وَشْوَشَاتُ اّلْذْكْرَيات ..,~
حلمٌ يبتر أعضاؤه البيضاء ..
يمتص كرات الطهر البيضاء
من دمه و تبقى الكريات الحمراء
نجوماً يهتدي بها المجروحون..
يحقِنُ أوداجه بسواد الوهم ..
أراه ينزف ,أحاول رتق لفائف الدخان
المتمزقة في جبينه المشجوج ولكن!
ماذا يفيد الرتق والأخاقيق ممتدة نحو الأفق!
سأتكئ على كتف الوجوم أحصي ذرات وجعي..
لعلي أجد ضالتي في ورقةٍ تدحرجت من ذاكرتي المثقوبة..
..,~,..
هذه ورقةٌ تبحث عني تريد أن تلتهمني ..
توشوش لي بذكرياتٍ ليست بقريبةٍ ولابعيدة..
أذكر قبل عامٍ ونصف من الهجرة
إلى مواطن الفتنة بسحرك يا فرعونية السحر
كنت رحالٌ ألفُّ مسافات الوحدة تحت إبط الوقت
كـ لَفِّي لأوراق الخريف ونفثها بنافجةِ الشتاء..
وكنتِ طفلةُ هوجاء تتصارع منايا الأسئلة في شفاهك..
وكنتُ أنا ذلك القَسَّاس الذي يخبرك ويتنبأ بتأويل أحلامك..
ولو كانت أضغاث أحلام يكفي أنها أحلام وكفى ..
أذكر حينها وضعت اصابع الدهشة على شفاه جنونك..
تمرغت في زلال عينك وأثريت ذهولك :
أتريدين أن تتلصصي على تراتيل حياتي؟
أتشغلك فتنة الفضول لتعرفي أين أقطن؟
حسناً..
هناك بجوف ثمار البلوط وَ فوق أشجار الصفصاف
أقطن منذُ ولدتني الشمس بنهارٍ يتيم الملامح ..
تعلمتُ أن أسقط واقفاً وإن كلفني السقوط قدمي اليمنى
أوحتى اليسرى لا فرق ..
المهم أن أسقط (واقفاً) وحسب ..
..,~,..
صه , لا تتفوهي ولاتذعفي لعاب الأسئلة ..
أتريدين أن تسألي من أنا وأين ولدت؟
لا أذكر من أنا .!
ولا أين ولدت..!
هل أنا زنبق من رحم الياسمين!
أم نبيذ مُرْ من بطن العنب اعتصرني الحزن!
أتعلمين؟
أنا يا سيدتي (كِسرةِ بُن) تطحنها نظراتك وتمزجينني
مع قطعة سكر في فنجان قهوتك أليس كذلك؟
هل أبدو مستساغ الطعمِ مع قطعة سكر من الوهم؟
مهلاً , هناك خلف دياجير رمشك الساحر
بقعة ضوء تتوارى خلف خجل كبريائك اللعين..
أرهقتي الصمت بإلحاحات البوح ..
بالطبع تريدين معرفة كم أبلغ من سماوات العمر ؟
لتنصتي يا سيدة السحر وتغمضي عينيك
أخشى أن تلمحي الموت يطُّل من شرفات حنجرتي ..
أنا رجلٌ مات عمري قبل أن يعيش جسدي ..
دونوا أسماء في تاريخ الغرائب البشرية على الإطلاق..
هالهم قبسٌ من شيبٍ ينفشغ في هامة ليلي ..
لست عجوزاً كما أدعي ..
ولست ناضجاً كبلحٍ تلظى من شمس العمر..
أنا طفلٌ ياسيدتي ولكنه أعمى القلب
لايبصر سوى في ثقبٍ من ظلام..
ولايمشي إلا على موجٍ من الجمر ..
ولايشرب إلا من قدحٍ من علقم ..
..,~,..
جاحظةٌ عيون النرجس في ترائب صمتك المهيب..
أهالك ما قلت يا رقيقه؟
ألم أقل لكِ إني غريبٌ لا وطن لي ..
لا تقلقي يا أنتِ..
سأبحث لي عن وطن ..
حاذري أن تسألي أين؟
أنا كماكِ لا أعلم أين يكمن؟!
قد استوطن الغموض يوماً ..
لاأعلم أين يغرس سواده الفاتن..
قد يكون بعطري الذي تتحسسُ منه أنوف النساء..
بالمناسبة:
سمعت أن نون النسوة تستكين أرواحهن بالغموض؟
أليس كذلك!
راق لى