موسوعة الفتاوى ( لسماحة المفتى العام بالمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ) .. متجدد

[ابو عمر المصرى]

حگم الحجاب في حق المرأة المسلمة

ما حكم الحجاب في حق المرأة المسلمة، فكثيراً ما تتعرض المرأة المحجبة عندنا للسخرية من الغير، فهل هو واجب في جميع المذاهب الأربعة؟ وما تفسير الآية الكريمة: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ } [النور: 31]، وهل معنى قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (31)} [النور] أي يغطين رؤوسهن وصدورهن مع العنق وهل يدخل الوجه في ذلك إذا كان كذلك فما معنى قوله تعالى: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور: 31]؟
الحجاب في الجملة واجب بإجماع المسلمين، قال تعالى : {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53)} [الأحزاب] ، والضمير وإن كان لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فهو عام لجميع نساء الأمة لقوله: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53)} [الأحزاب]، فهذا تعليل يشمل الجميع؛ لأن طهارة القلوب مطلوبة لكل الأمة، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (59)} [الأحزاب]، فهذا عام لجميع النساء من أمهات المؤمنين وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، فالحجاب في الجملة واجب بإجماع المسلمين، والسفور حرام، وأما المراد بقوله تعالى: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا (31)} [النور]، فالصحيح من قولي المفسرين أن المراد بما ظهر منها: زينة الثياب والحلي، فالمراد بذلك الزينة التي تلبسها المرأة لا زينة الجسم، وإنما المراد الزينة الظاهرة، الزينة التي تلبسها المرأة إذا ظهر منها شيء بغير قصد، فإنها لا تؤاخذ على ذلك، أما إذا تعمدت وأظهرته فإنها تأثم بذلك ويحرم عليها، فقوله: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا (31)} [النور] أي: ظهر من غير قصد، فإذا ظهر شيء من زينة ثياب المرأة أو من حليها من غير قصد فإنها لا تأثم بذلك، ولكن إذا علمت بذلك وتركته أو تعمدت إخراجه وإظهاره فإنها تأثم لما في ذلك من الفتنة للرجال. وأما قضية إسدال الخمار المأمور به في قوله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (31)} [النور]، فالمراد بالخمار غطاء الرأس، والمعنى: أنها تغطي بخمارها وجهها ونحرها، فتدلي الخمار من رأسها على وجهها وعلى نحرها خلافًا لما كان عليه الأمر في الجاهلية، فإن نساء الجاهلية كن يكشفن نحورهن وصدورهن ويسدلن الخمار من ورائهن كما جاء في كتب التفسير، والله جلَّ جلاله أمر نساء المسلمين أن يضربن بخمرهن على جيوبهن، والمراد بالجيب فتحة الثوب من أعلاه من الأمام، فهذا يستلزم أن تغطي المرأة وجهها ونحرها ولا يظهر شيء من جسمها، لأن الوجه أعظم زينة في جسم المرأة، وهو محل الأنظار، وهو محل الفتنة، وهو مركز الحسن والجمال، فهذا هو الصحيح في تفسير الآية الكريمة أن الوجه يجب ستره، وإن كان بعض العلماء يرى جواز كشفه وكشف الكفين، ولكن كلٌّ يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القول لا يتناسب مع سياق الآية وما فسرها به أئمة السلف من الصحابة والتابعين حتى أن ابن عباس رضي الله عنهما لما سأله عبيدة السلماني عن معنى قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ(59)} [الأحزاب] أدنى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الغطاء على وجهه وأبدى عينًا واحدة، فهذا تفسير منه للآية، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يفسر قوله تعالى: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا(31)} [النور] بأن المراد زينة الثياب كما ذكرنا، وليس زينة الوجه كما قاله، من قاله فيكون ابن عباس إذا رجع إلى قول ابن مسعود في آخر الأمرين كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنه كان في أول الأمر يجوز للمرأة أن تبدي وجهها، ولكن بعدما نزلت آية الحجاب نسخ ذلك، وصارت يجب عليها تغطية وجهها.

[ابو عمر المصرى]

الفواسق الخمس

ما الفواسق الخمس ولماذا خصت بالقتل دون غيرها.. وهل الثعبان من ضمنها.. وإذا وجد الثعبان داخل البيت هل يقتل أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمسٌ من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفارة، والكلب العقور". وفي لفظ "يقتل خمس فواسق في الحل والحرم"، وإنما رخّص في قتل هذه الخمس وما في معناها يقتل أيضاً على الصحيح، لما فيها من الأذى والإضرار فكل ما يحصل منه ضرر وأذى وتعدٍ جاز قتله ولو في الحرم. والحيّة من الفواسق، لكن حيات البيوت تنذر ثلاثة أيام ثم تقتل فلا تقتل حيات البيوت مباشرة، بل لا بد من الإنذار لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت إلا بعد الإنذار ثلاثاً كما جاءت بذلك الأحاديث والآثار في سنن الترمذي وأبي داود ومسند الإمام أحمد، وجاء في صفة الإنذار أن يُقال لها "أنشدناكم بالعهد الذي أخذ عليكم نوح وننشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان ألا تؤذونا" فإن عادوا بعد الإنذار ثلاثة أيام حلّ قتلها. وإنما شرع إنذارها لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن بالمدينة نفراً من الجن المسلمين فإذا رأيتم من هؤلاء العوامر شيئاً فآذنوه ثلاثاً فإن ظهر لكم بعد فاقتلوه.." وقد جاء الحديث على قصة هي سبب وروده وهي أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان حديث عهد بزواج، فخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما عاد وجد امرأته قائمة فأخذ رمحه فقالت له: لا تعجل حتى تنظر فنظر فإذا حية على فراشها فغرز الرمح فيها ثم رفعها فاهتزت الحيَّة واهتز الرجل فماتت الحية والرجل، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.

[ابو عمر المصرى]

هل هناك عقوبة لآگل الربا؟

شرع الله لكثير من المعاصي حدوداً وعقوبات في الدنيا مثل الزنى والسرقة ونحوهما.. ولكن ما هي عقوبة آكل الربا في الدنيا؟ وما كفارة المرابي الذي تاب؟
الله سبحانه وتعالى حكيم فيما يقضي ويقدر ويشرع عليم بما يصلح عباده، فشرع لهم الحدود وجعلها عقوبات مكفّرات لذنوب تشتد الدواعي النفسية لها وتعظم الرغبة فيها فكان لا بد من رادع يردع النفوس الشريرة التي قد يضعف إيمانها عن ردعها عن معاصي الله فكان شرع هذه الحدود عقوبات لمن وقع في هذه المعاصي حتى يكفّر عنه ذنبه ويطهر منه، ويكون رادعاً له في المستقبل ولغيره ممن تسوّل لهم نفوسهم الاعتداء على أموال الناس وأعراضهم ودمائهم أما الربا فإنه ذنب عظيم وقد توعَّد الله عليه بأشد العذاب فهو في الدنيا ماحق لبركة المال {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276] وهو محرم بنص القرآن: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275) يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } [البقرة: 275 - 276] وحذّر الله منه أشد التحذير بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278 - 279] ومن يقوى على حرب الله ورسوله ـ نعوذ بالله من الخذلان ومن حالة السوء ـ فالأمر جد خطير وتساهل الناس في المعاملات الربوية نذير شر ومؤذن بمحق وهلاك إن لم يتداركنا الله برحمة منه، ويردنا إليه رداً جميلاً، فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر والتحذير من الربا بكافة أساليبه وطرقه واختلاف مشاربه وصوره، عصمنا الله وإياكم منه ومن كل ما حرم علينا وكفانا الله وإياكم بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه. أما كفارة التائب فهي أن يرد الأموال الربوية أي الفوائد الربوية إلى أصحابها الذين أخذها منهم ظلماً فإن لم يعلم أعيانهم فالواجب عليه أن يتخلص منها بوضعها في المرافق العامة بنيَّة التخلص منها لا بنية التصدق بها لأنها أموال خبيثة محرَّمة والله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيباً"، ولا يبقي معه إلا رأس ماله لقوله تعالى: {وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } [البقرة: 279]، هذا إذا تعامل بالربا وهو مسلم يعلم تحريمه، أما إن كان كافراً فأسلم وكان يتعامل بالربا من قبل، أو مسلماً جاهلاً بالتحريم كمن يعيش في مجتمعات يقل فيها وجود المسلمين، أو يضعف فيها نشر العلم فإن هؤلاء إن تابوا من الربا فيبقى ما أخذوه من قبل لهم وما بقي بعد التوبة، فليس لهم لقوله تعالى: {فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 275] وقانا الله وإياكم أسباب مساخطه وسلك بنا وإياكم سبل مرضاته، ووفقنا جميعاً للتوبة النصوح من جميع الذنوب.

[ابو عمر المصرى]

"صلاة الحاجة" لا أصل لها ولا صحة

قرأت عن صلاة الحاجة في بعض كتب الأدعية، أرجو من سماحتكم بيان حكمها وكيفيتها؟
ما يسمى بصلاة الحاجة أظنها اثنتي عشرة ركعة سرداً كما تروج لها بعض كتب الأدعية، فهذه صلاة لا أصل لها ولا صحة لها. فلا شك أن الصلاة عون للعبد في كل أموره قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ(45)} [البقرة]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أو أهمه شيء أو أمر فزع إلى الصلاة، لكن صلاة مرتبة بمعنى الحاجة هذه صلاة لا أصل لها. ودعاؤك إلى الله وتضرعك إليه سواء كنت مصلياً أو غير مصلٍ والله يقول: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(62)} [النمل].

[ابو عمر المصرى]

علامات حسن الخاتمة

سماحة المفتي: لي صديق وافته المنية قبل فترة من الزمن وكان وجهه عند دفنه مبتسماً مشرقاً، فهل هذه الابتسامة من علامات حسن الخاتمة؟
من أسباب الخاتمة الحسنة، الإكثار من تلاوة القرآن والمحافظة على فرائض الإسلام بإخلاص ويقين، وربك لا يضيع أجر من أحسن عملا. وللخاتمة الحسنة علامات، فمنها أن يوفق العبد لأن تكون كلمة الإخلاص آخر ما يقول، فإن من ختم له بهذه الكلمة فذلك الفضل العظيم وفي الحديث "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" وفي حديث عتبان "فإن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله خالصة من قلبه" وعند الاحتضار يوفق الله أهل الإيمان، فعندما يأتي لك الموت لقبض تلك الروح التي طالما عَمُر بها الجسد يكون آخر كلام العبد "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله" فيا لها من كلمة إذا وفق لها في تلك الحالة العصيبة، إنها كلمة تنجي من النار وتؤمنه من الخلود في النار، فيختم له بخير.

إن العبد عند الاحتضار تضعف قواه وتقل حيلته ويدنى الشيطان عليه برجله وجنده عسى أن يظفر منه بخاتمة سوء، يحسن له الباطل ويدعوه إلى ملل الكفر والعبد في ضعف وشدة وأعظم بلاء يعالج من خروج الروح من جسده ما الله به عليم، ولكن لا نعلم ذلك والله يقول: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)} [الواقعة]. فالمؤمن يثبته الله على الحق، عمر طالما عمر في طاعة الله، قلب طالما أخلص لله العمل فيُوفَّق عند الاحتضار فينطق بكلمة التوحيد فيختم له بها عمله، فتلك النعمة الكبرى أو الفضل العظيم {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ(27)} [إبراهيم].

[ابو عمر المصرى]

حكم إلحاق الطفل بغير أمه

هناك بعض الناس يتزوجون من بلاد عربية ومجاورة وعندما يرزقون بأولاد يقومون بنسبة هؤلاء الأولاد إلى زوجاتهم السعوديات لكي يتمكن هؤلاء الأولاد في المستقبل من الالتحاق بالسلك العسكري الذي يشترط أن تكون الأم مواطنة سعودية، فما حكم عملهم؟
لا يجوز ذلك، فمن نسب إلى غير أبيه فليتبوأ مقعده من النار وهذا عمل منكر عظيم.

[ابو عمر المصرى]

الطرق التي تساعد في حفظ القرآن

أحاول حفظ القرآن الكريم فما الذي يساعدني على ذلك؟
إخلاصك لله قبل كل شيء وعزيمتك الصادقة وجهدك المتواصل وعدم الكلل والملل والله يقول: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17)} [القمر]. وقارئ للقرآن يهوّن عليه الحفظ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها"

[ابو عمر المصرى]

الواجب على الأب أن يأمر أولاده بالصلاة في المسجد

هل يأثم من يترك أبناءه وأعمارهم ثلاث عشرة سنة ونحوها يصلون الفجر وكثيراً من الأوقات في البيت؟
الواجب على الأب أن يأمرهم بالذهاب إلى المسجد ويرغبهم فيه ويحثهم على ذلك واستصحابهم معه بحكمة وفي البداية يحاول أن يجبرهم على فرض أو فرضين في المسجد ومن ثم يحاول بقدر الإمكان زيادة ذلك لعل الله أن يفتح على قلوبهم ويلتزموا بالصلاة في المسجد.

[ابو عمر المصرى]

تشد الرحال للمساجد الثلاثة وليس للقبور

ما حكم السفر لأجل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا يجوز شد الرحال لغير المساجد الثلاثة، ولا يجوز لقبر النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى" ونحن إذا زرنا المدينة نريد المسجد وإذا دخلنا المسجد سن لنا زيارة القبر، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: "صلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني أين كنتم، إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام"

[ابو عمر المصرى]

الغاية من الخلق

سماحة المفتي: ما الغاية من الخلق؟
يقول الله جلَّ جلاله وهو أصدق القائلين {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} [التوبة]. فيا أخي المسلم، لنتدبر هذه الآية، أمرنا الله بالعمل، فإنا ما خلقنا عبثاً، خُلقنا لنعبد الله، وخُلقنا لننفذ أوامر الله، خلقنا لنقوم بما أوجب الله علينا، تعبدنا بهذه الشريعة لتقوم بحقيقتها علماً وعملاً، ظاهراً وباطناً، لنكون مؤمنين حقاً { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105)} [التوبة]. والله عالم ما العباد عاملون، ولكنه جلَّ وعلا لا يعاقب العبد حتى تظهر مخالفته وعصيانه وتقوم الحجة عليه { فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} [التوبة]. إن مردكم إلى الله، عالم الغيب والشهادة، استوى في عمله ما خفي وما أعلن { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(29)} [آل عمران].