6
وقدري
أن تستقبل الحياة صرختي الأولى
صباح الأول من يناير !
لأكون أول تفاصيل السنة الجديدة
وليبقى هذا التاريخ عالقا في ذاكرتي
كما هو في ذاكرة العالم أجمع
ففي كل سنة يحتفل العالم بيوم ميلادي بلا قصد منه
وفي كل عام يشعل العالم أجمع شموعه ليلة ميلادي
يغني العالم كله لي
ويرقص العالم كله لي
ويصرخ العالم كله صرخة واحدة عند التقاء عقارب الساعة
معلنة بدء سنة جديدة من عمري!
7
هكذا كنت أردد منذ صغري
ومنذ ان وعيت أهمية الأول من يناير
أكذوبة جميلة تدثرت بها سنوات طويلة
ظننت ان احتفال العالم يمنح السعادة
وان العالم حين يحتفل يكون في قمة سعادته !
لكني اكتشفت ان الفرح حافي القدمين؟
وان معظم الذين يتراقصون ليلة راس السنة
يتراقصون على رفات تفاصيلهم ولحظاتهم الجميلة
التي سيمضي العام بها !
وان في داخلهم مشروع بكاء مؤجل
وان العالم كله أمسى بلا سقف / وبلا آمان !
وان نوافذ العالم / أمست مكسورة !