الطرف الثالث في علاقة الحب
(الصديق او المستشار او المحكم)
لا معنى لوجوده .. لأنه لن يفهم أو لن يشعر كما يشعر الحبيبان .. لن يدرك طبيعة الحالة التي استحال إليها العاشقان .
حين يفكر لهما او معهما فإنه سيفكر بمفردات حياته هو أو حياة الواقع البعيدة عن خبرة الحب . حتى وإن كان هو ذاته عاشقاً فإن الحب هو تجربة فريدة .. شديدة الخصوصية ولذلك فليس من المفيد إستشارة طرف ثالث في هموم الحب الخاصة بنا ..
لا أحد يستطيع ان يلمس بفكره ووجدانه درجة العمق التي يتمكن منها الحب ويمسك بروح المحبين فيصبح مصيرها واحد لا يؤثر فيهما حسد أو شر أو حقد ولا ينال منهما إيذاء ومؤامرات عزول
ذلك هو أحد أسرار الحب الهامة .. أبدية العلاقة .. تلك الأبدية التي تهزأ بكل محاولة للنيل منها من كينونتها وصيرورتها وإستمراريتها .. حتى وان كان الطرف الثالث مخلصاً في نصحه ومساعدته فإنه لن يلمس إلا السطح .. سطح العلاقة بينهما الحب يمسك بالروح .. يربط الروح بالروح ..
إنه أعمق وأوثق تجربة روحية عرفها الإنسان حقاً انها تنطلق او تبدأ من الحاضر .. لحظة في زمان نعيشها آلان ، ولكنها ترتد إلى ماضي الإنسان العاشق فتضفى عليه معنى وقيمة
وإذا قلنا ان الحب نور يمسك بتلابيب الروح ويربطها بروح آخرى فإنه يكشف للإنسان العاشق لأول مرة كل شيء عن روحه وعن روح حبيبه
وتلك هي إحدى اسرار الحب وقواه الخفيه التي تعلوا عن الوصف
إنني أراك يا حبيبي في حضرة النور الإلهي فانكشف لي ماضيك وحاضرك ومستقبلك .. ونفذت إلى صميم روحك فأدركت ما انت مؤهل له .. للسمو والرفعة وما بك من نزوع نحو المثاليه .. إنني احببتك في حضرة النور الإلهي فكيف يتهمونني بالعمى ؟
salah+