عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2011, 09:58 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحديث الرابع والعشرون


عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله علية وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال:
{
يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فلا تـظـالـمـوا
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.
[رواه مسلم:2577].



فوائد من الحديث

1-الحديث القدسي: كل ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عزّ وجل.
لأنه منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبليغاً، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كل واحد منهما قد بلغه النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الله عزّ وجل.
ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروق كثيرة:

منها:أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته،بمعنى أن الإنسان لايتعبد الله تعالى بمجرد قراءته؛فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات،والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات.
ومنها: أن الله عزّ وجل تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه،ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن محفوظ من عند الله عزّ وجل؛ كما قال سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ؛ والأحاديث القدسية بخلاف ذلك؛ ففيها الصحيح والحسن،بل أضيف إليها ما كان ضعيفاً أو موضوعاً، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص.
ومنها:أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين، أما الأحاديث القدسية؛ فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه.
ومنها:أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة، ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها: أن القرآن لا يمسّه إلا طاهر على الأصح، بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح،بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني، فلو أنكر منه حرفاً أجمع القراء عليه؛ لكان كافراً، بخلاف الأحاديث القدسية؛ فإنه لو أنكر شيئاً منها مدعّياً أنه لم يثبت؛ لم يكفر، أما لو أنكره مع علمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؛ لكان كافراً لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم .

2-عظيم رحمة الله بعباده ورفقه بهم حيث ناداهم بهذا اللفظ
[ يا عبادي ] المشعر بالرحمة والرفق والحث .

و أن لفظ [ يا عبادي ] فيه تذكير للعباد بالحكمــة التي من أجلها خلقوا وهي عبادة الله .
قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـــدون ) .
وقال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبــوا الطاغــوت ) .

3-تحريم الظلم على الله ، مع قدرتــه سبحانه وتعالى عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” وإنما قلنا مع قدرتــه عليه ، لأنه لو كان ممتنعاً على الله لم يكن ذلك مدحاً ولا ثناءً إذ لا يثنى على الفاعــل إلا إذا كان يمكنــه أن يفعل أو لا يفعل “ .

وأن الله لا يظلم لكمــال عدله ، وهكذا كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنــة إنما هو لثبوت ضده .
كقوله تعالى( ولا يظلم ربك أحداً ) لكمال عدله .
وقوله ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض )لكمال علمه .لا يعزب : لا يغيب .
وقوله (لا تأخذه سنة ولا نوم ) لكمال قيوميتــه وحياته .

و جاءت نصوص كثيرة تبين أن الله حرم على نفسه الظلم :
قال تعالى ( وما أنا بظلام للعبيـــد ) .
وقال تعالى (وما الله يريد ظلماً للعباد) .
وقال سبحانه(وما ربك بظلام للعبيد) .
وقال سبحانه ( وما الله يريد ظلماً للعالمين ) .
وقال سبحانه(إن الله لا يظلم الناس شيئاً) .

4-تحريم الظلم بين الناس لقوله ( فلا تظالمــوا ) .
وقد بين الرسول أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام
{ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا }
والظلم ينقسم إلى أقسام :
القسم الأول : ظلم أكبر وهو الشرك .
قال تعالى عن لقمان ( إن الشرك لظلم عظيم ).
القسم الثاني : ظلم العبد نفسه بالمعاصي .
القسم الثالث : ظلم العباد بعضهم بعضاً .
وهذا القسم هو المقصود بالحديث لقوله ( فلا تظالمــوا ) .

وقد جاءت نصوص كثيرة تبين تحريم الظلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من كانت عنده مظلمــة لأخيه فليتحلل منها ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يأخذ لأخيه من حسناته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه ، فطرحت عليه ) رواه البخاري .

والظلم ينقسم إلى قسمين :

أحدهما : منع ما يجب لهم من الحقوق وهو التفريط .
الثاني : فعل ما يضر به وهو العدوان .

5-وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث ( استهدوني أهدكم )
وقد أمرنا الله أن نسأله إياها في أعظم سورة
.
قال تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) رواه مسلم .
وكان يقول أيضاً ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .
وعلم الحسن أن يقول في قنوت الوتر ( اللهم اهدني فيمن هديت ) .
وأمر علياً أن يسأل الله السداد والهــــدى .
قال ابن القيم : ” فسؤال الهداية متضمــن لحصول كل خير والسلامة من كل شر

- أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا
)[النحل:78] وقوله في هذا الحديث: { يا عبادي كلكم ضال إلامن هديته فاستهدوني أهدكم }.

6-يجب على المسلم أن يعمل بأسبــاب الهداية وأن يحرص عليها .

قال ابن القيم : ” ولما كان سؤال الله الهدايــة إلى الصراط المستقيم أجل المطالب ، ونيله أشرف المواهب ، علّم الله عباده سؤاله ، وأمرهــم أن يقدمــوا بين يده حمده والثناء عليه ، وتمجيـــــده ، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم ، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم “ .

الحذر من الأسباب التي تعيق الإنسان عن الهداية .
قال ابن القيم : ” ولينظر إلى الشبهات والشهوات التي تعـــوقــه عن سيره على هذا الصراط ، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط ، تخطفــه وتعــوقــه عن المرور عليــه “ .

7-كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم
- العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له، ولهذا قال: { فاستكسوني أكسكم } أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم، وإنما ذكر الله عز وجل العري بعد ذكر الطعام، لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر


8-غنى الله سبحانه وتعالى ، وأن العباد كلهم مفتقرون إلى الله في جلب مصالحهم ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم .
قال تعالى (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ) .

9-أن بني آدم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار،
الأعمال إما خطأ وإما صواب، فالخطأ مجانبة الصواب وذلك إما بترك الواجب، وإما بفعل المحرّم.
ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عز وجل لكل ذنب، وأن الله يغفر الذنوب جميعاً،

كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر:53]
و فيه دليل على كرم الله وإحسانه حيث دعا عباده _ مع ظلمهم بالمعاصي والذنوب _ إلى عفوه وغفرانه .
كما قال تعالى
( نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيــم ) .

10-وجوب الاستغفــار من الذنوب كلها لقوله
( فاستغفروني أغفر لكم ) .

11-كمال سلطان الله وغناه عن خلقه لقوله عز وجل
( إنكم لن تبلغوا ضري ... ولن تبلغوا نفعي ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه اللهوذلك لكمال سلطانه عز وجل وكمال غناه ، فكأنه تعالى قال : إنما طلبت منكم الاستغفــار من الذنوب لا لحاجتي لذلك ولا لتضرري بمعاصيكم ولكن المصلحــة لكم “ .

قال ابن رجب رحمه الله : ” يعني أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعاً ولا ضراً ، فإن الله تعالى في نفسه غني حميد ، لا حاجة له بطاعات العباد ، ولا يعود نفعها إليه ، وإنما هم ينتفعون بها ، ولا يتضرر بمعاصيهــم وإنما هم يتضررون بها “ .

قال تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً) .
وقال تعالى ( ومن ينقلب على عقبيــه فلن يضر الله شيئاً ) .

12-أن ملك الله لا يزيــد بطاعة الخلق ، ولو كانوا كلهم بررة أتقياء قلوبهم على أتقى رجل منهم ، ولا ينقص ملكه بمعصية العاصين ، ولو كان الجن والإنس كلهم عصاة فجرة قلوبهم على أفجر رجل منهم .
والمقصود من هاتين الجملتين: الحث على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته


و أن محل التقوى والفجور القلب، لقوله: "عَلَى أَتقَى قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ" "عَلَى أَفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ"
ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلاَ وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلُحَت صَلُحَ الجَسَد كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ
"

و أنه يجب علينا أن نعتني بالقلب وننظر أين ذهب، وأين حلّ حتى نُطَهِّرهُ ونصفيه.

13-كمال ملك الله وكمال قدرته ، وأن ملكــه وخزائنــه لا تنفذ بالعطاء ، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس جميع ما سألــــوه في مقام واحد .

ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يد الله ملأى لا تغيضهــا نفقة سحاء الليل والنهــار ، أفرأيتم ما أنفق ربكم منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لن يغيض ما في يمينه ) .

14-أن الله يحصي أعمال العباد ويضبطها ، فلا يظلم عنده أحد .

قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .
وقال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .
وقال تعالى (و وجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ) .

و أن الله يوفي عباده يوم القيامة على حسب أعمالهم فلا يظلم عنده أحداً .
قال تعالى( إنما توفون أجوركم يوم القيامــة ) .

15-وجوب الحمد لله عزّ وجل على من وجد خيراً، وذلك من وجهين:
الأول:أن الله عزّ وجل يسره حتى عمله.
الثاني:أن الله تعالى أثابه.


16-أن من تخلف عن العمل الصالح ولم يجد الخير فاللوم على نفسه

17-الجزاء من جنس العمل .

18-محاسبة النفس على التفريط .


--------------------------------------------------------------






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس