العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-28-2008, 12:38 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

المرحلة الثالثة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم..


المرحلة الثالثة


وهي آخر مرحلة من مراحل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏ تمثلالنتائج التي أثمرتها دعوته الإسلامية بعد جهاد طويل وعناء ومتاعب وقلاقل وفتنواضطرابات ومعارك وحروب دامية واجهتها طيلة بضعة وعشرين عامًا‏.‏كان الفتح حدًاوكان فتح مكة هو أعظم فتح حصل عليه المسلمون في هذه الأعوام، ‏.‏


ويمكن أن نقسم هذه المرحلة إلى صفحتين‏:‏


1ـ صفحة المجاهدة والقتال‏.‏


2ـ صفحة تسابق الشعوب والقبائل إلى اعتناق الإسلام‏.‏


وهاتان الصفحتان متلاصقتان تناوبتا في هذه المرحلة


غـزوة حنين
بعدفتح مكة دانت قريش للرسول بعد بغيها ،و لم تمتنع عنالاستسلام إلا بعض القبائل الشرسة القوية المتغطرسة، وفي مقدمتها بطون هوازن وثقيف،واجتمعت إليها نَصْرٌ وجُشَمٌ وسعد بن بكر وناس من بني هلال ـ وكلها من قيس عَيْلانـ رأت هذه البطون من نفسها عزا وأنَفَةً أن تقابل هذا الانتصار بالخضوع، فاجتمعتإلى مالك ابن عوف النَّصْري، وقررت المسير إلى حـرب المسلمين‏.
مسير العدو ونزولـه بأوطاس‏
ولما أجمع القائد العام ـ مالك بن عوف ـ المسير إلى حرب المسلمين،ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، فسار حتى نزل بأوْطَاس ـ وهو واد في دارهَوَازِن بالقرب من حُنَيْن، لكن وادي أوطاس غير وادي حنين، وحنين واد إلى جنب ذيالمجَاز، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلاً من جهة عرفات‏.‏

مُجَرِّب الحروب يُغَلِّط رأيالقائد‏‏

ولما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس، وفيهم دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ ـوهو شيخ كبير، ليس فيه إلا رأيه ومعرفته بالحرب وكان شجاعاً مجرباً ـ قال دريد‏:‏بأي واد أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ بأوطاس، قال‏:‏ نعم مَجَالُ الخيل، لا حَزْنٌ ضَرسٌ ، ولاسَهْلٌ دَهِس، مإلى أسمع رُغَاء البعير، ونُهَاق الحمير، وبُكَاء الصبي، وثُغَاءالشاء‏؟‏ قالوا‏:‏ ساق مالك بن عوف مع الناس نساءهم وأموالهم وأبناءهم، فدعا مالكاًوسأله عما حمله على ذلك، فقال‏:‏ أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم،فقال‏:‏ راعي ضأن واللّه، وهل يرد المنهزم شيء‏؟‏ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجلبسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فُضِحْتَ في أهلك ومالك، ثم سأل عن بعض البطونوالرؤساء، ثم قال‏:‏ يا مالك، إنك لم تصنع بتقديم بَيْضَة هوازن إلى نحور الخيلشيئاً، ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم، ثم الْقَ الصُّبَاة على متون الخيل،فإن كانت لك لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزتَ أهلك ومالك‏.‏

ولكن مالكاً ـ القائد العام ـ رفض هذا الطلب قائلاً‏:‏ واللّه لاأفعل، إنك قد كبرت وكبر عقلك، واللّه لتطيعني هوازن أو لأتَّكِئَنَّ على هذا السيفحتى يخرج من ظهري، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي، فقالوا‏:‏ أطعناك‏.‏ فقالدريد‏:‏ هذا يوم لم أشهده ولم يَفُتْنِي‏:‏

يا ليتنـي فيها جـَذَعْ ** أخُبُّ فيها وأضَعْ

أقود وطْفَاءَ الزَّمَــعْ ** كأنها شـاة صَدَعْ[/center]
سلاح استكشاف العدو‏
وجاءت إلى مالك عيون كان قد بعثهم للاستكشاف عن المسلمين وقد تفرقت أوصالهم، قال‏:‏ ويلكم، ما شأنكم‏؟‏ قالوا‏:‏ رأينا رجالاً بيضاعلى خيل بُلْق، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما تري‏.‏
سلاح استكشاف رسول اللّه صلى الله عليهوسلم
ونقلت الأخبار إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمسير العدو، فبعثأبا حَدْرَد الأسلمي، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيهبخبرهم، ففعل‏.‏
الرسول صلى الله عليه وسلم يغادر مكة إلىحنين‏‏
وفي يوم السبت ـ السادس من شهر شوال سنة 8 هـ ـ غادر رسول اللّه صلىالله عليه وسلم مكةـ وكان ذلك اليوم التاسع عشر من يوم دخوله في مكة ـ خرج في اثنيعشر ألفاً من المسلمين ؛ عشرة آلاف ممن كانوا خرجوا معه لفتح مكة، وألفان من أهلمكة‏.‏ وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها،واستعمل على مكة عَتَّاب بن أسيد‏.‏
ولما كان عشية جاء فارس، فقال‏:‏ إني طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنابهوازن على بكرة آبائهم بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسولاللّه صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏(‏تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء اللّه‏)‏،وتطوع للحراسة تلك الليلة أنس بن أبي مَرْثَد الغَنَوي‏.‏

وقد كان بعضهم قال نظراً إلى كثرة الجيش‏:‏ لن نُغْلَبَ اليوم، وكانقد شق ذلك على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏
الجيش الإسلامي يُباغَتْ بالرماةوالمهاجمين‏‏
وصل الجيش الإسلامي إلى حنين، الليلة التي بين الثلاثاء والأربعاءلعشر خلون من شوال، وكان مالك بن عوف قد سبقهم، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي،وفرق كُمَنَاءه في الطرق والمداخل والشعاب ، وأصدر أمره بأنيرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشدوا شدة رجل واحد‏.‏
وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألويةوالرايات، وفرقها على الناس، وفي عَمَاية الصبح وصل المسلمون وادي حنين ، فبينا هم ينحطونإذا تمطر عليهم النبال، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانشمرالمسلمون راجعين،وتفرقوا ، وكانت هزيمة منكرة،
وانحاز رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جهة اليمين وهو يقول‏:‏‏(‏هَلُمُّوا إلى أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد اللّه‏)‏ ولم يبق معهإلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار‏.‏ تسعة على قول ابن إسحاق، واثنا عشرعلى قول النووي، والصحيح ما رواه أحمد والحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود،قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فولي عنه الناس وثبت معه ثمانونرجلاًمن المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا ولم نُوَلِّهم الدُّبُر، ورويالترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال‏:‏ لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين،وما مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلممائة رجل‏.‏
وحينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا نظير لها، فقدطفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول‏:‏
‏(‏أنــا النبي لا كَذِبْ ** أنا ابن عبد المطلب‏)‏
رجوع المسلمين واحتدام المعركة‏
وأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عمه العباس ـ وكان جَهِيَرالصوت ـ أن ينادي الصحابة، قال العباس‏:‏ فقلت بأعلى صوتي‏:‏ أين أصحابالسَّمُرَة‏؟‏ قال‏:‏ فوالله لكأن عَطْفَتَهُم حين سمعوا صوتي عَطْفَة البقر علىأولادها، فقالوا‏:‏ يا لبيك، يا لبيك‏.‏ ويذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر عليه،فيأخذ درعه، فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم عن بعيره، ويخلي سبيله،فيؤم الصوت، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس واقتتلوا‏.‏
وصرفت الدعوة إلى الأنصار‏:‏ يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثمقصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج، وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخري كماكانوا تركوا الموقعة، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة، ونظر رسول اللّه صلى الله عليهوسلم إلى ساحة القتال، وقد استحر واحتدم، فقال‏:‏ ‏(‏الآن حَمِي الوَطِيسُ‏)‏‏.‏ ثمأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب الأرض، فرمي بها في وجوه القوموقال‏:‏ ‏(‏شاهت الوجوه‏)‏، فما خلق اللّه إنساناً إلا ملأعينيه تراباً من تلكالقبضة، فلم يزل حَدُّهُم كَلِيلاً وأمرهم مُدْبِرًا‏.‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:40 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

انكسار حدة العدو وهزيمتهالساحقة‏
وما هي إلا ساعات قلائل ـ بعد رمي القبضة ـ حتى انهزم العدو هزيمةمنكرة، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مالوسلاح وظُعُن‏.‏
وهذا هو التطور الذي أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله‏:‏ ‏{‏وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُالأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُسَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْتَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاءالْكَافِرِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏25، 26‏]‏

حركة المطاردة‏‏ تفرق العدو بعد انهزامه
وصارت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى نَخْلَة،وطائفة إلى أوْطاس، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أوطاس طائفة من المطاردينيقودهم أبو عامرالأشعري، ،فتقاتلوا ثم انهزم جيشالمشركين، وفي هذه المناوشة قتل القائد أبو عامر الأشعري‏.‏
وطاردت طائفة أخري من فرسان المسلمين فلول المشركين في نخلة، فأدركت دُرَيْدَ بن الصِّمَّة فقتله ربيعة بن رُفَيْع‏.‏
وأما معظم فلول المشركين الذين لجأوا إلى الطائف، فتوجه إليهم رسولاللّه صلى الله عليه وسلم بنفسه بعد أن جمع الغنائم‏.‏

الغنائم‏
وكانت الغنائم‏:‏ السبي ستة آلاف رأس، والإبل أربعة وعشرون ألفاً ،والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة، أمر رسول اللّه صلى اللهعليه وسلم بجمعها، ثم حبسها بالجِعْرَانَة، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولميقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف‏.‏
وكانت في السبي الشيماء بنت الحارث السعدية ؛ أخت رسول اللّه صلىالله عليه وسلم من الرضاعة، فلما جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت لهنفسها، فعرفها بعلامة فأكرمها، وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه، ثم منّ عليها، وردّهاإلى قومها‏.‏

