منذ أن وطأت قدم الرئيس محمد مرسى، قصر رئاسة الجمهورية، لم يكف الإعلام الإسرائيى عن نشر معلومات مغلوطة، بدأها بمزاعم عن تلقى الرئيس مرسى برقية تهنئة من نظيره الإسرائيلى، شيمون بيريز، يهنئه خلالها بنجاحه فى انتخابات الرئاسة المصرية، وأن الحكومة الإسرائيلية تجرى مشاورات مع نظيرتها المصرية، حول معرفة مدى العلاقات بين الجانبين فى الفترة المقبلة.
وشهد اليوم، عودة نشر تلك "البرقيات المشبوهة" من جانب وسائل إعلام إسرائيلية، وزعمت أن الرئيس محمد مرسى، أرسل برقية شكر لنظيره الإسرائيلى، الأمر الذى بات يشكل لغزًا كبيرًا حول الهدف من إثارة تلك الخطابات والبرقيات، التى تنفيها الرئاسة بشكل قاطع وحاسم فور نشرها، مقابل صمت إسرائيلي واضح فى الرد على نفيها.
لم تكن تعلم إسرائيل أن الرد الرسمى المصرى، سيأتى من أعلى مؤسسات الدولة، وهى رئاسة الجمهورية، بالنفى القاطع لما أوردته وسائل الإعلام فى تل أبيب، بهذا الشأن، فى مقابل صمت رهيب من الجهات الرسمية الإسرائيلية، التى لم تؤكد أو تنفى ما بثه الإعلام الإسرائيلى حول برقية التهنئة.
وواصلت وسائل إعلام إسرائيلية، مزاعمها بقولها إن الرئيس مرسى "تمنى" فى برقيته لشيمون بيريز أن يتم بذل المزيد من الجهد، من أجل إعادة المسيرة السلمية فى الشرق الأوسط، إلى مسارها الصحيح لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، وبضمنها الشعب الإسرائيلى.
لم تكتفِ الصحف الإسرائيلية بنشر الأكاذيب، بل أشادت باستخدام مرسى فى هذه البرقية، لمصطلحات رأت أنها متميزة مثل الشعب الإسرائيلي، وأن هذه هي الروح الجديدة التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المصري الجديد.
لم تمر ساعات على مزاعم الإعلام الإسرائيلى، حتى نفت رئاسة الجمهورية لـ"بوابة الأهرام" كل ما نشرته صحف تل أبيب، حول برقية الشكر التى قيل إن مرسى أرسلها إلى بيريز، وقال ياسر علي، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، إن كل ما نشرته الصحافة الإسرائيلة غير صحيح، بما يعنى أن البرقية "فشنك".
وفيما يشبه أن مزاعم إسرائيل لن تتوقف، قال ياسر علي: "ما نشر افتراءات.. وهذه الافتراءات لن تتوقف".
والسؤال الذى يطرح نفسه: ما الهدف من نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية لمثل هذه البرقيات وفى هذا التوقيت تحديدًا؟.. وحين تنفى رئاسة الجمهورية لما أوردته تلك البرقيات، لماذا تصمت الجهات الرسمية فى إسرائيل عن تأكيد أو نفى ما نشرته؟ وهل تشكل هذه البرقيات نوع من الحرب الخفية التى تطارد مرسى بهدف زعزعة موقفه، وزرع الشكوك حوله؟