العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-02-2011, 07:27 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 العالم الزاهد عبد الله بن مبارك

العالم الزاهد عبد الله بن المبارك
أمير المؤمنين في الحديث الشريف
مولده ونشأته رحمه الله
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، الإمام المجمع على إمامته وعلمه, وهومن تابعي التابعين، كان أبوه تركيًّا مملوكًا لرجل من همدان وأمه خوارزمية.

ولد لأسرة صالحة محافظة, في مدينة مرو الشاهجان بخرسان لأبوين عرف عنهما التقوى والورع في السنة الثامنة عشرة للهجرة بعد المائة , فتعلم اللغة العربية حتى اذا أتقنها دأب على حفظ القرآن الكريم, حتى اذا حفظه اتجه نحو الحديث الشريف فحفظ أحاديث كثيرة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال مرافقته لعلماء الفقة الذين ومنذ نعومة أظفاره زرعه أبوه بينهم ليكون صدقة جارية ينتفع به بعد مماته فيتحقق فيه قوله صلى الله عليه وسلم:اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
تتلمذ على يد علماء عصره أمثال: سفيان الثوري ومالك بن أنس وأبوا حنيفه النعمان واخذ العلم الكثير منهم رحمهم الله جميعا ان شاء الله.
جوده وسخاءه وكرمه
عبد الله بن المبارك المحدث والراوي، المجاهد، العالم الرباني، المنفق على الإخوان في الله وتجهيزهم في الحج، قيل عنه يوم وفاته: مات اليوم سيد العلماء.
كان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم , وكان إذا أراد الحج من بلده مَرو مسقط رأسه جمع أصحابه وقال من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها عنده في صندوق ويقفل عليه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة , ويطعمهم أطيب الطعام , ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من الهدايا والتحف , ثم يرجع بهم إلى بلده , فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه , ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فرد إلى كل واحد نفقته .