غزوة الطائف‏‏
تعدهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين، لأن معظم فلولهَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع القائد العام ـ مالك بن عوف النَّصْرِي ـ وتحصنوابها، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين وجمع الغنائمبالجعرانة، في الشهر نفسه ـ شوال سنة 8 هـ‏.‏
وقدم خالد بن الوليد جيش في ألف رجل، ثم سلك رسولالله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ، فنزل قريباً من حصن، وعسكر هناك، وفرض الحصار على أهل الحصن‏.‏
ودام الحصار مدة غير قليلة، ففي رواية أنس عند مسلم‏:‏ أن مدةحصارهم كانت أربعين يوماً، وعند أهل السير خلاف في ذلك، فقيل‏:‏ عشرين يوماً،وقيل‏:‏ بضعة عشر، وقيل‏:‏ ثمانية عشر، وقيل‏:‏ خمسة عشر‏.‏
ووقعت في هذه المدة مراماة، ومقاذفات،
وأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ كجزء من سياسة الحرب لإلجاءالعدو إلى الاستسلام ـ أمر بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً،فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم، فتركها للّه والرحم‏.‏
ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيما عبد نزل من الحصن وخرجإلينا فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً ، ‏]‏ ـ فأعتقهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل منالمسلمين يمونه، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة‏.‏
ولما طالت مدة الحصار واستعصي الحصن، وأصيب المسلمون بما أصيب من رشقالنبال وبسكك الحديد المحماة ـ وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة ـاستشار رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال‏:‏ هم ثعلبفي جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك، وحينئذ عزم رسول اللّه صلى اللهعليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس، إنا قافلونغداً إن شاء اللّه، فثقل عليهم وقالوا‏:‏ نذهب ولا نفتحه‏؟‏ فقال رسول اللّه صلىالله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اغدوا على القتال‏)‏، فغدوا فأصابهم جراح، فقال‏:‏ ‏(‏إناقافلون غداً إن شاء اللّه‏)‏ فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول اللّه صلىالله عليه وسلم يضحك‏.‏
ولما ارتحلوا واستقلوا قال‏:‏ قولوا‏:‏ ‏(‏آيبون تائبون عابدون،لربنا حامدون‏)‏‏.‏
وقيل‏:‏ يا رسول اللّه، ادع على ثقيف، فقال‏:‏ ‏(‏اللّهم اهد ثقيفا،وائت بهم‏)‏‏.‏

قسمة الغنائم بالجِعْرَانَة‏‏
مكث رسول اللة بالجعرانة بعد عودته من الطاثف بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، يبتغي أن يقدم عليه وفدهوازن تائبين فيحرزوا ما فقدوا، ولكنه لم يجئه أحد، فبدأ بقسمة المال، ، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظيبالأنصبة الجزلة‏.‏
أعطي أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل، فقال‏:‏ ابنييزيد‏؟‏ فأعطاه مثلها، فقال‏:‏ ابني معاوية‏؟‏ فأعطاه مثلها، وأعطي حكيم بن حزاممائة من الإبل، ثم سأله مائة أخري، فأعطاه إياها‏.‏ وأعطي صفوان بن أمية مائة منالإبل، ثم مائة ثم مائة ـ كذا في الشفاء ـ وأعطي الحارث بن الحارث بن كَلَدَة مائةمن الإبل، وكذلك أعطي رجالا من رؤساء قريش وغيرها مائة مائة من الإبل وأعطي آخرينخمسين خمسين وأربعين أربعين، حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاءً، ما يخافالفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة، فانتزعت رداءهفقال‏:‏ ‏(‏أيها الناس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجرتهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً‏)‏‏.‏
ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين إصبعه، ثمرفعها، فقال‏:‏ ‏(‏أيها الناس، واللّه مالى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس،والخمس مردود عليكم‏)‏‏.‏
وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زيدبن ثابت بإحضار الغنائم والناس، ثم فرضها على الناس، فكانت سهامهم لكل رجل إماأربعاً من الإبل، وإما أربعين شاة، فإن كان فارساً أخذ اثني عشر بعيراً أو عشرينومائة شاة‏.‏

الأنصار تَجِدُ على رسول اللّه صلى الله عليهوسلم‏
لم تُفْهَم هذه القسمة التي قسمها الرسول أولالأمر، فأُطْلِقتْ ألسنة شتي بالاعتراض‏.‏
روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما أعطي رسول اللّه صلىالله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن فيالأنصار منها شيء، وَجَدَ هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القَالَةُ،حتى قال قائلهم‏:‏ لقي واللّه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعدبن عبادة فقال‏:‏ يا رسول اللّه، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك فيأنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً فيقبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء‏.‏قال‏:‏ ‏(‏فأين أنت من ذلكيا سعد‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ يا رسول اللّه، ما أنا إلا من قومي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فاجمع لي قومكفي هذه الحظيرة‏)‏‏.‏ فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، فجاء رجال منالمهاجرين فتركهم فدخلوا‏.‏ وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال‏:‏لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فحمداللّه، وأثني عليه، ثم قال‏:‏ ‏(‏يا معشر الأنصار، ما قَالَهٌ بلغتني عنكم،وَجِدَةٌ وجدتموها على في أنفسكم‏؟‏ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه‏؟‏ وعالة فأغناكماللّه‏؟‏ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم‏؟‏‏)‏ قالـوا‏:‏ بلـي، اللّه ورسولـه أمَنُّوأفْضَلُ‏.‏
ثم قال‏:‏ ‏(‏ألا تجيبوني يا معشر الأنصار‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ بماذانجيبك يا رسول اللّه‏؟‏ للّه ورسوله المن والفضل‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏أما واللّه لو شئتملقلتم، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ‏:‏ أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك،وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسَيْنَاك‏)‏‏.‏
‏(‏أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنياتَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم‏؟‏ ألا ترضون يا معشرالأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلىرحالكم‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناسشِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهم ارحم الأنصار، وأبناءالأنصار، وأبناء أبناء الأنصار‏)‏‏.‏
فبكي القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا‏:‏ رضينا برسول اللّه صلىالله عليه وسلم قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وتفرقوا‏.‏

قدوم وفد هوازن‏‏
وبعد توزيع الغنائم أقبل وفد هوازن مسلماً، وهم أربعة عشر رجلاًورأسهم زهير ابن صُرَد، وفيهم أبو بُرْقَان عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منالرضاعة، فأسلموا وبايعوا ثم قالوا‏:‏ يا رسول اللّه، إن فيمن أصبتم الأمهاتوالأخوات، والعمات والخالات، وهن مخازي الأقوام‏:‏
فامنن علينا رسول اللّه في كـرم ** فإنـك المرء نرجـوه وننتظر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
وذلك في أبيات‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلىأصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ ما كنا نعدل بالأحسابشيئاً‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إذا صليت الغداة ـ أي صلاة الظهر ـ فقوموا فقولوا‏:‏ إنانستشفع برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المؤمنين، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسولاللّه صلى الله عليه وسلم أن يرد إلينا سبينا‏)‏، فلما صلي الغداة قاموا فقالواذلك‏.‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أما ما كان لي ولبني عبد المطلبفهو لكم، وسأسأل لكم الناس‏)‏، فقال المهاجرون والأنصار‏:‏ ما كان لنا فهو لرسولاللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال الأقْرَع بن حابس‏:‏ أما أنا وبنو تميم فلا‏.‏وقال عُيَيْنَة بن حِصْن‏:‏ أما أنا وبنو فَزَارَة فلا‏.‏وقال العباس بنمِرْدَاس‏:‏ أما أنا وبنو سُلَيْم فلا‏.‏ فقالت بنو سليم‏:‏ ما كان لنا فهو لرسولاللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال العباس بن مرداس‏:‏ وهنتموني‏.‏
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن هؤلاء القوم قد جاءوامسلمين، وقد كنت استأنيت سَبْيَهُمْ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساءشيئاً، فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك، ومن أحب أن يستمسكبحقه فليرد عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء اللّه علينا‏)‏، فقالالناس‏:‏ قد طيبنا لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إنا لا نعرف منرضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفَاؤكم أمركم‏)‏، فردوا عليهمنساءهم وأبناءهم، لم يتخلف منهم أحد غير عيينة بن حصن، فإنه أبي أن يرد عجوزاً صارتفي يديه منهم، ثم ردها بعد ذلك، وكسا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم السبي قبطيةقبطية‏.‏
العمرة والانصراف إلىالمدينة‏
اعتمررسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد تقسمة الغنائم فيالجِعْرَانة ، ،ورجع إلى المدينةبعد أن ولي على مكة عَتَّاب بن أسيد، وكان رجوعه إلى المدينة ودخوله فيها لست ليالبقيت من ذي القعدة سنة 8 هـ‏.‏
العبر والعظات
1-تعتبر غزوة حنين درسا بالعقيدة الإسلامية للمسلمين إذ بينت أن الكثرة لا تفيدهم إذ لم يكونوا صابرين ومتقين
2- مشروعية بث العيون بين الأعداء لمعرفة شأنهم وأخبارهم
3- إمكانية أن يستعين الإمام بأسلحة من المشركين لقتال أعداء المشركين وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حين استعان بأسلحة من صفوان بن أمية
4- جرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب حين تفرقت جموع المسلمين في الوادي ولم يبق سواه
5- الجهاد لا يعني الحقد على الكافرين وذالك تجلى عندما دعا الرسول لثقيفاً بالهداية
6- سياسة الإسلام نحو المؤلفة قلوبهم حيث نستدل انه يجوز للإمام أن يزيد بالعطاء لمن يتألف قلوبهم بالإسلام بالقدر الذي تدعو له المصلحة
7- فضل الأنصار ومدى محبة رسول الله لهم






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:42 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

حج أبي بكر رضي الله عنه
في ذي القعدة أو ذي الحجــة من سنة ـ 9 هـ ـ بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبــا بكر الصديق رضي الله عنه أميراً على الحج، ليقيم بالمسلمين المناسك‏.‏ ثم نزلت أوائل سورة براءة بنقض المواثيق ونبذها على سواء، فبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب ليؤدي عنه ذلك.

وبعث أبو بكر رضي الله عنه رجالاً ينادون في الناس‏:ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُرْيَان‏.‏ وكان هذا النداء بمثابة إعلان نهاية الوثنية في جزيرة العرب، وأنها لا تُبْدِئُ ولا تُعِيدُ بعد هذا العام‏.

نظرة على الغزوات
  • دلّت هذه الغزوات على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكبر قائد عسكري في الدنيا، وأشدهم وأعمقهم فراسة وتيقظاً، إنه صاحب عبقرية فذة في هذا الوصف.
  • لم يخض معركة من المعارك إلا في الظرف ومن الجهة اللذين يقتضيهما الحزم والشجاعة والتدبير.
  • لم يفشل في أي معركة من المعارك التي خاضها لغلطة في الحكمة وما إليها من تعبئة الجيش وخطة القتال وغيرها‏.‏ ولم يقع ما وقع في أُحد وحنين إلا من بعض الضعف في أفراد الجيش ـ في حنين ـ أو من جهة معصيتهم أوامره وتركهم التقيد والالتزام بالحكمة والخطة اللتين كان أوجبهما عليهم من حيث الوجهه العسكرية‏.
  • ثباته مجابهاً للعدو، عند هزيمة المسلمين في غزوتي أحد وحنين.. واستطاع بحكمته الفذة أن يخيبهم في أهدافهم ـ كما فعل في أحد ـ أو يغير مجري الحرب حتى يبدل الهزيمة انتصاراً -كما في حنين-.
  • استطاع بهذه الغزوات فرض الأمن وبسط السلام، وإطفاء نار الفتنة، وكسر شوكة الأعداء في صراع الإسلام والوثنية، وإلجائهم إلى المصالحة، وتخلية السبيل لنشر الدعوة.
  • أنشأ طائفة كبيرة من القواد، الذين لاقوا بعده الفرس والرومان في ميادين العراق والشام.
  • استطاع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الغزوات أن يوفر السكني والأرض والحرف والمشاغل للمسلمين.
  • غير أغراض الحروب وأهدافها التي كانت تضطرم نار الحرب لأجلها في الجاهلية للنهب والسلب والقتل والإغارة والظلم والبغي والعدوان، وأخذ الثأر، والفوز بالوَتَر، وكبت الضعيف، وتخريب العمران، وتدمير البنيان، وهتك حرمات النساء، والقسوة بالضعاف والولائد والصبيان، وإهلاك الحرث والنسل، والعبث والفساد في الأرض. فصارت هذه الحرب ـ في الإسلام ـ جهاداً في تحقيق أهداف نبيلة ، وأغراض سامية، وغايات محمودة.
  • كما شرع للحروب قواعد شريفة ألزم التقيد بها على جنوده وقوادها، ولم يسمح لهم الخروج عنها بحال‏.‏ روي سليمان بن بريدة عن أبيه قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوي اللّه عز وجل، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال‏:‏(‏اغزوا بسم اللّه، في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، اغزوا، فلا تغلوا، ولاتغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏ وكان يأمر بالتيسير ويقول‏:‏(‏يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا‏)‏‏.‏
الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً
قال عمرو بن سلمة‏:‏ كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم‏:‏ ماللناس‏؟‏ ما للناس‏؟‏ ما هذا الرجل‏؟‏ ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيقولون‏:‏ يزعم أن اللّه أرسله، أوحي إليه، أوحي اللّه كذا، فكنت أحفظ ذاك الكلام، فكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون‏:‏ اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق‏.‏ فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال‏:‏ جئتكم واللّه من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقاً‏.‏ فقال‏:‏ صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

وهذا الحديث يدل مدي أثر فتح مكة في تطوير الظروف، وتعزيز الإسلام، ولذلك نري الوفود تقصد المدينة تترى في هذين العامين ـ التاسع والعاشر ـ ونرى الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً، حتى إن الجيش الإسلامي الذي كان قوامه عشرة آلاف مقاتل في غزوة الفتح، إذا هو يزخر في ثلاثين ألف مقاتل في غزوة تبوك قبل أن يمضي على فتح مكة عام كامل، ثم نري في حجة الوداع بحراً من رجال الإسلام ـ مائة ألف من الناس أو مائة ألف وأربعة وأربعون ألفا منهم ـ يموج حول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالتلبية والتكبير والتسبيح والتحميد، تدوي له الآفاق، وترتج له الأرجاء‏.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:44 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الـوفـــود
والوفود التي سردها أهل المغازي يزيد عددها على سبعين وفداً، ولا يمكن لنا
استقصاءها، وليس كبير فائدة في بسط تفاصيلها، وإنما نذكر منها إجمالاً ماله
روعة أو أهمية في التاريخ:

1 ـ وفد عبد القيس‏:‏
كانت لهذه القبيلة وفادتان‏:‏ الأولي سنة خمس من الهجرة أو قبل ذلك‏.‏
أول من اسلم منهم رجل تاجر منهم يقال له مُنْقِذُ بن حيان . ثم عاد إلى قومه بكتاب
رسول الله فأسلموا جميعا وتوافدوا إليه.
والوفادة الثانية كانت سنة الوفود.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كبيرهم الأشج العصري:‏ ‏(‏إن فيك
خصلتين يحبهما اللّه‏:‏ الحلم والأناة‏)‏‏.‏

2 ـ وفد دَوْس‏:
كانت وفادة هذه القبيلة في أوائل سنة سبع، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم بخيبر
، وقد قدمنا حديث إسلام الطُّفَيْل بن عمرو الدوسي، وأنه أسلم ورسول اللّه صلى الله
عليه وسلم بمكة، ثم رجع إلى قومه، فلم يزل يدعوهم إلى الإسلام، ويبطئون عليه
حتى يئس منهم، ورجع إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فطلب منه أن يدعو
على دوس، فقال‏:‏ ‏(‏اللهم اهد دوساً‏)‏‏.‏ ثم أسلم هؤلاء، فوفد الطفيل بسبعين أو ثمانين
بيتا من قومه إلى المدينة في أوائل سنة سبع، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم
بخيبر، فلحق به‏.‏

3 ـ رسول فَرْوَة بن عمرو الجُذَامي‏:‏
كان فروة قائداً عربياً من قواد الرومان، عاملاً لهم على من يليهم من العرب، وكان
منزله مَعَان وما حوله من أرض الشام، أسلم بعد ما رأي من جلاد المسلمين
وشجاعتهم، وصدقهم اللقاء في معركة مؤتة سنة 8 هـ، ولما أسلم بعث إلى رسول
اللّه صلى الله عليه وسلم رسولاً بإسلامه، وأهدي له بغلة بيضاء، ولما علم الروم
بإسلامه أخذوه فحبسوه، ثم خيروه بين الردة والموت، فاختار الموت على الردة،
فصلبوه بفلسطين على ماء يقال له‏:‏ عفراء، وضربوا عنقه‏.‏

4 ـ وفد صُدَاء‏:‏
جاء هذا الوفد عقب انصراف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الجِعْرَانة سنة 8
هـ ، وذلك أن رسول اللّّه صلى الله عليه وسلم هيأ بعثاً من أربعمائة من المسلمين،
علم به زياد بن الحارث الصدائي، فجاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏
جئتك وافداً على مَنْ ورائي، فاردد الجيش وأنا لك بقومي، فرد الجيش من صدر
قناة، وجاء الصدائي إلى قومه فرغبهم في القدوم على رسول اللّه صلى الله عليه
وسلم، فقدم عليه خمسة عشر رجلاً منهم، وبايعوه على الإسلام، ثم رجعوا إلى
قومهم، فدعوهم ففشا فيهم الإسلام، فوافي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منهم مائة
رجل في حجة الوداع‏.

5 ـ قدوم كعب بن زهير بن أبي سلمى‏:‏
كان من أشعر العرب، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف رسول
اللّه صلى الله عليه وسلم من غزوة الطائف سنة 8هـ ، كتب إلى كعب بن زهير
أخوه بُجَيْر بن زهير أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قتل رجالاً بمكة ممن كانوا يهجونه ويؤذونه، ومن بقي من شعراء قريش هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فَطِرْ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحداً جاء تائباً، وإلا فانج إلى نجاتك، فجاء المدينة، ونزل على رجل من جُهَيْنَةَ، وصلي معه
الصبح، فلما انصرف أشار عليه الجهني، فقام إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه، فوضع يده في يده، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال‏:‏ يا رسول اللّه، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم‏)‏‏.‏ قال‏:‏ أنا كعب بن زهير، فوثب عليه رجل من الأنصار يستأذن ضرب عنقه، فقال‏:‏ ‏(‏دعه عنك، فإنه قد جاء تائباً نازعاً عما كان عليه‏)‏‏.

6 ـ وفد عُذْرَة‏:‏
قدم هذا الوفد في صفر سنة 9 هـ، وهم اثنا عشر رجلاً فيهم حمزة بن النعمان، فرحب بهم النبي صلى الله عليه وسلم، وبشرهم بفتح الشام، ونهاهم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها‏.‏ أسلموا وأقاموا أياماً ثم رجعوا‏.‏

7 ـ وفد بَلِي‏:‏
قدم في ربيع الأول سنة 9 هـ، وأسلم وأقام بالمدينة ثلاثاً، وقد سأل رئيسهم أبو الضُّبَيْب عن الضيافة هل فيها أجر‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏نعم، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة‏)‏، وسأل عن وقت الضيافة، فقال‏:‏ ‏(‏ثلاثة أيام‏)‏، وسأل عن ضالة الغنم، فقال‏:‏ ‏(‏هي لك أو لأخيك أو للذنب‏)‏، وسأل عن ضالة البعير‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏مالك وله‏؟‏ دعه حتى يجده صاحبه‏).

