اخوانى واخواتى الكرام -- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهدى اليكم هذا الموضوع --- وارجوا من الله التوفيق والنجاح وان ينال اعجباكم ليبين لنا ولكم
ومثل الخطاء فيى فهم الارادة والمشيئة -- الخطاء فى فهم الهداية والاضلال فقد اساء كثيرون
فهم مثل قول الله تعالى فى كتابة -- فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء وهو العزيز الحكيم من
سورة ابراهيم الاية 4 -- وقوله أفمن زين له سوء عمله فراه حسنا فأن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء -- من سورة فاطر الاية 8 -- فقالوا كيف يضل الله العبد ثم يعذبه - وكيف يزين له سوء عمله ثم يعقبه عليه -- وقالوا - اين العدل والرحمة فى ذلك - فنصبوا انفسهم
بجهلهم خصوما لربهم - فهلكوا بجهلهم وشقوا بسوء فهمهم ولو وفقوا لسلموا لله تعالى فى حكمه
ولم يعترضوا عله فى تدبيره لإمر خلقه - اذله الخلق وله الامر يفعل مايشاء ويحكم مايريد لايسأل
عما يفعل - وهو العزيز الحكيم ولكن القوم لما لم يوفقوا سلكوا مسلك ابليس فى الاعتراض على
الله عزوجل فاصابهم بذلك ابلاس وخذلان - ولووفقوا -- وقد عرفوا ان الله تعالى يهدى من يشاء
ويضل من يشاء للجأوا اليه راغبين خائفين - يسألونه الهداية ويتعيذونه من الضلال - اذ هو
مالك الملك القادر على كل شىء لو وفقوا لآتوا بابه سائلين -وللاذوا بجنابه محتمين - حيث لاح
طريق الهدى ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجدله وليا مرشدا ) الاية 17 من سورة
الكهف ولكن ما وفقوا فاتبعوا خطوات الشيطان فبأءوأ بالحرمان -- والذى قادهم لهذا الخسران
والهوان جهلهم بربوية الله تعالى -- وسوء ظنهم فى الرحمن فجهلهم بالربوبية التى من مقتضياتها التربية والاصلاح - ومن مستلزماتها الهداية والاضلال هو الذى جعلهم يسألون كيف
وليس من حقهم أن يسألوا - وسوء ظنهم بربهم فى تقديره وحسن تدبيره جعلهم يعترضون على
حكمه - ويستخفون حكمته - فهلكوا بجهلهم وسوء ظنهم بربهم فما أسوأ حالهم - وما اخسر
مالهم والحقيقة التى قد خفيت عليهم فضلوا هى انهم لم يعلموا ان الله تعالى انما يضل من يضل
بعد ان يعذر اليه بتبيين سبل الهدى واضحة ويمنحه القدرة الكافية على اليسر فيها فاذا أثر العبد بعد
العلم -- الضلال على الهدى - ولاه الله ماتولى فكان ذلك عدلآ منه تعالى - لآظلم معه - قال الله
تعالى -- وماكان الله ليضل بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون التوبة 115 -- انهم لم يعلموا
ان الهدية كأضلال كل مهما يتم حسب سنن الله تعالى فى خلقه والسنة فى الاضلال كالسنة فى الهدية وهى الايثار - والرغبة - والطلب -- والعمل فمن اثر الهداية ورغب فيها - وطلبها وعمل
بأسبأبها تمت له ووجد من الله تعالى عونأ له على تحصيلها وتحقيقها وهذا من رحمة الله تعالى
بعبادة وفضله عليهم ومن اثر الضلالة ورغب فيها وعمل بأسبابها تمت له ولم يجد من الله تعالى
صارفا عنها وهذا من عدل الله تعالى فى عباده وحسن تدبيره فيهم وجهلوا سنة الله تعالى فى تزيين
الاعمال لاصحابها فانكروا على الله تعالى ذلك وقالوا كيف يزين الله الباطل الشر لعبد حتى اذا فعله
عاقبه عليه وما علموا ان هذا التزيين انما حسب سنة الهية لاتختلف - وهى ان المرء أذا أثر
العمل باختياره -- واحبه من نفسه ولازمه غير منفك عنه زمنا طويلا أصبح ذلك العمل زينأ له
حسنأ عنده وان كان شيئا قبيحا عند غيره - والعمل الفاسد كالعمل الصالح فى هذه السنة كلاهما
يزين لفاعله بهذه الطريقة - غير انه من رحمة الله تعالى بعباده وعظيم احسانه اليهم ان حذرهم
فى كتبه وعلى السنة رسله عليهم السلام حذرهم من استدامة العمل الفاسد - والاصرار عليه
ودعاهم الى تركه والتوبه منه قبل ان يبلغ من نفوسهم حد التزين ويصل الى مستواه فيزين لهم حسب سنة الله تعالى ويومها يتعذر عليهم تركه والاقلاع عنه وفى هذا يقول تعالى - أفمن زين له
سوء عمله فراه حسنأ - فاطر الاية 8 -- ويقول (كذلك زينا لكل أمة عملهم ) الانعام الاية 108 -- فمن استجاب لتحذير الله تعالى - وترك فأسد الاعمال وسيئها نجا ومن تجاهل التحذير
وواصل فى سبيل الغى السير هلك - ومن نجا فقد نجا برحمة الله وفضله حيث نهاه عن الغى فأثره
على الرشد ودعاه الى التوبة فرفضها واصر على خلافها حتى وصل فى عمله حد التزيين فزين له
فراه حسنا وبذلك فقد الاستعداد لقبول دعوة الخير والهدى ومضت فيه سنة الله فى التزيين فهلك مع
الهالكين - ولاعدوان الا على الظالمين ( وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) النحل 33 وبهذا القدر كفاية -- وارجوا من الله ان اكون موافق باذن الله تعالى -- وتقبلوا تحياتى