبتعد عن كل شئ في هذا الكون لأتعمق داخلك ..لأكون معك ..اتركيني أحيا معك في أيام تملأها الدهشة ..فما الفائدة أن يحدث لنا ما نتمناه في وقت معلوم ...الأجمل ...أن يحدث لنا مانتمناه فجأة ...بلا موعد سابق أتعلم ماهي أمنيتي؟؟
أن أرسو هناك على ساحل قلبك ..أود أن أسكن ذلك القصر الكبير لوحدي ..لا تخافي علي من الوحده مادمت في قلبك فلن أحتاج أحدا ..لن اقلبْ وجهي في الجدران بملل ..بل سأجد كل يوم شئ جديد أستمتع به ..
عيناك ..بحرٌ لم تشرق عليه الشمس ..ولم تتموج علي سطحهِ أشعة القمر ..ولم تُرى فوقه ُ سفينة ..
لذلك هو بحري ..أنا ...ملك لي ...أنا الوحيد الذي أستطيع أن أكون هناك .بذلك القارب ..ولن أخشى حتى الغرق .لأني لو غرِقت لن أموت ..فكلما غرقت .. ازددت حياة ..فدعيني ..أغــــــــــــــــــــــ ــــرقْ..
أتركيني أحيا كما أريد بقربك ..
ولا تحرميني من الإبحار داخل عيناك ..ولا تردي على تساؤلاتي حتى لو ألححتْ عليك ...لأن متعتي الوحيدة ..أن أظل أبحث عن إجابات ..وأنتظر أن تتحقق أمنيتي فجأة وذات يوم ...
..................
كنت جادا...أما أنتي فضحكتي على فلسفتي
لازلتْ أتذكر صوت ضحكاتك ..ولا زلت أسمعها عندما تهدأ الأصوات ..
وعندما غابتْ عيناك ...فجأة ... بقيت أنا أتخبط في ذلك البحر المظلم ..والرياح العاتية تفعل بقاربي كما يفعل الطفل بلعبة بين يديه ..يقلبها و قد يلقيها بقسوة ..ثم لا يبالي أي حال قد تكون عليها ...
نعم ضعتْ..
بل أيقنت بالهلاك ...
غابتْ عيناك ...فتاه القارب ..ولم أعد أرى في حياتي متعة ..فكل أسألتي جاوب عنها رحيلك ..وليتها ظلتْ بلا إجابة ..
عيناك ...كانت وطني ....والآن أنا مشرد فقير ٌ أتسول في الطرقات..قلباً يسمع مأساتي ..
وهي أني سأظل ما حييتْ ....بلا ...وطن ...ولا متعة ..ولا انتظار لشئ مفرح ..وأني فقدتْ قارباً يحمل قلبي ...
فهل يحنوا علي أحد المارة ؟؟
أم سيتجاهلونني ..كما يُتجاهل صياح المجانين ؟!!
أيتها الراحلة ...بقى سؤال
ابقي معي ..فأين أجد قلبي ؟؟؟
وليتني أجد إجابة ...
راق لى