العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-25-2010, 09:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا

فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا





لعل فن السعادة هو اهم فنون الحياة على الاطلاق , فهو بمثابة الهدف الذى نبغيه من جميع فنونها الاخرى ..فنحن حين نسعى مثلا الى اتقان فن العمل , وفن الحب , وفن الصداقة ...الخ ..انما نبغى من وراء ذلك كله ان نكون سعداء ..فالسعادة هى غاية كل منا و قبلته الاولى
لكن السعادة بدورها ((فن )) يحتاج الى دراسة و فهم لانها فى الواقع ليست هدفا محددا , واذا بلغناه قنعنا ورضينا ... وانما هى حالة نفسية قد تتوفر و نحن ابعد ما نكون عن امالنا , وقد تتبخر حين نبلغ هذه الامال و نمسك
بها بين ايدينا !!
او - كما قال ( جوتة ) بحق : السعادة كرة نجرى وراءها ما دامت تجرى , وندفعها بعيدا عن اقدامنا حين تقف !
فلنحاول ان نتعلم من المفكر العالمى (( اندريه موروا )) كيف نلحق بهذه الكرة حين تجرى , وكيف نستأثر بها حين تقف
وسأحاول باذن الله وضع تلخيص الكتاب بصورة دورية حتى نهايته


اجزاء الكتاب :

السعادة ...سراب !
شقوة الاوهام اقسى من شقوة الحقائق
من الناس من لا يقتع الا بالهموم
السعادة اشعاع ينبعث من اعماقنا
الفقر والمرض اول اسباب الشقاء
شقاء الاوهام
دع الماضى والمستقبل وتدبر الحاضر !
بالعزم ينال المرء ما يريد
المع يقود الى التعاسة
اعرف نفسك ان شئت ان ترضى عنها
استباق الحوادث اسوأ من الواقع
لماذا نزيد الحياة شجونا ومتاعب ؟
ضجر الاغنياء مبعث تعاستهم
التعب الجسمانى خير دواء للكأبة
القراءة لا تجدى !
لا سعادة بغير عمل يشغلك
استمتع بالحاضر... ودع المستقبل لله !
السعادة والحب
الحب يولد القناعة
السذج اسعد الناس
لا سعادة يغير تفاؤل
اربع وصفات للسعادة ....!






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:15 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا




السعادة سراب

وصف (( فونتينل )) السعادة بانها الحال التى نود لو نبقى فيها دون ما تتغير او تتبدل ...وليس من شك فى اننا نكون سعداء حقا اذا اتيح لنا ان نبلغ حالا يرتاح اليها بالنا وبدننا , فلا يتمالك المرء منا عندها ان يقول : لكم اود ان يبقى كل شئ على حاله هكذا ..الى الابد !!
ولكن كيف تبقى حال من الاحوال دون تغير , فى حين ان العناصر التى تتألف منها هذه السعادة الكاملة لا يمكن ان تستقر ؟...فلو ان السعادة تمثلت فى وجود شخص فلن يلبث الموت ان يتدخل ليخطف هذا الشخص , ولو انها واتتنا فى قطعة موسيقية فان اللحن لابد صائر للنهاية ...اوفى كتاب فلن نلبث ان نفرغ من صفحاته ..وهكذا قد نتمنى بقاء حال ما دون تغير , ولكننا ندرك ان بقاءها مستحيل
وانه لو قدر لنا ان نوقف مسرى الزمن عند لحظة فان السعادة التى تحملها لنا اية لحظة فى اطوائها لا تلبث ان تتضاءل على اى الاحوال حين تذهب جدتها وطرافتها ...!