8 ـ وفد ثقيف‏:‏
كانت وفادتهم في رمضان سنة 9 هـ، وقصة إسلامهم أن رئيسهم عروة بن مسعود الثقفي جاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد مرجعه من غزوة الطائف في ذي القعدة سنة 8 هـ قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم عروة، ورجع إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام ـ وهو يظن أنهم يطيعونه ؛ لأنه كان سيدا مطاعاً في قومه، فلما دعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل حتى قتلوه، ثم أقاموا بعد قتله أشهراً، ثم رأوا أنه لا طاقة لهم بحرب مَنْ حولهم من العرب ـ الذين كانوا قد بايعوا وأسلموا ـ فأجمعوا أن يرسلوا رجلاً إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فكلموا عَبْد يالِيل بن عمرو، وعرضوا عليه ذلك فأبي، وقال‏:‏ لست فاعلاً حتى ترسلوا معي رجالاً، فبعثوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بني مالك، فصاروا ستة فيهم عثمان بن أبي العاص الثقفي، وكان أحدثهم سناً‏.‏

فلما قدموا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ضرب عليهم قبة في ناحية المسجد، لكي يسمعوا القرآن، ويروا الناس إذا صلوا، ومكثوا يختلفون إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وهو يدعوهم إلى الإسلام، حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قضية صلح بينه وبين ثقيف، يأذن لهم فيه بالزنا وشرب الخمور وأكل الربا، ويترك لهم طاغيتهم اللات، وأن يعفيهم من الصلاة، وألا يكسروا أصنامهم بأيديهم، فأبي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يقبل شيئاً من ذلك، فخلوا وتشاوروا فلم يجدوا محيصاً عن الاستسلام لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فاستسلموا وأسلموا، واشترطوا أن يتولي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هدم اللات، وأن ثقيفاً لا يهدمونها بأيديهم أبداً‏.‏ فقبل ذلك، وكتب لهم كتاباً، وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص الثقفي ؛ لأنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم الدين والقرآن‏ ‏(‏وكان من أعظم الناس بركة لقومه في زمن الردة، فإن ثقيفاً لما عزمت على الردة قال لهم‏:‏ يا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاماً، فلا تكونوا أول الناس ردة، فامتنعوا عن الردة، وثبتوا على الإسلام‏)‏‏.‏

ورجع الوفد إلى قومه فكتمهم الحقيقة، وخوفهم بالحرب والقتال، وأظهر الحزن والكآبة، وأن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سألهم الإسلام وترك الزنا والخمر والربا وغيرها وإلا يقاتلهم‏.‏ فأخذت ثقيفاً نخوة الجاهلية، فمكثوا يومين أو ثلاثة يريدون القتال، ثم ألقي اللّه في قلوبهم الرعب، وقالوا للوفد‏:‏ ارجعوا إليه فأعطوه ما سأل‏.‏ وحينئذ أبدي الوفد حقيقة الأمر، وأظهروا ما صالحوا عليه، فأسلمت ثقيف‏.‏
وبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجالاً لهدم اللات، أمر عليهم خالد بن الوليد، ورجع خالد مع مفرزته إلى رسول اللّْه صلى الله عليه وسلم بحليها وكسوتها، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه، وحمد الله على نصرة نبيه وإعزاز دينه‏.

9 ـ رسالة ملوك اليمن‏:‏
وبعد مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك قدم كتاب ملوك حِمْيَر، وهم الحارث بن عبد كُلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان، وقَيْلُ ذي رُعَيْن وهَمْدَان ومُعَافِر، ورسولهم إليه صلى الله عليه وسلم مالك بن مرة الرَّهَاوي، بعثوه بإسلامهم ومفارقتهم الشرك وأهله، وكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بَيَّنَ فيه ما للمؤمنين وما عليهم، وأعطي فيه المعاهدين ذمة اللّه وذمة رسوله إذا أعطوا ما عليهم من الجزية وبعث إليهم رجالاً من أصحابه أميرهم معاذ بن جبل.

10 ـ وفد همدان‏:‏
قدموا سنة 9هـ بعد مرجعه صلى الله عليه وسلم من تبوك، فكتب لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتاباً أقطعهم فيه ما سألوه، وأمر عليهم مالك بن النَّمَطَ، واستعمله على من أسلم من قومه، وأسلم سائرهم على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكتب على ببشارة إسلامهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ الكتاب خر ساجداً، ثم رفع رأسه فقال‏:‏ ‏(‏السلام على همدان، السلام على همدان‏)‏‏.‏


11 ـ وفد بني فَزَارَة‏:‏
قدم هذا الوفد سنة 9هـ بعد مرجعه صلى الله عليه وسلم من تبوك، قدم في بضعة عشر رجلاً جاءوا مقرين بالإسلام، وشكوا جدب بلادهم، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فرفع يديه واستسقي، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم اسق بلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحْي بلدك الميت، اللهم اسقنا غَيْثاً مُغِيثاً، مريئًا مَرِيعاً، طَبَقاً واسعاً، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار، اللّهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولاهَدْم ولا غَرَق ولا مَحْق، اللّهم اسقنا الغيث، وانصرنا على الأعداء‏)‏‏.‏
12ـ وفد نجران‏:‏
وكانت وفادة أهل نجران سنة 9هـ، وقوام الوفد ستون رجلاً منهم أربعة وعشرون من الأشراف، فيهم ثلاثة كانت إليهم زعامة أهل نجران‏.
ولما نزل الوفد بالمدينة، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم سألهم وسألوه، ثم دعاهم إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن فامتنعوا، وسألوه عما يقول في عيسي عليه السلام، فمكث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يومه ذلك حتى نزل عليه‏:‏ ‏{‏إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏59: 61‏]‏‏.‏
ولما أصبح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخبرهم بقوله في عيسي ابن مريم في ضوء هذه الآية الكريمة، وتركهم ذلك اليوم ؛ ليفكروا في أمرهم، فأبوا أن يقروا بما قال في عيسي‏.‏ فلما أصبحوا وقد أبوا عن قبول ما عرض عليهم من قوله في عيسي، وأبوا عن الإسلام دعاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة.

ثم اجتمع رأيهم على تحكيم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في أمرهم، فجاءوا وقالوا‏:‏ إنا نعطيك ما سألتنا‏.‏ فقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منهم الجزية، وصالحهم على ألفي حُلَّة ‏ ومع كل حلة أوقية، وأعطاهم ذمة اللّه وذمة رسوله‏.‏ وترك لهم الحرية الكاملة في دينهم، وكتب لهم بذلك كتاباً، وطلبوا منه أن يبعث عليهم رجلاً أميناً، فبعث عليهم أمين هذه الأمة أبا عبيدة بن الجراح؛ ليقبض مال الصلح‏.‏

ثم طفق الإسلام يفشو فيهم، فقد ذكروا أن السيد والعاقب (من أسيادهم وكانوا في الوفد) أسلما بعد ما رجعا إلى نجران، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عليّا ؛ ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم، ومعلوم أن الصدقة إنما تؤخذ من المسلمين‏.

13 ـ وفد بني حنيفة‏:‏

كانت وفادتهم سنة 9 هـ، وكانوا سبعة عشر رجلاً فيهم مُسَيْلِمة الكذاب نزل هذا الوفد في بيت رجل من الأنصار، ثم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، ما عدا مسيلمة الكذاب فإنه لم يحضر مع سائر الوفد إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أري قبل ذلك في المنام أنه أتي بخزائن الأرض، فوقع في يديه سواران من ذهب، فكبرا عليه وأهماه، فأوحي إليه أن انفخهما فنفخهما فذهبا، فأوَّلَهُمَا كذابين يخرجان من بعده، فلما صدر من مسيلمة ما صدر من الاستنكاف ـ وقد كان يقول‏:‏ إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته ـ جاءه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وفي يده قطعة من جريد، ومعه خطيبه ثابت بن قيس بن شَمَّاس، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فكلمه، فقال له مسيلمة‏:‏ إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال‏:‏ ‏(‏لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر اللّه فيك، ولئن أدبرتَ ليعقرنك اللّه، واللّه إني لأراك الذي أرِيتُ فيه ما رأيتُ، وهذا ثابت يجيبك عني‏)‏، ثم انصرف‏.‏
وأخيراً وقع ما تَفَرَّسَ فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فإن مسيلمة لما رجع إلى اليَمَامة حتى ادعي أنه أشرك في الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فادعي النبوة، وأحل لقومه الخمر والزنا، وهو مع ذلك يشهد لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه نبي، وافتتن به قومه فتبعوه وأصفقوا معه، حتى تفاقم أمره، وكتب إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتاباً قال فيه‏:‏ إني أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأمر، ولقريش نصف الأمر، فرد عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بكتاب قال فيه‏:‏ ‏(‏إن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين‏)‏‏.‏
14ـ وفد بني عامر بن صَعْصَعَة‏:‏

