خطر السكوت عن ابيان الحق
خطر السكوت عن بيان الحق " - للشيخين ابن باز والعثيمين رحمهما الله ﷻ
ا
(( كلام الإمامين عبدالعزيز بن باز و محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله ﷻ - في خطر السكوت عن بيان الحق وما يترتب عنه ))
• قال الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله ﷻ - :
" ولو سكت أهل الحق عن بيانه لاستمر المخطئون على أخطائهم وقلدهم غيرهم في ذلك ، وباء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله عليه في قوله ﷻ :
{إنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَٰبِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ}.
وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه ، وذمهم على نبذه وراء ظهورهم وحذرنا من اتّباعهم .
فإذا سكت أهل السُّنة عن بيان أخطاء من خالف الكتاب والسُّنة شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم ".
( مجمو الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله ﷻ ٧٢/٣ )
• و قال الإمام محمد بن العثيمين - رحمه الله ﷻ - :
" أنه يجب على أهل العلم أن يُبَيّنوا للناس ما خالفوا به السُّنة ، لقوله : " لم يخطب كخطبتكم هذه " ، لأنه إذا لم يبين أهل العلم ما خالف فيه الناس السُّنّة بقيت السنة مجهولة ، ثم توسع الأمر حتى تزول سُنَن كثيرة بسبب سكوت الناس .
لكن ها هنا مسألة : وهو أن بعض الناس يُخذّل أهل العلم في بيان الحق ، فيقول مثلاً : لماذا تبين هذا للناس؟! ، لأن الناس لا يستفيدون وما أشبه ذلك .
وهذا حرام ولا يجوز لأحد أن يقول هذا الكلام لأن هذا هو التخذيل عن الحق ، والعلماء إذا يُبينوا الحق لو لم يكن من ذلك إلا أن الناس يعرفون أنهم على باطل سواء انتفع أم لم ينتفع هذا أعظم منفعة .
لأن العلماء إذا سكتوا عما كان عليه الناس من مخالفة الحق ظن الناس أن هذا صواب وأنه الحق فيستمرون عليه ويستمرئونه ، ولكنهم إذا رأوا الإنكار عرفوا أنهم ليسوا على حق ولو لم يكن من ذلك إلاّ هذه الفائدة لكان كافياً ، فلا تستهن ببيان الحق أبداً ".
( فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ٢٣٩/٥ )