آلام الرسول صلى الله عليه وسلم :: متجدد بإذن الله تعالى ::

[ابو عمر المصرى]

* النبى صلى الله عليه وسلم آلان فى غار حراء فى أعلى الجبل وحده

والكون كله يستعد لإستقبال أعظم رسالة

الرسالة الخاتمة

يا ترى ايه اللى حصل للنبى صلى الله عليه وسلم فى هذه اللحظات التاريخية

جاءه الملك " جبريل " فقال : اقرأ

فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ

قال النبى : فأخذنى فعطنى ( ضمنى ضمة شديدة ) حتى بلغ من الجهد ( النبى صلى الله عليه وسلم يظهر على التعب من ضمة جبريل عليه السلام له ) ثم أرسلنى ( ثم تركنى ) وقال لى : اقرأ

فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ

قال : فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى وقال لى : اقرأ

فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ

قال : فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى وقال لى :
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبّكَ الأكْرَمُ * الّذِى عَلّمَ بِالْقَلَمِ * عَلّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "

فرجع بها النبى صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده

رجع وهوا فى قمة الرعب وقمة التعب فدخل على خديجة فقال : زملونى زملونى ( غطونى بالثياب ولفونى بها )

حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة : والله لقد خشيت على نفسى يا خديجة

وفى رواية تانية بيقول صلى الله عليه وسلم : إنى أرى ضوءا وأسمع صوتا وأخشى أن يكون بى جنون

فلك ان تتخيل كم المعاناة التى عانها النبى صلى الله عليه وسلم فى بداية الوحى حيث كان الأمر جديدا عليه

كان تائها حائرا لا يدرى طبيعة المرحلة القادمة ولا خطورة المهمة التى سيكلف بها



* اصطحبته السيدة خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانيا وقد قرأ الإنجيل

فقال له ورقة : يا ابن أخى ماترى ؟

فاخبره بما حدث معه

فقال ورقة : هذا الناموس ( يعنى جبريل ) الذى نزل اللهُ على موسى , يا ليتنى كنت فيها جذعا ( شابا قويا ) إذ يخرجك قومك

فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أو مخرجى هم ؟!

دلوقت بس النبى صلى الله عليه وسلم عرف طبيعة المرحلة القادمة من حياته , عرف إن العالم كله هيحاربه مفيش حد هيتعاطف معاه

المرحلة القادمة حرب ضروس حتى قومه اللى كانوا بيحترموه ويجلوه ويلقبونه بالصادق الأمين هما برده اللى هيطروده

قال النبى صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل : أومخرجى هم ؟!!

قال : نعم لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودى وإن يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا

لكن للأسف ورقة بن نوفل مات

ومش بس كده

لا ده كمان الوحى فتر وانقطع

وجبريل لم يعد ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم

فحزن النبى صلى الله عليه وسلم لذلك حزنا شديدا

وفى يوم من الأيام والنبى صلى الله عليه وسلم واقف كما يحكى عن نفسه صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا واقف فرفعت رأسى إلى السماء فإذا الملك الذى جاءنى بحراء جالس على كرسيه بين السماء والأرض قال النبى : فجئثت ( ذعرت ) منه فرقا ( خوفا ) فرجعت فقلت زملونى زملونى دثرونى فأنزل الله تعالى : " يَأَيّهَا الْمُدّثّر * قُمْ فَأَنذِر * وَرَبّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّر * وَالرّجْزَ فَاهْجُرْ "

قم يا محمد ولى زمان الراحة

قم

فما كان بالأمس حلما جميلا فقد أصبح آلان حملا ثقيلا

ثم تتابع الوحى

وقد كان الوحى يأتيه صلى الله عليه وسلم إما بالرؤيا الصادقة وذلك فى أول الأمر

أو يتلبس به الملك حتى يتصبب النبى صلى الله عليه وسلم عرقا ولو فى الشتاء ثم يسرى عنه صلى الله عليه وسلم

أو يأتيه كصلصلة الجرس

أو ينفث الملك فى روعه ما شاء

أو يأتيه جبريل فى صورة بشر

أو يراه على صورته الحقيقة ولم يحدث ذلك إلا مرتين

أو يكلمه الله بلا واسطة كما حدث فى رحلة الإسراء والمعراج

دى كانت البداية والنبى صلى الله عليه وسلم عرف أنه لازم يواجه العالم بالإسلام

وعرف إن مزيدا من الآلام فى انتظاره صلوات ربى وسلامه عليه

[طارق سرور]

جزاك الله خيرا عنه أخى أبو عمر

[ابو عمر المصرى]

حياكم الله
مروركم شرفنى
دمتم بود
جزيتم خيرا

[ابو عمر المصرى]

تتابع الوحى بعد انقطاعه وأدرك النبى صلى الله عليه أنه النبى الخاتم فقام يبلغ رسالة رب العالمين

يدعو خديجة زوجته وعلى بن أبى طالب ابن عمه وزيد بن حارثة مولاه وأبوبكر صاحبه وسرعان ما يخرج أبو بكر رضى الله عنه داعيا فيسلم على يده عثمان بن عفان وبلال بن رباح وطلحة بن عبيد الله وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص والزبير بن العوام

رجال كل منهم حفظ التاريخ له اسمه .... كل منهم كان ركنا وعمودا فى هذا الدين

وبدأت شمس الإسلام تشرق على مكة والجميع فى انتظار لحظة اشتعال النيران فهذه طبيعة أى دعوة وطبيعة أى معركة بين الحق والباطل

ولتأخير هذه اللحظة بالقدر الممكن ولكى لا يقضى على الإسلام من أول لحظة فيقتل فى مهده استمرت الدعوة لمدة ثلاث سنوات

ثلاث سنوات فى تخفى وخوف ورعب وقلق وحرص على كل حركة وسكنة كم هذه اللحظات مؤلمة وكم كانت شاقة

كان النبى صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم فى دار الأرقم بن أبى الأرقم معلما ومربيا يزرع الإسلام فى قلوبهم ويرغبهم فى الجنة وما عند الله من ثواب للمؤمنين ويرهبهم من النار وما عند الله من عقاب للكافرين

يربط على قلوبهم ويصبرهم ويذكرهم بعاقبة الصابرين من الأمم السابقة

كيف كانت قلوبهم وهم أتباع دين جديد فى عاصمة الكفر ؟ هؤلاء الذين دارت بينهم الحرب 40 سنة من أجل ناقة فكيف إذا تعلق الأمر بدين ومعتقد وآلهة يعبدونها ؟

بعد كل هذه السنوات يأمر الله عزوجل نبيه أن يواجه قومه ويجهر بالدعوة فيخرج النبى صلى الله عليه وسلم ويصعد جبل الصفا فينادى فى قومه فيجتمعون
فيقول صلى الله عليه وسلم : لو أخبرتكم أن خيلا تخرج عليكم من وراء هذا الجبل ( قوم أتوا لحربكم ) أكنتم مصدقى ؟

قالوا : نعم , ما جربنا عليك كذبا قط

قال : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد

فيكون أول من يؤذيه عمه أبولهب كان هو أول آلمه قائلا : تبا لك سائر اليوم يا محمدا ألهذا جمعتنا ؟!

فيتألم قلب الرفيق الشفيق صلى الله عليه وسلم يتألم لتكذيب الناس له لا لنفسه وإنما لحرصه عليهم أن يكونوا من الهالكين

يقول الله تعالى : " لَعَلّكَ بَاخِعٌ نّفْسَكَ أَلاّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ " يعنى ربما تذبح نفسك لعدم إيمانهم وتصديقهم لك .

ويقص الله تعالى على نبيه فى القرءان قصص الأنبياء السابقين ليهون عليه

وتبدأ الحرب الضروس بين النبى صلى وبين قومه اتهموه بالسحر والكهانة والجنون ليصرفوا الناس

حالوا أن يغروه بالمال والسلطة ليكف عن دعوته فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا

ذهبوا إلى أبى طالب وعرضوا عليه أن يسلموه عمارة بن الوليد مقابل تسليم النبى صلى الله عليه وسلم فرفض أبو طالب

جعلوا يحاربون الإسلام بكل ما أوتوا من قوة

[ابو عمر المصرى]

كانت الدعوة إلى الإسلام خبرا عاصفا زلزل جوانب مكة

فتصدى المشركون للإسلام بكل قوتهم منذ اللحظات الاولى لجهر النبى صلى الله عليه وسلم بالدعوة لتزيد الآلام على النبى صلى الله عليه وسلم

* أبولهب عمه أول ما نزلت "تَبّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبّ " وذاعت فى مكة أمر ولديه بتطليق بنات النبى صلى الله عليه وسلم ( رقية وأم كلثوم )
يروى أنه قال لعتبة ابنه : رأسى من رأسك حرام حتى تطلق ابنة محمد

فذهب عتبة وقال : والله لأوذين محمدا فى ربه فأتاه وشتم ورد ابنته عليه

فدعا النبى صلى الله عليه وسلم عليه

وكان أبولهب يمشى خلف النبى صلى الله عليه وسلم فى السوق ... كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويقول : يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا

وهويقول : لا تصدقوه فإنه صابئ كذاب

وأما أم جميل زوجته فكانت تحمل الشوك وتضعه فى طريق النبى صلى الله عليه وسلم وعلى بابه

وتبسط لسانها وتهجوه وتسبه قائلة مذمما عصينا ودينه قلينا وأمره أبينا

* وهذا أبوجهل يقول : لئن رأيت محمدا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه , فقال النبى صلى الله عليه وسلم لو فعل لأخذته الملائكة .

فجاء يوما والنبى يصلى فاقترب منه وهم بوضع قدمه على رقبة النبى صلى الله عليه وسلم فرجع خائفا مذعورا إلى أصحابه وهو يتقى بيده ويقول : إن بينى وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة

* بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم يبصق فى وجهه ويوضع عليه القذر

كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى عند الكعبة

فقال أبوجهل : من منكم يقوم إلى سلا جذور بنى فلان ( مشيمة الناقة ) فيضعها على ظهر محمد وهو يصلى ؟

فقام عقبة بن أبى معيط فلما سجد النبى صلى الله عليه وسلم وضعها فوق ظهره فلم يستطع النبى صلى الله عليه وسلم القيام

حتى أتت فاطمة رضى الله عنها فرفعت الأذى عن أبيها

فقام النبى صلى الله عليه وسلم ودعا على سبعة نفر منهم كلهم ماتوا يوم بدر

* اجتمعوا عليه فى الضرب حتى غشى عليه ( أغمى عليه )

جاءه جبريل ذات يوم إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو وهو جالس حزين قد خضب رأسه بالدماء من شدة الضرب فقال له : مالك ؟ .

فقال : فعل بى هؤلاء وفعلوا .

فقال له جبريل أتحب أن اريك آية .

قال نعم

فنظر إلى شجرة فى الوادى فقال ادع تلك الشجرة ( نادى على الشجرة )


فدعاها النبى صلى الله عليه وسلم فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه

فقال له : مرها فلترجع

فأمرها النبى صلى الله عليه وسلم , فرجعت فى مكانها فقال النبى صلى الله عليه وسلم حسبى ( كفانى كفانى )

بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم

[ابو عمر المصرى]

اجتمعت قريش على حرب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه
ليزداد الألم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرى أصحابه يعذبون أمامه

أبوبكر رضى الله عنه يضرب بنعلين مخصوفتين حتى لا يعرف وجهه من أنفه وحمله قومه وكانوا لا يشكون فى موته , وأقسموا لئن مات ليقتلن قاتله

وبلال يردد نشيده الخالد على رمال مكة الحارقة " أحد أحد "

وخباب يسيل شحم ظهر حتى يطفئ الفحم الذى أوقد تحته

ويمر النبى صلى الله عليه وسلم على عمار وأبيه وأمه وهم يعذبون فيقول : أبشروا آل ياسر إن موعدكم الجنة

وأبوذر ضربه المشركون لما أتى يسأل عن النبى صلى الله عليه وسلم حتى وقع مغشيا عليه

لم يجد الصحابة فى مكة مكانا آمنا لعبادة الله تعالى فخرجوا إلى الحبشة مهاجرين بدينهم إلى الله تعالى

ولما بدأ أمر الإسلام يعلو فى مكة ويشتد خاصة بعد إسلام الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ... غيرت قريش من أسلوب تعاملها مع الدعوة وقررت أن تحاصر المسلمين اقتصاديا

فعزلتهم فى شعب أبى طالب حتى يسلموا لهم النبى صلى الله عليه وسلم

ثلاث سنوات فى هذا الشعب ... لا ماء لا طعام

لك أن تتخيل كيف كان حالهم ؟

يقول سعد بن أبى وقاص خرجت ليلة لأبول ( يقضى حاجته ) فسمعت قعقعة مع البول فوجدت قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ورضضتها بالماء فتقويت بها ثلاثة أيام

سبحان الله

كم عانى النبى صلى الله عليه وسلم من أجل دين الله عزوجل

ثم أذن الله تعالى بفك الحصار فخرج النبى صلى الله عليه وسلم من الشعب وكان النبى صلى الله عليه وسلم فى انتظار ألم آخر

ألم وأى ألم

لقد ماتت خديجة زوجته رضى الله عنها التى عوضته عن كل شئ وكان النبى صلى الله عليه وسلم يذكرها كثيرا بعد موتها فتغار عائشة رضى الله عنها فيقول النبى صلى الله عليه وسلم : " إنى قد رزقت حبها "

ثم يموت عمه أبوطالب الذى دافع عنه وحماه

وكان النبى صلى الله عليه وسلم يتمنى إسلامه ويتابعه بالدعوة حتى آخر لحظة فى حياته لكنه مات على دين آبائه وأجداده وأبى أن يدخل فى الإسلام

فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " لأستغفرن لك مالم أنه عنك "
فأنزل الله تعالى : " مَا كَانَ لِلنّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوَاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوَاْ أُوْلِي قُرْبَىَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "

وخفف الله عنه العذاب بفضل شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم فيجعل فى ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلى منه دماغه ولولا تلك الشفاعة لكان فى الدرك الأسفل من النار كما صح عن النبى المختار

ولكى تعلم كم كان ذلك مؤلما للنبى صلى الله عليه وسلم أقص عليك ما حدث يوم الفتح يوم جاء أبوبكر رضى الله عنه بأبيه ليسلم بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم ويبايعه فبكى أبوبكر وقال : لوددت أن هذه اليد يدك عمك وأن يكرمك الله بإسلامه أفضل من أبى .

وهذا من قمة الحب أن يتمنى أبوبكر أن يقر الله عين نبيه بإسلام عمه خير عنده من اسلام أبيه لأنه يعلم كم كان النبى صلى الله عليه وسلم يتمنى إسلامه

[ابو عمر المصرى]

كان أشد الأيام على النبى صلى الله عليه وسلم يوم خروجه إلى الطائف داعيا إلى الله عزوجل

خرج ماشيا يمشى فى الصحراء المحرقة على قدميه مسافة 90 كم

ولما وصل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الطائف انتهى إلى ساداتها وكانوا ثلاثة إخوة " عبد ياليل بن عمرو , وعمير بن عمرو , ومسعود بن عمرو "

فدعاهم وكلمهم لما جاءهم به من نصرة الإسلام

قال له أحدهم : أما وجد الله أحدا يرسله غيرك !

فلما وجد منهم صلى الله عليه وسلم هذا الإعراض طلب منهم أن يكتموا هذا الخبر عن قريش

فلم يفعلوا بل وأغروا سفاءهم وعبيدهم يسبونه صلى الله عليه وسلم ويصيحون به حتى اجتمع الناس عليه وجعلوا يضربونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم

اضطره هؤلاء المطاردون إلى أن يلجأ إلى بستان لعتبة وشيبة ابنى ربيعة وكان أصحاب البستان فيه فابعدوا عنه هؤلاء السفهاء

وأرسلوا له قطفا من عنب مع غلام نصرانى يقال له " عداس " فلما مد النبى صلى الله عليه وسلم يده ليأكل قال : باسم الله

فنظر عداس فى وجهه ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد

فقال له رسول الله : من أى البلاد أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟

قال :أنا رجل نصرانى من نينوى

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى

فقال له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟

فقال رسول الله : ذاك أخى كان نبيا وأنا نبى

فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه فخشى أسياده أن يغير دينه فزجروه




كان النبى صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل ويقول : " من يؤوينى لأبلغ رسالة ربى "

" هل من رجل يحملنى إلى قومه فإن قريشا منعونى أن أبلغ كلام ربى "

وكان يدعو قبيلة " بنى عامر " فقام سيدها ابن فراس القشيرى فقال : بئس الرأى ما رايتم إنكم لو نصرتموه تكالبت عليكم العرب

ثم أقبل على النبى صلى الله عليه وسلم فقال : قم فالحق بأهلك فوالله لولا أنك عند قومى لضربت عنقك

فيركب النبى صلى الله عليه وسلم ناقته فيأتى هذا الخبيث فيغمز الناقة فيسقط النبى صلى الله عليه وسلم من على ظهرها ويتلوى على الأرض من شدة الألم



كل المعاناة دى علشان تبليغ دين الله عزوجل وأنت النهاردة بتفرط فى الدين بسهولة وتبيع سنته بأرخص تمن

الناس بتسأل عن حكم حاجة معينة ولما يعرف إنه سنة يقولك : يا عم دى سنة

قد ايه إحنا مقصرين فى حق نبينا صلى الله عليه وسلم

ولازلنا نتابع رحلة الآلام

[ابو عمر المصرى]

بعد كل هذه المعاناة التى لقيها النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة الطائف وما كان قبلها من موت عمه أبى طالب وزوجته خديجة , تأتى رحلة الإسراء والمعراج لتخفف من هذه الآلام وتربط على قلب النبى صلى الله عليه وسلم

ثم كان الفرج فى العام الحادى عشر من البعثة حين لقى النبى صلى الله عليه وسلم نفرا من أهل المدينة دعاهم إلى الإسلام فوجد منهم ترحيبا كبيرا

لتتم بيعة العقبة الأولى ثم الثانية

وينتقل النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة

يخرج النبى صلى الله عليه وسلم مع أبى بكر الصديق

يخرج متخفيا مطاردا من أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إليه صلى الله عليه وسلم , ويترك خلفه كل شئ مهاجرا من أجل هذا الدين

يبيت فى غار ثور ثلاث ليال ذلك الغار غير الممهد ولا الموسد فى قلب الجبل

كيف مرت هذه الليالى الثلاثة ؟

وكيف كانت هذه اللحظة التى وقف فيها المشركون على الغار لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأى النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه ؟

ولما دخل النبى صلى الله عليه وسلم المدينة كان أول ما لقى هو وأصحابه حمى المدينة التى لم يعتادوا عليها فدعا ربه فصرفها عن المدينة

ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن خرج من مكة إلى المدينة ليستريح

كلا

بل كانت هذه بداية الكفاح وبناء الدولة المسلمة القوية التى تحمى الدعوة إلى الله عزوجل وتقوى شوكة الدين

واجه العالم كله بثبات شديد
المشركون فى مكة
واليهود والمنافقون فى المدينة
والفرس والروم وغيرهم


تحديات خطيرة واجهت النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة ما بين خوف وريبة من أى مؤامرة لقتله صلى الله عليه وسلم , إلى وضع مجتمع المدينة بعد دخول المهاجرين , إلى العداوات والعصبيات بين الأوس والخزرج , إلى اليهود المتربصين والمنافقين الخائنين

كل هذه عقبات تخطاها النبى صلى الله عليه وسلم وتغلب عليها بتوفيق الله تعالى وفضله

فبنى مسجده صلى الله عليه وسلم لإصلاح علاقة الامة بربها وبث الإيمان فى القلوب وتغذيتها بالتقوى ووصلها بالله تعالى الملك الأعلى

ثم أقام علاقة الإخاء بين المؤمنين وأنفسهم ليذيب العصبيات والجاهليات فلا حمية إلا للإسلام ولتسقط فوارق النسب واللون والوطن ولا يتقدم أحد ولا يتأخر إلا بتقواه

وكتب معاهدة بينه وبين اليهود على أن له دينه ولهم دينهم وأن يدافعوا جميعا عن المدينة إذا هاجمها أى عدو

إلى أن جاءت ساعة الإشتباك بين الحق والباطل فى يوم الفرقان

تابعونا

[نور]

نتابع معك بكل شغف
ومااجمل الطرح الروحانى والمعانى
سلمت ابوعمر
وسلمت يمناااااااااااااك
لاحرمت الاجر والمثوبة
بارك الله فيييييييييييييك

[ابو عمر المصرى]

حياكم الله
مروركم شرفنى
دمتم بود
جزيتم خيرا