لأنَّكِ الغَيْمة التِي تَجُودُ علَيَّ بِالقَطرَاتِ صَباحَ مَساءْ ,
لأنَّكِ تَخطَّفتِ رُوحِي , مَعْ كلِّ الأشْيَاءْ ..
بَعيداً عَنْ بُنيَّاتِ الزَّمانْ ..
فَأزْهرْتِني يَوماً بِزهُورِ وُجُودكِ الغَائِرْ ..
وَ !
.. سُلبَتْ قَطَراتُكِ مِنْ قِبَلِ زَوْبَعةٍ أَتَتْ منَ الشَّرقْ ..
فَجُدْتِ عَليَّ بِقطَراتِ الرَّحيلْ ,
التِي سَالتْ علَى وَجْهِ الفَضَاءْ !
فَمَلأْتِ رَبيعِي المُورق خَريفاً أَجْدَبْ ,
بَعِيداً عَنِ الهَناءْ ..
حَـسْ !
يَا بعْضِي ,
يَا صَباحَاتي الرَّقيقَةْ ~
تَبلَّلتُ مِنْ دلُوحِ الغِيابْ ,
فَكرِهْتُ تِلْكَ السُّحبِ الثَّقيلَةِ التِي تَمُرُّ بتَثاقُلْ ..
لَكِنَّني ‘ أُخْبركِ أنَّني أَدْمنْتُهَا وَ أَدْمَنتُ البُكَاءْ !
قَسْراً هُوَ لِتدَفُّقِ البُعْدِ فِي تَفاصِيلِي بِتَرفْ ..
هِيهْ يَا كُلَّ الحَياةْ ,
حِينمَا أَسْتَوي عَلى عَرْشكِ , لا أُحسُّ بِشيءٍ يَسْكنُ بِي إلا أنْتِ !
هُوَ الشَّيءُ الذِي يُصيِّرنِي أَكْتفِي بِدُنيَايْ ..
فَلا تَسُومنِي سُوءَ العَذابْ !
أَقدمِي ؛
لِتَتبَلَّلْ زُهُور أَيَّامِي فَأُدعَى بِفَرحْ ,
فَمَا زِلتُ فَاغِرَة فَايْ أَرتَجي قَطْرةً مِنْ دَجنْ ,
أَو حَتَّى مِن دِيمَةْ !
أَقْدمِي ؛
لِيَسْري الرَّبِيعُ فِي شُجَيْراتِي الذَّاوِيَة لِفقْدكِ ..
وَ تَتعَالى زَقْزقَاتُ قَلْبي بِكِ يَا ” بَعْضِي ” !
أَتَعلَمِينْ ..
حَتَّى رَصيفُ حَيِّنا يَنْتظِر وَقْع قَدَمَيْكِ ,
وَ خُطْوةْ ..
وَ جِدَارنَا يَأْملُ منكِ نَظْرةْ ..
وَ جَسَدِي المُثْخَن يَرْقبُ عِنَاقاً وَ ضَمَّةْ !
فَهْلْ يَهْنأْ مَنْ مِنْ شَجنِ البَيْنِ يَقْتَاتْ ؟!
.
راق لى