شقوة الاوهام اقسى من شقوة الحقائق



ويمكن ان يكون من سوء حظ الانسان ان يولد فى ظروف عصيبة , ولكن قسوة الزمن لايجب ان تحرمنا السعادة فهى فى الواقع لا تتوقف على الظروف الخارجية وانما هى من نتاج قوة الارادة
واكاد اسمعك معترضا وانت تقول : من نتاج قوة الارادة ؟ او ليست السعادة والمرض والاضطهاد والحرب بخلق ان تجعل السعادة مستحيلة ؟
هذا جائز ولكن يجب ان لاننسى امرين :
اما الامر الاول , فهو ان الناس تعانى من الشرور الموهومة اكثر مما تعانى من الشرور الحقيقية ...وقد اخبرنى طبيب مشهور ذات مرة ان ثمانية من كل عشرة من المرضى الذين يقصدونه خالين من كل
اثار الامراض البدنية ولكنهم يعتقدون انهم مرضى ...لان المرض الموهوم يسبب من الاوجاع ما يسببه المرض الحقيقى بل اكثر فى بعض الاحيان ..!!
وروى لى جندى انجليزى شاب , انه حين اشتدت الغارات الجوية على الجيش البريطانى اثناء انسحابه من ((دنكرك )) فى سنة 1940 , اوى الجندى الى حفرة من الرمال احس فيها انه امن الى حد ما
لولا ان وسوس له فكرة ان يدير مذياعا صغيرا كان يحمله , فسمع مذيع محطة الاذاعة البريطانية يصف المأزق الذى كان الجنود البريطانيون يعانوه فى نفس البقعةالتى كان فيها الشاب على ساحل دنكرك
واستطرد الشاب قائلا : كان وصفه رهيبا يشيع اليأس والقنوط حتى انى هلعت وكدت انطلق هاربا ..ولم اتمالك روعى الاحين اسكت المذياع , وأملت الموقف الحقيقى على ضوء الواقع الذى ألمسه
هذه القصة مثال رائع لما يصيب معظم الناس ....انهم يعانون من المخاوف الوهمية اكثر مما يعانون من الامور الحقيقية التى تبرر الخوف
وقد يقضون اللليالى الطويلة مسهدين , قلقين , من جراء امور قد يحتمل ان تقع ولكنها لم تقع , وقد لا تقع قط !!






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:15 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا



من الناس من لا يقنع الا بالهموم


اما الامر الثانى فهو ان سوء الحظ - مهما كان حقيقيا - يمكن تحويله بفضل قوة الخلق والشخصية الى فرص للسعادة
فالمريض اذا كان قوى العزيمة يستطيع ان يفيد كثيرا من اوجاعه , اذ
تتيح له الامه فرصة اكتساب الصبر والجلد كما ان اعتكافه يفسح له الوقت للقراءة والتفكير
بل ان اقتراب الموت لا يحرم الرجل الشجاع حقا من السعادة الداخلية ...وكان سقراط فى سجنه يبدى كثيرا من الانفة والابتهاج - رغم علمه بأنه مسوق للموت - حتى لقد شجع كل اصدقائه الذين جاءوا ليشجعوه
فالظروف الخارجية اذن تستطيع ان تجعل السعادة متعذرة ولكنها لا تجعلها مستحيلة كما انها من ناحية اخرى لا تجعلها مؤكدة , فأن الذى يصر على اثقال نفسه بالهموم يجد دائما من الهموم معين لا ينضب !!
والرجل الطموح لا يقنع ابدا بما أصاب ...فلو ان هتلر عرف كيف يقف عند حده فى الوقت المناسب بسعد ووفق للأحتفاظ بانتصاراته ....ولكنه لم يفعل !!
وهناك محظوظون اوتى المرء منهم ثراء وصحة وزوجة صالحة واطفال لطاف ...فهل تراهم يركنون الى الراحة ويستمتعون بحظهم ؟
الواقع ان معظمهم يظل مشغول البال مثلا بأن هذه الناحية من نواحى استغلال المال غير مأمونة او بان الاطفال قد يمرضون او بان الوطن قد يتعرض الى الغزو ....الخ
ذلك ان ثمة صنفا من الناس لا يقوى شئ على اسعادهم ...
ومن هنا نستطيع ان نقول ان الظروف الخارجية لا يمكن ان تضمن السعادة انما هى فى واقع الامر (( حالة نفسية ))




السعادة اشعاع ينبعث من الاعماق

ومن ثم لزاما ان نميز فى العناصر العديدة التى يتم تبادلها دون ان يقلل ذلك من هنائنا , وتلك التى لاغنى عنها لتوفر الهناء
والذين قرأوا قصة تولستوى (( انا كارنينا )) يذكرون كيف انطلق بطلها ( ليفن ) يهيم فى الطرقات عقب فوزه بيد فتاته وهو لا يكف عن الاعجاب بكل شئ ...اذ بدت له السماء اكثر زرقة , والطيور اشجى تغريدا مما ألفها ...حتى نظرة حارس الباب بدت له افعم عطفا مما اعتادها .....على ان سعادة ليفن ما كانت لتقل لو كان فى مدينة اخرى فان اى مدينة خليقة با تبدو له افتن مما اعتاد ان يراها ...وذلك لانه يرى كل شئ تحت ضوء يشع من اعماقه ...وهذا الضوء الكامن هو ...روح سعادته !!!
وليست الاحداث والاشياء التى يستطيبها المرء هى مبعث السعادة ...بل تنشأ السعادة عن حالة ذهنية تخلع على الاحداث صفة خاصة ...ومن ثم فعلينا ان نتمنى بقاء تلك الحالة , لا تكرر الاحداث السارة بالذات !