قال سويد بن سعيد : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم , فاستقى شربة , ثم استقبل القبلة , فقال : اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له, وهذا أشربه لعطش يوم القيامة.
سرعة بديهيته رحمه الله
لقد أنعم الله عزوجل على عبد الله بن المبارك رحمه الله بذاكرة قوية مكنته من سرعة الحفظ للقرآن الكريم ومن ثمّ لأحاديثه صلى الله عليه وسلم, فقد كان رحمه الله سريع الحفظ لا ينسى ما يحفظه أبدا, تماما كسفيان الثوري رحمه الله والذي كان لا يقل ذكاء وفطنة عنه, ويروي ابن عم له واسمه صخر رحمهما الله حادثة عنه فيقول: كنا غلمانا من الكتاب, فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب, فأطال خطبته, فلما انتهى قال لي ابن المبارك لقد حفظت خطبة هذا الرجل, فسمعه رجل من القوم فقال: هاتها ان كنت صادقا, فأعادها على مسمعه كاملة ولم يخطيء بلفظ منها.
خشيته رحمه الله
وما أن بلغ سن الثالثة والعشرين من عمره حتى بدأ يجوب العالم الاسلامي بحثا عن العلم والفقه, وما أن وصل الى بلاد الحجاز والرافدين حتى التقى بعلماءها أمثال مالك بن أنس وسفيان الثوري وأبي حنيفة النعمان رحمهم الله, وكان كلما ازداد علما ازداد خشية وخوفا من الله تبارك وتعالى, وزهد عن الدنيا الفانية, وكان كلما تذكر الآخرة والنار وموقف الحساب بين يدي الجبار يبكي بكاء طويلا فيقشعر جسمه وترتعد فرائصه ويعتزل عن الناس فلا يكلم أحدا حتى يعود الى حالته الطبيعية.
عالما بكل معنى الكلمة
كما هو معلوم ومعروف أنّ لقب العالم لا يطلق الا على من يخشى الله عزوجل ويخافه, وما نزل قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء الا في العلماء الورعين الخائفين الوجلين الذين يخشون الله عزوجل ويخافونه, ورحم الله تعالى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذ يقول: كفى بخشية الله علما, وكفى بالاعتزاز بالله جهلا, وعبد الله بن المبارك رحمه الله أحد هؤلاء العلماء الزاهدين, لما اشتهر فيه عنه من المامه بالعلم النافع المعجون بالكثير من الخشية.
حبه الشديد لطالبي العلم
كان رحمه الله تاجرا ذو مال كثير, كان ينفق في السنة ما يزيد عن مائة ألف درهم على الفقراء والمساكين والمحتاجين وبسخاء على طلاب العلم , وعندما عوتب على سخاءه بطلاب العلم أجاب رحمه الله: اني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق, طلبوا الحديث, فأحسنوا طلبه لحاجة الناس اليهم, فان تركناهم ضاع علمهم, وان أعناهم بثوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, ولا أعلم بعد النبوّة أفضل من بثّ العلم.
ورغم كل ما سبق عن هذا الرجل التالبعي الفذ الا أنه كان مثالا يحتذى به في السلوك القويم للمسلم الصحيح, وذات يوم التقاه أحد رجال عصره ممّن يظنون أنّ الزهد والتجارة لا يلتقيان بمكان, ذاهبا عن بال هذا الرجل أنّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أمثال بن عوف وعثمان وأبو بكر وطلحة وغيرهم كثير كانوا ممّن أنعم الله عليهم بالمال الوفير وبنفس الوقت بشروا بالجنة قبل أن يروها, فقال لعبد الله بن المبارك رحمه الله: أنت تأمرنا بالزهد ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان الى البلد الحرام, كيف الزهد والتجارة يجتمعان في قلب رجل مؤمن؟
فأجابه اجابة الواثق برحمة الله: يا أبا علي! انما أفعل هذا لأصون وجهي, وأكرم عرضي, واستعين به على طاعة ربي, لا أرى حقا الا سارعت اليه حتى أقوم به, ولا أبخل على أحد وجدته يحتاج المال أبدا, ولم لا أكون غنيا وزاهدا فأنفق من المال الوفير على من يحتاجه؟
حبه لمكة المكرمة رحمه الله
كان رحمه الله يحبّ مكة حبا شديدا, وكان كثير الخروج اليها اما حاجا أو معتمرا, وكان رحمه الله كلما خرج منها يقول شعرا وهذا بعضا منه:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
اني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا
جهاده في سبيل الله
كان يحب الجهاد حبا شديدا حجبه عن طلاب العلم الذين كانوا كثيرا ما يذهبون اليه ليستمعوا الى علمه فيجدونه في الغزو, فقد كان رحمه الله يرى أنّ الجهاد فريضة على كل مسلم يؤديها تماما كما النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم يؤدونها, ويروى أنه أرسل الى صاحبه الفضيل بن عيّاض ذات يوم يحثه على قتال الأعداء, ويدعوه الى ترك البكاء عند البيت الحرام بهذه لبقصيدة الرائعة التي جاء فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خدّه بدموعه فنحورنا بدماءنا تتخضّب
أو كان يثعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تثعب
ريح العبير لكم, ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في أنف امريء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميّت لا يكذب

وما أن تلقى الفضيل رحمه الله هذه الأبيات المعبّرة الصادقة حتى بكى بكاء طويلا وقال: رحمك الله يا ابن المبارك فانك قد أصبت كبد الحقيقة حتى أدميتها.
شدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم
دعا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه بالرحمة مرة واحدة ولاخوانه ثلاث مرات, المر الذي اضطرهم للاستفسار على هذا الأمر فقالوا: أولسنا اخوانك يا رسول الله! فقال وهو يرسل الحكمة لأصحابه كما يرسل القمر الفضي أنواره الفضية على الكون, وفي هدوء تام وسكينة وحكمة الأستاذ مع التلميذ والطبيب مع المريض فقال عليه الصلاة والسلام بما معناه: : لا.. بل أنتم أصحابي رأيتموني فآمنتم بي , أما اخواني فهم الذين يأتون بعدكم ويؤمنون بي دون أن يروني.
ويترجم ابن المبارك هذه المعاني في حياته حتى اذا سأله أحد عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي كان لا يجيبه قائلا له: هذا ليس من توقير العلم , يقصد أن يجيبه على سؤال كهذا وهو ماشيا..وبلغ من علمه الفيّاض درجة عالية حتى أنّ حفاظ الحديث في الكوفة كانوا اذا اختلفوا حول حديث ما من أحاديثه صلى الله عليه وسلم يقولون: هيا بنا نسأل هذا الطبيب المداوي لحيرتنا فيقصدونه ويجدون عنده ما غاب عن أذهانهم رحمهم الله جميعا ان شاء الله.
ابن المبارك في ميزان عصره
ذات يوم اجتمع نفر من صحابته رحمهم الله أجمعين وقالوا هيا بنا نعدّ خصال هذا الرجل ابن المبارك من أبواب الخير.. فقال أحدهم: جمع العلم والفقه.. وقال آخر: والب والنحو واللغة والشعر والفصاحة.. وقال ثالث: والشجاعة والشدة والزهد والورع والانصاف.. وقال رابع: وقيام الليل والعبادة والفروسية والشدة في البدن....حتى اذا أجهدهم العدّ قال خامس: وترك الكلام فيمالا يعنيه..
رجل كهذا اجتمعت فيه ما يزيد عن عشرين خصلة فضلى, كل خصلة منها كفيلة بنيل رضوان الله تعالى عنه...فماذا لو اجتمعت كل تلك الخصال في أمة الاسلام اليوم كل مجموعة تحمل خصلة منها؟ مؤكد لكنا قد حكمنا العالم وبجدارة من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه, ولدانت لنا أمصار العالم برمته بالولاء كما دانت كسرى وقيصر لأمة الاسلام في عهد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.
لأجل ذلك نشهد في خطبنا المنبرية كل يوم جمعة من على منابرها في مشارق الأرض ومغاربها أنه صلى الله عليه وسلم قد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا ضال.. ولا ينكرها الا جاحد كافر... فصلى الله وسلم وبارك عليك يا نور الهدى ما ذكر الله الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين.
ابن المبارك وهارون الرشيد
الى كم من هذا النموذج الفذ نحتاج اليوم كي ننهض من غفوتنا؟ هذا الرجل الذي يعتبر أمة قائمة بحد ذاته, ذلك أن حال الأمة كلها اليوم من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها , ومن طلابها الى علماءها الى فقهاءها لا يساوون علم هذا الرجل وزهده وورعه وتقواه وخشيته وفروسيته وشجاعته وأدبه وفصاحته ونحوه وعلمه وانصافعه وعدله وعبادته وقيامه لليل بعيدا عن الأعين الا من عين الجبار الذي لا يغفل ولا ينام, لأجل كل تلك الخصال النبيلة التي توافرت في هذا الرجل المغفور له باذن الله فقد قدّره الناس وزادت مهابته لديهم على مهابة هارون الرشيد, فقد روي أن هارون الرشيد قدم ذات يوم الى الرقة (محافظة في شمال سورية) فنظرت زوجة هارون الرشيد من شباك قصرها المنيف لتجد الناس تهرول نحو ابن المبارك تحاول السلام عليه, فلما رأت هذا المشهد قالت: من هذا؟ وما هذا؟ قالوا: عالم من خراسان قدم الرقة يقال له: عبد الله بن المبارك.. فقالت: هذا والله الملك لا هارون الملك الذي لا يجمع الناس الا بالشرطة والأعوان.
من أقواله رحمه الله
اغتنم ركعتين زلفى الى الله اذا كنت فارغا مستريحا
واذ ا ما هممت بالنطق بالباطل فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من خوض وان كنت بالكلام فصيحا
ومن كلامه في الحكمة رحمه الله: إن البصراء لا يأمنون من أربع: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عز وجل، وعمر قد بقي لا يدري ما فيه من الهلكة، وفضلٍ قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت يراها هدى، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر.

وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرطوس (مدينة شمال سوريا):
ومن البلاء وللبلاء علامة أن لا يرى لك عن هواك نزوح
العبد عبد النفس في شهواتها والحـر يشبـع مـرة ويجـوع

قالوا عنه رحمه الله

وقال نعيم بن حماد رحمه الله: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق، يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجتري أحد منا أن يسأله عن شيء.
وقال نعيم رحمه الله:قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر:ألهاكم التكاثر- إلى الصبح ما قدر أن يتجاوزها، يقصد نفسه.
وقال نعيم رحمه الله أيضا: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش، فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟

انه كان مستجاب الدعوة رحمه الله

وفي هذا يقول العباس بن مصعب رحمه الله : حدثني بعض أصحابنا أنّ ابن المبارك كان مستجاب الدعوة, وقال: سمعت أبا وهب يقول: ذات يوم مرّ ابن المبارك برجل أعمى، فقال هل: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري، فدعا له، فرد عليه بصره وأنا أنظر.

وقال محمد بن الفضيل بن عياش: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة
قال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم وأهل ذلك، كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمرًا عظيمًا، وكان صاحب حديث حافظًا.
وقال أسود بن سالم : كان ابن المبارك إمامًا يقتدى به، وهو من أثبت الناس في السنة.

وقال القاسم بن محمد الثقفي رحمه الله: كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي: بأي شيء فضل علينا هذا الرجل حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة، إن كان يصلي إنا لنصلي، ولئن كان يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو فإنا لنغزو، وإن كان يحج إنا لنحج، قال: فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام نتعشى في بيت إذ طفيء السراج، فقام بعضنا فأخذ السراج وأخذ يبحث عما يوقد به المصباح، فمكث هنيهة، ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا، ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة.
وقال سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى شربة ثم استقبل القبلة فقال عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له... وهذا أشربه لعطش يوم القيامة.
وقال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك رحمه الله: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا، قال: أجلس مع الصحابة والتابعين وأنظر في كتبهم وآثارهم فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.

وفاته رحمه الله
وفي شهر رمضان وفي مدينة بهيت على الفرات وفي السنة الواحد والثانين بعد المائة توفي هذا العلم من أعلام الأمة المجيدة, أثناء رجوعه من احدى الغزوات عن عمر يناهز الثالثة والستين عاما, ويقال أنّ هارون الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات سيّد العلماء
وأخيرا نقول في هذا الرجل كلمة حق
رحم الله ابن المبارك رحمة واسعة, وجمعنا الله به في عليين ان شاء الله في مستقر رحمته سبحانه وتعالى هو وحده سبحانه وتعالى القادر على ذلك.
ولنا في سيرة ابن المبارك رحمه الله دروس عظيمة للتجار وأصحاب الأموال والثروات أولها: النية الصالحة في طلب المال والاقتداء بالصالحين وابن المبارك رحمه الله واحدا منهم كان ينوي بتجارته الإنفاق على المساكين والإنفاق على إخوانه، والقيام بحاجات أهل العلم ليتفرغوا لبث علمهم في الناس.

قال الذهبي رحمه الله: بلغنا أن ابن المبارك قال للفضيل يوما: لولاك وأصحابك ما اتجرت.

اللهم ردنا الى ديننا ردا جميلا وارحمنا برحمتك الواسهة التي وسعت كل شيء, وسعت ربنا كل شيء رحمة وعلما, بصرنا بعيوبنا، وقنا شر أنفسنا, وارحم ضعفنا واجبر كسرنا وأصلح فساد قلوبنا، اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله, وعاملنا بما أنت أهله , انت اهل التقوى والمغفرة, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يا فوز المستغفرين انه هو الغفور الرحيم.

