بين مد و جزر..بين النوارس والأصداف إسكندرية يا مدينة ..تبدأ فينا .. وتنتهى ! هذا ما تفعله الإسكندرية بأحبائها تسحرهم تأخذ بألبابهم فلا يرون سواها فهى الأولى.. والأثيرة و هي الأخيرة و لا فكاك منها تماما ..كالقدر .. أحلى قدر! قصر رأس التين . سراي رأس التين .. لإدارة شؤون مصر فى الصيف . عاصر القصر قيام أسرة محمد على فى مصر . محمد على باشا مؤسس الأسرةالعلوية و بانى مصرالحديثة التى أصبحت في عهده قوة لا يستهان بها و إليه يرجع فضل تكوين أول جيش نظامى بها . إختار محمد علي موقعا يشبه الجزيرة ليشيد عليه أعظم قصوره وأفخمها على الإطلاق . بدأ بناءالقصرعام 1834 كمقر صيفى بإشراف مهندسين أجانب على الطرازالأوروبى الذى كان سائدا وقتها لتعدد الجاليات الأجنبية إستغرق البناء 11عام حتى أفتتح رسميا عام 1847 سمى قصر راس التين لأنه كان فى محيط منطقة اسمها روضة التين و تنمو فيها بوفرة اشجارالتين . و أعيد بناء القصرفى عصر الملك فؤاد على طراز يتماشي مع روح العصرالحديث . ثم الحق به خط للسكة الحديد داخل القصر للتنقلات الداخلية و كذلك حمام سباحة بحرى فى عهد الملك فاروق . الملك فاروق و زوجته الأولى الملكة فريدة . الملك فاروق و الملكة ناريمان غرفة نوم الملكة غرفة نوم الملك فاروق و من المشاهد الباقية فى ذاكرةالتاريخ إصطفاف الفرق الموسيقية و عربات تجرها الخيول عند مرور الموكب الملكى فى شوارع رأس التين و خروج الأهالى لتحية الملك و ضيوفه . كما كان القصر شاهدا على رحيل الملك فاروق على ظهر اليخت الملكى المحروسة من ميناء رأس التين عقب ثورة 23 يوليوعام 1952 و تنازله عن العرش للأمير أحمد فؤاد إبنه من زوجته الثانية الملكة ناريمان و كان رضيعا لم يزل لكن سرعان ما انتفت عنه صفته الملكية لتحول النظام المصرى وقتها الى نظام جمهورى . و من مهابة التاريخ ..فى قصر رأس التين بقاعاته ..و ردهاته ..و صالوناته و تلك النفائس ..و الحياة الباذخة الناعمة حياة ..مثلما منحت أهل تلك القصور ما منحت .. من أفراح وليالى ملاح .. فقد ملأت كؤؤسهم أيضا بالأتراح فذاقوا الفقر و التشتت ..و مآسى لاتحصى . من حكايا الماضى هذه ..نخرج من جديد إلى الحاضر ..صاخبا ..متجددا فى شوارع بحرى و رأس التين .. و شواطئ الإسكندرية ثم تتبقى جولة هى الأخيرة فى الإسكندرية الجميلة الى اللقاء لورانس داريل 1912 -1990 روائي بريطانى و شاعر اشتهر برباعيته عن الإسكندرية -11-