ألهث خلف أيامي الراكضة نحو الغد الغامض..
أيامي التى كرّت أمامي وأنا باسمة.. لا ادري أنها تكر نحو الهاوية!!
حلمت ذات يوم أنني أطير ..
أطير بجسد عمودي .. ارتفع لأعلي ..
يومها عجبت من أحلامي الخرافية ..
لم أكن أتوقع أنني ارتفع إلي منتهى أيامي .. وان الحلم جسر إلي حقيقة أعيشها اليوم.
اليوم !!
آه من هذا اليوم الذي اجلس فيه أمام شرفتي لأستطلع شظايا الزمن المارق منى.. اجمعها من بين غيمات وسُحب حياتي.. اصنع منها لوحة فسيفساء عجيبة.. متناسقة الألوان برغم تناثرها وتباينها ..
اجمع أطياف البشر المارة ما بين شفق وغسق كل يوم زاهق.
فأري أطياف واضحة جلية وأخري باهتة .. وثالثة سقطت في بئر النسيان.. فانتسبت إلى العدم.. لا أريد حتى البحث عنها !
وكأن الزمن ينصب فخاخاً لأيامٍ ضحكت فيها الطفولة ببراءة.. وضج الشباب بكل عنفوانه .. طارقاً أبواب المرح والهرج والنبض المتفجر بالطاقة..
أنادى ربيعي الهارب من كوة أيامي المخادعة في ليلٍ مسّه الخوف..
أهمس في أذن السكون : هل لي ان أنفض غبار الأيام الطويلة وأعود الي طراوة الأمس ونضارته؟
يجيبني صوت لا اعرف مصدره بضحكات عالية ساخرة :
لا تحلمي بالمستحيل