ملاحظة: من وجد أي خطأ في نص قرآني كريم أو حديث نبوي شريف فليلفت نظرنا اليه وأجره على الله, فما أصبت فمن الله وحده, وما أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان.

لا تنسونا من دعواتكم, ف دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة وله مثل ذلك ان شاء الله







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-02-2011, 07:28 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: العالم الزاهد عبد الله بن مبارك

العالم الزاهد.... عبدالله بن مبارك





عالمٌ متعلّمٌ , مجاهدٌ صبورٌ , من أفقه المحدّثين والأئمة في علم الحديث

زمن عصره , وأدقّهم نظراً وأشدّهم توفيقا للحكم الصائب , والرأي

السديد ..

حادّ الذهن في استنباط معاني التنزيل وأحكامه , وبعيد الغور في فهم

أصول الفقه والحديث ..





حجّ لطلب العلم من اليمن في أقصى الجنوب إلى الشام في أقصى

الشمال , وانتقل ما بينهما إلى الحجاز والبصرة والكوفة ليلتقي بكبار

العلماء , وعظماء الأئمة , وقد بلغ عدد العلماء الذين التقى بهم أربعة آلاف

شخصٍ من أمثال الأئمة الكبار : الثوري والأوزاعي , والليث بن سعد ,

والإمام مالك , وأبي حنيفة النعمان لينهل من كنوز علمهم , ومشارب

حديثهم , ويكتنز في روح فكره من جواهر المعرفة والأدب لديهم ..

كان يقول :

( لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم , فإذا ظنّ أنه قد علمَ فقد جهل )



إنه الإمام الصالح :

عبد الله بن المبارك




ولد في مَرْو أعظم مدن خراسان سنة 118 هــــ زمن الخليفة الأموي

هشام بن عبد الملك , وتوفيّ عمره ثلاث وستّون سنة , وكان عائد من

الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة في أفضل شهر -وهو رمضان- , وفي

العشر الأواخر منه , وفي أفضل ساعة هي ساعة السحر , ودفن بهيت

بلدة من نواحي بغداد, وقبره لا زال هناك ظاهر يزوره الناس ..

أحد أعاجيب الدنيا في العلم الغزير والزهد والتقوى , وعلماً شامخاً من

أعلام الأمة الإسلامية, وإماماً من أئمّة الفقه والحديث , فكان فريد عصره

في نبوغه, وملامح ذكائه منذ صغره ..

قال عنه الفضيل بن عياض :

( وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن مبارك )

لم يهنأ له عيشٌ, ولم يغمض له جفنٌ إلاّ أن يجوب مشارق الأرض

ومغاربها بحثاً عن كنوز العلم , وجواهر المعرفة ...

فكان وحيد دهره , والإمام القدوة العالم , وقد بلغت مكانته في الحديث

مبلغاً كبيراً من أهل العلم ليكون بحقٍّ فقيه المشرقين .....

عن عبد الله بن سنان قال :

( قدم ابن مبارك مكة وأنا بها , فلما خرج شيّعه سفيان بن عينية والفضيل

بن عيّاض وودّعاه فقال أحدهما : هذا فقيه أهل المشرق , فقال الآخر :

وفقيه المغرب ).

عبد الله بن المبارك الفقيه العالم الطبيب كان بمثابة المرجع الثابت القويّ

الذي يحتكم إليه أصحاب الفقه والحديث ..

وقد قال عنه فضالة التونسي :

( كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة , وكانوا إذا تشاجروا في حديث

قالوا : مُروا بنا إلى هذا الطبيب حتّى نسأله )

يعنون عبد الله بن المبارك


لم يكن محدّثاً وفقيهاً فحسب بل كان جامعةً علميةً واسعةً لمختلف

أنواع ومشارب العلوم , والأدب والتاريخ ..

أديب وشاعر , لغوي ونحويّ , ومقرئ ومفسّر , مؤرّخ ومحدّث , وطبيب

وحكيم ...

