بياع العنب
بياع العنب
سقطت ألمفاتيح خلف البوفيه المليئة بالفناجين والكاسات والأواني ألزجاجية0
وبقاؤها حيث هي حتى يعود أبو صلاح يعني حدوث مشكلة عويصة في الدار0
لن يرحم او يفهم كون الصبي اسقطها وهو يلعب بها 0 ألحل أن يتزحز البوفيه
من مكانه وتعود المفاتيح الى الجرار0 قالت لنفسها وهي تفكر ثم توجهت الى
حماتها المقعدة ابدا في ركن الغرفة 0 وافقتها العجوز الرأي بايماءة من راسها0
فارتدت أم صلاح ثياب الصلاة البيضاء وخرجت الى الباب0 كانت تفكر بصاحب
ميني ماركت الحارة، الا انها عزفت عن التوجه اليه اذ تذكرت ضعف بنيته وكثرة
انشغاله مع الزبائن0 واستقر رايها على اسبعاده حين نهق حمار ابي حسين ‘
بياع العنب الذي كان قادما من رأس الشارع وهو يسحب بالرسن حماره دائم
النهيق0 ومما شجعها على ذلك كون الرجل قوي البنية مألوف للناس من خلال
تردده الدائم على الحارة، وهو ابن قرية قريبة يعرف اهل الحارة كما يعرفونه0
بالطبع لن يخيب طلبها0 وكانت تنظر اليه وهو يقترب فصار يعلي صوته وينادي
على عنبه الذي اخذ يصفه بالعسل المصفى0 وهو ينفع للأكل مباشرة كما ينفع
للعصير او التعليب ومعه صنفان ابيض واحمر وكلاهما الذ من الآخر0
وحين اصبح على مقربة منها سألها بنبرة واثقة: " كم كيلو بدها ام صلاح؟"
اجابته بلطف حتى لا تخيب امله:" بدي تساعدني يا بو حسين" هتف من اعماقه:"
ان تحت امرك" 0 اخبرته عن المفاتيح المختبئة وراء البوفيه والتي لا حل سوى
زحزحته لاستردادها0
اومأ براسه دلالة استيعاب وسألها وهو يهم بربط الحمار في عمود الهاتف الخشبي
القريب من البوابة:" كيف وقعن منه ورا الماخوذ؟"
"كان يلعب سقطوا من ايده"
"صحيح ظهري بوجعني لكن مرحبابك"
نهق الحمار الذي اصبح الآن مربوطا فضربه صاحبه الذي احرج من تصرفه غير
اللائق وقال للمرأة الشابة :"توكلي على الله"
سارت امامه بخطوات سريعة فراح يتبعها مرددا " يا ساتر" تلك العبارة التي تعلم
ترديدها كلما دخل دارا غير داره0 حين وصلت بداية الدرج رفعت اذيال ثوبها الفضفاض
كي لا تتعثر به 0 بدأت ترتقي الدرج وهي متأكدة انه يتبعها من خلال "ياساتر" التي
لم تفارق شفتيه0 لكنه وفجأة صمت‘ لم يكن ارتقى اكثر من بضع درجات‘ نظرت اليه
فانفتل مهرولأ وهو يصيح بصوت متحشرج منفعل" اني اخاف الله العظيم" وكررها
دون ان يستجيب او يكترث باسئلة المرأة الحائرة المذهولة:"مالك ابوحسين شو في؟؟"
وحين دخلت على الحماة المقعدة سألتها عن تفسير لسلوك الرجل فردت العجوزضاحكة:
"هذا واحد مجنون0 " وهزت راسها0