قال لها هذا وهو يخلع عن أبهام يده اليمنى أصبعا من الكاوتيش يظن من راه للمرة الاولى أن تحته جرحا يخشى عليه من التلوث لكنه فى الحقيقة كان يستر تشويها فى أعلى الابهام أصاب يد الحاج من أحدى الات النجارة قبل أن تقوم الحرب ، وقبل أن يحج !
ثم نظر الزوجان بعضهما الى بعض فى أقتناع هادىء قبل أن يقول كل منهم لصاحبه : "تصبح على خير"
وجاءت المربية ......
وكانت تبدو على وجهها الاسمر سطور مطموسة من قصة حياتها . كانت على عكس الاسرة التى ستعمل عندها تماما لان على وجهها أثار عز قديم . وقصت المراءة طرفا من ماضيها على ربة البيت ، ليكون الماضى شفيعا للحاضر ، وهو ماضى نظيف ناصع ملخصه أنها كانت زوجة فرقت قلة الاولاد بينهما وبين زوجها لانها لم تنجب له . وعادت الى البيت اسرتها ، وطال مقامها فى البيت ، ولما فرقت الايام بسرعه بين أفراد الاسرة بالزواج والموت عضتها الحاجة ، فلم تجد بدا من أن تحترف هذا العمل الشريف وأطرقت السمراءفى أسى وصمت كأنها تسترجع الماضى جزءا جزءا ، أو تتعجب من أن رزقها سيأتى من تربية الصغار الذين كانوا سببا أساسيا فى حرمانها من الحياة الزوجية .