جلست ودموع الحيرة تسبح في عينيها..
ثم أمسكت بوردتها الجورية الحمراء تدحرجها بين راحتيها.. تسأل نفسها ووردتها:
يا ترى ..
كيف هو الإحساس بالحب؟
وما هو العشق؟
وكيف يكون الغرام ؟
هل هو ناعم كنعومة أوراقك يا وردتي؟
أم هو حاد كأشواكك؟
هل هو عذب كرائحتك؟
أم هو مرّ كالعلقم؟
فجاءتها إجابة وردتها بحنان:
بل هو أنعم من أوراقي وأعذب من رائحتي..
الحب نقي كقطرات الندى في ساعات الفجر الأولى.. وله حلاوة كحلاوة العسل..
الحب ياصغيرتي.. في داخله الدفء مكنون كدفء شمس الصباح الباكر.. وطرقه غامضة كغموض أعماق البحار..
أجمل الأقدار حين يقدر لك الوقوع في الحب.. وأروع الأحاسيس حين تكون مشاعر الهوى صادقة من القلب إلى القلب..
ففي رحلة الحب.. تشعرين كأنك تمشين بين الحقول والحدائق في شهر آذار..
كل شيء حولك ملون بألوان خلابة.. ومعطر بأريج عطور ساحرة..
فامسحي دموع الحيرة التي ترقرق في عينيك..
وإن صادفك الحب يوماً ياصغيرتي فلا تجزعي وتغلقي الباب.. بل احتويه وخبئيه في قلبك.. وعيشي أحاسيسك بكل تفاصيلها.. وبكل لحظاتها..
فتفاصيل الحب ولحظاته من أروع الأشياء..
والحب ياصغيرتي من أروع الأقدار..
حياتي بدونك
أحتاجك كحاجتي للبقاء ..
فبدونك أكون كالقبطان بدون بوصلة.. بدون خريطة..
بدونك أكون كالمركب بدون شراع..
بدونك أكون كالبيت المهجور.. الخرب والمتهتك..
فأنت دليلي في دهاليز الحياة..
وأنت مخلصي من شرنقة الضياع..
الأمل والألم فيك أنت يجتمعان... يتفقان ويمتزجان..
أنت معنى كل شيء.. وبدونك لا يوجد معاني لأي شيء..
فأنا أحتاجك كما يحتاج النبات للشمس.. للهواء.. للماء..
ومن البديهي أن أحبك كحب العصفور للغناء..
أنت ذاتي وكياني وأغلى ما في حياتي
menna