كان فيهم عامر بن الطُّفَيْل عدو اللّه وأرْبَد بن قيس ـ أخو لَبِيد لأمه ـ وخالد بن جعفر، وجَبَّار بن أسلم، وكانوا رؤساء القوم وشياطينهم، وكان عامر هو الذي غدر بأصحاب بئر مَعُونة، فلما أراد هذا الوفد أن يقدم المدينة تآمر عامر وأربد، واتفقا على الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الوفد جعل عامر يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، ودار أربد خلفه، واخترط سيفه شبراً، ثم حبس اللّه يده فلم يقدر على سله، وعصم اللّه نبيه، ودعا عليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رجعا أرسل اللّه على أربد وجمله صاعقة فأحرقته، وأما عامر فنزل على امرأة سَلُولِيَّةٍ، فأصيب بغُدَّةٍ في عنقه فمات وهو يقول‏:‏ أغدة كغدة البعير، وموتا في بيت السلولية‏.‏
15ـ وفد تُجِيب‏:‏
قدم هذا الوفد بصدقات قومه مما فضل عن فقرائهم، وكان الوفد ثلاثة عشر رجلاً، وكانوا يسألون عن القرآن والسنن يتعلمونها، وسألوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أشياء فكتب لهم بها، ولم يطيلوا اللبث، ولما أجازهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعثوا إليه غلاماً كانوا خلفوه في رحالهم، فجاء الغلام، وقال‏:‏ واللّه ما أعْمَلَنِي من بلادي إلا أن تسأل اللّه عز وجل أن يغفر لي ويرحمني، وأن يجعل غناي في قلبي، فدعا له بذلك‏.‏ فكان أقنع الناس، وثبت في الردة على الإسلام، وذكر قومه ووعظهم فثبتوا عليه، والتقي أهل الوفد بالنبي صلى الله عليه وسلم مرة أخري في حجة الوداع سنة 01 هـ‏.‏

16ـ وفد طيِّـئ‏:‏


قدم هذا الوفد وفيهم زَيْدُ الخَيْلِ ، فلما كلموا النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهم الإسلام أسلموا وحسن إسلامهم، وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن زيد‏:‏ ‏(‏ما ذكر لي رجل من العرب بفضل، ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه ، إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه‏)‏، وسماه زيد الخير‏.‏

وهكذا تتابعت الوفود إلى المدينة في سنتي تسع وعشر، وقد ذكر أهل المغازي والسير منها وفود أهل اليمن، والأزْد وبني سعد هُذَيْم من قُضَاعَة، وبني عامر بن قَيْس، وبني أسد، وبَهْرَاء وخَوْلان ومُحَارِب وبني الحارث بن كعب وغَامِد وبني المُنْتَفِق، وسَلامان، وبني عَبْس، ومُزَيْنَة، ومُرَاد، وزُبَيْد، وكِنْدَة، وذي مُرَّة، وغَسَّان، وبني عِيش، ونَخْع ـ وهو آخر الوفود، توافـد فـي منتصف محـرم سنة 11هـ في مائتي رجـل ـ وكانت وفادة الأغلبية من هذه الوفود سنة 9 و 01 هـ، وقد تأخرت وفادة بعضها إلى سنة 11 هـ‏.‏

وتَتَابُع هذه الوفود يدل على مدي ما نالت الدعوة الإسلامية من القبول التام، وبسط السيطرة والنفوذ على أنحاء جزيرة العرب وأرجائها، وأن العرب كانت تنظر إلى المدينة بنظر التقدير والإجلال، حتى لم تكن تري محيصاً عن الاستسلام أمامها، فقد صارت المدينة عاصمة لجزيرة العرب، لا يمكن صرف النظر عنها، إلا أننا لا يمكن لنا القول بأن الدين قد تمكن من أنفس هؤلاء بأسرهم ؛ لأنه كان وسطهم كثير من الأعراب الجفاة الذين أسلموا تبعاً لسادتهم، ولم تكن أنفسهم قد خلصت بعد عما تأصل فيها من الميل إلى الغارات، ولم تكن تعاليم الإسلام قد هذبت أنفسهم تمام التهذيب‏.

وقد وصف القرآن بعضهم بقوله في سورة التوبة‏:‏ ‏{‏الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏[‏التوبة‏:‏97، 98‏]‏

وأثنى على آخرين منهم فقال‏:‏ ‏{‏وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏[‏ التوبة:99]‏‏.‏
أما الحاضرون منهم في مكة والمدينة وثقيف، وكثير من اليمن والبحرين، فقد كان الإسلام فيهم قوياً، ومنهم كبار الصحابة وسادات المسلمين‏.







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:45 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المختار سيد المرسلين الأبرار صلى الله عليه وسلم.
لقد أشرقت الأرض بمقدمه صلى الله عليه وسلم وانجلى الظلام ببعثته عليه السلام وكم أعتصر الحزن تلك القلوب الطاهرة والنيرة بضوء الأيمان وذلك عند نباء وفاته .
فيما يلي سأعرض لكم جزء (نجاح الدعوه واثرهاـــــــ الر الرفيق الأعلى) من كتاب الرحيق المختوم مع عرض بعض الفوائد التي استخلصتها أثناء قراتي لهذا الجزء .

وقبل أن نتقدم خطوة أخري إلى مطالعة أواخر أيام حياة الرسول صلى الله عليه وسلم،ينبغي لنا أن نلقي نظرة إجمالية على العمل الجلل الذي هو فذلكة حياته، والذي امتاز به عن سائر الأنبياء والمرسلين، حتى توج اللّّه هامته بسيادة الأولين والآخرين‏

إنه صلى الله عليه وسلم قيل له‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّاقَلِيلًا‏}‏ الآيات ‏[‏المزمل‏:‏1، 2‏]‏‏.‏ و‏{‏ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ‏قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏1، 2‏]‏ الآيات، فقام وظل قائماً أكثرمن عشرين عاماً يحمل على عاتقه عبء الأمانة الكبري في هذه الأرض، عبء البشرية كلهاوعبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى‏

عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عاماً، لا يلهيه شأن عن شأن في خلالهذا الأمد، حتى نجحت الدعوة الإسلامية على نطاق واسع تتحير له العقول، فقد دانت لهاالجزيرة العربية، وزالت غبرة الجاهلية عن آفاقها، وصحت العقول العليلة حتى تركتالأصنام بل كسرت، أخذ الجو يرتج بأصوات التوحيد، وسمع الأذان للصلوات يشق أجواءالفضاء خلال الصحراء التي أحياها الإيمان الجديد، وانطلق القراء شمالاً وجنوباً،يتلون آيات الكتاب، ويقيمون أحكام اللّه‏


2_وتوحدت الشعوب والقبائل المتناثرة، وخرج الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، فليس هناك قاهر ومقهور، وسادات وعبيد، وحكام ومحكومون، وظالم ومظلوم، وإنما الناس كلهم عباد اللّه، إخوان متحابون، متمثلون لأحكامه، أذهب اللّه عنهم عُبِّيَّةَ الجاهلية ونخوتها وتعاظمها بالآباء، ولم يبق هناك فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم من تراب‏.‏



لما قامت هذه الدعوة بدورها في حياة البشرية، خلصت روح البشر من الوهم والخرافة، ومن العبودية والرق، ومن الفساد والتعفن، ومن القذارة والانحلال، وخلصت المجتمع الإنساني من الظلم والطغيان، ومن التفكك والانهيار، ومن فوارق الطبقات، واستبداد الحكام، واستذلال الكهان، وقامت ببناء العالم على أسس من العفة والنظافة، والإيجابية والبناء، والحرية والتجدد، ومن المعرفة واليقين، والثقة والإيمان، والعدالة والكرامة، ومن العمل الدائب لتنمية الحياة، وترقية الحياة، وإعطاء كل ذي حق حقه في الحياة‏.‏
فــــــــــــأئده:ـ
اـ إستجابة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر الدعوه
2ـ صبره وتحمله المشاق للوصول الى إعلاء كلمة التوحيد وإلى وحدة الصف الإسلامي
3ـ على الداعيه الى الاسلام الصبر لان طريق الدعوه طريق شاق
4_اساس التفاضل بين المسلمين التقوى
حجـة الــوداع
تمت أعمال الدعوة، وإبلاغ الرسالة، وبناء مجتمع جديد على أساس إثبات الألوهية للّه، ونفيها عن غيره، وعلى أساس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن هاتفاً خفياً انبعث في قلب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية، حتى إنه حين بعث معاذا على اليمن سنة 01هـ قال له ـ فيما قال‏:‏ ‏(‏يا معاذ، إنك عسي ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري‏)‏، فبكي معاذا خشعاً لفراق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏
وشاء اللّه أن يري رسوله صلى الله عليه وسلم ثمار دعوته، التي عاني في سبيلها ألواناً من المتاعب بضعاً وعشرين عاماً، فيجتمع في أطراف مكة بأفراد قبائل العرب وممثليها، فيأخذوا منه شرائع الدين وأحكامه، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة‏.‏



أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بقصده لهذه الحجة المبرورة المشهودة، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، فتَرَجَّل وادَّهَنَ ولبس إزاره ورداءه وقَلَّد بُدْنَه، وانطلق بعد الظهر، حتى بلغ ذا الحُلَيْفَة قبل أن يصلي العصر، فصلاها ركعتين، وبات هناك حتى أصبح‏.‏ فلما أصبح قال لأصحابه‏:‏ ‏(‏أتاني الليلة آت من ربي فقال‏:‏ صَلِّ في هذا الوادي المبارك وقل‏:‏ عمرة في حجة‏)‏‏.‏
صفة احرامه :ـ



وقبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه، ثم طيبته عائشة بيدها بذَرِيَرة وطيب فيه مِسْك، في بدنه ورأسه، حتى كان وبَيِصُ الطيب يري في مفارقه ولحيته، ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلي الظهر ركعتين، ثم أهل بالحج والعمرة في مُصَلاَّه، وقَرَن بينهما، ثم خرج، فركب القَصْوَاءَ، فأهَلَّ أيضاً، ثم أهَلَّ لما استقلت به على البَيْدَاء‏.‏
صفة حجه صلى الله عليه وسلم:ـ



واصل سيره حتى قرب من مكة، فبات بذي طُوَي، ثم دخل مكة بعد أن صلي الفجر واغتسل منصباح يوم الأحد لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة 01هـ ـ وقد قضي في الطريق ثمانيليال، وهي المسافة الوسطي ـ فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت، وسعي بين الصفاوالمروة، ولم يَحِلَّ ؛لأنه كان قارناً قد ساق معه الهدي، فنزل بأعلى مكة عندالحَجُون، وأقام هناك، ولم يعد إلى الطواف غير طواف الحج‏.وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ـ وهو يوم التَّرْوِيَة ـ توجه إلىمني، فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ـ خمس صلوات ـ ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، فأجاز حتى أتي عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بَنَمِرَة، فنزل بها،حتى إذا زالت الشمس أمر بالقَصْوَاء فرحلت له، فأتي بطن الوادي، وقد اجتمع حوله مائة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً، وألقى هذه الخطبة الجامعة‏:‏
‏(‏أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏‏.‏
‏(‏إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا،في بلدكم هذا‏.‏ ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهليةموضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ـ وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذَيْل ـ وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله‏)‏‏.‏
‏(‏فاتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‏)‏‏.‏
‏(‏وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه‏)‏‏.‏
‏(‏أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم،وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم،وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم‏)‏‏.‏
‏(‏وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نشهد أنك قدبلغت وأديت ونصحت‏.‏
فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس‏:‏‏(‏اللهم اشهد‏)‏ ثلاث مرات‏.‏
وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ وهوبعرفة ـ ربيعة بن أمية ابن خَلَف‏.‏
وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليهقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 3‏]‏،ولما نزلت بكي عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما يبكيك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص،فقال‏:‏ ‏(‏صدقت‏)‏‏.‏
وبعد الخطبة أذن بلال ثم أقام، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلمبالناس الظهر، ثم أقام فصلي العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتي الموقف،فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخَرَات ، وجعل حَبْل المشاة بين يديه، واستقبلالقبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرْص‏.‏
وأردف أسامة، ودفع حتى أتي المُزْدَلِفَة، فصلي بها المغرب والعشاءبأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلي الفجرحين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتي المَشْعَرَ الحرام،فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسْفَر جِدّا‏.‏
فَدَفَع ـ من المزدلفة إلى مني ـ قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس حتى أتي بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطي التي تخرجعلى الجمرة الكبري، حتى أتي الجمرة التي عند الشجرة ـ وهي الجمرة الكبري نفسها،كانت عندها شجرة في ذلك الزمان، وتسمي بجمرة العَقَبَة وبالجمرة الأولي ـ فرماهابسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصي الخَذْف، رمي من بطن الوادي، ثم انصرفإلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطي علياً فنحر ما غَبَرَ ـ وهي سبعوثلاثون بدنة، تمام المائة ـ وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت فيقِدْر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مَرَقِها‏.‏
ثم ركب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت، فصلي بمكةالظهر، فأتي على بني المطلب يَسْقُون على زمزم، فقال‏:‏ ‏(‏انزعوا بني عبد المطلب،فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم‏)‏، فناولوه دلواً فشرب منه‏.‏
وخطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ـ عاشر ذي الحجة ـ أيضاًحين ارتفع الضحي، وهو على بغلة شَهْبَاء، وعلى يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد ،وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، فقد روي الشيخان عن أبي بكرة قال‏:‏خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال‏:‏ ‏(‏إن الزمان قد استدار كهيئتهيوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادي وشعبان‏)‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏(‏أي شهر هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس ذا الحجة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏؟‏ قال‏:‏‏(‏أي بلد هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغيراسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليست البلدة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأي يوم هذا‏؟‏‏)‏قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ فسكت حتى ظننا أنه سيسمية بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس يوم النحر‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامكحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا‏)‏‏.‏
‏(‏وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض‏)‏‏.‏
‏(‏ألا هل بلغت‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعي من سامع‏)‏‏.‏
فــــــــــــــــــائده:ـ


1_إن أول ما يلفت النظر في حجة الوداع هذا الجمهور الضخم الذين حضروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، مؤمنين به، مصدقين برسالته، مطيعين لأمره، وقد كانوا جميعاً قبل ثلاثة وعشرين سنة فحسب على الوثنية والشرك، ينكرون مبادئ رسالته، ويعجبون من دعوته الى التوحيد، وينفرون من تنديده بآبائهم الوثنيين، وتسفيهه لاحلامهم، بل كان كثير منهم قد ناصبوه العداء، وتربصوا به الشر، وبيتوا على قتله، وألبّوا عليه الجموع، وجالدوه بالسيوف والرماح، فكيف تم هذا الانقلاب العجيب في مثل هذه المدة القصيرة،
2ـوكيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يحول هذه الجموع من وثنيتها وجاهليتها وترديها وتفرقها الى توحيد الله وعلم ذاته وصفاته، واجتماع الكلمة، ووحدة الهدف والغاية؟ وكيف كسب حب هذه القلوب بعد عداوتها، وهي المعروفة بشدة الشكيمة وعنف الخصام؟ ألا إن إنساناً مهما بلغت عبقريته، ودهاؤه، وقوة شخصيته ليستحيل أن يصل إلى هذا في مئات السنين، وما سمعنا بهذا في الأولين والآخرين، إن هو إلا صدق الرسالة، وتأييد السماء، ونصرة الله، ومعجزة الدين الشامل الكامل الذي أتم الله به نعمته على عباده، وختم به رسالاته للناس، وأراد أن ينهي به شقاء أمة كانت تائهة في دروب الحياة، مستذلة للأهواء العصبيات، وأن يدلها على طريق الهداية، ويفتح أعينها لأشعة الشمس، ويقلدها قيادة الأمم، ويحوُّل بها مجرى التاريخ، ويمحي بها مهانة الانسان، ويورثها الحكمة والكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب.
مائة وأربعة عشر ألفاً كانوا له مكذبين، فأصبحوا له مصدقين، وكانوا له محاربين، فأصبحوا له مذعنين، وكانوا له مبغضين، فأصبحوا له محبين، وكانوا عليه متمردين، فأصبحوا له طائعين، كل ذلك في ثلاث وعشرين من السنين.. ذلك هو صنع الله الحق المبين، فتعالى الله عما يشركون، وتنزهت ذات رسوله عما يقول الملحدون، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
3ـما يلفت النظر في حجة الوداع هذا الخطاب القوي الحكيم الذي خاطب به رسول الله الناس أجمعين، وتلك المبادئ التي أعلنها بعد إتمام رسالته ونجاح قيادته، مؤكدة للمبادئ التي أعلنها في أول دعوته، يوم كان وحيداً مضطهداً، ويوم كان قليلاً مستضعفاً، مبادئ ثابتة لم تتغير في القلة والكثرة، والحرب والسلم، والهزيمة والنصر، وإعراض الدنيا وإقبالها، وقوة الأعداء وضعفهم، بينما عرفنا في زعماء الدنيا تقلباً في العقيدة والمبدأ، وتبايناً في الضعف والقوة، وتغيراً في الوسائل والأهداف، يظهرون خلاف ما يبطنون، وينادون بغير ما يعتقدون، ويلبسون في الضعف لبوس الرهبان، وفي القوة جلود الذئاب، وما ذلك إلا لأن هؤلاء رسل المصلحة، وأولئك رسل الله وشتان بين من يحوم فوق الجيف، وبين من يسبح في بحار النور، شتان بين الذين يعملون لأنفسهم، وبين الذين يعملون لإنسانيتهم، شتان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن ?الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون? [البقرة: 257].
4ـ الدروس العمليه اللتي يستفيدها المسلمين من صفة حجه عليه السلام
5ـ على الدعاه والأئمه الاستفاده من سيرته صلى الله عليه وسلم وليكن لهم قدوه في الوعظ والارشاد

آخر البعوث‏
1ـكانت كبرياء دولة الرم قد جعلتها تأبي حق الحياة على من آمن بالله ورسوله، وحملها على أن تقتل من أتباعها من يدخل في الإسلام، كما فعلت بفَرْوَة بن عمرو الجُذَامِي، الذي كان والياً على مَعَان من قبل الروم‏.‏
2ـونظراً إلى هذه الجراءة والغطرسة، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً كبيراً في صفر سنة 11هـ، وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أنيوطئ الخيل تُخُوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، يبغي بذلك إرهاب الروم وإعادةالثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبن أحد أن بطش الكنيسة لامعقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الحتوف فحسب‏.‏
3ـ وتكلم الناس في قائد الجيش لحداثة سنه، واستبطأوا في بعثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارةأبيه من قبل، وايم الله، إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلى، و إنهذا من أحب الناس إلى بعده‏)‏‏.‏وانتدب الناس يلتفون حول 4ـأسامة، وينتظمون في جيشة، حتى خرجوا ونزلواالجُرْف، على فَرْسَخ من المدينة، إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزمتهم التريث، حتى يعرفوا ما يقضي الله به، وقد قضي الله أن يكون هذا أول بعث ينفذ في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏
فــــــــــــائده:ـ


1ـثم يتجلى من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش لأسامة بن زيد وهو شاب في سن العشرين وتحت لوائه شيوخ المهاجرين والأنصار، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم من هم في سبقهم الى الاسلام، وحسن بلائهم فيه، وتقدمهم في السن والمكانة على أسامة، ان في هذا سنة حميدة من سنن الاسلام في الغاء الفوارق بين الناس من جاه وسنٍّ وفضل، وتقديم الكفء الصالح لها مهما يكن سنِّه ومكانته،
2ـ ثم في رضى هؤلاء العظماء الذين أثبت التاريخ من بعد أن التاريخ لم ينجب مثلهم في عظمتهم وكفاءاتهم، على أن يكونوا تحت إمرة أسامة الشاب، ما يدل على مدى التهذيب النفسي والخلقي الذين وصلوا اليه بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدايته وتربيته وإرشاده.
3ـسابقة عظيمة لم تعهدها أمة من الأمم، تدل على وجوب فسح المجال لكفاءات الشباب وعبقرياتهم، وتمكينهم من قيادة الأمور حين يكونون صالحين لذلك،
4ـ ورضي الله عن أسامة الشاب، وهنيئاً له ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفاءة قيادته وصدق عزيمته، وحسن إسلامه، رضي الله عنه وجعله قدوة لشبابنا المؤمنين العاملين.

طلائع التوديع تظهر في عبارته وتتضح في افعاله :
1- أعتكف في رمضان عشرين يوما وكان لايعتكف إلا عشرة ايام.
2- تدارسه جبريل القران مرتين
3- قوله صلى الله عليه وسلم في جحة الوداع( إني لا ادري لعلي لاالقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا)
4- قال وهو يرمي جمرة العقبة( خذوا عني مناسككم لعلي لااحج بعد عامي هذا .)
5- أنزلت عليه سورة النصر في اوسط ايام التشريق فعرف انه الوداع وانه نعيت اليه نفسه
فـائــده :

1_حرصه صلى الله عليه وسلم على الاستزاده من الاجر والثواب وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما حالنا نحن .، وعلينا الحرص على فعل الخيرات والاستعداد ليوم البعث والحساب
2_حرصه على تمسك المسلمين بالنسك الصحيح بعد وفاته ولكن نسأل الله العفو والسلامه من البدع التى ظهرت في الحج وغيره .فعلينا الحذر منها ونشر التوعيه لمن حولنا
*************************************************
اليوم : اوائل صفر 11هجريه.
في سنة 11هجريه خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات ثم انصرف إلى المنبر وقال( أني فرطتكم وأني شهيد عليكم وأني والله لا أنظر الى حوضي الان وقد اعطيت مفاتيح خزائن الأرض او مفاتيح الأرض واني والله ما أخاف ان تشركو بعدي ولكني اخاف عليكم أن تتنافسوا فيها .)
فــائــده :
حرصه صلى الله عليه وسلم على عقيدة المسلمين وعلى وحدة الصف الاسلامي حتى بعد وفاته .وخوفه على امته من التنافس على الحياة الدنيا وزينتها وهذا مايحصل الان وكم نرى ونسمع نزاعات بين افراد وقبائل من اجل قطعة ارض اوتقسيم ارث ،نسأل الله العفو والسلامه اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا
*********************************************
ثم خرج الى اهل البقيع وأستغفر لهم وقال : السلام عليكم ياأهل المقابر ليهن لكم ما اصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم تتبع اخرها اولها والاخره شر ن الاولى .وبشرهم قائلا: ( أنا بكم للاحقون )
فــائــده :

من هذا الحديث يتضح لنا تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتنه التى ظهرت والتى ستظهر وقانا الله واياكم منها .
بداية مرضه صلى الله عليه وسلم :
اليوم الاثنين / 29صفر / 11هجريه
شعر صلى الله عليه وسلم بصداع في راسه وارتفعت حرارته حتى كانوا يجدون حرها فوق العصابه التى تعصب بها راسه .
صلى بالناس وهو مريض 11يوما .
أيام مرضه كانت 13او14 يوما
الأسبوع الاخير
أزداد المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل يسأل أزواجه (أين انا غدا)
ففهمنا مراده فأذن له يكون حيث شاء
أنتقل الى منزل السيدة عائشه رضى الله عنها فكانت السيده عائشه رضى الله عنها تقرأ المعوذات والادعيه التى حفضتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تنفث على نفسه وتمسحه بيده رجاء بركته .
فـائـده :
تفهم ازواجه رضى الله عنهن لمراده وهذا من حرصهم على ارضاءه صلى الله عليه وسلم .
المحبه والاولفه التى ببين ازواجه صلى الله عليه وسلم .
محبته لعائشه وحرصه ان يكون عندها في ايامه الاخيره .
ليت الزوجات في هذا الزمان يحرصون على رضاء ازواجهم ويقتدين بأمهات المؤمنين رضي الله عنهم .

اليوم الأربعاء : قبل وفاته بخمسة أيام.
أشتد عليه المرض مما زاد الحراره فأشتد به الوجع وغمى عليه قال( هريقوا على سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج الى الناس فأعهد اليهم ).
ثم دخل المسجد وهو معصوب الرأس وخطب في الناس وقال (لعنة الله على اليهود والنصارى أتخذوا قبور أنبايئهم مساجد )
وقال (لاتتخذوا قبري وثنناً يعبد)
فــائــده :
حرصه صلى الله عليه وسلم على بث تعاليم الاسلام الصحيحه وهو في مرض الموت .
خوفه على أمته من الشرك اللذي يقع فيه الكثير الان وقانا الله وأياكم من الشرك وأهله .

وعرض نفسه للقصاص قائلا(من كنت جلدة له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمة له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه )
فــائــده:
أنظرى الى مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على أن يأخذ كل ذي حق حقه وهو المنزهه من كل سوء فأين نحن منك يارسول الله فكم تنتشر الغيبه والنميمه والبغضاء والشحناء وكم بطشنا بأيدنا وكم تسلط البعض على الاخر بالسب والشتم نسأل الله التوبة النصوح .
ثم نزل وصلى الظهر وجلس على المنبر وعاد الى مقالته الاولى فالشحناء وغيرها فقال رجل أنى لي عندك ثلاث دراهم فقال أعطه يافضل .
فـائــده :
شدة حرصه على أن يأخذ كل ذى حق حقه ونحن نرى الان يقترض عند الحاجه وعندماتتيسر أموره لايرد الدين ولكن الى متى .
لقد وصى بالانصار فقال ( أن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم امرا يضر فيه احدا او ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم .
فـائــده :
أعترافه صلى الله عليه وسلم بفضل الأنصار وعرفانه بجميلهم وحبه لهم فليكن لا أولى الفضل مكان بيننا .

قال عليه الصلاة والسلام (أن عبدا خيره الله من يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فختار ما عنده )
قال ابو سعيد الخدري فبكى ابو بكر قال فديناك بآبائنا وامهاتنا فعجبنا له .
فـائــده :
هل عرفتم من هو ذلك الرجل أنه محمد عليه الصلاة والسلام لقد خيره الله بين ما عنده وبين زهرة الحياة الدنيا وقد أختار ما عند الله وماعند الله خير وأبقى على ما في الدنيا من نعيم زائل فعلمي أخيتي أن نعيم الدنيا زائل وأعملي لجنة عرضها السموات والأرض .

*******************************************
ثم قال عليه الصلاة والسلام(أن من أمن الناس في صحبته وماله ابو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لا اتخذت ابو بكر خليلا ولكن أخوة الأسلام ومودته لايبقين في المسجد بابا اللا سد اللا باب ابي بكر )
فـائــده :
بين فضل ابي بكر رضي الله عنه وليكن خير قدوة لنا في محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباع أوامره .
يوم الخميس قبل الوفاة بأربع أيام .
1- أشتد به الوجع أوصى بثلاث وصايا
أخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب
إجازة الوفود بنحو ما كان يجيزه
أما الثالث الاعتصام بالكتاب والسنه أو تنفيذ جيش أسامه
وكان صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس جميع صلاوته حتى ذلك اليوم ( يوم الخميس قبل الوفاه بأربع أيام )
وقد صلى في ذلك اليوم صلاة المغرب عند العشاء زاد ثقل المرض بحيث لم يستطع الخروج الى المسجد وصلى بالناس ابو بكر .
فـائــده :
حرصه على أن تبقى جزيرة العرب وهي بلاد الأسلام في ذلك الوقت خالية من الكفر والشرك ووصيته بالصلاة والحفاظ عليها قلما نجد من يحافظ عليها الآن .
قبل يوم أو يومين من وفاته يوم السبت أو الأحد .
وجد في نفسه خفه فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وابو بكر يصلى بالناس فلما رآه ابو بكر ذهب ليتاخر أومأ اليه بأن لايتاخر قال (أجلساني الى جنبه )فأجلساه الى يسار ابي بكر فكأن ابو بكر يقتدى بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسمع الناس بالتكبير .
فـائــده :
حرصه على صلاة الجماعه ووحدة الصف الأسلامي .
قبل يوم من وفاته عليه الصلاة والسلام
يوم الأحد قبل يوم الوفاه
1- أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه وتصدق بسبع دنانير كانت عنده ووهب للمسلمين أسلاحته .
فـائــده :
حرصه على فعل الخير من عتق وصدقه في آخر أيامه فأين نحن من فعل الخيرات .
أخر يوم في حياته صلى الله عليه وسلم .
يوم الأثنين ربيع الاول سنة 11هجريه
بينما كان المسلمون في صلاة فجر يوم الأثنين وابوبكر يصلى بهم لم يفاجئهم اللا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشه فنظر اليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فكانت هذه اخر صلاة ثم لم يأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى .
فـائــده :
تبسمه وسروره من وحدة الصف الأسلامي وأن أتم الله نعمة الأسلام والمسلمين .
لما أرتفع الضحى دعى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت قالت عائشه فسألنا عن ذلك فقالت سر النبي أنه يقبض في وجعه اللذي توفي فيه فبكيت ثم سرني فأخبرني أن أول أهله اتبعه فضحكت وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين .
فـائــده :
فضل السيدة فاطمة رضي الله عنها أول من يقبض من أهله بعده وسيدة نساء العالمين .
*********************************************
ودعى الحسن والحسين فقبلهما وأوصى بهما خيرا ودعى أزواجه ووعظهن وذكرهن وطفق الوجع يشتد ويزيد فأوصى الناس فقال الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .
فـائــده :
حبه للحسن والحسين ومدى عطفه عليهما
حرصه على وعظ أزواجه
بيان فضل الصلاه وهو في اشدالمه فما اكثر المتهاونين بالصلاه جهلا وكسلا منهم فلابد ان يكون للاهل دور في توعية ابنائهم هدى الله الجميع الى مايحب ويرضى

أخيرا الأحتضار
ضحى يوم الأثنين 12 ربيع الأول 11هجريه .عمره 63 سنه وأربعة أيام
بدأ الأحتضار فأسنتدته عائشه أليها وكانت تقول أن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته.
دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرايته ينظر اليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت أخذه لك ؟ فأشار براسه أن نعم , فتناولته ،فأشتد عليه، فقلت له:الينه لك.فأشار برأسه أن نعم، فلينته.وفي روايه انه استن به كأحسن ماكان مستنناوبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء ويمسح بها وجهه يقول (لااله اللا الله أن للموت سكرات ) وبعد أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركة شفتاه فأصغت اليه عائشه وهو يقول مع "مع اللذين أنعمت عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين اللهم أغفرلي وأرحمني والحقني بالرفيق الاعلى اللهم الرفيق الاعلى " كرر الكلمة الاخيرة ثلاثا ولحق بالرفيق الاعلى .
فـائــده :
فضل السيدة عائشه رضى الله عنها
توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وفي يومها وعلى صدرها وجمع الله بين ريقه وريقها فليكن لنا في أمهات المؤمنين أسوة حسنه فقد كن نعم الزوجات البارات ونعم الفقيهات الصالحات .
بيان منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مع اللذين أنعم الله عليهم من النببين والصدقين والشهداء والصالحين .
شدة سكرات الموت على سيد الخلق والمرسلين المنزهه من كل ذنب فكيف بنا نحن اللهم أرحمنا وأحسن خاتمتنا .

موقف الصحابه بعد موته

‏‏
وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏ ولا يوجد

حب في الدنيا يبلغ حب هؤلاء الصحابة الأبرار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد هداهم الله به، وأنقذهم من الظلمات إلى النور، وغير حياتهم، وفتح عقولهم وأبصارهم، وسما بهم إلى مراتب القادة العظماء، ثم هو في حياته مربيهم وقاضيهم ومرشدهم يلجؤون اليه في النكبات، ويسترشدونه في الحوادث، ويأخذون خرج أبو بكر الى الناس، فخطب فيهم وقال: أيها الناس! من كان يعبد محمداً، فان محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله، فان الله حيٌّ لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين? [آل عمران: 144]. فلما تلاها أبو بكر أفاقوا من هول الصدمة، وكأنهم لم يسمعوها من قبل، قال أبو هريرة: قال عمر: فوالله ما هو الا أن سمعت أن أبا بكر تلاها فعقرت – أي دهشت وتحيرت – حتى وقعت الى الأرض وما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
فائـــــــــــده
أولهما: أن الصحابة دهشوا لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لكأن الموت لا يمكن أن يأتيه، مع أن الموت نهاية كل حي، وما ذلك إلا لحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً امتزج بدمائهم وأعصابهم، والصدمة بفقد الأحباب تكون على قدر الحب، ونحن نرى من يفقد ولداً أو أباً كيف يظل أياماً لا يصدق أنه فقده، وأي منه خطاب الله لهم وحديثه اليهم وتعليمه لهم، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع ذلك كله، فأي صدمة أبلغ من هذه الصدمة وأشدها أثراً.
ثانيهما: أن موقف أبي بكر دل على أنه يتمتع برباطة جأش وقوة أعصاب عند النكبات لا يتمتع بها صحابي آخر. وهذا ما جعله أولى الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثبت ذلك في حركة الردة في جزيرة العرب

التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض‏‏

ووقع الخلاف في أمرالخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه صلى الله عليه وسلم، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ومضي في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان آخر الليل ـ ليلة الثلاثاء ـ مع الصبح، وبقي جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله‏.‏
ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه، وكان القائمون بالغسل‏:‏ العباس وعليّا، والفضل وقُثَم ابني العباس، وشُقْرَان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأوس بن خَوْلي، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلى يغسله، وأوس أسنده إلى صدره‏.‏
وقد غسل ثلاث غسلات بماء وسِدْر، وغسل من بئر يقال لها‏:‏ الغَرْس لسعد بن خَيْثَمَة بقُبَاء وكان يشرب منها‏.‏
ثم كفنوه في ثلاثة أثواب يمانية بيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏ أدرجوه فيها إدراجًا‏.‏
واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ما قبض نبي إلا دفن حيث يـقبض‏)‏، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحداً‏.‏
ودخل الناس الحجرة أرسالاً، عشرة فعشرة، يصلون على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفذاذاً، لا يؤمهم أحد، وصلي عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان، ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان‏.‏
ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً، ومعظم ليلة الأربعاء، قالت عائشة‏:‏ ما علمنا بدفن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المسَاحِي من جوف الليل ـ وفي رواية‏:‏ من آخر الليل ـ ليلة الأربعاء‏.‏
فائــــــــــده


مهما اختلفت اراء المسلمين تتحد كلمتهم وتتفق ارائهم في النهايه
كرامة الرسول محفوظة حتى بعد موته فلم يجرد من ثيابه
مبداء الإسلام الشورى والتشاور في كل شيء حتى في مكان دفنه عليه السلام
حرص الصحابة ونساءهم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله

وهكذا انطوت صفحة مشرقه من صفحات الامه الاسلاميه معطرة بالسيره النبويه العطره
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:48 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

البيت النبوي



كان البيت النبوي في مكه قبل الهجره يتألف منه عليه الصلاة والسلام ومن زوجته خديجه بنت خويلد وهي اول من تزوجه من النساء ولم يتزوج عليها غيرها وكان له من منها ابناء وبنات اما الابناء فلم يعش منهم احد واما البنات فهن : زينب ورقيه وام كلثوم وفاطمه .
ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتاز عن امته بحل التزوج باكثر من اربع زوجات لاغراض كثيره فكان من عقد عليهن ثلاثة عشره امراه منهن تسع مات عنهن واثنتان توفيتا في حياته واما السراري فالمعروف انه تسرى باثنتين .

ومن نظر الى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عرف جيدا ان زواجه بهذا العدد الكثير من النساء لم يكن لاجل انه وجد بغتة في نفسه قوة عارمه من الشبق لايصبر معها الا مثل هذا العدد الكثير من النساء بل كانت هناك اغراض آخرى اجل واعظم من الغرض الذي يحققه عامة الزواج , فا تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم الى مصاهرة ابي بكر وعمر بزواجه بعائشه وحفصه وكذلك تزوجيه ابنته فاطمه بعلي بن ابي طالب وتزوجيه ابنتيه رقيه ثم ام كلثوم بعثمان بن عفان يشير الى انه يبغي من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الاربعه الذي عرف بلاءهم وفداءهم لللا سلام في الازمات التي مرت به وشاء الله ان يجتازها بسلام.

ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بتزكية وتثقيف قوم لم يكونوا يعرفون شيئا من آداب الثقافه والحضاره والتقيد بلوازم المدينه والمساهمه في بناء المجتمع وتعزيزه والمبادئ التى كانت اسسا لبناء المجتمع الاسلامي لم تكن تسمح للرجال ان يختلطوا بالنساء فلم يكن يمكن تثقيفهن مباشره مع المراعاه لهذه المبادئ مع ان مسيس الحاجه الى تثقيفهن مباشره لم يكن اهون واقل من الرجال بل كان أشد وأقوى .
واذن فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم سبيل الا ان يختار من النساء المختلفه الاعمار والمواهب ما يكفي لهذا الغرض فيزكيهن ويربيهن ويعلمهن الشرائع والاحكام ويثقفهن بثقافة الاسلام حتى يعدهن لتربية البدويات والحضريات العجائز منهن والشابات فيكفين مؤنة التبليغ في النساء وقد كان لامهات المؤمنين فضل كبير في نقل احواله صلى الله عليه وسلم المنزليه للناس خصوصا من طالت حياته منهن كعائشه فانها روت كثيرا من افعاله واقواله.

هذا وكانت عشرته صلى الله عليه وسلم مع امهات المؤ منين في غاية الشرف والنبل والسمو والحسن كما كن في اعلى درجة من الشرف والقناعه والصبر والتواضع والخدمه والقيام بحقوق الزواج مع انه كان في شظف من العيش لايطيقه احد قال انس : ما اعلم النبي صلى الله عليه وسلم راى رغيفا مرفقا حتى لحق بالله ولاراى شاة سميطا بعينه قط وقالت عائشه : ان كنا لننظر الى الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار . فقال لها عروه: ما كان يعيشكم ؟ قالت : الاسودان ، التمر والماء ومع هذا الشظف والضيق لم يصدر منهن ما يوجب العتاب الا مره واحده حسب مقتضى البشريه وليكون سببا لتشريع الاحكام فانزل آية التخيير
( ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياه الدنيه وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخره فان الله اعد للمحسنات منكن آجرا عظيما ) الاحزاب 28 .29
تم بحمد الله






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 12:59 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..



نور ... المتألقة بعطائك ومواضيعك القيمة



مشاء الله كتاب أكثر من رائع بابوابه وشرحه القيم

تسلسل وشرح يسهل الفهم ويعطى المتلقى المعلومة بكل سهولة

سيرة عطرة لاشرف الخلق نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم

جزاك الله كل الخير وجعل ما تقومى به فى ميزان حسناتك

تقبلى منى كل الود والاحترام






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 09-07-2008, 03:24 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
بحر النسيان

الصورة الرمزية بحر النسيان

إحصائية العضو








بحر النسيان غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..







آخر مواضيعي 0 صدفةً
0 تعدد..
0 مراقبة الله في الخلوات
0 قاب قوسين من إنطفاء...
0 تَحتَ الشّمسِ وفَوقَ الجِبال ! .
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 06:13 PM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

طرح قمة فى الإفادة والنفع

جزاك الله خيرا عنه اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011, 10:49 AM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

جزاكِ الله خيرا حبيبتي
بارك الله فيك
طرح موفق ورائع ومميز
بوركت الله يعطيك العافيه
ادام الله نبض قلبك ودمتي تظللك السعاده
وزودك الله من تقاهـ، ومن النار وقاكـ
وللفضيله هداكـ والفردوس سُكناكـ
حفظكـ من أوجدكـ






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator