العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-29-2009, 11:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي الشيخ جبر


( نظرت لأعلى ،
انتابني خوف شديد من شدة صراخه ،
أخذ المنبر الخشبي يرتعد من تحته ،
حاولت استبيان ما يقول ،
لا فائدة ،
صراخه أخذ يتعالى و يتعالى )
ـ حرام عليكم ، حرااااااام عليـكــــــــــــــم ،
حرااااااام ، حرااااااااااام ،حراااااااااااااااااااااا ااااام
( أخذ يصرخ بها حتى بح صوته ،
عندها تذكرت ما فعله بي ،
أليس ما فعلته أول أمس أيضا حرااااااااااااااام ؟
نظرت إلى الخطوط الزرقاء التي رسمها على كفي بعصاه ،
كل هذا الألم لأنني أخطأت في كلمة واحدة ؟
كلمة واحدة فقط وأنا أقرأ عليه ما حفظت من القرآن ،
أضررت يومها لإخفاء الأمر عن أبي خوفا من تزايد عدد الخطوط ،
نظرت إليه ،
وجهت كفي من مكانهما خلسة للسماء )
ـ إلهي يا رب المنبر اللي أنت واقف عليه يتكسر بك و تتدحرج من فوقه درجة درجة يا بعيد ، و ينزل على راسك يكسرها ما يعرفوا وشك من قفاك ،
و يا رب تكون بعد صلاة عشاء و أنت في المسجد لوحدك ما تلاقي حد يحوشك أو يساعدك أو يشيلك ، قادر يا كريم .
( أعادني صراخه مرة أخرى ،
نظرت إليه و أنا أرتعد من شدة الخوف ،
عيناه يتطاير منها الشرر ،
أخذ يتمايل يمينا و يسارا )
ـ أيها الخسيـــــــس ، أيها التعيــــــــــــــس ، أيها الحقيــــــــــــــــر ،
أيها الخنزيـــــــــــــــــر ، أيها ال....
( مددت يدي بجيب جلبابي خلسة ،
حاولت ألا يراني أبي الجالس إلى جواري ،
أخرجت قطعة من القطن الذي أحتفظ به لمثل هذه الظروف ،
فرقتها إلى نصفين ،
دسستهما بأذني ،
لا فائدة ،
ما زال صراخه يغتصب سمعي )
ـ أيها الزااااااااااااني ، أيها السااااااارق ، أيها الماااااااارق ،
أيها الفاااااااااااااااااااسق ، أيها ال...........
( لم أجد مفرا إلا بسد أذني بإصبعي السبابة ،
طاردتني العيون من حولي ،
نظرت إلى عيون أبي فإذا بسهام التوبيخ تنطلق تجاهي ،
نزعت أصابعي بسرعة من شدة الرعب ،
جاءني صوت الشيخ ثانية ، يدق رأسي دقا ،
يمزق طبلة أذني تمزيقا ،
يفترس كل ما بداخلي ،
أمواج من الألم تلاحقني )
ـ يا كااااااااافر ، يا فاااااااااااجر ، يا عااااااااهر ، يا خاااااااسر ، يا ماااااااجن ،
يا زنديـــــــــــق ، يا زنديــــــــــــــق ، يا زنديـــــــــــــــــق ، يا ............
( لاااااااااااااااااااااااا ااااا ،
سيطر على رأسي ألم رهيب رهيب ،
أحاول بكل ما أوتيت من قوة مقاومته و لا أستطيع ،
مستحيــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــل ،
بوق المجهر يكاد ينطلق إلى داخل أذني ،
جسدي يهتز بشدة من قوة ذبذباته ،
قلبي و أطرافي ترتعد من هول اهتزازاته ،
شيء عملاق أمسك بمطرقة مهولة و أخذ يدق رأسي دقا دقا ،
وضعت رأسي بين كفي أسد بهما أذني ثانية ،
باغتتني وكزة خاطفة من أبي ،
لم أجد أمامي إلا الفرار إلى دورات المياه ،
انطلقت أبحث عن ملاذ آمن ،
تعرقلت بأقدام المصلين ،
هويت مرتطما بأجسادهم ،
حاول البعض مساعدتي على الوقوف ،
وقفت بينما أحاول التخلص من بين أياديهم ، و انطلقت ثانية ،
بكاء شديد أخذ يغلي بصدري ،
خفت أن يسمع صوتي أحد ،
أسرعت إلى صنبور المياه ،
فتحته ،
وضعت رأسي تحته ،
أخذت أبكي وأبكي و أبكي ،
ذابت ملوحة دموعي و انطفأت سخونتها وسط برودة المياه العذبة ،
تلاشي صوت بكائي خلف هدير شلالات المياه المتساقطة ،
سحبتني بين دواماتها ،
لفتني ، أغرقتني ،
أخذتني بعيدا بعيدا ،
إلى حيث كنت اجلس إلى جدي ( الشيخ علي ) رحمة الله عليه ،
ما زالت صورته محفورة بعيني ،
يلون وجهه و لحيته الطويلة البيضاء ضوء المصباح الزيتي الصغير ،
ابتسامته التي لا تفارق شفتاه تكشف ستر بعض حبات اللؤلؤ المتبقية و التي تحاول الاختباء ،
يجلس في طمأنينة و سكينة إلى ( طبلية ) خشبية مستديرة ،
كان يجمعنا حولها كل مساء ، يحكي لنا الحكايات ،
يمسك بكتابه العتيق الذي خضب الزمن أوراقه البيضاء بالاصفرار ،
كم كنا نشتاق لسماع صوته كلما سكت للحظات ،
نتلذذ بمداعبة آذاننا بعذوبته ،
نطرب لشدو بلابل حروفه التي تتسلل في حنان و رقة إلى القلوب ،
وجدته يتطلع إلي بنظرة حانية ،
يعبق كياني طيب حروفه التي تنزل على سمعي بردا و سلاما ،
يدغدغ مشاعري بهمسه الحاني في أذني )
ـ ( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )


م ن






آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 دفتر الأيام
0 كيف نتلاشى منسين كأننا لم نكن فى يوم عاشقين..؟!
رد مع اقتباس
قديم 10-29-2009, 11:39 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الشيخ جبر



سلوى .. رائع طرحك



تسلمى على الطرح القيم

وفقك الله ويسر امورك

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 فوائد الصمغ العربي للقولون
0 أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة
0 سعر الذهب اليوم
0 أطعمة تقوى العمود الفقرى
0 أوقات استجابة الدعاء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator