على النافذة كان الرابط رياح في القلب فتحت الرابط رغبة في اقتناص كل ما يخصها
كنت وحدي إلا من ظلها المتروك في قلبي حاولت بكل ما أوتيت من هبوب أن أبقى طبيعياً لكن محركات الإحساس داخل بوتقة روحي بدأت بالدوران
وصرت التف بكاملي كعصفور يبحث عن قشة وسط الرياح
كان صوت حنفية الحمام يقطر وكنت أسمعه كأنه يقطر في رأسي كل شيء أصبح مسموعاً وكأن حاسة السمع تدبلت ملايين المرات
أطنان النبض التي ترج ضلوعي والكلمات المثقلة بالحنين والعمر المفعم بالحزن ودمعة كبيرة بحجم فقاعة الصابون انسكبت وبللتني وأغرقت مشاعري
حاولت أن أتخلص من الصمت وهذا السكون المستمر في غيابها بوضع أصابعي على لائحة المفاتيح والكتابة بشكل مسموع
لم اشعر بنفسي أثناء الكتابة كنت خفيفا جدا وتركز ثقلي على حواف أصابعي والجمل التي لم اكتبها خزنتها في ذاكرتي كي نرتشفها سويا كقهوة الصباح
تذكرت شعرها الأسود الفاحم كالليل وهو يرسل أغنيات النسيم الجميلة كفرس عربي يشق الفيافي
تمنيت لحظتها أن امتطي فرساً عربياً أصيلاً وأشق به الريح كي اشعر بوخزها يدخل مسام جلدي واكتب قصيدة عن هذا المشهد
ماذا بوسعي أن أكتب وأنا غارق في الريح فأشرعت بالقول:
وللريح لمسٌ جميلٌ يطرز أطراف جلدي
وأدخل وحدي مع الريح وحدي
وخلفي يغار الكلام ويلهث من سيل بُعدي
ولا أستريح أواصل ركضي أواصل ركضي
وألقى خيالي يفرُّ من العقل
يغفو قليلاً على طرْف خدي
أحاول أن أنفض الذكريات
وأترك قلبي يتابع حدس التأمل
في اللامكان أرى كل شيءٍ تكاتف ضدي
رجعت ببصري نحو النافذة المفتوحة تخيلت أن بعض الكلمات ما زالت معلقة استجمعت قواي وأغلقت النافذة وفي قلبي حسرة تمتد كخيط دمع المساء الطويل
م ن