اجتمع جماعة من أصحابه فقالوا :

عدّوا خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا :

((جمع العلم والفقه , والأدب والنحو واللغة والزهد , والشجاعة والشعر

والفصاحة , والورع والإنصاف وقيام الليل , والعبادة والحج والغزو

والفروسية , وترك الكلام فيما لا يعنيه , والشدّة في رأيه وقلّة الخلاف

على أصحابه )).

الإمام الملهم كان شاعراً فصيحاً مبدعاً يحثّ النّاس على الجهاد, وحبّ

الشهادة في سبيل الله , ويحبّب الزهد إلى قلوبهم, بالإضافة إلى أنّ

شعره كان يخبرنا عن صفاء روحانيةٍ مشرقة متّصلة بالله نلمسها في كلّ

شطرٍ من أبيات شعره ..

فكان بحقٍّ نسمةً من نسمات الرجاء تهبّ على قلوب الحيارى , وومضةً

من ومضات النور تنير طريق المتخاذلين , وسوطاً من سياط الحق تلهب

بنارها ظهور الظالمين المتجبّرين .....

وقد أنعم الله عليه وألبسه أجمل ثياب عزّة النفس والإباء والكرامة فكان

بحق ملكاً فوق الملوك بهذه الصفات النبيلة التي أوجدها الله في

شخص حياته ..

سئل مرة : من سفلة الناس ؟
فقال : ( الذين يتعيّشون بدينهم )

وقد بلغه عن إسماعيل بن علية أحد أئمة الحديث في عصره أنه ولي

الصدقات فكتب إليه :

يا جاعـل العلم له بازيا *** يصطا أموال الســلاطين
احتــلت للدنّيا ولذّاتها *** بحيلة تذهب بالديــن
فصرت مجنوناً بها بعدما *** كنت دواءً للمجانيــن
أين رواياتــك والقول في *** لزوم أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فما هكذا *** زلّ حمار الشيخ في الطين

أشدّ ما يأنف منه ويكرهه أن يقف على أبواب السلاطين والأمراء ..


عبد الله بن المبارك العالم المتعلّم أمره كان عجيباً في نشر العلم ..فتح

داره الكبيرة لكلّ من أراد أن يسلك سُبل العلم والمعرفة , ويتعلم أصول

الفقه والحديث ..

ومن أحبّ أن يرى صاحب علم , أو رجل عبادة , أو زاهد في الدنّيا , أو

فقيه متعلّم لم يجد هذه الصفات إلاّ في بيت عبد الله ابن المبارك ..

يقف الساعات الطوال في الليالي الحالكة الظلمة , والقارسة الباردة

يعلّم العلم , ويذاكر الحديث دون كللٍ ولا مللٍ..

بل كان من أكبر المجاهدين في سبيل الله , يغزو عاماً ويحجّ عاماً

و إذا ما وصل إلى الثُغْر اجتمع حوله المجاهدون يتلّقون العلم منه ,

ويكتبون عنه الحديث .. وكان عنوان صفحة دروسه في ساحة الوغى

أنّ العبادة تحت ظلال السّيوف , وأن الجهاد باب من أبواب الجنّة ,ودرع

الله الحصين , فمن تركه ألبسه الله ثوب الذلّ والمهانة والعار ...

وإذا ما اشتدّ وطيس المعركة , وتزاحف الجيشان نجده يصول صولة

الأسد , ويتقدم الصفوف الأولى ويقتل من الأعداء ما يقتل ونفسه عالية

لا تخاف وتهاب من هم دونها , وقد شغله حبّ الجهاد في سبيل الله من

أجل إعلاء كلمة الله, ونصر دينه الحنيف ..

يجاهد ويرابط في الثغور في حالك الليالي المظلمة, والمطر

الوابل ,والبرد القارس وهو يقول لنفسه :

لا يستوي المجاهدون والقاعدون ولو كانوا جميعاً من المؤمنين

( وأن الله فضّل المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ).

