[ابو عمر المصرى]

إن الجماهير في الغرب كالنحل في خلاياها , لا تهدأ لهم حركة , ولا يسكن لهم مطمع ولا يضعف لهم إنتاج .
والدول - كبراها وصغراها - تحشد رعاياها في مشروع ضخم لا يكادون يخلصون منه حتى يشغلهم آخر أضخم منه .
أما نحن - أعني بلاد الإسلام كلها - فلا نزا...
ل ندور حول أنفسنا ونتحرك في مواضعنا ونذهل مصايرنا , وتصلنا أنباء الحياة الزاحفة هنا وهناك وكأنها أنباء العالم الآخر . ماهذا ..؟!
إن الوحى الإلهي روح يدفع الملهمين , ويغرس في نياتهم الصدق , وفي أهدافهم السمو , وفي حركاتهم الجهد والمشقة وركوب الأخطار .. فكيف جعلنا الوحي الملهم قيداً معوقاً وركناً في ظلال الدعة والخمول ؟
بل كيف عشنا في ظلال أصحاب عيون لا تبصر من آيات الكون شيئاً , وأفئدة لا تعي من أسراره إلا قليلاً .. ؟
على الدعاة المخلصين لله ورسوله أن يجعلوا من تعاليم هذا الدين الخصب بذرة تعيد الحياة إلى هذا الرُّكام الكثيف من العامة الهامدين والخاصة الجامدين, وأن يُفهموا الدنيا الخائرة أن الإسلام دعوة مفرطة في التحرر و التقدم إذا كان بعض الحمقى يحسبه رجعية واستكانة ..

يا أسفاه , كم حمل الإسلام من أهواء الناس , وكم أصابه من جهل بنيه

الشيخ محمد الغزالى رحمه الله