العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-29-2010, 12:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية


قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

قوله عز وجل:
{ ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة الله قريب من المحسنين }. [1] هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء: دعاء العبادة ودعاء المسألة. فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة، ويراد به مجموعهما، وهما متلازمان، فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود حقًا، والمعبود لا بد وأن يكون مالكًا لنفع والضر.

وأما قوله تعالى:
{ وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون }، [26] فهذا من دعاء المسألة يبكتهم الله عز وجل، ويخزيهم يوم القيامة بآراءتهم أن شركاءهم لا يستجيبون لدعوتهم، وليس المراد اعبدوهم، وهو نظير قوله تعالى: { ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم }. [27]
وهذا التقرير نافع في مسألة الصلاة وأنها هل نقلت عن مسماها في اللغة فصارت حقيقة شرعية منقولة، أو استعملت في هذه العبادة مجازًا للعلاقة بينها وبين المسمى اللغوي، أو هي باقية على الوضع اللغوي وضم إليها أركان وشرائط؛ وعلى ما قررناه لا حاجة إلى شيء من ذلك. فإن المصلي من أول صلاته إلى آخرها لا ينفك عن دعاء، إما دعاء عبادة وثناء أو دعاء طلب ومسألة، وهو في الحالين داع؛ فما خرجت الصلاة عن حقيقة الدعاء. فتأمله.
إذا عرف هذا فقوله تعالى: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية }، [28] بتناول نوعي الدعاء، لكنه ظاهر في دعاء المسألة. متضمن دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه واسراره قال الحسن: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفًا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم، وذلك إن الله تعالى يقول: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية }، وإن الله ذكر عبدًا صالحًا ورضي بفعله فقال: { إذ نادى ربه نداء خفيًا }، [29] وفي إخفاء الدعاء فوائد عديدة.
أحدها:
إنه أعظم إيمانًا، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي وليس كالذي قال: إن الله يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا.
وثانيها:
إنه أعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، وإنما تخفض عندهم الأصوات ويخف عندهم الكلام بمقدار ما يسمعونه، ومن رفع صوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به.
وثالثها:
إنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده. فإن الخاشع الذليل الضارع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه وذلت جوارحه وخشع صوته حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته وسكنته وكسره وضراعته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق فقلبه سائل طالب مبتهل، ولسانه لشدة ذله وضراعته ومسكنته ساكت وهذه الحالة لا يتأتى معها رفع الصوت بالدعاء أصلًا.
ورابعها:
إنه أبلغ في الإخلاص.