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:16 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا




الفقر والمرض اول اسباب الشقاء

وقد يكون من الاسهل كى نهتدى الى طريق السعادة ان نحصى العقبات التى تعترض سبيلها ...فلنفض السدادة عن القمقم السحرى الذى يحبس تعاسات البشرية , و لندعها تنطلق لنتأمل اكثرها شيوعا :
ان الفقر والمرض هما أول سحابتين معتمتين تنطلقان من القمقم فتنعقدان فى الجو ...وهما ابغض اسباب التعاسة جميعا , فاذا ما تكرر حلولهما فى اوقات متقاربة , قلت اسباب العلاج التى تؤثر فيهما ....ومن السهل ان تزعم - كما زعم الفلاسفة الرواقيون - ان المعاناة ليست سوى كلمة وان (( معاناة الام الماضى قد انقضت ولم يعد لها وجود ...ومعاناة متاعب الحاضر غير ملموسة ولا منظورة ...ومعاناة المستقبل لم نكابدها بعد ))....من السهل ان تزعم هذا ولكن لن يجدى فتيلا , فليس الامر كما يصوره الرواقيون , فى الواقع لان الانسان لا يستطيع ان يفرق ويفصل بين مراحل وجوده ....بل ان تذكر الام الماضى يجعل من عناء الحاضر عبثا مطرد الثقل ....ولكن الانسان القوى يستطيع بلا ريب ان يكافح العناء ويحتفظ بجلده , ولقد تحمل ( مونتين ) فى شجاعة مرضا مقذع الالام , ولكن ....ماذا يفعل العاقل الحكيم بل القديس اذا كانت حياته لم تكن سوى انات متوجعة متتالية ؟
لقد استطاع ( ديوجين ) ان يستخف بالفقر , لانه عاش فى جو دافئ , ولانه كان يملك قوته ودلو مائه .....ثم لانه كان وحيدا فى الحياة ....ولكن ما الذى كان يفعله لو انه كان معتطلا يعول اربعة اطفال فى مدينة باردة الجو , لا سبيل الى طعام فيها او وقود الا بالنقود ؟.....انها لتكون تعاسة حقة , ومن المهين للمقرورين الجوعى ان تحاول التسرية عنهم بأقوال الفلاسفة


شقاوة الاوهام

ولا ينبغى ان نخلط بين هذه الحالات القصوى من المرض وا الفقر , وبين المأأزق الوقتية التى تعتبر رغم عنائها اقل احتمالا واقل خلقا للعوائق فى سبيل السعادة ...وقد كان الرواقيون على حق عندما فرقوا بين مطالبنا (( الطبيعية الضرورية )) كالغذاء والشراب ...ومطالبنا (( الطبيعية الغير ضرورية )) التى سنتحدث عنها فيما يلى ...فهناك فقير حقيقى ومرض حقيقى صحابهم يستحق الرثاء فعلا , غير ان المرضى بالوهم لايقلون عن المرضى فعلا ...اذ ان لاذهاننا سلطانا على اجسادنا لا تكاد تصدقه العقول , ومن ثم كانت معظم الامنا وهمية !
وكما ان هناك امراضا وهمية فى الدنيا هناك ايضا فقر وهمى ...والمقياس الذى تقيس به هذه الامور هو انك طالما هناك سقفا يظلك وطعاما تأكله ولباسا ترتديه , فأنت تهين الفقير حقا اذا رحت تلعن تعاستك من جراء ازمة عابرة اثرت على سواك كما اثرت عليك وانتقصت من دخلك !
ومن امثلة الشقاء الموهوم ما رواه صديق يوما لى عن امرأة قتلت نفسها اذ اضطرت الى الانتقال الى غرفة ضاقت بقطعة من اثاثها كانت تعتز بها !!!






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:16 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا



دع الماضى والمستقبل وتدبر الحاضر :

ويغقب الفقر والمرض من اسباب التعاسة او الفشل اى الاخفاق فى تحقيق مطمع او الخيبة فى الحب .....الخ - فنحن نرسم الخطط للمستقبل فاذا بها تحبط ا حيانا واذا امالنا تنهار ...ونحن نبغى ان نكون محبوبين فلا نظفر ببغيتنا , وتروح الغيرة تسمم ايامنا وليالينا , واحيانا نسعى الى عمل ونخفق فى الحصول عليه ....الخ
واغلب هذه التعاسات غير حقيقية , نخلقها فى تصورنا فقط ...وينبغى ان نسأل انفسنا : مالذى يشقى الانسان حين تكون اماله غير ميسورة التحقق ؟ اهو يشقى لانه يستشعر ألما جسديا ...ابدا ...وانما يشقى لانه يتذكر لتراخى والاهمال الذى ادى الى فشله فى الماضى , ويروح يفكر اذا كانت دسائس خصومه ستعرقل نجاحه فى المستقبل ؟!..بينما لو انه بذل جهدا فى ادراك الحاضر ادراكا دقيقا , بدلا من التفكير فيما كان ينتظر ان يصير اليه الماضى , او ما يحتمل ان يكون عليه المستقبل , لنجمت عن ذلك حال تبعث على الرضا التام ...وكم اود ان ارى الناس الذين يرزحون تحت مواهب موهومة , ويعلمون على تبين موضوع رغباتهم بجلاء ودون تحريف ..فمثلا انت قد تبغى ان تغدو حاكما او وزيرا , ولكنك تخفق ...فما الذى يترتب على ذلك ؟ ...يترتب ان لن تراهم ..ولن تحمل هم مئات المسائل التى يتسع وقتك لتنظرها بعناية ...ولن تتعرض الى خصوم يفتشون فى حياتك الخاصة عن نواح يستمدون منها مادة لاتهامك بما لاترتكب ! بل انك بالفشل تخلد الى حياة هادئة مطمئنة , وتتمكن من الاستمتاع بوقت فراغك , فتعيد قراءة ما تحب من كتب , ويتاح لك ان تجاذب اصدقائك الحديث ان كنت ممن يستمرئون الزمالة ...فهل تسمى هذه تعاسة ؟







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:16 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا




بالعزم ينال المرء ما يريد


وهكذا لو ندبر الناس احداث حياتهم بعقول اكثر تفتحا , لتبينوا فى كثير من الاحوال انهم لم يكونوا صادقى الرغبات فيما فشلوا فى نيله ...فما ابعد الفارق بين الرغبات التى نبديها وتلك التى تكون صادقة ملتهبة تتقد فى كل كياننا و تكشف نفسها بالأعمال لا بالأقوال ....وما لم
يكن المطلب مستحيلا او ممجوجا تماما كان نيله ميسورا فى اكثر الاحيان اذا ما استخدمنا العزم : فراغب المجد كفيل بأن يناله , وراغبة الاصحاب خليقة بان تنالهم , والساعية الى غزو القلوب لابد غازيتها ..بالعزم !و لقد تمنى نابليون فى شبابه السلطان وكانت العقبات التى تبدو انها تعترض طريقه اليه صعبة المنال و لكنه اجتازها وتغلب عليها !
ومن المسلم به ان هناك حالات كثيرة تبدو ان النجاح فيها مستحيلا بحكم الظروف , فليس من السهل ان تنال ما تشتهى او تزحزح الكون من مكانه ..ولكن كثيرا ما تكن الصعوبة فى خلق الانسان نفسه , اذ يظن انه راغب فى تحقيق نتيجة محدودة ولكن قوة كامنة فى اعماقه تدفعه لاتجاه معاكس !





