القابض على دينه كالقابض على الجمر
سائلة تسأل عن قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } (105) [المائدة]؟
هذه الآية تحدث عنها الصديق رضي الله عنه في إحدى خطبه وقال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتم شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام فإن وراءكم فتناً القابض على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيه أجر خمسين، قالوا منهم أو منا قال منكم" مما يدل على أن الآية عليكم أنفسكم إنما تكون بعدما تأمر وتنهى فإذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأوضحت الحق وبينت الهدى عليك بنفسك إذا لم تجد لك مستجيباً، أما أن تعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقول إن الله يقول عليكم بأنفسكم، وعليكم أنفسكم بعدما تبذل الوسع في الأمر والتوجيه والدعوة إلى الخير