العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > رمضان شهر الخير

رمضان شهر الخير منتدى يطرح كل ما يخص شهر مضان الكريم من صوتيات ومحاضرات و لقاءات رمضانية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-23-2011, 01:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي موسوعة ليلة القدر

ليلة القدر


د. سلمان بن فهد العودة
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر: 2], إنها الليلة المباركة في كتاب الله عز وجل, يقول الله تعالى: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 1-6].

وقد صح عن ابن عباس, وقتادة, وسعيد بن جبير, وعكرمة, ومجاهد, وغيرهم من علماء السلف ومفسريهم: أن الليلة المباركة هي ليلة القدر وفيها أنزل القرآن. وفيها يفرق كل أمر حكيم, أي: يكتب, ويفصل. وقيل: إن المعنى أنه يبين في هذه الليلة للملائكة.

وقيل: تقدر فيها مقادير الخلائق على مدى العام, فيكتب فيها الأحياء والأموات, والناجون والهالكون, والسعداء والأشقياء, والحاج والداج, والعزيز والذليل, ويكتب فيها الجدب والقحط, وكل ما أراده الله تبارك وتعالى في تلك السنة.

والظاهر –والله أعلم- بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر: أنه ينقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ؛ ولذلك قال ابن عباس -رضي الله عنها-: "إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات", ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} قال: يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة[1].
تسميتها بليلة القدر

قال الله عز وجل عنها في السورة الخاصة بها: {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر} [القدر: 1-5][2].

ففي تسميتها بذلك أقوال خمسة:
أحدها: لعظيم قدرها, وجلالة مكانتها عند الله عز وجل وكثرة مغفرة الذنوب, وستر العيوب في هذه الليلة المباركة. قال الزهري: القدر العظمة من قولك: لفلان قدر. ويشهد له قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].

الثاني: قال الخليل بن أحمد: إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. ويشهد له قوله تعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7].

والثالث: قال ابن قتيبة: إن القدر الحكم، كأن الأشياء تقدر فيها.

والرابع: قال أبو بكر الوراق: لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر.

والخامس: قال علي بن عبيد الله: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر, وتنزل فيها رحمة ذات قدر, وملائكة ذوو قدر.
فضائل ليلة القدر

1- أنها خيرٌ من ألف شهر:
قال تعالى: {لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. قال مجاهد: عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر.

2- نزول الملائكة والروح فيها:
قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4]. قال البغوي: قوله عز وجل: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ} يعني جبريل عليه السلام معهم، {فِيهَا} أي: ليلة القدر، {بِإِذْنِ رَبّهِم} أي: بكل أمرٍ من الخير والبركة[3].

وقال ابن كثير: أي: يكثر تنزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها, والملائكة يتنزلون مع تنزّل البركة والرحمة, كما يتنزلون عند تلاوة القرآن, ويحيطون بحِلَقِ الذكر, ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيمًا له[4].

3- أنها سلام إلى مطلع الفجر:
قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5][5], عن مجاهد في قوله: {سَلامٌ هِيَ} قال: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يعمل فيها أذى.

قال ابن الجوزي: وفي معنى السلام قولان:
أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء ولا يُرسَل فيها شيطان, قاله مجاهد.
والثاني: أن معنى السلام: الخير والبركة, قاله قتادة, وكان بعض العلماء يقول: الوقف على {سَلامٌ}, على معنى تنزُّل الملائكة بالسلام[6].

4- من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول اللهقال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه"[7].

قال ابن بطال: ومعنى قوله: "إيمانًا واحتسابًا" يعني مُصدِّقًا بفرض صيامه, ومصدقًا بالثواب على قيامه وصيامه,[8] ومحتسبًا مريدًا بذلك وجه الله, بريئًا من الرياء والسمعة, راجيًا عليه ثوابه.

قال النووي: معنى (إيمانًا): تصديقًا بأنّه حق, مقتصد فضيلته, ومعنى (احتسابًا): أن يريد الله تعالى وحده, لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص, والمراد بالقيام: صلاة التراويح, واتفق العلماء على استحبابها[9].
تحري ليلة القدر

يستحب تحريها في رمضان, وفي العشر الأواخر منه خاصة, كما قال الرسول الله: "التمسوها في العشر الأواخر"[10].

وثبت هذا من حديث عبد الله بن عمر وأبي سعيد, خاصة في أوتار العشر الأواخر, وهي ليلة إحدى وعشرين, وثلاث وعشرين, وخمس وعشرين, وسبع وعشرين, وتسع وعشرين.

وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنه- وهو في الصحيح أيضًا قال: "في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى"[11]. فبيَّن عليه الصلاة والسلام أنها أرجى ما تكون في الأوتار من العشر الأواخر.

وفي البخاري من حديث عُبَادَةَ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِخَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ, فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ -أي: تخاصم رجلان- مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: "إني خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ, وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا في السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ"[12]. وهذا دليل على شؤم الخصومة في غير حق, خاصة الخصومة في الدين وعظيم ضررها, وأنها سبب في غياب الحق وخفائه على الناس.

ولذلك جاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النبيأُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْمَنَامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ, فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ"[13].

ومعنى قوله: "أرى رؤياكم قد تواطأت" أي اتفقت, فكأنهم رأوها في المنام, إما جاءهم أحد وأخبرهم أنها في السبع الأواخر, أو رأوا في المنام أن ليلة القدر تكون في السبع الأواخر, فأمر النبيبتحريها في هذه السبع الأواخر, خاصة في ليلة سبع وعشرين؛ فإنها أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين.

بل جاء عن النبيمن حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبيقال: "*ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"[14].

وليلة القدر أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين؛ للحديثين السابقين, ولأن هذا مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء, حتى إن أبي بن كعب رضي الله عنه كان يحلف على ذلك -كما في صحيح مسلم-. وكذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: إنها ليلة سبع وعشرين, وله استنباطات:

منها: أن كلمة "فيها" من السورة: هي الكلمة السابعة والعشرون.

ومنها: ما ورد أن عمر -رضي الله عنه- لما جمع الصحابة, وجمع ابن عباس معهم, فقالوا لابن عباس: هذا كأحد أبنائنا، فلماذا تجعله معنا؟ فقال: إنه فتى له قلب عقول, ولسان سئول, وأثنى عليه, ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر, فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر.

فقال لابن عباس, فقال: إني لأعلم أو أظن أين هي, إنها ليلة سبع وعشرين. فقال: وما أدراك؟ قال: إن الله تعالى خلق السموات سبعًا, وخلق الأرضين سبعًا, وجعل الأيام سبعًا, وخلق الإنسان من سبع, وجعل الطواف سبعًا, والسعي سبعًا, ورمي الجمار سبعًا. ولذلك رأى ابن عباس أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين, وكأن هذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وبعض العلماء قالوا: إن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين؛ لأن كلمة ليلة القدر تسعة حروف, وقد ذكرت في السورة ثلاث مرات, والنتيجة ثلاث في تسع (سبع وعشرون), ولم يرد دليل شرعي على أن مثل هذه الحسابات يمكن أن يعرف بها ليلة القدر.

والله تعالى أعلم أن ليلة القدر تتنقل من ليلة إلى أخرى, فغالبًا ما تكون ليلة سبع وعشرين, لكن قد تكون ليلة إحدى وعشرين أحيانًا, كما في حديث أبي سعيد قال: اعتكفنا مع النبيالعشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: "إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها أو نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر, وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله فليرجع". فرجعنا وما نرى في السماء قزعة, فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد, وكان من جريد النخل وأقيمت الصلاة فرأيت رسول اللهيسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته[15].

أي أنها كانت ليلة إحدى وعشرين, وتكون في الغالب ليلة سبع وعشرين.
ما يستحب في ليلة القدر

يستحب الإكثار في ليلة القدر من الدعاء, خاصة الدعاء الذي علمه النبيعائشة -رضي الله عنها- حين قالت: إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني, اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"[16].

فيسْتَحَبُّ الاجْتِهَادُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ: "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ". وَإِنَّمَا تُلْتَمَسُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لا بِأَنَّ لَهَا صُورَةً وَهَيْئَةً يُمْكِنُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا بِخِلافِ سَائِرِ اللَّيَالِي كَمَا يَظُنُّ بعض الناس, إنَّمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّا أَنَزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4], وَقَالَ تَعَالَى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 3-5]. فَبِهَذَا بَانَتْ عَنْ سَائِرِ اللَّيَالِي فَقَطْ، وَالْمَلائِكَةُ لا يَرَاهُمْ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ.
علامات ليلة القدر

العلامة الأولى: ثبتت في صحيح مسلم من حديث أُبَيّ أن النبيذكر أن من علامتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها. وهذا ثابت.

الثانية: ثبتت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة, ورواه الطيالسي أيضًا في مسنده, وهو حديث صحيح, سنده صحيح أن النبيقال: "ليلة القدر ليلة طلقة, لا حارة ولا باردة, تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".

الثالثة: ما ثبت عند الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع أن النبيقال: "إنها ليلة بلجة -يعني منيرة مضيئة- لا حارة ولا باردة, لا يرمى فيها بنجم". يعني لا ترى فيها هذه الشهب التي ترسل على الشياطين.

وذكر بعض أهل العلم علامات أخرى لا أصل لها, وليست صحيحة, إنما أذكرها لبيان أنها لا تصح, كما ذكر الطبري عن قوم أنهم قالوا: إن من علامات ليلة القدر أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض, ثم تعود إلى أوضاعها, وهذا لا يصح.

وذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح حلوة في ليلة القدر, وهذا لا يصح.

وذكر بعضهم أن الكلاب لا تنبح فيها, وهذا لا يصح.

وذكر بعضهم أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة, وهذا لا يصح.

وذكروا أن الناس يسمعون التسليم في كل مكان, وهذا لا يصح إلا أن يكون المقصود بذلك أنه لفئة خاصة ممن اختارهم الله تعالى وأكرمهم, فيرون الأنوار في كل مكان, ويسمعون تسليم الملائكة, فهذا لا يبعد أن يكون كرامة لمن اختارهم الله تعالى واصطفاهم في هذه الليلة المباركة, التي هي خير من ألف شهر, أما أن يكون هذا عامًّا فهذا باطل, وهو معارض لدلالة الحس المؤكدة الثابتة ومشاهدة العيان.
العلم بليلة القدر

ليس من الضروري لمن أدرك ليلة القدر أن يعلم أنها ليلة القدر؛ بل قد يكون ممن لم يكن له منها إلا القيام والعبادة والخشوع والبكاء والدعاء من هم أفضل عند الله تعالى, وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة؛ فالعبرة هي بالاستقامة, ولزوم الجادة, والتعبد لله عز وجل والإخلاص، كما ذكره طائفة من أهل العلم.

وليلة القدر ليست خاصة لهذه الأمة على الراجح, بل هي عامة لهذه الأمة وللأمم السابقة؛ لما رواه النسائي عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت؟ قال عليه الصلاة والسلام: "كلا، بل هي باقية"[17].

المصدر: موقع الإسلام اليوم.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:06 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

مسائل في ليلة القدر


الشيخ سلطان العمري
من الليالي العظيمة في هذا الشهر ليلة القدر التي أنزل الله فيها كتابه العظيم, فقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا, ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله.
سبب التسمية:

قال السعدي -رحمه الله تعالى-: وسميت ليلة القدر؛ لعظم قدرها وفضلها عند الله, ولأنه يُقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.

إنها الليلة التي قال الله عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

نعم, إنها تعدل في الزمن فوق ثلاث وثمانين سنة, قال ابن كثير: وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر -وليس فيها ليلة القدر- هو اختيار ابن جرير. وهو الصواب لا ما عداه.

وقوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4]. قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها, والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة, كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر, ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيمًا له.

وأما الروح فقيل: المراد به ها هنا جبريل عليه السلام, فيكون من باب عطف الخاص على العام. وقيل: هم ضرب من الملائكة.

وقوله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]. قال قتادة وابن زيد في قوله: {سَلامٌ هِيَ} يعني هي خير كلها, ليس فيها شر إلى مطلع الفجر. وقال مجاهد: يعني أن ليلة القدر "سالمة" لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، ولا أن يحدث فيها أذى.

إنها الليلة التي حثنا الرسولعلى قيامها فقال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[1].
مسألة: هل ليلة القدر كانت للأمم قبلنا ؟

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: اختلف العلماء: هل كانت ليلة القدر في الأمم السالفة, أو هي من خصائص هذه الأمة؟ على قولين.

القول الأول: يرى مالك تخصيص هذه الأمة بليلة القدر, وقد نقله صاحب "العدة" أحد أئمة الشافعية عن جمهور العلماء, والله أعلم. وحكى الخطابي عليه الإجماع (ونقله الرافعي جازمًا به عن المذهب).

والقول الثاني: أنها كانت في الأمم الماضين كما هي في أمتنا.

عن مرثد قال: سألت أبا ذر قلت: "كيف سألت رسول اللهعن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها, قلت: يا رسول الله, أخبرني عن ليلة القدر, أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال: "بل هي في رمضان". قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا, فإذا قبضوا رفعت؟ أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: "بل هي إلى يوم القيامة". قلت: في أي رمضان هي؟ قال: "التمسوها في العشر الأول, والعشر الأواخر". ثم حدَّث رسول اللهوحدث, ثم اهتبلت غفلته قلت: في أي العشرين هي؟ قال: "ابتغوها في العشر الأواخر, لا تسألني عن شيء بعدها". ثم حدَّث رسول الله, ثم اهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله, أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي؟ فغضب علي غضبًا لم يغضب مثله منذ صحبته, وقال: "التمسوها في السبع الأواخر, لا تسألني عن شيء بعدها"[2].

ففيه دلالة على ما ذكرناه, وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة بعد النبيلا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية.
وقت ليلة القدر:

ليلة القدر تكون في العشر الأواخر وفي الوتر منها، ويدل عليه حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"[3].

وفي الحديث الآخر: "اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[4].
من علامات ليلة القدر:

1- كثرة عدد الملائكة فيها, وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللهقال في ليلة القدر: "وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى"[5].

2- صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع[6].

3- ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها[7].

4- ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء[8].

5- الطمأنينة: أي طمأنينة القلب, وانشراح الصدر من المؤمن, فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.

6- أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.

- هناك علامات أخرى لكنها لا تثبت:
1- أنه لا تنبح فيها الكلاب.
2- لا ينزل فيها مطر.
3- مياه البحر المالحة تصبح حلوة.
4- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة, وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار.
5- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف, بل يكون الجو مناسبًا.
6- الأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها.
مسألة: هل يمكن رؤية ليلة القدر في المنام ؟

قال ابن تيمية: وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة, فيرى أنوارها, أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر, وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر.

وقال النووي: فإنها تُرى وقد حققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان, كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث, وأخبار الصالحين بها, ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر, وأما قول القاضي عياض عن المهلب بن أبي صفرة: لا يمكن رؤيتها حقيقة, فغلط فاحش, نبّهتُ عليه؛ لئلا يُغتر به.

ونقل الحافظ ابن حجر, أن من رأى ليلة القدر, استُحبّ له كتمان ذلك, وألا يخبر بذلك أحدًا, والحكمة في ذلك أنها كرامة, والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف.
مسألة: الدعاء في ليلة القدر:

روى الترمذي, والنسائي, وابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله, أرأيت إن علمت أي ليلة القدر, ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو, فاعف عني"[9].
مسألة: ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر ؟

قال البغوي: أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة؛ ليجتهدوا في العبادة ليالي رمضان طمعًا في إدراكها, كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة, وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس, واسمه الأعظم في الأسماء, ورضاه في الطاعات ليرغبوا في جميعها, وسخطه في المعاصي لينتهوا عن جميعها, وأخفى قيام الساعة؛ ليجتهدوا في الطاعات حذرًا من قيامها.
تنبيه مهم:

قال ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة, فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا, وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع؛ لأن رسول اللهلم يخصصها بعمرة في فعله, ولم يخصصها -أي ليلة سبع وعشرين- بعمرة في قوله, فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان، مع أنه في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر, ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة, وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة.

وبه يتبين خطأ كثير من الناس, وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر, على غير أساس من الشرع, فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة, بدليل من كتاب الله أو سنة رسولهأو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم.

المصدر: موقع يا له من دين






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:07 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

دعاء ليلة القدر


قال الله تعالى في فضل ليلة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. جدير بهذا الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده في هذه الليلة المباركة, أن نتفكر في قدره, ونستجلي ما فيه من جوانب الرحمة والإنعام؛ حتى نستقبله بما يليق به من السعي في تحصيله, والشكر على تقديره.

وبإجراء عملية حسابية نجد أن ألف شهر = 83 سنة وأربعة أشهر, وقد ذكر المفسرون أن معنى الآية أن العبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ومتوسط عمر الإنسان من 60 إلى 70 سنة, وقد جاء في الحديث: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين, وأقلهم من يجوز ذلك"[1].

فإذا حسبنا الوقت الذي يقضيه الإنسان في غير العبادة فسنجد ما يأتي:
هناك ما يقرب من 15 سنة قبل سن التكليف. وما يقرب من 20 سنة في النوم, على أساس أن الإنسان ينام ثلث اليوم وهو 8 ساعات, يعني ثلث عمره. وما يقرب من 20 سنة في العمل لكسب المال, أي بحساب متوسط ساعات العمل اليومي 8 ساعات, وهو ثلث العمر. وما يقرب من سنتين في الطعام والشراب وقضاء الحاجة واللباس وما شابه ذلك. ويتبقى من متوسط عمر الإنسان ما يقرب من 3 سنوات قد تزيد أو تقل بحسب الأعمار واختلاف الأحوال.

فكم يقضي الإنسان من هذه السنوات الثلاثة في عبادة؟! وما هو قدر العبادات التي يمكن أن يقوم بها ليفوز بثوابها يوم القيامة؟

هنا يتجلى الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده؛ إذ شرع لهم العبادات والقربات, وجعل لهم من الأسباب ما يضاعف أجرها أضعافًا مضاعفة, والله يضاعف لمن يشاء, فمن أسباب مضاعفة ثواب العبادة شرف الزمان, كالعمل في هذه الليلة المباركة, ليلة القدر التي جعل الله تعالى أجر العبادة فيها خيرًا من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

إنها خسارة عظيمة لمن ضيع ساعات هذه الليلة دون أن يحظى بأجرها الكبير! فقد قال رسول الله: "إن هذا الشهر قد حضركم, وفيه ليلة خير من ألف شهر, من حُرمها فقد حرم الخير كله, ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[2].
أهمية الدعاء في ليلة القدر

لكل عبادة مميزات تخصها, وميزة الدعاء أنه هو العبادة, كما في الحديث: "الدعاء هو العبادة". أي من أعظم العبادة؛ لأن الدعاء يلزم أن يوطن العبد فيه نفسه على معاني العبادة من الذل والخضوع والمسكنة. قال في مختصر منهاج القاصدين: اعلم أنه ليس بعد تلاوة القرآن عبادة تُؤدى باللسان فقط أفضل من ذكر الله سبحانه وتعالى, ورفع الحوائج بالأدعية الخالصة إليه تعالى. فقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيأنه قال: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء", "من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه".

وقال مطرف بن عبد الله: تذاكرت: ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة, وإذا هو في يد الله تعالى, وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك, فإذا جماع الخير الدعاء.

وكل الأعمال الصالحة وسيلة موصلة للفوز بفضل ليلة القدر وثوابها, إلا أن النصوص الشرعية نبهت على وسيلتين مهمتين لتحصيل ثواب هذه الليلة وفضلها, الأولى هي صلاة القيام, حيث قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

والوسيلة الثانية التي توصل لفضل هذه الليلة هي الدعاء, حيث قال النبيلأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لما سألته عن الدعاء في ليلة القدر: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". ولعل في ذكر آية الدعاء بين آيات الصوم ما يشير إلى أهمية الدعاء في شهر رمضان عمومًا, قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

قال في مختصر منهاج القاصدين: أما الليالي المخصوصات بمزيد الفضل التي يستحب إحياؤها؛ فخمس عشرة ليلة, ولا ينبغي للمريد أن يغفل عنهن, لأنه إذا غفل التاجر عن موسم الربح فمتى يربح؟ فمن هذه الليالي... أوتار العشر الأخير؛ إذ فيهن تُطلب ليلة القدر.
الصفات المناسبة للدعاء في ليلة القدر

وللمسلم أن يدعو بما يريد من الأدعية, وله أن يرفع إلى الله تعالى حاجته فيما يشاء, سواء كانت من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة, مع الالتزام بآداب الدعاء الشرعية. ومع ذلك فإن مثل هذه الأوقات المباركة لا ينبغي للمسلم أن يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار.

وليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعًا تشتد حاجة المسلم فيها, وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة, تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كلها, وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة, ولكن هم الدعاء؛ فإذا أُلهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه. إشارة منه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة.
ومن هذه الصفات المهمة:

1- أن يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء, قال ابن القيم: قاعدة قد أشرنا إليها مرارًا, وهي أن من دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله.

2- أن يكون جامعًا في معانيه, مناسبًا لحال الداعي, فقد كانيعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر, كذلك كانيعجبه من الدعاء جوامعه؛ ففي سنن أبي داود عن عائشة قالت: "كان النبييعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك". وخرَّجه البزار وغيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضًا "أن النبيقال لها: يا عائشة، عليك بجوامع الدعاء". وعند الحاكم: "عليك بالكوامل".

ولن يجد المسلم خيرًا من أدعية الكتاب والسنة؛ لأنها تجمع للمسلم ما يريد أن يدعو به من خيري الدنيا والآخرة, قال ابن الجوزي وهو يذكر آداب الدعاء: "الثَّامن عشر‏:‏ الدُّعاءُ بالأَدْعيَةِ المَأْثُورةِ‏؛ فَإِنَّ تَعلِيمَ الشَّرعِ خَيْرٌ مِنْ اخْتِيَارِ العَبْدِ".

ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إلى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر, أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال: قالت عائشة: "يا نبي الله, أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وفي رواية الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-: "قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

ونلاحظ هنا بوضوح هاتين الصفتين, ففيه الثناء اللائق بالله عز وجل مع مناسبة الصفتين المذكورتين من صفات الله تعالى لمعنى الدعاء (عفو كريم), حيث يتم التوسل بهما إلى الله تعالى في طلب العفو, وفيه شمول الدعاء للمعاني المطلوبة في أوجز لفظ, وهذا بيان ذلك:
مناسبة هذا الدعاء لشهر رمضان:

قد تغتر النفس؛ فتظن أنه قد أعطت لله تعالى حقه من الصوم والقيام والذكر, لكنها حين تتفكر في دعاء ليلة القدر تجد أن هذا الدعاء يحمل معنى الانكسار من عبد مليء بالعيوب والتقصير في حق ربه عز وجل, فهو يتوسل إلى ربه باسميه العفُوّ والكريم، ليكون أرجى في نيل المغفرة والعفو والرحمة.

هذه هي الحال التي يريد منا الله تعالى أن نكون عليها, حيث علمها الرسوللأم المؤمنين عائشة, ليس حال الممتن على الله تعالى بأعماله, أو حال المستغني عن طلب العفو والمغفرة, أو الواثق من قبول عمله, وإنما هي حال العبد الفقير الخاضع الذليل, المتوسل إلى ربه ليصفح عنه ويغفر له, ويقبل عمله على ما فيه من تقصير. قال ابن الجوزي: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالاً ولا مقالاً, فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصّر.

وقال ابن القيم: العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة مِنّته عليه ونعمته وحقوقه, وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته, فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه, وأن أقضيته كلها عدل فيه, وأن ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه, ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي". فلا يرى نفسه إلا مقصرًا مذنبًا, ولا يرى ربه إلا محسنًا متفضلاً.

وقال: وكانيقول في سجوده أقرب ما يكون من ربه: "أعوذ برضاك من سخطك, وأعوذ بعفوك من عقوبتك, وأعوذ بك منك, لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك". وقال لأطوع نساء الأمة وأفضلهن وخيرهن الصديقة بنت الصديق؛ وقد قالت له: يا رسول الله، لئن وافقت ليلة القدر فما أدعو به؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني".
كيف نصل إلى عفو الله عز وجل ؟

والأسباب الموصلة إلى عفو الله تعالى كثيرة, منها التوبة, واتباع السيئة بالحسنة, ومسامحة الناس في ديونهم, كما في الحديث قال: "إن رجلاً لم يعمل خيرًا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله*: خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. فلما هلك قال الله: هل عملت خيرًا قط? قال: لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. قال الله*: قد تجاوزت عنك".

*قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: وهو تعالى عفوٌّ يحب العفو عن عباده, ويحب منهم أن يسعوا بالأسباب التي ينالون بها عفوه؛ من السعي في مرضاته, والإحسان إلى خلقه. ومن كمال عفوه أن المسرفين على أنفسهم إذا تابوا إليه غفر لهم كل جرم صغير وكبير, وأنه جعل الإسلام يجب ما قبله, والتوبة تجب ما قبلها.
مناسبة هذا الدعاء لليلة القدر:

وفي دعاء ليلة القدر إشارة واضحة إلى أن أهم المطالب المناسبة لليلة القدر, والتي ينبغي أن يركز المسلم همه فيها أكثر من غيرها, هي طلب العفو من الله تعالى, مع ذلك فهو دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة, فمن عفا الله عنه نال سعادة الدارين. قال في دليل الفالحين: وفيه -أي في الحديث- إيماء إلى أن أهم المطالب انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب, وطهارته من دنس العيوب, فإن بالطهارة من ذلك يتأهل للانتظام في سلك حزب الله, وحزب الله هم المفلحون.

إلا أن من دواعي الحزن والأسى غفلة فئات من الناس عن هذه الليلة العظيمة؛ فمنهم من لا يشغل وقته بالتفكير فيها أو الاستعداد لها, ومنهم من يعرف فضلها لكنه لا يعرف ماذا يفعل ليحسن استقبالها ويستثمر أوقاتها.

وتزداد الغفلة سوءًا حين يقترن بها انحراف عن الفهم الصحيح للمقصود الأعظم من هذه الليلة؛ فبعض العوام لا يعرف عن ليلة القدر إلا أنها الليلة التي تقع فيها الحظوظ المالية كالعثور على كنز أو الحصول على مال, ويتناقل بعض العوام القصص والحكايات عن فلان الذي رأى ليلة القدر فأصبح ثريًّا من الأغنياء, حتى صار ذلك مضرب المثل لدى العامة, حين يتحول بعض الناس من الفقر إلى الغنى يقولون: فلان (فتحت له طاقة القدر), أو (شاف ليلة القدر).

ومما يشهد لذلك أن بعض الصحفيين المعروفين في مصر منذ ما يزيد على عقدين, قام بتأسيس لجنة خيرية لمساعدة المحتاجين, وكان الاسم الذي اختاره لها هو (ليلة القدر)؛ مما يدل على مدى تأصل المفهوم المادي وارتباطه بليلة القدر لدى كثير من الناس, وهذا غاية ما يعرفون به ليلة القدر, قد يدعو إنسان بذلك فيستجاب له, لكن ليس طلب الثراء هو غاية ما في ليلة القدر ولا هو مقصودها, ولا لهذا كان فضلها وشرفها.

وعلى المستوى العام والمستوى الإعلامي والرسمي؛ فكثير من الناس لا يعرف ليلة القدر إلا في صورة احتفالات موسمية, رسمية أو غير رسمية, تقام في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان, ومع أن تذكير الناس بفضائل هذه الليلة من الأمور المهمة؛ فإن تخصيص ذلك بيوم محدد بدعة, قال الشيخ علي محفوظ في الإبداع في مضار الابتداع: إحياء هذه الليلة بخصوصها وجعلها موسمًا لا أصل له, فهو بدعة مضافة إلى إحيائها بغير ما رغّب الشارع فيه.

ويزداد الأسى حين ترى من يقضي الأيام التي تقع فيها ليلة القدر في اللهو والباطل, من الأفلام والمسلسلات, أو الأغاني والموسيقى, أو الكلام الفارغ واللعب.

جاء في لطائف المعارف أن يحيى بن معاذ قال: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.

يا رب عبــــدك قد أتا *** ك وقد أســاء وقد هفـا
يكفـــيه منك حيــاؤه *** من ســوء ما قد أسلفـا
حمـــل الذنوب على الذنو *** ب الموبقــات وأسـرفـا
وقد اسـتجار بذيل عفــو *** ك من عقـــابك ملحفـا
رب اعـف وعافـــــه *** فلأنت أولى مــن عفــا

المصدر: موقع المسلم، باختصار وتصرف






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:08 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

إحياء ليلة القدر .. وسنة الاعتكاف


تشرق علينا ليالي القدر بنفحاتها وجمالها الروحي، وفي الليل يهدأ الكون، ويركن الخلق، ويتجلى الرب سبحانه وتعالى، وينزل إلى السماء الدنيا، يغفر لمن يستغفر، ويعطي من سأله، ويستجيب لمن دعاه.

والليل محراب العابدين، ومثوى الساجدين، يناجون ربهم بكلامه، ويسألون من عطائه، وكانيسجد في خشوع وضراعة، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، شاكرًا لله فضله العظيم.

وكان من سنتهأن يتحرى ليلة القدر التماسًا للخير الذي قدره الله فيها؛ ولذلك كان يعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان التماسًا لليلة القدر.. الليلة التي أثنى عليها الله عز وجل، ووصفها بأنها خير من ألف شهر، وقال عنها رسول الله: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري).

وفضل ليلة القدر عظيم، وخيرها عميم، وهي ليلة مباركة يستحب فيها القيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، ولتكن ليلة القدر مولدًا جديدًا لكل إنسان طامع في رحمة الله وقبوله وعفوه ورضاه، وأن يغفر له كل ذنوبه ويعيده كما ولدته أمه، وكما خلقه الله على فطرة الإسلام شاهدًا بأن الله ربه ورب العالمين، وهو سبحانه القادر والمالك والمهيمن على كل شيء، ووحده الذي يقبل ويعفو ويغفر السيئات ويبدلها حسنات، فتصبح ليلة القدر إشراقة نور جديد في حياة كل إنسان يتوب عن المعاصي ويقبل على الله بالحب والطاعة له سبحانه ولرسوله الكريم.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة وخلق جميل، يطمع كل منا أن يحتذي به ويناله نصيب وفير منه، ولأهمية ليلة القدر عند رسول اللهأحيا هو وأصحابه سنة الاعتكاف حيث يخلو المؤمن بربه، فتهفو إليه النفوس المؤمنة والقلوب الصادقة مشتاقة ضارعة باكية ساجدة سجودًا لا يعرف مقامه إلا الله العلي الكبير وحده.. فتأنس القلوب بذكره وحمده.. وتخشع الجوارح لمالك الملك لا تطلب إلا رضاه ولا تطمع إلا في رحمته، وأن يشرق عليها بلمسات حنانه وآيات حبه.

والاعتكاف عبادة ليست كغيرها من العبادات؛ فهي تعني الانقطاع إلى الله عز وجل بالكلية، وهجر ملذات الدنيا، والصلة المتكاملة بالله عز وجل؛ من أجل تحقيق الصفاء الروحي في علاقة الإنسان المسلم بالله عز وجل.

والاعتكاف وسيلة للقرب من الله في هذه الليالي المباركات، ومن فوائده وأهدافه تطبيق العبودية بمعناها المتكامل في التوكل على الله وتفويض الأمر له وتعظيمه سبحانه، ثم تحري ليلة القدر وتزكية النفس حيث التخلي عن الصفات المذمومة والتحلي بالصفات المحمودة، وأن يقتدي العبد برسوله الكريم في أن يكون خلقه القرآن العظيم.

ويعلمنا الاعتكاف الصبر وقوة الإرادة، ويمنحنا الاطمئنان النفسي والسلام الروحي، ويشدنا إلى أهمية اتباع ومحبة رسول الله.

وللاعتكاف حلاوة لا يشعر بها إلا المحبون المخلصون من عباده الذين وصلوا إلى حقيقة الإيمان وليس ظاهره، وإلى عمق الصفاء والروحانية وليس صور الأشياء وأشكالها...

فمَنَّ الله عليهم بجائزة كبرى وهي الحب والعلم والمعرفة.

ونحن في هذه الليالي المباركات في أشد الحاجة لأن نحيي سنة رسول اللهفي الاعتكاف؛ التماسًا لليلة القدر طامعين في رحمة الله، وأن يشرق علينا بلمسات حنانه وآلائه الكبرى.

المصدر: شبكة الألوكة.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:08 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

بمناسبة ليلة القدر


ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟! إنَّ الحديث عنها مُتَعَدِّد الجوانب:

أمَّا قَدْرُها ومكانَتُها؛ فقد نَوَّه القُرآن عن ذلك {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، وعن خصائِصِها فقد أشار القرآن إلى اختِصاصها بإنزال القرآن، وبتفضيلها على ألف شهر، وتَتَنَزَّل الملائكة والرُّوح فيها، بإذن ربهم من كل أمر؛ أي من أمور القدر على العباد، وما يُقَدّره الله في تلك الليلة المنصوص عليها في قوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4].

أمَّا فضائلها، وهو ما يَعْنينا في التكليف والعمل؛ فقد جاء عنهأنه كان يعتكف من أجلها، ويكفي مِن فضائلها أنَّ مَن قامَهَا، فَكَأَنَّمَا قام -أو خير مِن قيام- ألف شهر؛ أي أكثر مِن ثمانينَ سَنَة، وهو عمر من أطول أعمار هذه الأمَّة.

ونَحنُ -معاشرَ المسلمين- إذ نذْكُر هذه الليلة في حياتِنا، وخصائِصَها في دينِنا، لحقٌّ علَيْنا أن نُفاخرَ العالم، ونُطاوِل الأمم، حيثُ إنَّها لم تكنْ للأمم قبلَنا، وإن صاموا كما نصوم.

وما أجدرنا أنْ نَتَحَرَّى هذه الليْلة الَّتي رَبَطَنا الله فيها بوَحْيِ السماء، والتي يُجَدِّد فيها القدر أقدار العباد، والتي تعلن وتدعو للسلام حتى مطلع الفجر.

إنَّها ليلة لا يعرف حقيقة قدْرِها إلاَّ الله، ليلة استضافةِ الأرض لِمَلائكة الملأ الأعلى، ليلة تلقى الأرض فيه بركات السماء، ليلةٌ تَتَفَتَّحُ فيها الأبواب لاستجابة الدعاء، ليلةٌ يَتَضَاعَف فيها ما لله -سبحانه- من عُتَقاء، ليلةٌ يُشَمَّر فيها عن ساعد الجِدِّ والاجتهاد، ويُطْوَى فيها الفراش والمهاد، وتُشَد فيها المآزر، ولا يَنْبَغِي فيها الرقاد، ليلةٌ في العام كلِّه.

أمَّا موقعها فقد أخْفَاهَا الله ليجتهدَ في طَلَبِها العباد، وكانفي بادئ الأمر يعتكف العشر الأوائل من أجلها، ثم اعتكفَ العشر الوسطى[1]، ثم أُتِيَ فقيل له: إنَّها أمامه؛ أي في العشر الأواخر، ثم جاءت أحاديثُ كلُّها صحاح، بعضها يُعينُ ليلة إحدى وعشرين، وبعضها ثلاث وعشرين، وبعضها خمس وعشرين، وأخرى لسبع وعشرين -وهي أكثرها وأكثر قائل بها- وبعضها تسع وعشرين[2]، واتَّفَقُوا على أنَّها لا تَخْرُج عن ليالي الوتر من العشر الأواخر لهذه النصوص.

وعند بعض العلماء -جمعًا لهذه الأحاديث- أنَّها ليستْ مُستَقِرَّة في واحدة من تلك الليالي، وإنَّما هي دائرةٌ بينها؛ ففي سنة تكون مثلاً في ليلة سبع، وفي سنة أخرى قد تكون في ليلة خمس، أو ثلاث وهكذا. ومن هُنا كانوهو الذي أخبر عنها بكل هذه الأحاديث - كان مع ذلك يعتكفُ العشر كلها؛ رجاءَ مُصَادفتها وتعليمًا لنا.

والسُّؤال الأخير عنها: ماذا ينبغي لِمَن صَادَفَها، أو ظَنَّها أن يفعلَ؟

لقد سألتْ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- هذا السؤال لرسول الله، فأجَابَهَا بقوله: "قولي: اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ، تُحبُّ العفوَ فاعفُ عني"[3].

وبتأمُّل هذا الدعاء نجده من جوامع الكلم؛ لأنَّه أوَّلاً تَوَسُّلٌ إلى الله -تعالى- بصفته التي تناسب المطلوب، وهو "عَفُوٌّ"، وامتداحه بها "تُحِبُّ العَفْوَ"، ثم طلب العفو وهو جامع لخيري الدنيا والآخرة، معافاة البدن منَ الوَجَع، والدِّين منَ البِدَع، ومَن عُوفِيَ فلْيَحْمَدِ الله، أمَّا في الآخرة فمَن عُوفِيَ من الحساب والعقاب، فقد فاز بِحُسْن المآب.

المصدر: موقع الألوكة.

[1] أخرجه البخاري (2016)، وليس فيه ذكر اعتكاف العشر الأول.
[2] انظر الأحاديث في "تفسير ابن كثير" (4/726- 730).
[3] أخرجه ابن ماجه (3850)، والترمذي (3513)، وقال: حديث حسن صحيح، ووافَقَه الألباني في السلسلة الصحيحة (3337).






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:11 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

ليلة القدر وعلاماتها


الحمد لله رب العالمين، مفضل الأماكن والأزمان بعضها على بعض، الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين، أما بعد:

لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص، وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل، وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.. ألا وهي ليلة القدر، مبينًا لنا إياها في سورتين، قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5].

وقال تعالى في سورة الدخان: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4].
سبب تسميتها بليلة القدر

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
أولاً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف، كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف.

ثانيًا: أنه يُقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.

ثالثًا: وقيل لأن للعبادة فيها قدرًا عظيمًا؛ لقول النبي: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[1].
علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة:
العلامات المقارنة:

- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار.

- الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.

- أن الرياح تكون فيها ساكنة، أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسبًا.

- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.

- أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
العلامات اللاحقة:

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال: أخبرنا رسول الله: "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"[2].
فضائل ليلة القدر

- أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].

- أنها ليلة مباركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3].

- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4].

- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4].

- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب، ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها، فهي سلام كلها.. قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5].

- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[3].

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: موقع طريق الإسلام.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:12 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

وما أدراك ما ليلة القدر


ها قد وصلنا إلى الليالي الأخيرة من هذا الشهر المبارك، وستنتهي هذه الليالي أسرع مما قبلها؛ فالمؤمنون المخلصون ينتظرونها من عام إلى عام، فيها ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله.

من عظم قدر هذه الليلة أنها سميت ليلة (القدر)؛ فقد أنزل الله فيها كتابًا عظيم (القدر)، وأمر ملكًا عظيم (القدر) أن يُنزِّله على نبي عظيم (القدر)، وتتنزل فيها ملائكة عظيمة (القدر)، فاستحقت أن تكون بلا منافس ليلة (القدر).

العباد الصادقون يتلفهون لإدراكها، فقد أنزل الله في فضلها سورة كاملة، وجزءًا من سورة أخرى، وسماها الله أيضًا بالليلة (المباركة) التي (يفرق فيها كل أمر حكيم)، ويقدر فيها مقادير السنة مرة أخرى كما قدرت من قبل؛ فالليلة عظيمة الشأن (سلام) من بدايتها إلى نهايتها.

الأمم السابقة كان الناس فيها يعمرون سنين طويلة، منهم من يبلغ الألف عام أو يزيد، ومنهم العباد والقانتون، أما أمتنا فقليل من يتجاوز السبعين عامًا؛ ولهذا أكرم الله هذه الأمة بليلة خير من ألف شهر؛ أي تزيد على الثمانين عامًا. فأيُّ كرم هذا! وأي فضل من رب العالمين علينا!

ليلة القدر هي ليلة تنتقل بين هذه الليالي العشر، قد تكون السابعة والعشرين كما قال بعض الأولين، وقد تكون في ليلة أخرى. هي في الغالب إحدى الليالي الوتر إن أصبنا في أيامنا ومواقيتنا، لكن الذي يضمن قيامه لهذه الليلة هو من قام بالعشر كلها، وهذا هو الهدي النبوي، بل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم العشر كلها، ويعتكف في مسجد لا يخرج منه إلا ليلة العيد، ليله ونهاره عبادة، وكان يأمر أهله بالعبادة في هذا الشهر، وكان إذا دخل العشر "شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"، وكان يعلِّم زوجته الصديقة عائشة -رضي الله عنها- أن تقول في دعائها: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

ينبغي على من أدرك هذه العشر أن يغير حاله، فمن كان مجتهدًا في العبادة فيلزد اجتهادًا، ومن كان مقصرًا فليتوقف عن تقصيره، وليبدأ صفحة جديدة بينه وبين الله، فـ"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر ما تقدم من ذنبه"، وعباد الرحمن يبيتون هذه الليالي سجدًا وقيامًا، ودعاء وقنوتًا، وبكاء وخشوعًا، وذكرًا واستغفارًا.

مساكين والله من ضيعوا هذه الليالي في لهوهم وتسكعهم، محرومون من انشغلوا بالمسلسلات والمشي في الأسواق والجلوس في المقاهي عن الاعتكاف والجلوس في المساجد والإخلاص في العبادة، مهملون من تركوا أهاليهم في هذه الليالي فلم يشجعوهم على الصلاة والقيام وترك الذنوب والمنكرات.

هذه العشر الغالية قد بدأت، والسباق الآن في آخره، والصالحون قد بلغوا المنازل العالية، فماذا نحن فاعلون؟! {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].

المصدر: موقع طريق الإيمان.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:13 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

كيف تكسب ليلة القدر ؟


الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمدوالذي لم يترك خيرًا إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنهقال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"[1]. وروي عنه أيضًا أنه قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"[2]. وإن من الحرمان أن نرى كثيرًا من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية -كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك!!

لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
أ- لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعًا "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم"[3].
ب- الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج- أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه! أما نحن فقد بلغناه الله، فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:

قالفيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"[4].
كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح u لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عامًا. وعن أبي هريرة t قال: قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة".
فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعمارًا؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضًا.
ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29؛ لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي، كما قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
قال I: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد، كما روت عنه عائشة رضي الله عنها: "أنه إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادعُ الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المُعان، ومن خذله فهو المخذول.
ماذا تفعل في هذه الليلة؟

- الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول اللهقال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"[5].
الشاهد: "كانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي"؛ حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.

- احرص على أن تفطر صائمًا، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائمًا؛ لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول اللهأنه قال: "من فطّر صائمًا كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"[6].

- عند غروب الشمس ادع أيضًا أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.

- جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال، وهكذا. وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول اللهقال: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه[7]، حتى تكون مثل الجبل"[8]. وروى أبو هريرة أيضًا قال: جاء رجل إلى النبي، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان"[9].
فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبيأنه قال: "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"[10].

- منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن، فمثلاً منذ أن يؤذن ردِّد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنهمرفوعًا[11]. ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة... إلخ، لما رواه جابر بن عبد الله أن رسول اللهقال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة"[12].

- ثم بكر بالفطور احتسابًا، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطبًا محتسبًا أيضًا، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر. ثم توضأ وضوء رسول الله، ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛ لما رواه أنس -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبييبتدرون السواري حتى يخرج النبيوهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء"[13]. ثم صلِّ صلاة مودع[14] كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السنة الراتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصرًا- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا، ثم نوِّع في العبادة.

- لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

- إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقضِ حوائجهما وافطر معهما.

- ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتصلي سنة دخول المسجد، ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علّك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صلِّ النافلة، ثم اذكر الله حتى تقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبيقال: "إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث"[15].

- ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.

- ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.

- ولا تنس (قبل خروجك من المسجد) أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.

- ولا تنس (وأنت في طريقك من وإلى المسجد) أن يكون لسانك رطبًا من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". قال: "من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"[16]. وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول اللهقال: "استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله"[17]. وما بين صلاة على رسولنا محمدثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب، واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فـ "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبيأنه قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن"[18]. فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً، ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن، ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات. و"قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن في الأجر[19]، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، أخرجه سعيد بن منصور في سننه، كما قاله عبد الله موقوفًا، ثم قل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" مائة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مائة حسنة، وتمحى عنك مائة سيئة، ولتكن حرزًا لك من الشيطان حتى تصبح، ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
واحرص على كل ما ثبت عنهمن الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قاللعمه: "ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن، ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك"[20]. وقال: "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"[21]. وعن أبي هريرة t، قال: "من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه"[22]. وفي بعض الروايات: "سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة"[23]. وكلما ذُكرت الكفارة أو الغفران -غفران الذنوب- وحط الخطايا، فالمقصود بها الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة، أما إن كانت هذه الكبيرة متعلقة بحقوق الآدميين فلا بد من الاستحلال مع التوبة أو المقاصة يوم القيامة؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألاّ يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"[24]. ولا يغرك في الغيبة ما يردده البعض أن كفارة من اغتبته أن تستغفر له، فهذا حديث أقل أحواله أنه شديد الضعف، وهو يعارض الحديث السابق الصحيح. ومن أعظم حقوق الآدميين: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[25].
فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر"، والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: "لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله".
فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم.

- فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك، كما قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله"[26].

- وتذكر هادم اللذات علّها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما قال: "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه..."[27].

- وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول اللهقال: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين..."[28] الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع.

- أخيرًا وقُبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال: "تسحروا فإن في السحور بركة"[29]. ثم تسوك وتوضأ، واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.

- ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء، ومنها:
أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلانًا رأى رؤيا، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، حتى إن البعض قد يكون في مكة فيعود، لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها، ومنها:
- أن هذا قد يكون حُلمًا وليس رؤيا.
- أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- عبر رؤيا عند رسول الله، فقال له: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا"[30]. فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ، فما بالك بغيره! والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس؛ ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.

وأخيرًا.. الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا.
فهذا يخرج من بيته سليمًا معافى فينعى إلى أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟
لذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة أن بلغنا رمضان، ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه! وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور! وكم من عاصٍ لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بُعدًا وخسارًا! وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فاحمد الله على هذه النعمة الجليلة، واستغلها أيما استغلال[31].

[1] أخرجه البخاري في صحيحه (ك صلاة التراويح ب 1 فضل ليلة القدر 2/709 ح (1910).
[2] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الإيمان ب 6 تطوع قيام رمضان من الإيمان 2/22 ح (37).
[3] أخرجه النسائي في سننه الصغرى (ك الصيام ب فضل شهر رمضان ص336 ح (2106).
[4] أخرجه ابن حبان في صحيحه (ك الجنائز، فصل في أعمار هذه الأمة 7/246 ح (2980).
[5] أخرجه البخاري في صحيحه (ك بدء الخلق ب 11 صفة إبليس وجنوده ص266 ح (3293).
[6] أخرجه ابن حبان في صحيحه (ك الصوم ب فضل الصوم، ذكر تفضيل الله جل وعلا بإعطاء المفطر المسلم مثل أجره 8/216 ح (3429).
[7] فرسه.
[8] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الزكاة ب الصدقة من كسب طيب ص111 ح (1410).
[9] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الزكاة ب 11 فضل صدقة الشحيح الصحيح ص111 ح (1419).
[10] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الزكاة ب 16 الصدقة باليمين ص112 ح (1423).
[11] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (ك الصلاة ب 62 فضيلة الشهادة لله عز وجل بوحدانيته 1/220 ح (421).
[12] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الآذان ب الدعاء عند النداء 1/222 ح (589).
[13] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الأذان ب 14 كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر إقامة الصلاة ص50 ح (625).
[14] ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير 3/244 ح (3670)، وعزاه لأبي محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة، ولابن النجار من رواية ابن عمر، وحكم عليه بأنه حسن.
[15] أخرجه البخاري في صحيحه (ك بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه 3/1180 ح (3057).
[16] أخرجه البخاري في صحيحه (ك الدعوات ب أفضل الاستغفار 5/2323 ح (5947).
[17] أخرجه ابن حبان في صحيحه باب الأذكار، ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع البشرى من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات 3/121 ح 840 .
[18] أخرجه مسلم في صحيحه.
[19] أخرجه الترمذي.
[20] ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (2612).
[21] أخرجه مسلم في صحيحه ح (2691).
[22] أخرجه مسلم في صحيحه ح (2692).
[23] ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (6301).
[24] أخرجه البخاري في صحيحه ح (2449).
[25] أخرجه مسلم في صحيحه ح (552).
[26] أخرجه مسلم في صحيحه (7430).
[27] أخرجه البخاري في صحيحه ح (660)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[28] ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (75).
[29] أخرجه البخاري في صحيحه ح (1923).
[30] أخرجه البخاري في صحيحه ح (7046).
[31] موقع الإسلام اليوم، مقال بعنوان "كيف تكسب ليلة القدر؟".






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:14 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

علامات ليلة القدر


الحمد لله رب العالمين، باسط الفضل، ومعطي الجميل، ومسبغ النعمة على الخلق أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها المسلمون، من نفحات الله وبركاته الفاضلة الجزيلة علينا في هذا الشهر العظيم؛ هذه الليلة الجليلة التي سميت بـ"ليلة القدر"، وما أدراك ما هي!! إنها خير من ألف شهر، قال المفسرون: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، معناه: "عمل صالح في ليلة القدر خير من عَمِل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر"[1]. وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "ليلة القدر مختصة بهذه الأمة، زادها الله شرفًا، فلم تكن لمن قبلها". وقال أيضًا: "ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ويستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها"[2].

وقد يتساءل كثير من المسلمين: كيف نعرف ليلة القدر؟ وهل لها علامات تعرف بها؟ وما صفاتها؟

ولأن "الأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذا"[3]؛ نود أن نذكر هنا العلامات التي ذكر العلماء بأنها تدل على هذه الليلة العظيمة، ونورد ما صحَّ من الأحاديث في هذا الموضوع فنقول:
من علامات ليلة القدر:
1- أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة:
فعن عبد الله بن عباس t قال: قال رسول الله: "ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"[4].

2- أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وتصبح ضعيفة حمراء:
فعن زر بن حبيش t قال: سمعت أبيَّ بن كعب يقول -وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر- فقال أُبيّ: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني-، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول اللهبقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها"[5].
ولا بأس أن يجمع بين هذا الأثر، وبين الحديث السابق "تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" بأن يقال: إنها أول ما تبدو ضعيفة حمراء، ثم تكون بيضاء لا شعاع لها إلى ما شاء الله، ثم تعود على طبيعتها.

3- ليلة لا يُرمى فيها بنجم:
فعن واثلة بن الأسقع t، عن رسول اللهقال: "ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، (ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح)، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها"[6].

وذكر بعض العلماء علامات أخرى، منها:
4- زيادة النور في تلك الليلة، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن[7].

5- أنها ليلة الأوتار من العشر الأواخر:
وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة، منها حديث أبى سعيد الخدري t قال: قال رسول الله: "وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر"[8].
قال ابن تيمية رحمه الله: "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبيأنه قال: (هي في العشر الأواخر من رمضان)[9]. وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين"[10].

أما غير هذه العلامات، فهي علامات كما قيل: "لا أصل لها"[11].

نسأل الله I أن يبلغنا ليلة القدر ونحن في صحة وعافية، وأن يوفقنا لقيامها، والاجتهاد فيها، وأن يكتب لنا فيها خير ما كتبه لعباده الصالحين. والحمد لله رب العالمين[12].

[1] تفسير البغوي 8/491.
[2] المجموع 6/447.
[3] زاد المعاد 1/376.
[4] أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (2680)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (9606).
[5] رواه مسلم برقم (1821).
[6] رواه الطبراني في الكبير برقم (17605)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (9603) إلا ما بين القوسين فقد ضعفه.
[7] إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم 1/84.
[8] رواه البخاري برقم (1914)، ومسلم برقم (2826)، واللفظ لمسلم.
[9] رواه البخاري برقم (2022)، دون ذكره كلمة: رمضان.
[10] الفتاوى الكبرى 2/475.
[11] إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم 1/84.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-23-2011, 01:15 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: موسوعة ليلة القدر

قيام ليلة القدر


احرص على قيام العشر الأواخر من رمضان, ولو أن تضطر إلى تأجيل الأعمال الدنيوية, فلعلك تحظى بقيام ليلة القدر, فإن قيامك فيها تجارة عظيمة لا تعوض.

فقيام ليلة القدر -وهي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان- أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وذلك لقوله تبارك وتعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]؛ أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبًا. ولو أصاب مسلم ليلة القدر فقامها لمدة عشرين سنة، فإنه يُكتب له -بإذن الله- ثواب يزيد على من عَبَد الله ألفًا وستمائة وست وستين سنة.

أليس هذا عمرًا إضافيًّا طويلاً يسجل في صحيفتك، لا تحلم أن يتحقق لك فتقوم به في الواقع؟

قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره: "واعلم أن من أحياها فكأنما عبد الله تعالى نيفًا وثمانين سنة, ومن أحياها كل سنة فكأنما رزق أعمارًا كثيرة".

إننا نرى كثيرًا من الرجال والنساء قد حرموا أنفسهم من هذا الخير وتقاعسوا عن قيام ليالي رمضان، خصوصًا العشر الأخيرة منها؛ فتراهم يمضون ليلهم إما في الأسواق, أو في مجالس سمر, أو أمام الأفلام, أو منهمكين في حل فوازير رمضان, بينما كانت بيوت السلف -رحمهم الله تعالى- ومساجدهم تحيا في ليالي رمضان بالطاعة والذكر والصلاة. بل وجد من الناس اليوم من أحيوا أسواقهم بالتجول فيها من أول يوم من رمضان إلى نهايته؛ استعدادًا ليوم العيد كما زعموا. فقصر عمرهم الإنتاجي, وقلَّت حسناتهم, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتأتي أهمية قيام ليلة القدر أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم، ففيها تنسخ الآجال, وفيها يفرق كل أمر حكيم. فاحرص أن تكون فيها ذاكرًا لله ومسبحًا له, أو قارئًا للقرآن, أو قانتًا لله, تسأله السعادة في الدنيا والآخرة.

وإياك أن تكون فيها في مواطن الغفلة كالأسواق ومدن الملاهي ومجالس اللغو، فيفوتك خير كثير.

المصدر: موقع طريق الإسلام، نقلاً عن كتاب "كيف تطيل عمرك الإنتاجي".






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator