صنعت من رحم الطبيعة سفينة
ونسجت من أحلامي شراع
أصبحت قلعة حزينة عائمة
وحملت معي أمتعة وأناس أغراب
أبحرت بهم في دنيا الحب
أصطحبت معي ألامي وحزني
وأمل بارق يتحدي الخوف
تبحر بنا السفينة كل يوم في ظلام الليل
تلاطم الأمواج تصارعها
تبتهل في ظلام الليل بصمت
أن تصل بسلام
تتأرجح سواريها
وتتمايل أعمدتها
تلقي بكل مافيها
علي ضفة البحر
ولا يتبقي غيري
مكبلا بألامي وحزني
ما أستطاع الريح أن يلقيهما
وما أستطاع الموج أن يخففهما
أثقلا كاهلي و أحنيا ظهري
ميراث سنين
علقا بي فلم يفارقاني
لم أعد أرفع رأسي
أصبحت أنظر للدنيا
بنصف عين ونصف رأس
و أري الكون نصف دائرة
فارغة مجوفة
صدي صوت الأيام موهم
غارق في الوحشية
وعبق الاشياء يفوح
برائحة عفنة خانقة
تزكم الانفاس
تخدر الأجساد
تهلك الروح
ومن بين كل الأشياء
الموحشة الليلية
أراك ضوءا بعيدا يتهادي
يسير علي استحياء يتمادي
يغمرني وسفينتي وشراعي
يسحبني ووحدتي وقلاعي
يسجيني بسكينة حبلى
بكل مواليد الحب
بكل مواويل العشق
عيون ليس كمثلها عيون
وجسد ليس كمثله جسد
وروح تسامت فأنارت
وغطت بشعاعها كل الوجود
و اصبح طعم دنياي رحيق الزهور
وبدا لي ان جرحي يندمل
أن المي يتبدد
أن حزني ينسحب
وتتجدد خلايا الجسد
تلمع العينان بمواعيد لقاء
يسجل الوقت أملا برجاء
تختفي كل الموبقات
تخضر كل السنبلات
تمطر غيثا السموات
وينطفيء لهيب الحزن
أصيح من خلف الكلمات
ربي يسعدك
كما اسعدتي الوجود بوجودك