موسوعة الفتاوى ( لسماحة المفتى العام بالمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ) .. متجدد

[ابو عمر المصرى]

هدايا الخاطب لمخطوبته لا تعد من المهر

تقدَّم لي شاب للخطبة، وقدم لي هدايا قيِّمة، وحدث خلاف مع والدي، والآن يطالب بما قدمه لي من هدايا، فهل هذا من حقه شرعاً؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله أن هدايا الخاطب لمخطوبته لا تعد من المهر، فما أهداه الخاطب لمخطوبته قبل عقد النكاح، وكان أهلها قد وعدوه بالعقد، ولم يفوا بما وعدوه فله الحق في المطالبة بما قدَّمه من هدايا؛ لأنه بذلها في نظير النكاح، أما إذا كان الامتناع من جهته فليس له الحق في المطالبة بذلك. قال البهوتي رحمه الله في الروض المربع: "وهدية زوج ليست من المهر، فما قبل عقد إن وعدوه ولم يفوا، رجع بها"

[ابو عمر المصرى]

الحكمة من جعل الطلاق بيد الزوج

ما الحكمة من جعل الطلاق بيد الزوج؟
العصمة بيد الزوج، الله أعلم لأن الزوج هو القيِّم {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء (34)} [النساء]. فهو حق له. حق للزوج والله جعل الحقوق لأصحابها ووزعها بين مستحقيها، وقد جعل الطلاق بيد الزوج.

[ابو عمر المصرى]

لعن الزوج زوجته

إذا لعن الزوج زوجته هل تطلق؟ وما كفارة ذلك؟
اللعن لا يجوز لا لزوجة ولا لغيرها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لعن المسلم كقتله"، فلا يجوز من المسلم. ولكن زوجته إذا لعنها لا تطلق لكنه يكون آثماً إثماً شديداً فعليه التوبة إلى الله وطلب المسامحة من الزوجة.

[ابو عمر المصرى]

المعاشرة بالمعروف أن يعطي كل من الزوجين حق الآخر

ما المقصود بالمعاشرة بالمعروف؟ وإذا كان الزوج لا يحسن المعاشرة فما موقف الزوجة؟
المعاشرة بالمعروف أن يعطي كل من الزوجين حقه نحو الآخر، وأن تعطي الزوجة حقوق زوجها عليها ويعطي الزوج حقوق زوجته عليه، هذه هي المعاشرة بالمعروف مع حسن البشاشة والاستقبال والكلام الطيِّب كله من العشرة بالمعروف.

[ابو عمر المصرى]

قدموا في صلاتكم من يجيد القراءة

يؤمنا في مصلى السكن عدة أشخاص يلحنون في قراءة القرآن، فما توجيه سماحتكم لنا بخصوص الصلاة معهم؟ ومن الأحق بالإمامة؟
الأحق بالإمامة الأقرأ لكتاب الله الأجود قراءة والأكثر حفظاً للقرآن. واللحن في القرآن إذا كان في الفاتحة فله حكم وإن كان في غيرها فله حكم آخر، فإن كان اللحن في الفاتحة مما يغيِّر المعنى، فإن الصلاة لا تصح ولا يجوز أن يكون هذا إماماً كأن يقرأ ( العالِمين ) بكسر اللام. أو ( الذين أنعمتُ) بضم التاء بدل ( أنعمتَ). فهذا يحيل المعنى ويبطل الصلاة. أما إذا كان اللحن لا يحيل المعنى كأن قال: ( الحمد لله ربَّ العالمين ) بفتح الباء المشددة فهذا لحن لكنه لا يحيل المعنى فهذا مكروه، وعلى كل حال لا تقدموا في صلاتكم إلا من يجيد القراءة.

[ابو عمر المصرى]

لا يسافر الحاج حتى ينهي حجه

شخص حج حجة واحدة ورمى جمرة العقبة ثم وكَّل على باقي الجمرات ولم يقم أيام التشريق بمنى وهو بكامل صحته وسافر هل عليه شيء؟
لا يسافر الحاج حتى ينهي حجه، لا ينفر حتى يكمل حجه ويختمه بطواف الوداع فلا بد من هذا وإذا وكَّل في رمي الجمرات لعذر وهو موجود ولم يسافر فلا بأس، أما أن يوكِّل ويسافر فإنه يبقى عليه واجبات لأن حجه لم يتم إلى الآن يبقى عليه المبيت في منى ليالي أيام التشريق هذا واجب، ويبقى عليه طواف الوداع وهذا واجب من واجبات الحج بعد نهاية المناسك فلو ترك واجبين واجب المبيت ليالي أيام التشريق، وواجب طواف الوداع عند الانتهاء من أعمال الحج يكون عليه فديتان فدية عن ترك المبيت بمنى وفدية عن ترك طواف الوداع وهو بخيل بحجه ومتلاعب بحجه.

[ابو عمر المصرى]

الإحرام هو لعمرة واحدة فقط

شخص أراد العمرة لنفسه وأراد أن يعتمر لوالده هل يؤديها بنفس الإحرام ولا يخرج إلى الميقات؟
لا .. الإحرام هو لعمرة واحدة فقط التي أداها. والعمرة الثانية تحتاج إلى إحرام مستقل. وأقرب شيء يخرج للتنعيم أقرب الحل إلى مكة ويحرم بالعمرة الثانية.

[ابو عمر المصرى]

من تاب تاب الله عليه

هل يوجد ذنب لا يغفر بعد التوبة؟
لا.. ليس هناك ذنب يخرج عن التوبة كل من تاب تاب الله عليه، المشرك والكافر والملحد والقاتل وغير ذلك كل الذنوب يغفرها الله بالتوبة قال تعالى: { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ (38)} [الأنفال]. وقال في حق الذين قالوا بأن الله ثالث ثلاثة، أو قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74)} [المائدة]. فالتوبة مقبولة من أي ذنب إذا توافرت شروطها. وفي الحديث الصحيح: "إن التوبة تجب ما قبلها" من الشرك والكفر وغير ذلك. وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(70)} [الفرقان].

[ابو عمر المصرى]

متى يُستر على المسلم؟

ما حكم من يكتشف إنساناً على معصية معيبة ويستر عليه هل يأثم إذا لم يخبر عنه؟
الستر مطلوب، وفي الحديث الصحيح "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" هذا إذا كان في ستره مصلحة كأن يتوب المذنب إلى الله، ويخجل، أما إذا كان ذنبه يتعدى ضرره على الناس فلا يترك ويستر عليه إذا كان ذنبه قاصراً على نفسه مع المناصحة لا يستر عليه ويترك، بل لا بد أن يناصح ويغلظ عليه في النصيحة لعله يتوب. أما إذا كان ضرره يتعدى إلى غيره فإنه يبلَّغ عنه كأن يكون يسرق أموال الناس أو يستحل الزنا أو يستحل الإخلال بأمن المجتمع فهذا يجب أن يخبر عنه من أجل أن يكف شره عن الناس.

[ابو عمر المصرى]

"من غشنا فليس منا" وعيد شديد للغاش

حديث "من غشنا فليس منا" هل هذا خاص بالاختبارات أم هو عام في جميع المعاملات؟
لكل شيء "من غشَّ" وفي رواية "من غشَّنا فليس منا" هذا وعيد شديد للغاش لأن الفتن خيانة وهو ضد الأمانة والواجب على المسلم أن يكون صادقاً في جميع أموره ومنها الاختبارات. والاختبارات بصفة خاصة لأن طالب العلم أولى بالأمانة وأولى بالنصيحة فلا يكون غاشاً.