الطمع يقود للتعاسة

وهذا حق ...فمن الناس مثلا من يقرر الزواج من امرأة معينة لما يرجوه من وراء ذلك من نفع اجتماعى او عملى او مالى وان كان يدرك انها زوجة ((من الدرجة الثانية))..وما ان ينقضى شهر او اثنين حتى يبدأفى الشكوى من حظه ونصيبه ...فى حين انه اختار نصيبه بنفسه
ولايحتاج المرء الى خبرة كبيرة كى يتبين ان السعى الجشع وراء المال او النجاح يؤدى بالناس فى الغالب الى الشقاء
وقد يضطرنا الطمع او الطموح الى الاصطدام بغيرنا من البشر ...ولكن الاسواء من هذا ان نكون فى صراع مع انفسنا ...لاننا لن نبلغ السعادة الا اذا استعرضنا اعمال يومنا , وقسناها بأعمالنا طوال حياتنا , ثم قال الواحد منا لنفسه (لعلنى تصرفت فى غير حكمة , وقد
اكون اخطأت ...ولكنى بذلت ما فى وسعى ولم انحرف عن مبادئى و انى لاستطيع ثانيا ان اردد ما جهرت به او اصرح بلا استحياء - اذا كانت ارائى تغيرت - بأن لأخطائى اسباب قوية , فقد بنيت على الاصغاء لمعلومات غير صحيحة , او على خطأفى تفكيرى ))
وهذا لايتأتى الا اذا كان المرء على وئام مع نفسه , بحيث يشعر بالتحرر من القلق والانزعاج ..ومن ثم عليه ان يحدد لنفسه هدفا , وان يعرف ما يبغى معرفة دقيقة .فاذا اراد الحب وجب ان يحدد نوعه : أهو حب الله , ام حب امرأة
ام حب اطفال , ام حب الوطن , ام حب العمل ؟...الخ
وفى الحب نوع من الخلاص , لانه يضطرنا الى ان نفكر فى سوانا لا فى انفسنا ...فهو يخلق فى حياتنا (( وحدة الغاية )) التى تجعلنا نوقف هذه الحياة - حين نحب - على اسعاد من احببنا
وهكذا نرى مصدقا القول ان السعادة وليدة الارادة ...فهو قرار نصدره بمحض رغبتنا لنضع نهاية للندم غير المجدى و للامانى الضائعة , فنعيش لشئ اكبر من مجرد انفسنا !





اعرف نفسك ان شئت ان ترضى عنها


على ان اتفاق المرء مع نفسه على هذا النسق نادر فى الحقيقة ...ففى جوف كل مننا كائنان : احدهما عضو فى المجتمع , والاخر مخلوق ادمى مشبوب بالمشاعر !..او بعبارة اخرى : احدهما عاقل و الاخر حيوان ! ومما لايسر حقا اننا كثيرا ما انكون فرائس للتساهل مع النفس ومسايرتها
والواقع انه من الصعب على المرء ان يصل الى توافق منسجم مع نفسه , لان كثيرا من العواطف التى تخالجنا تختلف كثيرا عن التى نود ان تخالجنا ...وكما نزعم لانفسنا احيانا اننا نتكلم بتعقل , بينما نكون جادين فى اثارة حقد قديم عن طريق عتاب لحوح
أو قد نعادى جماعة بأسرها من الناس لان احد اعضائها اصابنا بضرر جسيم ...ونحن غالبا ن؟أبى ان نقر بنواحى الضعف هذه - وان راح ضميرنا ينبئنا عن وجودها - ومن ثم لا نلبث ان نفقد الرضى عن انفسنا , و ان نقسو ونعنف ونوغل فى الباطل ...وقد
نهين اصدقاءنا لاننا ندرك اننا لسنا كما كان ينبغى ان نكون ...وهنا تتجلى قيمة حكمة سقراط اذ قال ( اعرف نفسك )) !...فعلى الرجل الذكى اذا شاء ان يكون رصينا هادئا , ان يتبين اولا كل العواطف و الذكريات التى تشوه تفكيره , فيستأصلها او يبعدها عن افق حياته






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:17 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا





استباق الحوادث اسوأ من الواقع


ومن اسباب التعاسة ايضا : الخوف من الخطر !..على ان بعض المخاوف تكون مشروعة , لها ما يبررها , بل انها قد تكون ضرورية ...فالرجل الذى لا يعنى بتجنب الاصطدام بسيارة مسرعة
يموت نتيجة قصر نظره او سوء تدبيره , والامة التى لا تخشى جاراتها حين تتسلح وتظهر لها العداء لا تلبث ان تغدو مستعبدة ...الخ
ولكن المخاوف لاتجدى فتيلا اذا هى نجمت عن اوهام لا وجود لها ..وكلنا نعرف رجالا تشتد بهم هواجس المرض حتى تقضى على حياتهم , والرجل الذى يخشى على ماله ان يضيع يقضى عمره فى التحوط من الاخطار
العديدة التى تقضى به الى الخراب وبذلك يحرم نفسه من السعادة الراهنة خوفا من الشقاء الذى يصيبه _اذا تحقق _ بأسوأمن الحال التى اوصلته اليها مخاوفه ...والرجل المشبوب العواطف
يسبق الزمن فيصور لنفسه مشادات خطيرة مع غيره من الرجال من اجل المرأة التى يحب ...فينتهى الامر به الى ان يقضى على حبه بالتهور الاحمق والمغالاة فى الغيرة والحذر , وبذلك يجلب على نفسه النكبة التى كان يخافها
والعذاب الذهنى الحاد الذى ينشأعن الخوف واستباق الحوادث يكون عادة اسوأمن الواقع ..فالمرض فظيع ولكنه اقل فظاعة مما يوحى به الينا منظر المرضى من بنى البشر ,لان الحمى واعراض المرض تخلق
من الجسد المريض جسدا اخر يختلف بتأثره واحساسه بالمرض عن الجسد السليم
وكثير منا يخافون الموت , ولكن كل ما نتصوره عن رهبة ساعات الاحتضار مثلا قد لا يصيبنا قط , لاننا قد نموت فجأة ...كما ان ظاهرة الموت الطبيعية تصحبها _فى الحالات العادية _ اعراض جسدية تخفف من وقعها
ومن وطأة الاحساس بها كثيرا ...وانى لاذكر بجلاء حادثا وقع لى وكاد يقضى على , ففقدت وقتئذ رشدى ..ومع ذلك فان ذكرى اللحظات التى تلت الحادث مباشرة لم تكن مؤلمة ...واعرف رجلا غرق ثم انقذ , فقال ان الموت _كما بدا له وقت غرقه _ لم يكن قاسياش






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:17 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا



لماذا نزيد الحياة شجونا ومتاعب ؟

والواقع ان اغلب الافكار التى تخالجنا عن المستقبل زائفة , فنحن نتصور تعاسات مقبلة ونخافها قبل حدوثها , فنعيش من خوف الشقاء فى شقاء ...ومن خوف المرض فى مرض ...ومن خوف الفقر فى فقر ...فى حين اننا لو انصفنا لادركنا ان الحياة صعبة فى وضعها الراهن , فلماذا نضفى عليها عنصر الهواجس المحزنة ؟
اذكر من مشاهد مسرحية (( قافلة الزمان )) التى ألفها الفنان الانجليزى ((نويل كوارد)) مشهدا على سطح باخرة , نرى فيه زوجين شابين فى طريقهما لقضاء شهر العسل فى امريكا , وقد وقفا متكئين على سياج الباخرة , بينما تصاعدت الى اسماعنا انغام مسيقية ...ثم ابتعد الزوجان , فكشفا عن طوق للنجاة معلق على السياج وقد نقش عليه اسم الباخرة (( تيتانيك )) ..!
اذ ذاك بدا لنا _ معشر النظارة _ محزنا , لاننا نعرف ان تيتانيك قد غرقت فى تلك الرحلة ...رحلتها الاولى والاخيرة ...!
اما عن ذينك الزوجين فقد كانت امسيتهما تلك على ظهر السفينة جميلة جدا , ولو انهما خشيا ليلتئذ حادثا مؤلما , لكان ذلك كفيلا بأن يفسد عليهما لذة الساعة دون ما جدوى , اذ ليس فى وسع الانسان ان يطيل فى عمره مقدار لحظة واحدة ...وهكذا يفسد كثير من الناس حياتهم بتصور تعاسات يخالونها وشيكة الوقوع ولو انصفوا لذكروا انه ( يكفى اليوم ما شابه من شر ))!






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:18 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا




ضجر الاغنياء مبعث تعاستهم

والسأم من اكثر اسباب الشقاء شيوعا بين الاغنياء الكسالى ...بينما قد يعانى اولئك الذين يلقون صعوبة فى كسب عيشهم اشد العناء , ولكنهم لا يستشعرون سأما على الاطلاق !
اما الاغنياء - من الرجال والنساء - فيصيبهم الضجر لانهم يعتمدون فى التماس المتعة على المسرح مثلا , بدلا من ان يجعلوا حياتهم ذاتها ممتعة ...والسرحيات قد تساهم فى سعادة اولئك الذين لحياتهم قيمة ( اذ يوقظ المسرح مواهب الابتكار والخلق فى نفوسهم : فالعاشق يستمتع بمسرحية غرامية هزلية ...والسياسى يحلم وهو يشهد مسرحية ((يوليوس قيصر )) بمجده الخالد ...الخ ) ...ولكن المتردد على المسرح لا يلبث ان يلقى الضجر فى ارتقابه اذا ما ظل دوره مقتصرا على المشاهدة ولم يشترك فى اداء مسرحية الحياة الواقعة ..اذ سرعان ما يغدو فريسة الهواجس الوهمية , ولا يكف عن فحص نفسه , وعن الندم على الماضى الذى ولى وانقضى , وعن الخوف من المستقبل المجهول ...الى اخر هذه القائمة من الشقاء الارضى !
ومن الغريب ان كثير من الناس يجدون لذة مريرة عليلة فى التشدق بأن لا علاج لتلك التعاسات , الحقيقية والخيالية ...
فهم يستمرئون متاعبهم , ويظهرون التجهم لكل من يسعى لمساعدتهم !..وليس من شك فى ان الالم كثيرا ما يجعل عن العزاء فى الايام الاولى للحزن على شخص اصابه شقاء عظيم ما كان ليستحقه ...ذلك لان الاصدقاء لا يستطيعون ان يقدموا اكثر من العطف الصامت الصابر !...ولكن , ما عذر النساء اللائى يتخذن العويل والنواح صناعة فيبذلن قصارهن ليتحفظن بالاحزان التى كان ينبغى ان تترك للزمن يمحوها ؟
ان المرء قد يغتفر الامر اولئك الذين يتشبثون بماض لا رجعة له , اذا كانت احزانهم لا تؤثر على احد سواهم ...لكننى لا اقرهم قط حين يرجون بما يشيعون من دعوة القنوط الى (( استدراج )) الشباب او ذوى الجلد مما يرتقبون من الحياة مستقبلا سعيدا ..فمثل هذا المسلك يجب قمعه كى لا يشوب هناء الغير
ولقد رأيت مرة شابة - كانت قد نكبت فى مأساة فظيعة - ترافق جماعة مرحة ...فكان صمتها وابتسامتها العزيزة الضنينة والشرود الذى لم تقو على تمالكه ..لا تنفك كلها تفضح اساها ,ولكنها ظلت مع ذلك تحتفظ بهدوء مصطنع مكن زملائها من الاستمتاع بمرحهم !
واذا كانت ذاكرتك لا تنشط لاحياء ذكرى اعزائك الراحلين الا بالعزلة غير الطبيعية والنواح اليومى , فلابد انها فقدت دقتها واتزانها ..اذ ليس افضل لتكريم من مات من الاصدقاء , من ايلاء الاحياء ما كنا نكنه لهم من ود .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 09:19 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا



التعب الجسمانى خير دواء للكأبة

ولكن كيف ترى يعالج الاكتئاب والانطواء ؟...اية وقاية يمكن ان نحتمى بها من تلك الحالات الذهنية العنيدة التى تتملكنا حتى فى النوم ؟...الواقع ان الطبيعة تتيح لنا اكبر واسهل الاسباب للوقاية من الكأبة ...فللبحر والجبال والغابات تأثير مهدئ لاشك فيه , ويرجع الى مالها من جلال وشموخ بالقياس الى ما نحن عليه من ضألة الشأن ...وما اكثر ما نرتاح -فى اشد اللحظات كأبة - الى الاستلقاء على الاعشاب , فى ظلة من الاشجار , لائذين بهذه العزلة يوما كاملا ..؟؟
ان علينا فى غمرة أعمق أحزاننا التزامات اجتماعية , اذا ما انصرفنا عنها وقتا اضعفنا مناعتنا واوهنا صبرنا ..ومن هنا كان الترحال علاجا ناجحا للألام الذهنية .فان المرءاذا بقى فى الجو المشبع بتعاسته , تجدد اكتئابه باستمرار , وازدادت ذكرياته احتشادا وايلاما ...
والموسيقى عالم أخر يستطيع صاحب العناء ان يلجأ اليه ..اذ هى تسيطر على الروح تمام السيطرة . وهى احيانا تشبه السيل يندفع فى الذهن فيظهره ويجتاح الأمه ...
او فلنقل انها (( تستدعى )) الامنا , ثم لا تلبث ان تخلع على كل منها معناه الحقيقى . ذلك ان لكل عبارة تذكرنا بالألام عبارة مقابلة تخفف من هذه الألام ...وهذه العبارات المتقابلة الصامتة التى تقودنا الى القرار النهائى , ذات فعل كله عزاء و مواساة






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator