نعم نؤمن ونثق في حكمتك سبحانك
جل شأنك وتعالى جدك ولا إله غيرك
حتى لو قلنا ان من يدعو لهذا التغيير فئة من العلمانيين والمتبرجات ودعاة الحرية دون فئات متدينة
لكن والله دائما هناك شعاع نور وسط الظلام
لما رأينا هؤلاء يصلون ويحافظون على الفرائض واجتمعت اجسادهم وقلوبهم
وحتى لو فرضنا أن احدهم قام يصلى خجلا منا لقوم
فوالله تعالى هو الذي قال
هما لقوم لا يشقى بهم جليسهم
لعل التجميع واجتماع هؤلاء العلمانيين واختلاطهم بالمتدينين يكون بداية طريق هداية وتغيير وجهة للخير الذي يرضى الله
ونقول أن الله تعالى قال
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
ولو ان التغيير بدأ على يد متدينين إسلاميين لكانت الهجمة المضادة له شرسة وقوية وعنيفة وقاصمة
إلا أن المولى عز وجل ينصر الدين بالكافر
وكلنا رأينا اين تربي سيدنا موسي
تربى في بيت اكبر عدو لله
فعدو الله ربى نبي الله الذي دعا لله الذي قسم عدوه
فنصر الله دينه بالكافر
حاشا لله أن نكفر إخواننا
إنما نقول أن المولى عزل وجل يمكر لنا بالخير
فييسر لنا من الإخوان حتى وإن كانوا غير متدينين إلا أنهم خاضوا الحدث ومهدوا للخير
فسبحان الله المدبر
صحيح لسنا كلنا قد قام للمشاركة وهب للتعاون على خلع الظلم
إنما أقول ننتبه كل منا على ثغر فلا تترك موقعك ومكانك فارغ فيؤتى الدين من قبلك فتكون قصرت
لا أقول ننفصل عن الواقع صحيح أتابع وأشارك وأعلق وأناقش
لكن وقت الطاعة وقت العبادة لا أؤخرها
وقت عملي لا أؤجله
فإن الوعد بالاستخلاف والتمكين كما قلنا من قبل لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات
تكمل اختنا فتقول
أنها بدأت تدعو من حولها للثبات واليقين في حكمة الله
وأن الله تعالى موجود ومطلع ويرى القلوب والأعمال فلابد أن نحيا بالإيمان والثقة فيه تعالى
وان مقاليد الأمور بيده وقلوب العباد بيده يقلبها كيف يشاء
فيا رب ثبت قلوبنا على دينك واكفنا شر أن تزيغ القلوب
واهدِ قلوب من ظلم وتجبر وردهم إليك ردا جميلا إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير
ثم قالت
برحت أفكر كيف لنا أن نحيا هذه الأيام في ظل هذه الأحداث بذكر الله وعمل الصالحات وفى نفس الوقت لا ننفصل عن واقعنا وعما يدور حولنا
لأننا جزء من هذا الوطن وليس حب الوطن حرام أو به جرم فقد
كان صلى الله عليه وسلم يحب موطنه ويحن إليه كما يخبر المولى عز وجل فيقول
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ...القصص85
وفى تفسير الجلالين
(إن الذي فرض عليك القرآن) أنزله (لرادك إلى معاد) إلى مكة وكان قد اشتاقها
وفى التفسير الميسر
إن الذي أنزل عليك -أيها الرسول- القرآن, وفرض عليك تبليغه والتمسُّك به, لمرجعك إلى الموضع الذي خرجت منه, وهو "مكة",
فحب الوطن ليس حراما فنحن نحب وطننا وأرضنا التي عليها نشأنا
وندعو الله أن يمن علينا أن تظل هانئة نعبده تعالى فيها في أمان
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82
نعم نؤمن ربنا ولا نشرك بك شيئا نوقن انك مالك الملك وانك على كل شيء قدير
وما يمر بالبلاد من مجريات نحن لا ننفصل عنها
كل منا له دور
أنت على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتين من قبلك
نعم أنت يا أم ويا زوجة ويا مديرة لمنتدى يا مشرفة
والرجال والإخوان والأبناء
يا كل امرئ في موقعه عليك عبأ ودور لابد أن تؤديه
لا تتخلى عن موقعك
وان كنت غير مشارك لمن ثار على الظلم والفساد
فعليك أن تؤدى دورك في موقعك
أنت يا أم حان دورك لزرع الشجاعة في أبنائك والتي كم عانينا لأننا لم نجد أبدا مجالا نعينهم به على ذلك ولا ظروف بلادنا تمنحنا هذا الأمر
هذا دورك لبث الشجاعة في الأبناء ورفع هممهم فى الدفاع عن الحق والثبات في وجه الفساد والظلم
ولكن انتبهي مع غرس الهدف الغالي .. ألا وهو الإخلاص
لمن عملك إلام وجهتك بني عند العمل
كذلك تثبيت الزوج وطمأنته بدلا من أن يفزع ليقوم بعمل فردي حفاظا عليك أي علي أسرته فقط وهو من الذاتية التي لابد أن نتخلى عنها فيعم بدلا منها الشعور بالجماعة والانخراط في العمل الجماعي للنهوض ببلادنا بلد المسلمين جميعا
أزيلي عن زوجك عبأ الخوف عليك وعلى أبنائك وعلى المستقبل بل المستقبل في طاعة الله واليقين أن الخير مع العدل والصلاح والإصلاح
أنت يا مديرة ويا مشرفة بمنتدى إياك والوقوع في حالة الحسرة والقلق والتوتر فتتركين عملك وهو الدعوة لدين الله تعالى ومعاونة الأخوات المبتدئات في طريق العلم
تكمل اختنا فتقول شعرت أن على عبأ ودور لابد أن أقوم به
فانا معلمة وعلى أن أعود لأرى أخواتي وطالباتي من حادت عن الطريق نتعاون فتعود ومن استسلمت لليأس نتعاون فنبث الطمأنينة
فتجهزت للسفر والعودة لبيتي لاستئناف واجبي
ثم تعطل السفر لأني لم أجد مواصلات نتيجة صعوبة الأمر والأحداث أثناء الثورة فقد انقطعت سبل المواصلات فرجعت حزينة
ثم مرت عدة أيام
فجهزت نفسي للسفر ووجدت إخوتي يقفون أمامي لاعتراضي خوفا وقلقا علي من الطريق فربما اعترض طريقنا لص أو قاطع طريق أو غيره مما يمكن أن يصيبنا الأذى لكني أصررت على كلمتي وقررت السفر في الصباح
وأثناء نومي رأيت في نومي ما جعلني استيقظ قلقة
بدأت نفسي تقلق وتهتز أفكر
ربما تعرضنا لسوء أنا وأولادي ربما ربما
وتمسك آخى بكلمته قلقا علينا
هنا طأطأت رأسي خجلة أنى قد رسبت في الاختبار
أي اختبار ؟؟
اختبار الثبات
اختبار اليقين
اختبار حسن الظن بالله
تذكرت الحديث
قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله، و إن ظن شرا فله
الراوي: أبو هريرة المحدث:السيوطي - المصدر:الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6051
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فتوجهت لربي استغفره وأتوب إليه أنى قد ركنت إلى حولي وقوتي ولم أدعو الله وأتوجه إليه بحوله وقوته وعلمه وقدرته انه يوفقنا وييسر لنا الطريق ويحفظنا
ثم أحسن الظن في الله في القبول
ثم أحسنت الظن وتمسكت بكلمتي ورغبتي في السفر بقوة ويملأ قلبي اليقين أن الله حافظنا حتى لو أن السماء تمطر رصاصا وان الأرض تنبت لصوصا
ولله الحمد سافرت بطمأنينة وكان السفر هينا وسريعا وموفقا
لله الحمد أجمل ما فيه أنى وقفت فحاسبت نفسي وعاقبتها حتى لا تقف مرة أخري بيني وبين اليقين في قدرة الله بل طلاقة قدرته
مالك الملك والملكوت سبحانه
ولنحيا بحسن الظن
ونعود فنقول ماذا علينا فى المحن وفى الفتن ؟
علينا بالصبر
يقول تعالى
{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }البقرة45
ويقول عز وجل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153
يقول
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }العصر3
نعم هؤلاء الذين تصبروا ماذا لهم
لهم لله الحمد البشرى
{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17
هذه بشريان الله تعالى لمن ؟
لمن صبر وتاب وآمن وعمل صالحا
لابد أن نعترف الآن أننا مقصرين ومذنبين
أنت يا أم إن أحدث ابنك خطأ تبادري فتعاقبيه وتقولي له تحمل نتيجة خطأك
فلما ذا لا نعترف أن ما نحن به من فتن ومصاعب ومشاق بذنوبنا وتقصيرنا أفلا نصبر على العقاب ونتوجه إلى الله بالسؤال أن يتوب علينا ويغفر لنا هذه الذنوب ويصرف عنا ما لحق بنا بسبب ذنوبنا
مختصر القول
أين قلبي وقت الفتن ؟؟
لابد أن أتلمس قلبي ونيتي عند العمل
لا نتخلف عن العبادة
نخلص .. نتعبد... نتوجه لله بالدعاء لعله يقبل
أكرر.. لا أقول ننفصل عن واقعنا لكن لابد أن يكون هناك تكامل فيما بيننا أنت مثلا لا تستطيعين النزول في الشارع مع من يغير
لكن لك دور وأنت على ثغر عليك واجب قم به ولا تفرط فيه
فتكون لا قدمت مع هؤلاء ولا مع هؤلاء
الان شعرنا بإخواننا في شتى بقاع الأرض المستضعفين المشردين وهم يدافعون عن كلمة الله لتظل كلمة الله العليا
الآن هذا الألم يذكرنا بالتوبة من هذا الشعور الفاتر وعدم الاهتمام بأمر المسلمين في أماكن بعيدة عني
ننتبه .. ننتبه للعبادة نكرر فنقول
في هذا الوقت
العبادة في الهرج كهجرة معي
ربما إنسان مؤمن وثابت على الحق يدعو فيقبل دعاؤه
فينصر الله الأمة ويجمع شتاتها
لعل ما كان بسبب دعوة مؤمن حق مؤمن دعا في ركعتين صلاهما بخشوع وصدق
فلا نستهين بالعبادة وأدائها كما يحب الله ويرضي
نوصي فى الختام بالقلوب والثبات واليقين
واخيرا ندعو بما أُثر فنقول
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتصلح بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتزكي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وترد بها ألفتي ، وتعصمني بها من كل سوء ، اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك الفوز في الفضاء ، ونزل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء . اللهم إني أنزل بك حاجتي ، فإن قصر رأيي وضعف عملي افتقرت إلى رحمتك ؛ فأسألك يا قاضي الأمور ، ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ، ومن فتنة القبور ، اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك ؛ فإني أرغب إليك فيه ، وأسألك برحمتك يا رب العالمين . اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد ، أسألك الأمن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الركع السجود ، الموفين بالعهود ؛ إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ما تريد . اللهم اجعلنا هادين مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لأوليائك ، وعدوا لأعدائك ، نحب بحبك من أحبك ، ونعادي بعداوتك من خالفك . اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة ، وهذا الجهد ، وعليك التكلان ، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في قبري ، ونورا بين يدي ، ونورا من خلفي ، ونورا عن يميني ، ونورا عن شمالي ، ونورا من فوقي ، ونورا من تحتي ، ونورا في سمعي ، ونورا في بصري ، ونورا في شعري ، ونورا في بشري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمي ، ونورا في عظامي ، اللهم أعظم لي نورا ، وأعطني نورا ، واجعل لي نورا ، سبحان الذي تعطف بالعز وقال به ، سبحان الذي لبس المجد والكرم به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان ذي المجد ، سبحان ذي الجلال والإكرام
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:السيوطي - المصدر:الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1477
خلاصة حكم المحدث: حسن
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمدا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
نشهدك يا ربنا انه أدي الأمانة وبلغ الرسالة فجازه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته وآته يا رب الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
اللهم ما كان من خير وصواب فبتوفيق منك وحدك وما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان فاغفر لي وارحمني وتقبل العمل خالصا لوجهك الكريم
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
نقلته عساه يلقى استجابة فى قلوب البشر
يغيير احوال الكثيرين وانا منهم