اللُكْنةٌ في الإسلام
اللكنة في الكتب التراثية تعنى :
ثقل اللسان أو العى في الكلام
وفى عصرنا صارت الكلمة بمعنى :
من له نطق معين لبعض الحروف في نطق لغة أجنبية
واللكنة في كتب الفقه تطلق على الألكن وهو :
من يزيد حروف في كلامه أو ينقص حروف أو يبدل حروف الكلمة ببعضها
واللكنة هى عند الفقهاء عيب عام ويمكن تسميتها :
عقدة لسانية كما في حالة موسى(ص) الذى أقر أنه لا يفصح عن ما يريد افصاحا صحيحا ولذا دعا الله تعالى أن يمحو تلك العقدة من أجل أن يفقه والمراد :
يفهم الناس حديثه
وفى هذا قال تعالى :
" واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى "
وقد استجاب الله لدعاه وكل طلباته التى طلبها فقال :
" قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى"
ومن تلك العقد اللسانية :
اللثغة وهو نطق بعض الحروف كنطق الثاء سين
وأيضا :
نطق الراء غين وهو ما نسميه حاليا :
الألدغ
التمتمة وهى تكرار نطق التاء في الحديث دون داعى ويسميها البعض :
التأتأة
الفأفأة وهى تكرار نطق الفاء في الحديث دون داعى
وكل العقد اللسانية أحكامها واحدة وقد ناقش الفقهاء في تلك العقد نفس المسائل وهى :
الاِقْتِداءُ بِالأْلْكنِ فِي الصّلاةِ:
وهذه المسألة معظم الفقهاء على أنه يحرم إمامة من به عقدة في لسانه يسيرة أو ثقيلة لغيره ونادرا ما أفتوا بأنه إمامته تجوز
ومن جوزوا إمامة من به عيب في لسانه أجازوها في حالة :
إمامة صاحب العيب النطقى لمثله
والقليل منهم من أجاز إمامة من به عيب في لسانه طالما يجهد نفسه ويخرج الحروف من مخارجها
والبعض منهم أجازوا إمامة من عيبه يسير لا يؤثر على صحة النطق
وعامة فقد اختلف الفقهاء اختلافا صرحت به كتبهم ومع هذا لا يستند أى رأى منهم إلى دليل من الوحى الإلهى
وحتى الروايات لا يوجد فيها روايات فيها ذكر لشىء من تلك المسائل التى تتعلق
وقد نقلت الموسوعة الفقهية بعض من تلك الخلافات فقالت :
"وفِي الْفتاوى الْهِنْدِيّةِ: وأمّا الّذِي لا يقْدِرُ على إِخْراجِ الْحُرُوفِ إِلاّ بِالْجهْدِ ولمْ يكُنْ لهُ تمْتمةٌ أوْ فأْفأةٌ، فإِذا أخرج الْحُرُوف أخرجهاعلى الصِّحّةِ لا يُكْرهُ أنْ يكُون إِمامًا لِغيْرِهِ .
ويرى الْمالِكِيّةُ فِي الْمذْهبِ وبعْضُ الْحنفِيّةِ وأبُو ثوْرٍ وعطاءٌ وقتادةُ صِحّة الاِقْتِداءِ بِالأْلْكنِ ، وهذا ما اخْتارهُ الْمُزنِيُّ إِلاّ أنّهُ قيّد صِحّة الاِقْتِداءِ بِهِ بِأنْ لمْ يُطاوِعْهُ لِسانُهُ، أوْ طاوعهُ ولمْ يمْضِ زمنٌ يُمْكِنُ فِيهِ التّعلُّمُ، وإِلاّ فلا يصِحُّ الاِقْتِداءُ بِهِ .
جاء فِي الشّرْحِ الصّغِيرِ: جاز إِمامةُ ألْكن ، وقال الْحطّابُ: ظاهِرُ كلامِ الْمُصنِّفِ (خلِيلٍ) أنّ إِمامتهُ جائِزةٌ مِنْ غيْرِ كراهةٍ ، ويقُول ابْنُ رُشْدٍ بِكراهةِ الاِئْتِمامِ بِالأْلْكنِ، إِلاّ أنْ لا يُوجد منْ لا يُرْضى سِواهُ قال الطّحْطاوِيُّ مِن الْحنفِيّةِ نقْلاً عنِ الْخانِيّةِ: ذكر الشّيْخُ أبُو بكْرٍ مُحمّدُ بْنُ الْفضْل: تصِحُّ إِمامتُهُ لِغيْرِهِ لأِنّ ما يقُولُهُ صار لُغةً لهُ .
ويرى الشّافِعِيّةُ فِي الْقدِيمِ صِحّة الاِقْتِداءِ بِالأْلْكنِ فِي السِّرِّيّةِ دُون الْجهْرِيّةِ، بِناءً على أنّالْمأْمُوم لا يقْرأُ فِي الْجهْرِيّةِ، بل يتحمّل الإِْمامُ عنْهُ فِيها .
وظاهِرُ كلامِ ابْنِ الْبنّا مِن الْحنابِلةِ صِحّةُ إِمامةِ الأْلْثغِ " الأْلْكنِ " مع الْكراهةِ .
هذا حُكْمُ الاِقْتِداءِ بِالأْلْكنِ الّذِي يتْرُكُ حرْفًا مِن الْحُرُوفِ، أوْ يُبدِّلُهُ بِغيْرِهِ، أوْ لا يُفْصِحُ بِبعْضِ الْحُرُوفِ.
- أمّا إِذا كانتِ اللُّكْنةُ مُتمثِّلةً فِي عدمِ الْقُدْرةِ على التّلفُّظِ بِحرْفٍ مِن الْحُرُوفِ إِلاّ بِتكْرارٍ، فقدِ اخْتلف الْفُقهاءُ فِي حُكْمِ الاِقْتِداءِ بِصاحِبِ هذِهِ اللُّكْنةِ.
فقال الشّافِعِيّةُ والْحنابِلةُ: تُكْرهُ إِمامةُ التِّمْتامِ والْفأْفاءِ وتصِحُّ الصّلاةُ خلْفهُما، لأِنّهُما يأْتِيانِ بِالْحُرُوفِ على الْكمال، ويزِيدانِ زِيادةً هُما مغْلُوبانِ عليْها فعُفِي عنْها، ويُكْرهُ تقْدِيمُهُما لِهذِهِ الزِّيادةِ .
وصرّح الشّافِعِيّةُ بِأنّهُ لا فرْق بيْن أنْ يكُون هذا التّكْرارُ فِي الْفاتِحةِ أوْ غيْرِها .
ويرى الْحنفِيّةُ أنّ منْ لا يقْدِرُ على التّلفُّظِ بِحرْفٍ مِن الْحُرُوفِ إِلاّ بِتكْرارِ فيتحتّمُ عليْهِ بذْل الْجُهْدِ لإِِصْلاحِ لِسانِهِ وتصْحِيحِهِ، فإِنْ لمْ يبْذُل لا يؤُمُّ إِلاّ مِثْلهُ، ولا تصِحُّ صلاتُهُ إِنْأمْكنهُ الاِقْتِداءُ بِمنْ يُحْسِنُهُ أوْ ترك جُهْدهُ أوْ وجد قدْر الْفرْضِ خالِيًا عنْ ذلِك .
وعِنْد الْمالِكِيّةِ جاز إِمامةُ الأْلْكنِ لِسالِمٍ ولِمِثْلِهِ، وهُو منْ لا يسْتطِيعُ إِخْراج بعْضِ الْحُرُوفِ مِنْ مخارِجِها، سواءٌ كان لا ينْطِقُ بِالْحرْفِ الْبتّة، أوْ ينْطِقُ بِهِ مُغيِّرًا ولوْ بِزِيادتِهِ أوْ تكْرارِهِ"
المهم أن الدليل القرآنى وهو :
وجود عقدة في لسان موسى(ص) وهو إمام المسلمين فى عصره لم يكن مانعا من اختياره كرسول ومن ثم إمام للصلاة بالتالى وكان اختياره وهو به العقدة كما قال تعالى :
" وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى"
وعليه تجوز إمامة من به عيب في لسان
والسباب في ذلك هى :
الأول اختيار موسى(ص) كرسول مع وجود عقدة في لسانه
الثانى أن الصلاة لا تتطلب الحديث الجهرى الذى يسمع فيه الناس الكلمات من الإمام كما هو الحال حاليا من وجود صلوات جهرية وصلوات سرية لأن الصلاة عند الله ليست جهرية ولا سرية وإنما وسط بين الاثنين
وفى هذا قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ومن الموضوعات الأخرى التى لم يذكروها هو :
عمل أصحاب العيوب
فالقوم لابد لهم من اختيار أعمال وظيفية لهم بعيدة عن الكلام المنطوق ومن ثم يتم إبعادهم عما يؤدى إلى احراجهم نفسيا ومن ثم لا يعملون في وظائف مثل :
التعليم والآذان والبلاغ
ويتم عملهم في وظائف لا تواجه الجمهور في الغالب حرصا على عدم سخرية أحد منهم
وعلى المدارس عند تقديم الأطفال بها أن تقوم بتدريب هؤلاء الأطفال الذين لديهم عيوب نطقية على أن يتحدثوا بكلمات ليس فيها الحروف التى تظهر عيوبهم كما لا يطلب المعلمين منهم نطق الاجابات إلا إذا عرفوا أنهم يجيدون الكلمات في الاجابة أو يتم سؤالهم بأسئلة تكون بنعم أو لا