و نواصل رحلتنا ..الهوينا .. محطة ..بعد محطة .. فتتوالى أيضا معالم مميز وقصورفخمة على جانبى الطريق تثير الإعجاب و الدهشة و إن كان معظمها ..قد قامت مكانه وللأسف عمارات أسمنتية هائلة .. فى الشاطبى أيضا ..يمينا توجدالمدرسة العريقة الليسيه فرانسيه أو كما أصبح إسمها ليسيه الحرية . أما يسارا فيقابلك مبنى كلية سان مارك مؤسسة تعليمية عريقة تعتمد أيضا اللغة الفرنسية لغة رئيسية و يلتحق بها الفتيان دونا عن الفتيات من معالم محطة كامب شيزار سوق شيديا.. للخضر والمستلزمات الغذائية . سوق يتأرج بين كونه شعبيا ..أو متأنقا على نحو ما نسبة لسكانه وطبيعتهم فى الإبراهيمية .. يمينا تقع سينما لاجيتيه فى شارع شهير بذات الإسم.. و كانت تعرض قديما فى نفس الحفلة أكثر من فيلم أجنبى على التوالى و تذيع خلال عروضها منتخبات موسيقية يونانية ..لا تنسى ! و كم كان يضج الشارع بالمحال و المارة.. و الإزدحام خاصة أمام محل جاربيس للآيس كريم المثلج الشهى لصاحبه اليونانى ذائع الصيت ! تغير الحال ..وغاب الخواجة اليونانى .. لكن الزحام اليوم أيضا كما هو ..بل على أشده ... و لكن ..أمام محل صابر أشهر من يقدم طبق الأرز باللبن . و من عربة صغيرة خشبية ذاع صيته و صارت فروع صابر لا تعد ولا تحصى .. فهى تقريبا فى كل مكان ! أما فى محطة سبورتنج الكبرى و الذى أصبح اسمها محطة الرياضة تشاهد على يمينك مدخل نادى سبورتنج الشهير العتيد من شباب و بنات وأسر و صغار ... من الترام ..صوب النادى حاملين الحقائب الرياضية ... فى حبور و صخب واسبتشار ! و تتوالى المحطات .. نذكرها ..من منطلق حنين دفين .. لأيام الصبا و الشباب .. للوجوه الطيبة ..تقابلها فى ذات الترام لمرّات فتكون ألفة ..و صداقة بالإيماءة و الإبتسام بدون كلام ! حنين لأجواء ترام الرمل . و صخب شباب الجامعة .. و شقاوة الصبيان و تأنق البنات لصوت الكمسارى- و كان زمان باسما .. يمر بين المقاعد فى ود .. و كأنه صديق منبها على كل محطة باسمها .. مذكرا من سرح ..أو نام .. أو ربما غريبا قد أوصاه ! متغاضيا بسماحة عن تذاكر الأطفال أما التذكرة ..فقد كانت بقرشين .. فقط قرشين ! نتذكر محطات ترام الرمل و إن كان بفعل الزمن قدضاع من الذاكرة ترتيبها وتغيرت رسميا بعض الأسماء . توقفنا فى.. الإبرهيمية من بعدها لابد أن نذكر كليوباترا و سوقها الشعبى الشهير زنانيرى . و لا تغيب عن الذاكرة محطات و مناطق سيدى جابر – مصطفى كامل –رشدى – الهداية-سابا باشا السرايا –سابا باشا- - جليم -زيزينيا- - مظلوم- الفنون الجميلة قصرالصفا الوزارة باكوس يقع حى باكوس فى شرق الإسكندرية و هو من الأحياء الشعبية العريقة الشهيرة كانت تسكنه قديما الجاليات الأرمينية و اليونانية إلى أن هجرته لعوامل عدة .. فزاد التقدم العمرانى فى المنطقة و إختفت القصور لتحل محلها البنيات العالية متعددة الطوابق و بالتالى إنجذب اليها الكثير من المصريين يشتهر الحى بالمنزل الذى شهد مولد الرئيس جمال عبد الناصرعام 1918 و الذى تحول لمتحف يحمل إسمه و كذلك بمبنى الإذاعة السكندرية و كانت إلى جانب كونها أول إذاعة إقليمية فقد كانت ايضا اول إذاعة تنتج برامج و تمثيليات و يشتهر الحى أيضا بسوق شعبى كبير يعمل ليلا و نهارا أما عن التسمية فربما يرجع اسم باكوس لأحد سكانه من أصحاب القصور قديما و قد يرجع إسم أبوشبانة لصاحبه الذى اشترى أرضا من صاحبها الأجنبى و تعددت نشاطاته و ممتلكاته و الله أعلم . و نواصل نزهة المحطات المتتالية و فرحة رؤية البحر على فترات ناحية اليسار كلما ظهر ما بين الشوارع و البيوت .. فلمنج -صفر -شدس- جناكليس- -زيزينيا- -سان إستفانو -ثروت - لوران- فيكتوريا – سيدى بشر ... و كلما تقدم الترام في طريقه ترك خلفه ..أسواقا و زحاما..و جلبة .. تتلاشى.. شيئا ..فشئيا ليحل محلها سكون ..و هدوء و إستغراق فيما يشبه الغفوة .. أو الحلم .. على إيقاع المركبة ... تتهادى برفق.. و تبدأ تتوالى علي جانبي الطريق قصورقديمة مدهشة كأنها صفحات من كتب الخيال والأساطير وتهوّم رؤى.. وخيالات .. لعالم سحرى خارج المألوف والزمن حلم جميل .. تتمنى لو لا ينتهى ... قصور ..بديعة ..مدهشة تسحرك.. تذهلك ... بكثافة الأشجار.. فى مداخلها همسها ..الغموض و السحر .. تعانق ورودها الملونة الزاهية الأسوار و صمت الشرفات.. ورود ..كلما ضاق الطريق تكاد تلمس أوراقها الندية .. اليد زهور .. قريبة كل القرب من مجلسك نهداتها عطور .. مع النسيم تميل . تملأ أرجاء الترام بنفحات معطرة من ياسمين بلدى و ورد ..و فل .. حتى الأحجار.. تدهشك بالألوان و المعمار ...والرسم ! إنهاخصوصية الرمل ..و سكانه .... و ثمة إشراق خاص يضئ المكان . و تتشبع الأجواء باليود و ملوحة البحر حتى نهايةالخط سيدى بشر ! عندما يقترب البحر ..كل القرب فتتملىّ منه العيون.. بزرقته و أمواجه .. و كأنه الفرح و البشارة و الوعد . كانت هذه هى رحلتى المفضلة .. فى أيام خوالى .. عزيزة ..مضت رحلة يعرفها من أحبها مثلى من أهل الإسكندرية فتراه لا يغادر الترام فى نهاية الخط ... إنه فقط يبدّل ناحية جلوسه لمشاهدةالجانب الآخر من الطريق عائدا به من جديد لمحطةالرمل ! مثلما سنفعل حالا لتبدأجولةجديدة ...قصيرة فى وسط االبلد .... قبل الإتجاه للمنشية وبحرى و الميناء الشرقى و القلعة و رأس التين . فى الإسكندرية كنوز بلا حصر عنوانها الحب و الجمال .. كونوا معنا --5-- تحياتى .