الموضوع: منبر المنتدى
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 08:35 AM رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
جنة

الصورة الرمزية جنة

إحصائية العضو







جنة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: منبر المنتدى



فيا عبد الله


اتقِ الله في رعيَّتك ؛ فأنت عنهم مسئول أمام الله . اتق الله أن يستأمنك الله عليهم فتشرع لهم أبواب الفتن ؛ من أفلام وأجهزة خبيثة عديدة ، ومجلات فاتنة صفيقة .




يا عبد الله يوم تهتم هذا الاهتمام المادي بابنك يصبح ابنك مركِّزًا كل همِّه في ثوبه و غطرته و مسكنه ومأكله ومشربه وسيارته . جزاك الله خيرًا على اهتمامك به ماديًا ، لكن ماذا فعلت لتؤنسه في وحدته ، إذا ما دفنته في التراب ما أنت صانع بشهادته ؟ قد يرسب الآن في مادة أو مادتين ، قد ينجح فيهما غدًا أو بعد غد، والمجال مفتوح للتعويض ، لكن لا تعويض في الآخرة .



أعمال العمر كله تعرض الآن للتصحيح في وقت واحد ، عليها لِجَان دقيقة ، وسجلات وثيقة ، لا تغادر صغيرة ولا كبيرة ، لجنة كالمحْكَمَة ؛ رئيس وأعضاء وشهود ومحام ومدعٍ عام ، أما الرئيس – فسبحانه وبحمده – أحكم الحاكمين ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأما أعضاء المحكمة فملائكة الحساب، وأما الشهود فمنك وفيك؛ هم الأعضاء ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يكسبون ) وأما المدَّعي العام فهي الرسالة التي بلغتك من الله، عن طريق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأما المحامي فهو القرآن الذي يأتي يوم القيامة حجيجًا لك أو حجيجًا عليك .





يا عبد الله يوم غد ليس مضمونًا ، قد تسعى وتتعب وتزرع فلا تحصد ، قد تدرس وتختبر فلا تدرك النتيجة ، أما وقد بلغتك الرسالة فقد وجب الامتحان ووجبت النتيجة .


يا أيها الأب الحنون أدعوك إلى التأمل في وصية لقمان لابنه الذي يحبه ، ويفتديه بالغالي والنفيس .
هل أوصاه بدنيا ؟ هل أوصاه بزخرف ؟ لا، بل دعاه لما يحييه حياة طيبة ، وينجيه من العذاب الأليم ، نهاه أن يشرك بالله ( إنَّ الشَّرْكَ لَظُلْمُ عَظِيمٌ )


وأخبره أن الله محيط بكل شيء ، لا يعجزه شيء، ودلَّه على ما ينجيه من الله ؛ ألا هو الهرب منه إليه –تبارك وتعالى- بإقامة الصلاة ، بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، بصبر على ما يصيبه من جرَّاء ذلك ، ثم يدلَّه على مكارم الأخلاق التي تسمو بها نفسه ، ويعلو بها مركزه . فلا تكبُّر على الخلق، ولا ذلة مع قصد في المشية ، وخفض في الصوت ( إنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ ) تلك يا عبد الله جملة وصية الأب الحنون حقا .




فهل رجعت إلى القرآن ، فقرأت هذه الوصايا ، فعملت بهذه الوصية مع ابنك ؟


هل أوصيته ببعضها أو بها جميعها.
لا إله إلا الله !
إن ديدن بعض الأباء تثبيط هِمَم أبنائهم ، وتكسير مجاديفهم .


أقول ذلك ونحن نعيش التدريس عن كسب ، إذا ما هدى الله ابن بعضهم ذعروا وهبُّوا ووصفوه بالوسواس ، ووسموه بالعُقَدِ النَّفسية، سخروا منه وهزئوا به، ولا أدري أيسخرون من شخصه أم من دينه الذي يحمله ويمثله ( أَفِي قُلُوبِهِم مرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عليهم)


أهذه هي الأمانة أيها الأب ؟ " ما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشًا لهم إلا حرم الله عليه رائحة الجنة".




عباد الله ولنا في سِيَر الأخيار عظات وعِبَر ، لقد امتحنوا فنجحوا وتفوَّقوا ، فبهم
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبُّه بالكرام فلاح



هاهو [عمر بن عبد العزيز] -عليه رحمات رب جليل- يعود يومًا بعد صلاة العشاء إلى داره -وهو خليفة المسلمين، مقدرات الأمة بين يديه- يلمح بناته الصغار، فيسلم عليهن كعادته ، وكنّ يسارعن إلى تقبيله ، لكنهن هَرَبْنَ هذه المرة ، وهنَّ يغطين أفواههن ، فقال لزوجه: ما شأنهن ؟ قالت: لم يكن لديهن ما يتعشين به سوى عدس وبصل ، فكرهن أن تشم من أفواههن رائحة البصل ، فبكى وأجهش بالبكاء وهو يئن تحت وطأة المسؤولية ، ميزانية الأمَّة تحت يديه،
يقول: يا بنياتي أينفعكن أن تتعشين أطيب الطعام والشراب ، وتكتسين أجمل الثياب من مال الأمة ، ثم يُأمر بأبيكن إلى النار ؟ قلن: لا ، لا ، ثم اندفعن يبكين . فلا والله لا تسمع في البيت إلا الحنين والأنين . لما حلَّت به سكرات الموت –عليه رحمة الله- دخل عليه [مسلمة] وقال : لقد تركت أبناءك فقراء جوعى فأوصِ بهم إلىَّ أو إلى أحد من أهل بيتك ، وكان مُضَّجعًا قال: أسندوني ، ثم صرخ ، والله ما منعت أبنائي حقًا لهم ، والله لن أعطيهم ما ليس لهم ، أما أن أوصي بهم إليك أو إلى غيرك فلا ، إن وصيَّ وولِيَّ فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، إن بنىَّ أحد رجلين ؛ إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجًا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وإما رجل مكبٌّ على المعاصي فوالله لم أكن لأقويه على معصية الله ، ثم طلب جميع أولاده وهم بضعة عشر فاجتمعوا ، فنظر إليهم ، ثم ذرفت عيناه دموعًا حرَّى ،


وقال:
أفديكم بنفسي أيها الفتية الذين تركتهم فقراء لا شيء لهم ، يا بني إن أباكم خُيِّر بين أن تستغنوا ويدخل النار، أو تفتقروا ويدخل الجنة ، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار، إن وليَّي فيكم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، ثم تلا قوله تعالي: ( تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا للذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوا فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )


عباد الله


كلنا في امتحان ، فبين راسب وناجح ، والمادة هي لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، بين عامل بمقتضاها قائم بأركانها وشروطها وواجباتها ، قالها موقنا محبًا منقادًا مستسلمًا ، صدَّقها قلبه ، وعملت جوارحه بها ، فهو الناجح ، وأي نجاح !


. وآخر قالها بلسانه وما صدقها بالعمل ، فهو الراسب المنافق . وآخر لم ينطقها ، فإلى جهنم وبئس القرار .


هاهي رسالة امتحان ، تأتي لصلاح الدين من أحد المسلمين على لسان المسجد الأقصى الأسير في يد الصليبين يوم ذاك ، واليهود اليوم مع الصليبيين، تقول الرسالة وهي امتحان واختبار لصلاح الدين :



يا أيها الملك الذي *** لمعالم الصلبان نكَّس
جاءت إليك ظِلامَةٌ *** تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهِّرت *** وأنا على شرفي منجَّس



امتحان لصلاح قام صلاح الدين فيه يصوم نهاره ، ويقوم ليله ، ويشحذ هِمَمَ الأمة الإسلامية ، ويصدر أوامره ألا يضحك أحد ، ولا يمزح أحد ، ولا يفكر أحد إلا باسترداد بيت المقدس ، ويقودها حملة لا تبقي ولا تذر بعد استعداد جيد للامتحان ، فيدمر الصليب ، ويحرر فلسطين والمسجد الأقصى ؛ ليكون قدوة لمن يريد استعادة الأقصى السليب. ثم ماذا بعد صلاح الدين
أيها الأخوة ؟



استيقظ اليهود يوم نمنا فدنَّسوه ، ودخلوا إلى قبر صلاح الدين ورفسوه ، وقالوا : ها قد عدنا يا صلاح الدين، فيا ليت صلاح الدين يرى المؤامرات على أقصانا ، وما هدم العدو وما استباح ، ليته يرى كيف بغى اليهود ، وكيف أحسنَّا الصياح.


إن أسئلة الامتحان التي قُدِّمت لصلاح الدين ، أسئلة الآن تُقدَّم لنا ، لكن صلاح الدين حلَّ الأسئلة بنفسه ، ونحن أحلنا حلَّ الأسئلة إلى غيرنا ، فكان ما كان .



سقوا فلسطين أحلامًا منوِّمَة *** وأطعموها سخيف القول والخُطَب


لكني أقول يا عباد الله
:


لا يأس ، لا قنوط ، سَتُحلُّ الأسئلة ، وستبقى طائفة على الحق ؛ لتقود الأمة ليعود الأقصى ، ويعود فلسطين والعاقبة للمتقين .




لا يأس يسكننا فإن كبر الأسى *** وبغي فإن يقين قلبي أكبر
في منهج الرحمن أمن مخاوفي *** وإليه في ليل الشدائد نجأر
وإن عرف التاريخ أوسًا وخزرج









آخر مواضيعي 0 صينية الشوارما التركية~بالصور
0 دجاج بالطحينة-بالصور
0 الخبز البلغاري اللذيذ بالصور
0 طريقة عمل المندازي الشهي بالصور
0 طريقة عمل الكتشوري اللذيذ بالصور
رد مع اقتباس