فضيلة المفتي: ما صحة ما روي عن النبي أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول: اللهم اغفر لنا وله، وما معنى الغيبة؟
أما الحديث فلا يحضرني الآن حوله شيء، ولا أدري عنه، وأما الغيبة في حد ذاتها فهي محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده عن فعلها، قال تعالى:{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12، وقال النبي: "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه" فالغيبة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب وشنيعة، وأما معنى الغيبة فقد بيَّن النبي معناها، لما سُئل عنها فقال: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره" قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" والغيبة هي الكلام في عرض الغائب كما بين النبي أنها ذكرك أخاك بما يكره، فإذا كان أخوك غائباً وأنت وقعت في عرضه، ووصفته بما يكره، فقد اغتبته، وأثمت في ذلك إثماً عظيماً، وإذا ندمت وتبت إلى الله سبحانه وتعالى، فإن باب التوبة مفتوح، ولكن هذا حق مخلوق، ومن شروط التوبة فيه أن تستبيح صاحبه، فعليك أن تتصل بأخيك وأن تذكر له ذلك وتطلب إليه المسامحة، إلا إذا خشيت من إخباره أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم، فإنه يكفي أن تستغفر له، وأن تثني عليه، وتمدحه بما فيه لعل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك.