على دعاة الخير أن يكونوا مثاليين بحسن التعامل والرفق بالناس
بعض الأخوات إذا تدينت تكون غليظة في معاملتها مع الأخريات وخاصة غير المتدينات وتخشن صوتها وتكون كأنها تقلد صوت الرجال وطريقة الكلام والنظرة وتترك الاهتمام بالنفس والمظهر مع أنها قبل التدين تكون عكس ذلك ومن يراها يظن أن المتدينات غليظات فما نصيحتك لهن يا فضيلة الشيخ؟
الواجب أن يكون الشخص داعية بمعاملته مع الناس، فعندما تتقي الله وتلتزم بالحق وتستقيم يكون معها غلظة على الآخرين هذا خطأ كبير وهذا من تزيين الشيطان وتنفيره الناس من أهل الخير. الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } (159) [ آل عمران] فسوء الخلق وعدم الأناة والرفق بالجاهل يؤدي إلى انصرافه عن الحق وسوء الظن بأهل الخير، أهل الخير والصلاح يجب أن يكونوا قدوة صالحة أما أن تخشن صوتها وتتشبه بالرجال وتترك الاهتمام بمظهرها فكل هذا خطأ، الإسلام ما جاء بهذا التصرف جاء بالعدل والخير والوضوح في المنهج والبساطة، جاء بما يسبب اجتماع الكلمة وتأليف القلوب، والدعاة إلى الخير كلما حسنت أخلاقهم وطابت طباعهم كان أدعى لقبول دعوتهم وكلما كانوا جفاة غلاظاً لا يرحمون أحداً ولا يقدرون أحداً وينظرون إلى الناس نظرة ازدراء واحتقار ينفر الناس عنهم فالله تعالى قال لعباده المؤمنين { َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ } (94) [النساء]. الله يذكِّرهم بقوله: { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً } (94) من سلم فسلموا عليه واعلموا حالكم من قبل كذلك كنتم من قبل جهلكم وإعراضكم. فعلى دعاة الخير أن يكونوا مثاليين بحسن التعامل والرفق بالناس والحلم عليهم لأن هدفه إيصال كلمة الحق إلى نفوسهم.