شوقى عبد القادر
عملية تطهير ميدان التحرير
نفس الوجوه التى رأيتها فجر السبت الماضى أثناء عملية السطو على شركة مصر للأسواق الحرة فى شارع جامعة الدول العربية، رأيتها أمس، الأربعاء، تسير فى نفس الشارع تهلل وتطالب ببقاء الرئيس مبارك فى الحكم، ولم يكتف أصحاب تلك الوجوه بالتوقف عند ميدان مصطفى محمود ليعودوا من حيث جاءوا بل واصلوا الزحف إلى ميدان التحرير لتنفيذ مهمة مقدسة وهى إخلاء ميدان التحرير من العيال "الصيص" تخيل هذا هو الوصف الذى يطلقة هؤلاء اللصوص والمرتزقة على من يطالبون بالحرية لهم ولآبائهم.
وقائع المشهد الدامى بدأت منذ عصر الأربعاء، عندما جاء مؤيدو الرئيس بالخيالة والجمالة بدوابهم وعصيهم وكرابيجهم لتفريق متظاهرى التحرير، ولكن تلك الوقائع وصلت إلى قمة الذروة قبل منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من صباح الخميس.
متظاهرون ضد بقاء الرئيس عزل لا يحملون بأيديهم شيئاً سوى قطع من الحجارة فى مواجهة، مؤيدون إن جاز التعبير، مزودون بأسلحة نارية، لا أعرف على وجه الدقة من دفع ثمن شراء رصاصاتها، فأنت بالتأكيد لست فى حاجة إلى القول إن أمثال هؤلاء المؤيدين لا يتحركون من مقاعدهم فى المقاهى والغرز لوجه الله والوطن.
قد تقول لى كان فى تظاهرات مؤيدى الرئيس العديد من المشاهير والنجوم ومواطنين لا ناقة لهم ولا جمل، وآخرون يتمنون أن تستقر الأوضاع فى مصر، أعلم هذا جيدًا وأتمناه من كل قلبى، وأعلم أيضا أنهم أدوا دورهم وانصرفوا، ولكن أنا أعنى بحديثى الميلشيات المسلحة التى اتخذت من الليل ستارًا لتنفيذ عملية تطهير ميدان التحرير من المتظاهرين الأحرار، واسمح لى أن أصفهم بذلك لاشىء سوى أنهم فى الوقت الذى كانوا يتعرضون له من استهداف بالذخيرة الحية وقنابل المولوتوف والحجارة من أعلى عمارات ميدان التحرير، كانوا حريصين على إطفاء الزجاجات الحارقة المتساقطة بجوار مبنى المتحف المصرى.
ساعات طويلة من العنف من الإرهاب والقتل تعرض لها هؤلاء المتظاهرون العزل، نعم كانت قوات الجيش متواجدة، ولكنها كانت على الحياد ، فمن يهاجم يحمل الجنسية المصرية ومن يدافع يحملها أيضًا، مع أن الفارق بينهما كبير، ولكن يبدو أن الشيطان الماكر مازال مصرًا على أن يلجأ إلى استخدام أساليبه القديمة فى إقصاء الآخرين.