الإمام العالم سيّد الكرماء وأهل الجود والفضل كان زاهدا ورعاً , لم يفهم

الزهد على أن يعتزل الناس , ويجلس في صومعته يتعبّد الله بعيداً عنهم

بل كان زهده أن يسعى في مناكب الأرض , ويبتغي منها الرزق والكسب

الحلال ليصرفه بعد ذلك -وهو يستعين به على طاعة ربه -, على أن

لا يرى مسكيناً ولا محتاجاً إلاّ أعطاه من ماله , ولا مدينا إلا أدّى عنه

ديْنَه...
حدث علي بن الفضيل بن عياض قال :

سمعت أبي يقول لابن المبارك : أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة

ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام كيف ذا ؟ قال

ابن المبارك :

((يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون به وجهي , وأكرم به عرضي , وأستعين

به على طاعة ربي لا أرى لله حقا إلاّ سارعت إليه حتّى أقوم به )).

قدوة الزاهدين كان والله .. وقد ورث علمه عن معلمه الحبيب النبي

الأمي محمد صلى الله عليه وسلم


كيف لا يكون قدوة الزاهدين وقد قال :

( من شرط العالم أن لا تخطر محبّة الدنّيا على باله ) ؟؟..

جاءته الدنيا بمتاعها ومباهجها , لكن لم يجعل لها مكاناً في قلبه

ولا حظّاً في نفسه ...

حتّى أن روي عنه أنّه كان يشتري التمر, ويأتي به إلى الأيتام

والمساكين ويقول لهم :

(مَنْ يأكل تمري فله درهم على كلّ تمرة , ثمّ يعدّ نواة كلّ واحدٍ منهم

فيعطيه لكلّ نواة درهماّ) ...

يحجّ عاماً ويغزو عاماً , وفي العام الذي كان سيحجّ فيه خرج إلى أصحابه

ليودعهم قبل الرحيل إلى مكة ... وحين أرد أن يعود إلى بيته وإذ بموقف


رهيب تقشعر له الأبدان يراه في طريق عودته..

وجد جارية تأخذ من الأرض دجاجة ميتة من مزبلة ؟؟..


أصابته الدهشة والعجب من تلك المرأة .. لِمَ تأخذ الدجاجة الميتة ترى !!؟؟..
هل سيكمل طريقه إلى بيته , أم سيقف يسأل تلك المرأة عن خبرها !!؟؟..

كيف سيتركها وقد تعلم أنّ الإسلام لم يعرف المواقف السلبية أبداً ..

قال لها : ماذا تفعلين يا أمة الله !!؟؟..

فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلاّ هذا الإزار , وليس لنا قوت إلاّ ما

يلقى على هذه المذبلة , وقد حلّت لنا الميتة منذ أيام وكان أبونا له مال

فَظُلم وأُخِذ ماله وقُتِل .

فأمر ابن المبارك بردّ الأحمال وقال لوكيله :

كم معك من النفقة ؟

قال : ألف دينار .

قال :عدّ منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي فهذا أفضل

من حجّنا في هذا العام .

بل كان يخصص الإمام سيّد الكرماء مائة ألف درهم في كل سنّة من

ماله ينفقها في طريق أهل العبادة والزهد والعلم ..

هذا العالم الجليل الزاهد الغني الذي فتح الله عليه الدنيا بمتاعها ومالها

لينفقه ويجود به قد يظنه أغنياء أمتّنا ما هو إلا أساطير من أساطير هذا

الزمان !!...

إنّه والله من العظماء الخالدين من رجال الدنيا والدين يفوح من طاقتها

المنوّعة رائحة الأزاهير فلا تملّ من دوحة رياض جنّة علمها وأدبها زينة

النفس , ولا تسأم من سرّ عظمتها صفاء الروح والقلب , ولا يسعد الفكر

السليم إلاّ أن ينهل من مشارب علمه , ويرتوي من حلاوة وروعة سيرته ..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2011, 12:05 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: العالم الزاهد عبد الله بن مبارك

رضى الله عنه وأرضاه

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2011, 10:29 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: العالم الزاهد عبد الله بن مبارك

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator