احــــــذر الـــعـشـق
¯ إياكوعشق الصور ، فأنهاهم حاضر ، وكدر مستمر ، من سعادة المسلم بعده عن
تأوهات الـشعـراء وولـههم وعـشـقهم ، وشـكـواهـم الهجر والـوصل والفراق ، فإن هذا
من فـراغ القلب
¯ ( أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ
عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) .
¯ وأنا الذي جلب المنية ظرفه ........ فمن المطاب والقتيل القاتل
والمعنى : غنني أستحق وأستأهل ماذقت من الألم والحسرة ؛ لأنني المتسبب الأعظم فيما جرى لي .
¯ وآخر اندليسي يتباهى بكثرة هيامه وعشقه وولهه ، فيقول :-
شكا ألـم الفراق الناس قبلي ...... وروع بالجوى حي وميت
وأما مثـلما ضمن ضلوعي ....... فإني مـا سمعت ولا رأيـت
¯ ولو ضم بين ضلوعه التقوى والذكر وروحانية وربانية ، لوصل إلى الحق ،
ولعرف الدليل ، ولأبصر الرشد ، ولسلك الجادة ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) . ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) .
¯ إن ابن القيم عالج هذه المسالة علاجاً شافياً كافياً في كتابه ( الداء والدواء ) أو
( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) فليرجع إليه .
إن للعشق أسباباً منها :-
1- فراغ القلب من حبه سبحانه وتعالى وذكره وشكره وعبادته .
2- إطلاق البصر ، فإنه رائد يجلب على القلب أحزاناً وهموماً ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) .
" النظرة سهم من سهام إبليس " .
وأنت متى أرسلت طرفك رائداً ...... إلـى كـل عـيـن أتـعبـتك المناظر
رأيت الــذي لا كله أنــت قــادر ..... عليه ولا عـن بعضه أنـت صابر
3- التقصير في العبودية ، والتقصير الذكر والدعاء والنوافل ( إن إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) .
أما دواء العشق ، فمنه :-
( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) .
1. الانطراح على عتبات العبودية ، وسؤال المولى الشفاء والعافية .
2. وغض البصر وحفظ الفرج ( وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) . ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ ) .
3. وهجر ديار من تعلق به القلب ، وترك بيته وموطنه وذكره .
4. والاشتغال بالأعمال الصالحة ( نَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً
وَرَهَباً ) .
5. والزواج الشرعي ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) . ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) . " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج " .
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه
، ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .
""" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين """
" منقول "