وخامسها:
أنه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء. فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته، فكلما خفض صوته كان أبلغ في صمده وتجريد همته وقصده للمدعو سبحانه وتعالى.
وسادسها:
وهو من النكت السرية البديعة جدًا أنه دال على قرب صاحبه من الله وإنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه. فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد.
ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله: { إذ نادى ربه نداء خفيًا }، [30] فكلما استحضر القلب. قرب الله تعالى منه، وإنه أقرب إليه من كل قريب. وتصور ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ولم يتأت له رفع الصوت به، بل يراه غير مستحسن كما أن من خاطب جليسًا له يسمع خفي كلامه، فبالغ في رفع الصوت استهجن ذلك منه ولله المثل الأعلى سبحانه، وقد أشار النبي إلى هذا المعنى بعينه بقوله في الحديث الصحيح لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير وهم معه في السفر فقال: «أربعوا على أنفسكم إنكم تدعون سمعيًا قريبًا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته»، وقال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }. [31] وقد جاء أن سبب نزولها أن الصحابة قالوا: يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه، فأنزل الله عز وجل: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }. وهذا يدل على إرشادهم للمناجاة في الدعاء لا للنداء الذي هو رفع الصوت فإنهم عن هذا سألوا، فأجيبوا بأن ربهم تبارك وتعالى قريب لا يحتاج في دعائه وسؤاله إلى النداء. وإنما يسأل مسألة القريب المناجي لا مسألة البعيد المنادي. وهذا القرب من الداعي هو قرب خاص ليس قربًا عامًا من كل أحد فهو قريب من داعيه، وقريب من عابده، وأقرب ما يكون العبد من ربه. وهو ساجد وهو أخص من قرب الإنابة وقرب الإجابة، الذي لم يثبت أكثر المتكلمين سواه، بل هو قرب خاص من الداعي والعابد كما قال النبي راويًا عن ربه تبارك وتعالى: «من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا»، فهذا قربه من عابده.
وأما قربه من داعيه وسائله فكما قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } وقوله: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية } فيه الإشارة والإعلام بهذا القرب.
وأما قربه تبارك وتعالى من محبه فنوع آخر وبناء آخر وشأن آخر كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية على أن العبارة تنبو عنه ولا تحصل في القلب حقيقة معناه أبدًا لكن بحسب قوة المحبة وضعفها يكون تصديق العبد بهذا القرب وإياك، ثم إياك أن تعبر عنه بغير العبارة النبوية، أو يقع في قلبك غير معناها ومرادها فتزل قدم بعد ثبوتها. وقد ضعف تمييز خلائق في هذا المقام وساء تعبيرهم فوقعوا في أنواع من الطامات والشطح، وقابلهم من غلظ حجابه فأنكر محبة العبد لربه جملة وقربه منه، وأعاد ذلك إلى مجرد الثواب المخلوف فهو عنده المحبوب القريب ليس إلا. وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء، وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق والمقصود ههنا الكلام على هذه الآية.
وسابعها:
أنه ادعى إلى دوام الطلب، والسؤال فإن اللسان لا يمل والجوارح لا تتعب بخلاف ما إذا رفع صوته، فإنه قد يكل لسانه وتضعف بعض قواه. وهذا نظير من يقرأ ويكرر رافعًا صوته، فإنه لا يطول له ذلك بخلاف من يخفض صوته.
وثامنها:
إن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات والمضعفات، فإن الداعي إذا أخفى دعاءه، لم يدر به أحد فلا يحصل هناك تشويش ولا غيره. وإذا جهر به تفطنت له الأرواح الشريرة والباطولية والخبيثة من الجن والإنس. فشوشت عليه ولا بد ومانعته وعارضته، ولو لم يكن إلا أن تعلقها به يفرق عليه همته، فيضعف أثر الدعاء لكفى، ومن له تجربة يعرف هذا. فإذا أسر الدعاء وأخفاه أمن هذه المفسدة.
وتاسعها:

إن أعظم النعم، الإقبال على الله والتعبد له والانقطاع إليه والتبتل إليه، ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت ولا نعمة أعظم من هذه النعمة. فأنفس الحاسدين المنقطعين متعلقة بها، وليس للمحسود إخفاء نعمته عن الحاسد، وأن لا يقصد إظهارها له.

وقد قال يعقوب ليوسف: { لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين }، [32] وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله قد تحدث بها وأخبر بها، فسلبه إياها الأغيار فأصبح يقلب كفيه ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السر مع الله وأن لا يطلعوا عليه أحدًا ويتكتمون به غاية التكتم، كما أنشد بعضهم في ذلك:
من سارروه فأبدى السر مجتهدًا ** لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
وأبعدوه فلم يظفر بقربهم ** وأبدلوه مكان الأنس إيحاشا
لا يأمنون مذيعًا بعض سرهم ** حاشا ودادهم من ذلكم حاشا
والقوم أعظم شيء كتمانًا لأحوالهم مع الله وما وهب الله لهم من محبته والأنس به وجمعية القلب عليه ولا سيما للمبتدي والسالك فإذا تمكن أحدهم وقوي وثبتت أصول تلك الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء في قلبه بحيث لا يخشى عليه من العواصف، فإنه إذا أبدى حاله وشأنه مع الله، ليقتدي به ويؤتم به لم يبال. وهذا باب عظيم النفع وإنما يعرفه أهله.
وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه. يتضمن دعاء الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله، فهو من أعظم الكنوز التي هي أحق بالإخفاء والستر عن أعين الحاسدين. وهذه فائدة شريفة نافعة.
وعاشرها:
إن الدعاء هو ذكر للمدعو سبحانه، متضمن للطلب منه والثناء عليه بأسمائه وأوصافه، فهو ذكر وزيادة، كما أن الذكر سمي دعاء لتضمنه الطلب كما قال النبي : «أفضل الدعاء الحمد لله»، فسمي الحمد لله دعاء وهو ثناء محض، لأن الحمد يتضمن الحب والثناء، والحب أعلا أنواع الطلب للمحبوب، فالحامد طالب لمحبوبه، فهو أحق أن يسمى داعيًا من السائل الطالب من ربه حاجة ما. فتأمل هذا الموضع ولا تحتاج إلى ما قيل إن الذاكر متعرض للنوال وإن لم لكن مصرحًا بالسؤال، فهو داع بما تضمنه ثناؤه من التعرض. كما قال أمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ** حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يومًا ** كفاه من تعرضه الثناء
وعلى هذه الطريقة التي ذكرناها، فنفس الحمد والثناء متضمن لأعظم الطلب، وهو طلب المحب فهو دعاء حقيقة. بل أحق أن يسمى دعاء من غيره من أنواع الطلب، الذي هو دونه والمقصود أن كل واحد من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه وقد قال تعالى: { واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول }، [33] فأمر تعالى نبيه أن يذكره في نفسه.

قال مجاهد وابن جريج: أمر أن يذكروه في الصدور بالتضرع والاستكانة دون رفع الصوت أو الصياح. وقد تقدم حديث أبي موسى كنا مع النبي في سفر فارتفعت أصواتنا بالتكبير فقال: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنما تدعون سميعًا قريبًا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته»، وتأمل كيف قال في آية الذكر: { واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة }، وفي آية الدعاء: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية } فذكر التضرع فيهما معًا، وهو التذلل والتمسكن والانكسار، وهو روح الذكر والدعاء.
وخص الدعاء بالخفية لما ذكرنا من الحكم وغيرها. وخص الذكر بالخيفة لحاجة الذاكر إلى الخوف، فإن الذكر يستلزم المحبة ويثمرها، ولا بد فمن أكثر من ذكر الله أثمر له ذلك محبته، والمحبة مالم تقرن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل قد تضره لأنها توجب الادلال والانبساط، وربما آلت بكثير من الجهال المغرورين إلى أنهم استغنوا بها عن الواجبات، وقالوا: المقصود من العبادات إنما هو عبادة القلب وإقباله على الله ومحبته له وتألهه له، فإذا حصل المقصود، فالاشتغال بالوسيلة باطل.
ولقد حدثني رجل أنه أنكر على رجل من هؤلاء خلوة له ترك فيها حضور الجمعة. فقال له الشيخ: أليس الفقهاء يقولون: إذا خاف على شيء من ماله فإن الجمعة تسقط عنه، فقال له: بلى، فقال له: فقلب المريد أعز عليه من ضياع عشرة دراهم، أو كما قال، وهو إذا خرج ضاع قلبه فحفظه لقلبه عذر مسقط للجمعة في حقه فقال له: هذا غرور بل الواجب عليه الخروج إلى أمر الله وحفظ قلبه مع الله. فالشيخ المربي العارف يأمر المريد بأن يخرج إلى الأمر ويراعي حفظ قلبه، أو كما قال.
فتأمل هذا الغرور العظيم كيف آل بهؤلاء إلى الانسلاخ عن الإسلام جملة. فإن من سلك هذا المسلك انسلخ عن الإسلام العام، كانسلاخ الحية من قشرها، وهو يظن أنه من خاصة الخاصة. وسبب هذا عدم اقتران الخوف من الله بحبه وإرادته. ولهذا قال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث بقوله: { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه }، [34] فابتغاء الوسيلة هو محبته الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه، وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات. ويقول المحب: لا يضره ذنب.
وصنف بعضهم في ذلك مصنفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: إذا أحب الله العبد لم تضره الذنوب، وهذا كذب قطعًا مناف للإسلام، فالذنوب تضر بالذات لكل أحد كضرر السم للبدن. ولو قدر أن هذا الكلام صح عن بعض الشيوخ - وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك - فله محمل وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبه إياه إلى أن يصر على ذنب، لأن الإصرار على الذنب مناف لكونه محبًا لله، وإذا لم يصر على الذنب، بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يمحا أثره ولا يضره الذنب، وكلما أذنب وتاب وإلى الله زال عنه أثر الذنب وضرره. فهذا المعنى صحيح.
والمقصود أن تجريد الحب والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق ورده إليها كلما شرد، فكأن الخوف سوط يضرب به مطيته لئلا تخرج عن الدرب، والرجاء حاد يحدوها يطيب لها السير والحب قائدها وزمامها الذي يسوقها، فإذا لم يعن للمطية سوط ولا عصى يردها إذا حادت عن الطريق وتركت تركب التعاسيف خرجت عن الطريق وضلت عنها فما حفظت حدود الله ومحارمه، ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبته، فمتى خلا القلب عن هذه الثلالة فسد فسادًا لا برجى صلاحه أبدًا ومتى ضعف فيه شيء من هذه، ضعف إيمانه بحسبه.
فتأمل أسرار القرآن وحكمته في اقتران الخيفة بالذكر والخفية بالدعاء مع دلالته على اقتران الخيفة بالدعاء، والخفية بالذكر أيضا، فإنه قال: { اذكر ربك في نفسك } فلم يحتج بعدها أن يقول خفية. وقال في الدعاء: { وادعوه خوفًا وطمعًا } فلم يحتج أن يقول في الأول: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } فانتظمت كل واحدة من الآيتين للخيفة والخفية والتضرع أحسن النظام. ودلت على ذلك أكمل دلالة.
وذكر الطمع الذي هو الرجاء في آية الدعاء، لأن الدعاء مبني عليه، فإن الداعي ما لم يطمع في سؤله ومطلوبه لم تتحرك نفسه لطلبه إذ طلب ما لا طمع فيه ممتنع وذكر الخوف في آية الذكر لشدة حاجة الخائف إليه. كما تقدم فذكر في كل آية ما هو اللائق بها، والأولى بها من الخوف والطمع فتبارك من أنزل كلامه شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين


هذا جزء من المجلد الثالث للكتاب القيم { بدائع الفوائــــد } للعلامة لإبن القيم الجوزيه
رحمه الله

ادعوكم لقرائته واقتناء هذا الكتاب القيم






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-29-2010, 06:04 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

جزاك الله خيرا اخى

احسن الله اليك وبارك فيك






آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 12-29-2010, 06:29 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

جزاكم الله خيرا
مروركم وتواجدكم شرف لى
دمتم بكل خير






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-29-2010, 11:14 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

بارك الله فيك اخى ابو عمر وجزاك خيرا كثيرا عنه







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 12-30-2010, 05:34 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية





ممتن لك
تقديرك لمواضيعى
آدخلت البهجة لنفسي ..
..دآخلي الكلمآت ..
و آبت آن تخرج , لآنهآ عآجزة عن شكرك ..






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-30-2010, 06:01 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

أخى الفاضل ... أبوعمر المصـــــــــــــرى

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 12:17 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية

السلام عليكم
أبو عمر
بارك الله فيك على الطـــرح القيم

جــــزاك الله الجنه
وأنار الله دربك وقلبك بنور الهدى
دمت في طاعة الله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 07:39 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية





ممتن لك
تقديرك لمواضيعى
آدخلت البهجة لنفسي ..
..دآخلي الكلمآت ..
و آبت آن تخرج , لآنهآ عآجزة عن شكرك ..






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator