اليوم سأملأ أسماعاكم وأبصاركم وقلوبكم نورا
{ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }( 1)
فأهلا وسهلا بك في محطات رحلتنا النورانية
تخيل نفسك وأنت على الصراط
وقد نُصِبَ بين ظهراني جهنم
وأنت على طرف الصراط
قد تقطع قلبك فزعا وخوفا
وإذ بك تشاهد المؤمنين والمؤمنات
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ( 2 )
وإذ بالمنافقين والمنافقات يتخبطون في الظلمات
وينادون أهل الإيمان
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ }( 3 )
فيأتيهم الجواب الذي يزيدهم حسرة على حسرتهم
{ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ }( 4 ) الحديد13
فقُلتْ في نفسك أنى لهؤلاء الخاسرين أن يعودوا إلى الدنيا
ليكون لهم نورا يمشون به يوم القيامة
أما وقد علمت أن النور يُلتَمَسُ في الدنيا
لتنعم به في الدنيا الآخرة
فخاطب نفسك وقل لها
يانفسُ كفى عصيانا وتفريطا في جنب الله
يانفسُ التمسي نورك الآن في زمن الإمكان
قبل أن تسمعي يوم القيامة من يقول لك ومن معك
{ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً }( 5 )
والآن تخيل نفسك وقد عدت إلى الدنيا
بعد أن عشت ذلك المشهد الرهيب
لتلتمس نورك هنا في الحياة الدنيا
قد نادى منادي الله حي على الصلاة حي على الفلاحوإذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم عند أذنيك
{ إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل }( 6 )
خذ نور الوضوء وضعه في قلبك
لاتقل وما ينفعني هذا النور اليسير !!
ستعرف قيمته { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم }
واهبط معي إلى صلاة الفجر
وخذ قبسا من ذلك النور
الذي بشر به محمد صلى اله عليه وسلم{ بشر المشائين بالظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة }( 7 )
وخذ نورا من نوع آخر وقد وقفت في الصلاة بين يدي الله
إنه نور الصلاة
عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال: { من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف }( 8 )
أراك الآن قد أصبحت متعطشأ إلى مزيد من تلك الأنوار الربانية
ها قد أشرقت شمس يوم الجمعة
لتزيدك نورا على نور
أقرأ سورة الكهف
وانعم بهذه البشارة النبوية
{ من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة }( 9 )
هنيئا لك هذا النور الذي ملأ قلبك
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }( 10 )
أوقد في قلبك نار الخشية من الله
تلك الخشية التي تبعثك على محبة الله وطاعته
{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّه}( 11 )
وأبشر بما بشر الله به
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ }( 12 )