قال الله جل وعلا في قصة البقرة: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} (البقرة:70)
فقال الله جل وعلا:{إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} والبقرُ مؤنث، ولم يقُل الله: (تشابهت)، وهذا مُعاملةٌ للفظ وتركٌ للمعنى،
![](http://www.k33k.net/upk33k/uploads/images/zmzm.netaba12ecd29.gif)
ما معنى مُعاملة للفظ وتركٌ للمعنى؟
أحياناً يكونُ اللفظُ يدلُّ على مؤنث لكن ليسفيهِ من علامات التأنيث الظاهرة شيء، وأحياناً يدلُّ على مُذكر وفيهِ من علامات التأنيث ما يدلُّ عليهِ، مثل: (حمزة) اسمٌ لمُذكر مع أنهُ ملحُوق بهِ تاء التأنيث، (معاوية) اسمٌ لمُذكر لكنّهُ ملحوق بهِ تاءالتأنيث،
كلمة (نخل) مؤنث لكن (نخل) ليست مُلحق بها أيُ علامةٍ من علامات التأنيث،ولهذا قال الله: {أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} ولم يقُل: (مُنقعرة)، عاملها باللفظ لابالمعنى، مثلُها هُنا: عامل الله كلمة (بقر) باللفظ لا بالمعنى؛ عامل الله كلمة (بقر) باللفظ المُذكرلا بالمعنى وهو مؤنث...
الشيخ صالح المغامسي
محاسن التاويل ..سورة البقره